أبعاد الحرب على الحوثيين.. والخوف السعودي بين الواقع والوهم

    • أبعاد الحرب على الحوثيين.. والخوف السعودي بين الواقع والوهم

      روما : 21 ذو القعدة 1430 هـ .. الموافق 9 نوفمبر 2009م "واجز"
      من المؤكد أن عداء آل سعود للشيعة هو عداء قديم بدأ منذ احتلالهم لبلاد الحرمين الشريفين ، وهو ليس بجديد أو حديث العهد ، فلقد عانى المواطنون الشيعة في السعودية كافة أصناف الحرب والتعذيب والتهميش ، ,ولكن هذه المرة بدأ العداء وبشكل رسمي خارج الأراضي السعودية وتحديدا في اليمن..فقد بدأ نظام آل سعود خلال اليومين الماضيين الحرب على دولة اليمن ، وقامت قواته باجتياح الأراضي اليمنية وقصف المناطق والقرى اليمنية بكافة الأسلحة من طيران ومدفعية وغيرها دون أي اعتبار لاستقلال وسيادة اليمن بحجج واهية وغير منطقية.
      وبهذه الحرب على اليمن أعلن آل سعود توسيع حربهم على الشيعة فبدؤوا بتجريب أسلحتهم خارج حدودهم ..ويبدو أن آل سعود اختاروا هذه المرة اليمن ساحة لتصفية حساباتهم مع المسلمين الشيعة العرب لجملة من الأسباب لعل أهمها هو الامتداد الجغرافي لشيعة اليمن ونجران على الحدود بين الدولتين.
      أما على الجانب الجيوبوليتيكي والاستراتيجي فإن اختيار آل سعود لليمن ساحة المعركة ضد الشيعة يرجع إلى الأهمية الإستراتيجية لهذه الدولة التي تطل على باب المندب الممر الهام لنقل البترول السعودي إلى أوروبا ، وهو ما جعل التدخل السعودي أمرا مطلوبا ومدعوما من قبل أمريكا والغرب بصفة خاصة .
      فالتدخل السعودي في الحرب الدائرة بين الحكومة اليمنية والحوثيين يأتي في إطار محاولتهم التخلص من فكي الكماشة الشيعية بين الإحساء والقطيف من جهة ومنطقة نجران، التي قد تطبق عليها مستقبلا مطالبة بالاستقلال التام عن حكومة الرياض.. كما أن وجود قوة شيعية في اليمن المطل على باب المندب لا يقض مضاجع آل سعود وحدهم بل والأمريكان أيضا الذين تعبر قواتهم وأساطيلهم وحاملات طائراتهم إضافة إلى ناقلات النفط عبر هذا الممر الاستراتيجي الهام مرورا بقناة السويس.
      وبصرف النظر عن الحرب التي أعلنتها الحكومة اليمنية على الحوثيين وهى من المفترض أنها شؤون داخلية يمنية بحته وهي حرب ما كانت لتقع لولا التدخل السعودي ودفعه للنظام اليمني لدخوله في هذه الحرب على مواطنيه الشيعة ، وليس هذا فحسب بل بمشاركة السعودية في هذه الحرب منذ البداية بشكل مباشر من خلال انطلاق القصف من القواعد العسكرية السعودية وهو ما يوضح أن سبب تدخل القوات السعودية ضد الحوثيين هو لضرب الطائفة الزيدية في اليمن .
      ومع هذا التهديد الذي يتعرض له سكان صعدة والمناطق التابعة لها فإنه لا مفر أمام الزيديين من تنظيم أنفسهم والاستعداد للدفاع عن عقيدتهم ووجودهم على أرضهم، فظهرت ما عرفت باسم حركة الحوثيين التي تأسست في صعدة قبل عام 2003م .
      وحقق الحوثيون خلال هذه الفترة انتصارات ونفوذا وتواجدا كثيفا بات يقلق حكومة آل سعود التي تخشى امتداد التأثير الزيدي والحوثي إلى داخل منطقة نجران التي تشترك مع زيديي اليمن نفس العقيدة الشيعية، وهو الأمر الذي دفع حكومة الرياض إلى التدخل في الصراع بين الحوثيين وحكومة صنعاء بصرف النظر عن الأسباب التي دفعت بها الرياض لتبرير تدخلها في هذه الحرب.
      فقد تحركت القوات السعودية يوم الخميس الماضي وقامت بشن هجوم على معاقل الحوثيين في شمال اليمن بعد ما شاع مقتل اثنين من عناصر الأمن السعودي في هجوم على الحدود يوم الثلاثاء الماضي إثر تسلل مسلحين حوثيين داخل جبل دخان بالقرب من مركز خلد الحدودي، فهاجم الطيران السعودي ستة مواقع للحوثيين داخل اليمن (حسب المتحدث الرسمي عن الحوثيين ) أعقبها بهجوم عنيف بنحو 100 صاروخ خلال ساعة واحدة ، وتحركت قوات برية سعودية داخل الأراضي اليمنية ، وإعلان الحوثيين دخول تلك القوات إلى الأراضي اليمنية .
      وروجت وسائل الإعلام السعودية قبل إعلان الرياض تدخل قواتها بشكل رسمي في حرب صعدة، بأن إيران تقوم بدعم الحوثيين بالسلاح من أجل تبرير موقفها في التدخل في الحرب اليمنية اليمنية ، وهو الأمر الذي جعل الصراع بين السعودية وإيران على المكشوف .. لتتضح معه طبيعة الصراع على أنه صراع بين (السنة والشيعة ) .
      وإذا كانت الرياض تعي صعوبة حسم المعارك بين الجيش اليمنى والحوثيين حيث توفر جبال اليمن الوعرة مقرات آمنة لأنصار الحوثي تساعدهم علي اتقاء الضربات العسكرية ‏، فقد رأت أنه لابد من التدخل ليس حبا في حكومة صنعاء ولكن للقضاء على الزيديين وكسر شوكتهم، ولم يكن الأمر مجرد مقتل جنديين سعوديين وتسلل مجموعة من الحوثيين داخل الاراضى السعودية، تلك الحجة الواهية التي لا تبرر الرد عليها بكل هذا الكم من الصواريخ وزحف القوات البرية .
      وبغض النظر عما قيل أن هناك تنسيقا بين الحكومتين في صنعاء والرياض فإن القصف السعودي الأخير هو انتهاك لاستقلال وسيادة بلد عربي هو اليمن يتطلب من المنظمات الدولية بدءا من الجامعة العربية وهيئة الأمم المتحدة التعامل مع هذا الوضع على أنه عدوان من قبل دول على بلد وشعب يتمتع باستقلال وسيادة، ووقف هذا العدوان فورا وفتح تحقيق دولي مستقل حوله والمطالبة بتعويض السكان المتضررين جراء هذا العدوان والذي استخدمت فيه القنابل الفوسفورية المحرمة دوليا على السكان المدنيين العزل.
      القوات السعودية أول قوات عربية تستخدم الفسفور المحرم دوليا

