صرخة ألم من أصحاب الورش الصناعية بولاية بهلا !!!!
الكتابة عن أصحاب المظالم تأتي على قمة الشرف .. كيف لا وهي تعنى بفئة هضمت حقوقها ، ولم تجد مجيباً أو عطفاً لمطالبها رغم كثرتها وتنوع وسائل إيصالها وبثها ، تارة بمخاطبة المسئولين الذين صمّوا آذانهم عن مطالبهم، وتارة أخرى من خلال بعض وسائل الإعلام المسموعة التي أعطتهم فسحة يسيرة من الحرية للتعبير عن معاناتهم .. ولكن لا مجيب فقد ذهبت صيحاتهم مع أدراج الرياح !!!!
إنهم فتية من ولاية بهلا شمروا عن سواعد الجد والاجتهاد ونبذوا من مخيّلتهم أحلام الوظيفة الحكومية ومقعدها الوثير وهواءها العليل فأقاموا مشاريع صناعية لهم تنوعت بين ورش النجارة والحدادة والألمنيوم ، وبدأت تلك المشاريع تؤتي ثمارها المرجوة ، وبدلاً من أن يرهقوا خزانة الدولة بأن تدفع لهم راتب الوظيفة كفلوا أنفسهم من عائد مشاريعهم بل ووفّروا فرص عمل لآخرين من سواعد هذا الوطن العزيز ..
مثل هذه النخبة الشابة المتميزة يفترض أن يتخذهم صناع القرار الرسمي في بلادنا قدوة حسنة ومثال يحتذى للكثير من شبابنا الذين تعشعش في عقولهم أوهام وخرافة الوظيفة الصعبة المنال ، وكان من الأجدر بصانعي القرار وواضعي سياسة تشغيل القوى الوطنية أن يأتوهم ولو حبواً ويتحسسوا همومهم ومعاناتهم ومطالبهم لرفع معنوياتهم وتشجيعهم على الصمود والاستمرار ...
إلا أن ما حدث هو العكس جملة وتفصيلاً .. بل أن أولئك الفتية يعيشون حالة من القلق والخوف والترقب جراء صعوبة تجديد التراخيص البيئية الخاصة بمشاريعهم الصناعية بحجة قربها من الأحياء السكنية من جهة .. ولعدم حصولهم على قطع أراض صناعية من الأراضي الصناعية التي تم توزيع كعكتها على نخب القوم المقربين الذين لا يمتلكون حتى سجلاً لمزاولة الأعمال التجارية أو الصناعية ، فيما ترك أصحاب هذه الورش بين مطرقة عدم الحصول على أراضٍ صناعية ، وسندان الممنوعات البيئية وعدم القدرة على استئجار الأراضي الصناعية التي تملكها عليّة القوم !!!
هذا هو الدعم الذي يجده شبابنا المثابر الطموح ، وهذه هي صرختهم المؤلمة ننقلها بكل وضوح وأمانة ، علها تصل إلى آذان المعنيين فيفوقوا من رقدتهم الطويلة .