الصقر الجريح كتب:
اختي الكريمة جامعيه:
سوف ارد على بعض ملاحظاتك هنا وليسمح لي الاستاذ يعقوب على التدخل رغم قناعتي التامة ان الشاعر يعقوب الحوسني هو استاذ في الشعر ولا يلزمه تعليقي هنا حيث انه شاعر خبير وله باع طويل وحصد المراكز الاولى في المسابقات التي شارك بها ويعرفه القاصي والداني في الشعر النبطي .. وقد شهد له اساتذة في الشعر وهو علم في الشعر النبطي نتعلم منه.
أختي الكريمه:
عندما نقرأ نص شعري لشاعر علينا التروي والتأمل قبل نقده .. حيث ان النقد عملية تتطلب خبرة وكفاءة اكاديمية والبحث في الشاعر وحياته وشعره وفكره قبل محاولة نقد أي من قصائده.. أما اذا كان الهدف هو التعلم والتساؤل للأستفادة كما اشرتِ فلابد من استخدام لغة تناسب هذا المقام وعدم اطلاق الاحكام على حسب رؤيتك الشخصية بإعتبارها حقائق عن القصيده .. انظري الى اسلوبك الذي اثار حفيظة الشاعر ومن حقه ان يغضب حيث ان اللغة التي استخدمتها كانت لا تخدم الغرض وهو التعلم والاستفادة بل كانت هجومية وان لم تقصدي ذلك وكانت تطلق الاحكام القطعية وتتكلم بلغة ألأنا وكأنك الحكم في مسابقة.. انظري:
الا ترين معي سيدتي أن هذه اللغة وهذا الاسلوب لا يأتي ممن يريد أن يتعلم ؟؟!!
دعينا الآن نتكلم عن القصيدة وعن ملاحظاتك:
اولا للشعر قوالب ومميزات متعارف عليها من وزن وقافية وترابط وصور ومن حقنا ان نبدي ملاحظاتنا على الخروج عن هذه القوالب وليس على آرائنا التي لا تستند الا على وجهة نظر شخصيه
القصيدة هي تجسيد لأحساس الشاعر في الوقت الذي كتبت فيه ولفهم القصيدة وصورها علينا ان نتخيل ذلك الاحساس ونعيشه .. وعندما يدخل الشاعر الى جو القصيدة فهو كمن يدخل الى حديقة مليئة بالورود وهو من يختار باقته على حسب ذوقه وخبرته واحساسه .. بالتأكيد لو اننا دخلنا جميعا الى تلك الحديقة فسوف تكون اختياراتنا مختلفه وهذا من نعم الله علينا .. تلك الباقة التي اختارها الشاعر والتي تمثل قصيدته قد تعجب بعضنا وقد يقول آخر ليته استبدل الورة الصفراء أو البيضاء .. ليته صف الازهار بشكل أفضل .. هذا لا يعني انه لم يختر الورود المناسبة بل لأن من اختلف معه لا يملك نفس الاحساس الذي يسيطر عليه لحظة الاختيار.
عندما قرأت انا القصيدة رأيتها مليئة بالصور المدهشه ووجدت بها شعر راقي جدا وكذلك رآها الاستاذ مسعود الحمداني وغيره من الشعراء .. ولهذا قمت بتثبيت النص إيمانا مني بالشعر الذي يحتويه وليس مجاملة للشاعر .. وكذلك عندما قام الاستاذ مسعود الحمداني بنشر النص وابدى اعجابه قناعة وليس مجامله.
انتِ لم تتفقي مع ذلك وهذا من حقك ولكن لا يبرر لك الحكم على القصيدة بأنها خالية من الصور وضعيفه بل ينبغي محاولة التعمق في النص ومحاولة معرفة لماذا يرى كل هؤلاء النص رائعا؟ .. لماذا لا اراه كذلك .. لربما انني لم استطع ان اعيش النص كما ينبغي.
شخصيا عندما اقرأ نص لشاعر ولا استطيع ان اراه جميلا فإنني لا انقده اذا كان ملتزما بالشعر بل أقرأ وجهات نظر الآخرين واستفيد منها لإدراكي ان الشاعر لا يستطيع ان يرضي اذواق الجميع والاختلاف امر طبيعي ولا يعيب النص.
الشاعر يكتب النص بإحساسه هو ويختار الكلمات على حسب رؤيته ليكتب شعوره منسابا طبيعيا دون تكلف .. وان اردنا ان نلزمه بأن يختار كلمات ترضينا ويصنع لنا نص دقيق فإن النص سيصبح مصنوعا خاليا من العواطف وهو كالورد الصناعي الذي أختيرت الوانه وتناسقه بعناية ولكنه خاوي وخالي من الجمال الطبيعي وخالي من الاحساس.
