هل تتخلي روسيا عن دعم أيران من أجل عيون أمريكا

    • هل تتخلي روسيا عن دعم أيران من أجل عيون أمريكا

      في تحول لافت بالموقف الروسي‏,‏ أعلن وزير الطاقة الروسية سيرجي شماتكو أمس أن مفاعل بوشهر النووي الذي تبنيه روسيا في جنوب إيران لن يبدأ العمل بحلول نهاية العام الحالي كما كان مخططا من قبل‏,‏ ونقلت وكالتا إنترفاكس وريا نوفوستي الروسيتان عن الوزير قوله‏:‏ إن بلاده تتوقع تقدما جديا‏,‏ لكن بدء العمل بالمحطة لن يبدأ مع نهاية العام‏.‏ وأكد شماتكو أن بدء تشغيل المحطة يتطلب فقط عناصر تقنية تتعلق بالسلامة‏,‏ وكانت روسيا قد أنهت العمل في بناء مفاعل بوشهر العمل في فبراير الماضي وتسلمت إيران الوقود النووي اللازم لتشغيلها ولم يبق إلا عملية الاختبار التقني للتجهيزات التي تم الانتهاء منها‏.‏ يأتي هذا الإعلان فيما يبدو في وقت بدأ فيه صبر القوي الدولية الكبري وبينها روسيا ينفد إزاء عدم تقديم طهران ردا علي العرض الذي قدمته الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلي طهران لحل مشكلة برنامجها النووي‏.‏

      ومن جانبه أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس أن حقوق إيران النووية غير قابلة للتفاوض‏,‏ ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية عن نجاد قوله‏:‏ إن تعاون بلاده سيكون وفقا لما تحدده الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة‏,‏ وفي تهديد مبطن بتخصيب اليورانيوم الإيراني إلي مستويات أعلي نقل التليفزيون الإيراني عن نجاد قوله‏:‏ إن فشل الحوار النووي مع إيران سيؤدي إلي إلحاق الضرر بالغرب عبر دفع طهران أكثر إلي تطوير التكنولوجيا الخاصة بها وأن المزيد من الضغوط علي إيران لن يؤدي إلا إلي جعل إيران أكثر قوة وتقدما‏.‏ وأضاف أن التعاون مع إيران والوصول إلي تفاهم معها بخصوص برنامجها النووي يصب في مصلحة الغرب‏.‏

      يأتي ذلك فيما ينتظر أن تصدر الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرها الجديد عن البرنامج النووي لطهران وسيركز التقرير علي أنشطة تخصيب اليورانيوم رغم العقوبات الدولية وسيطرح نتائج الزيارة التي قام بها مفتشو الوكالة في أكتوبر الماضي لموقع التخصيب الجديد الذي شيدته إيران في مدينة قم الإيرانية‏,‏ وسيناقش مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التقرير يوم‏26‏ نوفمبر الحالي‏.‏

      وعلي صعيد متصل كشف وزير الخارجية التركية أحمد داوود أوغلو عن أن بلاده تقدمت بمقترح يحمل صيغة جديدة بشأن تخزين اليورانيوم الإيراني لديها‏,‏ ونقلت صحيفة حرييت التركية عن أوغلو قوله إن الإيرانيين يثقون بنا‏,‏ إلا أن هناك معارضة كبيرة داخل إيران أساسا علي اقتراح نقل اليورانيوم الإيراني للخارج‏.‏ وأكد أوغلو أن بلاده ستقوم بتخزين اليورانيوم كوديعة لديها‏,‏ مع وجود الاستعدادات الفنية لدي تركيا للقيام بتلك المهمة ولا توجد مشكلة في هذا الأمر علي الإطلاق‏,‏ وأشار إلي أنه أجري اتصالات خلال الأيام القليلة الماضية مع نظيره الإيراني منوشهر متقي ومدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي ومستشار الأمن القومي الأمريكي جيمس جونز لإطلاعهم علي الصيغة الجديدة التي طورتها تركيا بشأن تخزين اليورانيوم الإيراني وأن تركيا في انتظار الرد علي مقترحها‏.‏
      ~!@q تدور الايام بين رحايا العاشقين غزل وهم وجراح مكروبين فهل بشفتيكي اكون حزين الدكتور شديد أستمتعوا معنا في الاستوديو التحليلي بساحه الشعر المنقول ~!@q شارك shokry.ahlamontada.net
    • الخير في البعد عن الاثنين لا يجتمعوا الا في دمار
      ~!@q تدور الايام بين رحايا العاشقين غزل وهم وجراح مكروبين فهل بشفتيكي اكون حزين الدكتور شديد أستمتعوا معنا في الاستوديو التحليلي بساحه الشعر المنقول ~!@q شارك shokry.ahlamontada.net
    • عادت موسكو إلي مناورات تأجيل اطلاق مفاعل محطة بوشهر النووية في إيران بعد ان سبق وأعلنت غير مرة عن قرب تشغيله منذ صيف عام‏1999‏ جاء الاعلان هذه المرة علي لسان سيرجي شماتكو وزير الطاقة الروسي الذي قال إن تشغيل المفاعل غير وارد مع نهاية عام‏2009‏ وهو الذي سبق وكشف عن ان الاعمال في المحطة تجري بموجب الخطة الموضوعة التي تضمن تشغيلها في عام‏2009,‏ بينما كانت موسكو اعلنت رسميا عن الانتهاء من عملية نقل الوقود النووي اللازم للمحطة في يناير الماضي بما يعني قرب اطلاق المفاعل في غضون ستة أشهر علي اكثر تقدير‏.‏

