عتبة بن غزوان رضي الله عنه

    • عتبة بن غزوان رضي الله عنه

      من سيرالصحابة رضي الله عنهم
      بسم الله الرحمن الرحيم،
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      عتبة بن غزوان رضي الله عنه " غدا ترون الأمراء من بعدي " عتبة بن غزوان عتبة بن غزوان
      هو سابع سبعـة أسلموا وبايعواوتحـدوا قريشا، ولما أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالهجرة الى الحبشة خرج مع إخوانه مهاجرا ولكن عاد مجددا الى مكة، وصمد مع الرسول الكريم والمسلمين الى أن سُمِحَ لهم بالهجـرة الى المدينـة
      فكان من الرماة الأفـذاذ الذين أبلـوا في سبيـل اللـه بـلاء حسنـا في حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وبعدوفاته.
      فتـح الأبُـلّـة:
      أرسله أمير المؤمنين الى الأبُلّة ليفتحها ويطهرها منالفرس، وقال له عمر وهو يودّعه وجيشه: ( انطلق أنت ومن معك حتى تأتوا أقصى بلاد العرب وأدنى بلاد العجـم، وسرعلى بركة الله ويُمنـه، ادْعُ إلى الله من أجابـك، ومن أبى فالجزيـة، وإلا فالسيف في غير هوادة، كابِـد العدو، واتق الله ربـك)
      ومضى عُتبة على رأس جيشهم الذي لم يكن كبيرا حتى قدِمَ الأبُلّة، وكان الفرس يحشدون جيشا من أقوى جيوشهم،
      فنظم عتبة جيشه ووقف في المقدمة حاملا رُمْحَه بيده،
      وصاح بالجيش (الله أكبر، صدق وعده)
      فما هي إلا جولات ميمونة حتى استسلمت الأبُلّة
      وتحرر أهلها من جنود الفرس.
      البصرةوالإمارة:
      اختطّ عتبة -رضي الله عنه- مكان الأبُلّة مدينة البصرة، وعمّرها وبنى مسجدهاالعظيم، وأراد العودة الى المدينة هروبا من الإمارة، لكن أمره أمير المؤمنين عمربالبقاء، فبقي عُتبة يصلي بالناس ويفقههم في دينهم، ويحكم بينهم بالعدل زاهدا ورِعابسيطا.
      ووقف يحارب الترف والسِّرف فقد كان يخاف الدنيا على نفسه وعلى المسلمين،
      وقف خاطبا يوما فقال:
      (
      والله لقد رأيتني مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سابع سبعة وما لناطعام إلا ورق الشجر حتى قرحت أشداقُـنا، ولقد رزقت يوما بُرْدَة فشققتها نصفين،أعطيت نصفها سعد بن مالك ولبست نصفها الآخر)
      وحاول المترفون ممن تعودوا على المظاهرالمتعالية تغير عتبة وزهده فكان يجيبهم:
      (
      إني أعوذ بالله أن أكون في دنياكمعظيما، وعند الله صغيرا)
      ولما شعر بضيق من حوله
      قال (غدا ترون الأمراء من بعدي)موسم الحج:
      وجاء موسم الحج، فاستخلف عتبة على البصرة أحد إخوانه وخرج حاجّاً، ولمّا قضى حجّه توجه الى المدينة، وحاول أن يعتذر عن الإمارة، ولكن لم يرضى عمر أن يعفيه عن الإمارة وبالذات أن عتبة مـن الزاهدين الورعيـن،
      وكان يقـول عمر لولاتـه:
      (
      تضعون أماناتكم فوق عنقي، ثم تتركوني وحدي ؟ اوالله لا أعفيكم أبداً)وفاته:
      أطاع عتبة أمير المؤمنين واستقبل راحلته ليركبها راجعاالى البصرة، ولكن قبل ركوبها دعا ربه ضارعا ألا يرُدَّه الى البصرة ولا إلى الإمارة، واستجيب دعاؤه فبينما هو في طريق عودته أدركه الموت، وفاضت روحه الى بارئها. وهكذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم،هانت الدنيا في أعينهم،فرفعهم الله وأعلى ذكرهم إلى قيام الساعة،رضي الله عنهم أجمعين