هنا الاستاذ يعقوب الحوسني كتب نصا نابضا راقيا رائعا ملئ بالشعر حسب وجهة نظري وإليك فهمي لملاحظاتك:
1. بالنسبة للتكرار فإن الحديث عنه يطول ولا يمكننا هنا شرحه واختلف فيه النقاد والشعراء .. ولا ارى ان التكرار هنا اضعف النص حيث إختلف المعنى المقصود في بعض الكلمات وكان الفاصل كافيا في البعض الآخر بين الأبيات .. والتكرار احيانا يخدم النص ويزيد من جماله وأحيانا أخرى يضعفه والتكرار هنا كان طبيعيا ولا يضعف النص اطلاقا .. لا استطيع هنا الحديث عن التكرار والاختلاف فيه وآراء النقاد لأن المقام لا يستوعب ذلك فهو موضوع طويل ولك ان تبحثي فيه.
2. بالنسبة لحلم اللقاء والتراب: التراب ليس ذو قيمة كما اشرتِ بل ان التراب هو الاغلى ويكفيك أن حفنة منه تعني الوطن وما اغلاه من وطن .. التراب هو مادة خلقنا وطهرنا ومعاشنا .. ولكنه كثير كالحلم .. الاحلام كثيرة وكذلك التراب ولكنها غالية نفيسة ايضا مثله.
3. هل للطير تمتمات؟ وهل تصدح بالليل؟
نعم للطير تمتمات .. لكل الكائنات تمتمات حتي الجماد يتمتم في خيال الشاعر .. الباب والجدار يتمتم ويبكي ويسأل في خيال الشاعر والشعر جماله في الخيال.
التمتمة باللهجة الدارجة هي الهمسات الغير واضحة المعنى .. وهي تصدر عن قلق غالبا وشئ يشغل الفكر .. والطيور في عشها تتمتم ونسمع اصواتها وهمساتها وكل يفسرها على حسب خياله .. قد تعني الضجر وقد تعني همسات للحبيب وقد تعني التسبيح وقد تعني القلق وقد تعني غير ذلك على حسب خيال كلا منا.
من واقع تجربة عندما اجلس في وادي ليلا في مكان خال من اي صوت في ذلك الجو الملهم اسمع احيانا صوت الطيور على الشجرة القريبة وكأنها تحلم او تتمتم بضجر او تسبح .. نعم صوتها يكسر صمت الليل كما اشار الشاعر ويالها من صورة رائعة .. ذلك الطير يبدو هامسا بشئ يسمعه الشاعر ولا يستوضح معانيه ربما هو القلق او يعاتب معشوقته او شئ آخر .. هنا ارى صورة بلاغية رائعة جدا لكوني عشت في تلك البيئة وجربت الاستماع الى تمتمات الطيور ليلا .
4. يغطي هل تتناسب مع المطر؟
نحن نقول في لهجتنا المطر يغطي المكان .. نعم تتناسب من وجهة نظري والمطر هو غطاء للأرض .. هطول الرذاذ بمثابة غطاء شاعري حالم يغطي الارض ويخفي عيوبها من قحط وحرارة فلا نرى سوى الجمال.
5. واقف مثلما عسكر ؟
الوقوف الطبيعي شئ ووقوف العسكر شئ آخر .. وهنا الشاعر يميز الوقوف ويشبهه بوقوف العسكري بإنضباط شديد واحترام وهيبة .. تلك الوقفة للتحية ليست كأي وقفة وليست كأي تحية بل هي كالعسكري الذي يقف دون حراك احتراما وتقديرا لمن هو أعلى منه .. وهنا الصورة في محلها وإضافة كلمة عسكر ليس حشوا بل هو صورة جمالية وتشبيه في محله.
هذه وجهة نظري حول الملاحظات ويبقى الشاعر ادرى بقصيدته والمعنى لديه بالتأكيد ولكن نحن نفسر على حسب فهمنا.
لن أخوض في مداخلتك الثانيه لأن ما ينطبق هنا على الاولى والتي فيها ملاحظاتك الرئيسية ينطبق على الثانيه والتي فيها ملاحظاتك الثانويه.