      التطور الخطير في حرب صعدة وتدخل قوات آل سعود فيها هو استخدام هذه القوات للقنابل الفوسفورية المحرمة دوليًا ضد الحوثيين داخل الأراضي اليمنية وليست السعودية، وهو ما يذكرنا بحرب الإبادة التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على سكان قطاع غزة الفلسطيني.
      فقد ذكرت وكالة الأخبار السعودية (واسم) أنها حصلت على شريط فيديو يبين استخدام السعودية للفسفور الأبيض في شنها غارات جوية مكثفة داخل الأراضي اليمنية لمواجهة الحوثيين.
      فيما صرحت الحكومة السعودية في بيان لها أنها اتخذت سلسلة من الإجراءات للتصدي للمتسللين من بينها تنفيذ ضربات جوية مركزة على تواجد الحوثيين.
      ومن خلال الشريط الذي عرضته واسم يتبين سقوط قنابل تتجزأ إلى جزأين عبارة عن مادة شمعية شفافة وبيضاء ومائلة للاصفرار مما يدل على أنها فسفورية.
      ويعد استخدام القوات العسكرية السعودية للفسفور الأبيض انتهاكا للمواثيق والمعاهدات الدولية وباستعمالها أسلحة محرمة دوليا تدخل في قائمة الدول المعروفة باستعمالها لهذه الأسلحة وفي مقدمتها إسرائيل والتي استخدمت الفسفور الأبيض ضد الفلسطينيين في حرب غزة بداية العام الحالي.
      رابط شريط الفيديو الذي يصور القصف السعودي لمناطق الحوثيين بالقنابل الفوسفورية




      علوم أن الطيران السعودي أغار على معاقل للحوثيين بشمال اليمن بعد يوم واحد من مقتل اثنين من رجال الأمن السعودي في هجوم على الحدود حسب الرواية السعودية.
      كما تحركت قوات برية سعودية أيضا باتجاه منطقة الحدود في طريقها إلى داخل الأراضي اليمنية.
      وقال الحوثيون في موقعهم على شبكة الانترنت في وقت متأخر الأربعاء أن طائرات سعودية قصفت أربعة مواقع بقنابل فوسفورية.
      وكانت القوات السعودية خلال هذه الحرب قد قامت بمساعدة القوات الحكومية اليمنية في حربها على الحوثيين حيث سمحت لهذه القوات بالتوغل داخل الأراضي السعودية والالتفاف على الحوثيين.
      وساقت حكومة الرياض مبررات التدخل في هذه الحرب وذلك في بيان لها يوم الأربعاء الماضي أفاد بأن ضابط أمن قتل وأصيب 11 في هجوم شنه مسلحون لم تحددهم في منطقة بالقرب من الحدود اليمنية.

      وتمتد الحدود بين اليمن والسعودية مسافة 1500 كيلومتر وتمثل مبعث قلق أمني بالنسبة للسعودية التي تبني سورا تستخدم فيه التكنولوجيا المتقدمة لمنع التسلل عبر الحدود.
      وفي تطور آخر على الصعيد السياسي والعسكري أعلنت السعودية يوم الجمعة الماضي أن هجومها على الحوثيين سيستمر إلى أن يتم القضاء على أي وجود لهم .
      وكان مستشار للحكومة السعودية قال يوم الخميس إن الرياض شنت غارات جوية مكثفة على شمال اليمن وإنها تحرك قوات باتجاه الحدود.
      نقلا عن وكالة أنباء الجزيرة "واجز"
      http://www.wagze.com