أتمنى منك اختي العزيزة أن تتمهلي في الحكم على النصوص وأن تضعي للشاعر مكانته التي يستحقها من خلال شاعريته وخبرته ومكانته في الساحة الشعرية.كذلك اتمنى ان يتسع صدرك لمداخلتي هذه ولا تأخذيها على أنها ميل لجانب على حساب الآخر.
وأعتذر للأستاذ يعقوب الحوسني على مداخلتي التي ما كنت اريدها ولكن وجودي هنا في الاشراف يملي علي ذلك.
تحية لكم جميعا
*
والله يا صديقي غلبت حالك بأمانه
وأشكرك على هذا الجهد فقط أضيف على قولك
أن التكرار يكون في ما دون سبعة أبيات
بالنسبه للتكرار اللي تكلمت فيه الأخت فهي لم تفهم الصيغه ولا توظيفات التكرار وبالتالي اعتبرت الموضوع تكرار
هنا مثلا (( تجي بالخير / تترك خير )) هذا ليس تكرارا ً بل تكثيف وتوضيح حاله
بمعنى أن السحاب قد يأتي فنستبشر به خير ولكن
إما أن يترك خير للعباد والبلاد أو يكون سيل فيدمر البلاد ويضر العباد
وأنا هنا حددت نوع الأثر
أما عن طوير وطير ورغم تشابه الجنس واختلاف الخصائص
إلا أنه وللأمانه كان هناك بيت وقد تم حذفه والحمداني يعلم بذلك
وعند الحذف ، وكان في الوقت الأخير قبل النشر ، قمت بتقديم بيت على آخر حيث كان الأصل هكذا
يـصـحـّي الصـمـت في عين الليالي تمـتـمات طوير.................
.................يمرّك والأمل (سلمى) وسـط حضن الشفـق محْـمـَر
وجـه ذاك الـمـسـا الـلـي تـيمـَّم لحظـة التـطهير.................
.................يغطـّي هالزوايا (ديم) وصـلـك والغـصـن يخْضَـر
أصـلي للـوصل طـاعه / أبجّـل لحظـة التـكـبـيـر.................
.................وأحـطـّم للهجـر أصنام أغــرس نحـرها خـنـجـر
لأنـّي مؤمن بــوصلك كـَفـَرت بـمـبدأ التـأخـيـر.................
.................لأن الـوقــت آمـــن بــك تـعـلـم / قـيـمتـه قــــدّر
مـكـانك مـا حـَلا إلا / لأنـك في حـضورك غـيـر.................
.................كذا .. طهرك / تضاريسك / وقوفك مشيتك أخطر
لأنـك كـوكـبي الـدري / و نجـمـه في سما التغيـيـر.................
.................مـلاك ونـظـرة عـيـونـك ضماد و للوجع (دخـتـر)
لأنـك للـوصـل ديمة / تجي بالخـيـر / تـترك خيـر.................
.................تجي أرض الجفاف البور يـصبح وجهـهـا أخـضـر
لأنك .. انبلاج النـور / زرقـة ( يَـم ) يناجي طيـر.................
.................وفـرحة طـفـل .. عيديه وثـوب جديد به يـفـخــر
لو لم يحدث الحذف والتقديم ، لكان الأمر سليما ً ولا يوجد تكرار
أما في الوضع الراهن فكما يبدوا لمن ليس على اطلاع بالأمر
أن هناك تكرار .. سأعيد ترتيب النص على ما كان قبل التعديل
بالنسبه للتراب فأنا لم أقلل من شأنه بل على العكس
قصدت به أن أعود بالحلم الى أصله ونسبت الأصل الى التراب على اعتبار أنه اساس الخلق
وأنه احد العناصر الأربعه في الكون ، لأخلق منه روح جديده عند اللقاء
وهنا قمة التعبير خلق حياه جديده بخصائص جديده من حياه أخرى مختلفه
بالنسبه للنفاف فإن النقاط التي يتركها كان محور التصوير ، حتى ينتقل الى الشموليه
وتغطية الزوايا وكنت اقصد لقاءاتنا المتقطعه كالنفاف والتي كونت على المدى غطاء للزوايا
مثلما يفعل الديم عندما يتساقط حبه حبه فيكون على المدى غطاء يغطي الزوايا
(( صباحك مذهله )) .. هنا يوجد ضمير محذوف في محل تقدير ( أنت ِ )
على اعتبار الخطاب لأنثى ، (( صباحك مذهله أنت ِ )) .. وهنا قمة الرومانسيه إذا ما عشت الحدث
وفيت وكفيت صديقي وما عليك زود
وكلامك نفس اللي كان في بالي عند ردي عليها سابقا ً
صباحك سكر
**