      ويذكر المراقبون ان موسكو سبق واعلنت ابان سنوات حكم الرئيس الاسبق بوريس يلتسين عن قرب انتهاء العمل في المحطة في الثامن من يوليو‏1999,‏ الغريب ان موسكو عادت لتعلن عقب صدور تصريح وزيرها للطاقة حول ان التشغيل غير وارد قبل نهاية عام‏2009,‏ عن ان التشغيل سيتم في مارس‏2010‏ حسب مصادر مؤسسة روس اتوم مؤسسة الطاقة الذرية الحكومية الروسية المسئولة عن بناء وتشغيل محطة بوشهر النووية وكان اندريه نيستيرينكو المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية اعلن يوم الثلاثاء‏17‏ نوفمبر ان التشغيل سيتم وفق الموعد المتفق عليه مع الجانب الايراني‏.‏

      كل هذه التناقضات والمناورات تكشف عن ان روسيا تبدو علي غير يقين من صلابة موقفها الذي طالما اعربت من خلاله عن وقوفها إلي جانب طهران في وجه سلاح العقوبات الذي شرعته الدوائر الغربية‏,‏ كما ان صدور التصريح ونقيضه عقب اعلان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف حول احتمالات انضمام روسيا إلي العقوبات‏,‏ فقد خرجت موسكو الرسمية علي لسان رئيس حكومتها فلاديمير بوتين تارة‏,‏ ووزير خارجيتها سيرجي لافروف تارة أخري لتؤكد ان ما صدر عن رئيس الدولة ميدفيديف حول احتمالات انضمام روسيا إلي العقوبات اسيء فهمه‏,‏

      كما اعلن لافروف مؤخرا عدم وجود اي صلة بين ما قاله وزير الطاقة الروسي حول تأجيل اطلاق مفاعل بوشهر وبين مايجري علي صعيد المباحثات حول البرنامج النووي الايراني وان اسباب التأجيل تقنية ولا علاقة لها بالسياسة‏,‏ ورغم تأكيد لافروف حول عدم وجود السياسة في مثل هذه التصريحات يشير آخرون إلي ما سبق واتخذته موسكو من مواقف وقرارات حول امداد إيران بالاسلحة والمنظومات الصاروخية‏,‏ ويعيد هؤلاء إلي الاذهان قرار الرئيس الاسبق يلتسين الذي اتخذه عقب عودته من واشنطن في منتصف تسعينيات القرن الماضي حول وقف امداد إيران بالغواصات امتثالا لطلب نظيره الأمري

      كي بيل كلينتون‏,‏ وهو موقف مشابه لقرار موسكو حول وقف امدادها بمنظومات اس ـ‏300‏ الصاروخية للدفاع الجوي رغم التوقيع علي الصفقة منذ عام‏2005‏ وهو القرار الذي يعزوه الكثيرون إلي ضغوط واشنطن وإسرائيل المتكررة في هذا الشأن‏.‏

      ويذكر المراقبون زيارات المسئولين الإسرائيليين ومنهم شيمون بيريز رئيس الدولة وأفيجدور ليبرمان نائب رئيس الحكومة ووزير الخارجية وكذلك تسيبي ليفني زعيمة المعارضة وحزب كاديما إلي روسيا لاقناعها بالوقوف إلي جانب الجهود الرامية إلي الحيلولة دون السماح لإيران بتخصيب الوقود النووي داخل اراضيها تحسبا لاحتمالات امتلاك الاسلحة النووية في نفس الوقت الذي اعلنوا فيه عدم استبعاد استخدام القوة وتوجيه ضربة عسكرية إليها‏,‏

      وكان رجب صفروف مدير مركز الدراسات الإيرانية ـ في موسكو اشار إلي احتمالات ان تكون واشنطن وموسكو ابرمتا صفقة تتراجع الولايات المتحدة بموجبها عن نشر عناصر الدرع الصاروخية في بلدان شرق أوروبا علي مقربة من الحدود الروسية مقابل ان تتنازل روسيا عن موقفها الحيادي في المسألة الايرانية علي حد قوله‏,‏ غير ان وكالة انباء ريا نوفوستي الحكومية الرسمية نقلت عن الكسندر سوتنيشتينكو من مركز دراسات الشرق الأوسط في مدينة سان بطرسبورج تصريحاته حول انه من المبكر الحديث عن تخلي موسكو عن طهران‏,‏ واشارت نقلا عن نفس المصدر إلي ان موسكو تحاول المراوغة بين الولايات المتحدة وإيران وتماطل في اعتماد احد خيارين‏:‏

      اما الوقوف إلي جانب الولايات المتحدة أو مواصلة تأييد إيران‏,‏ مؤكدة ان كلا من واشنطن وطهران سئمتا من انتظار تحديد روسيا لموقفها علي حد قول سوتنيشتينكو‏,‏ علي ان مراجعة الكثير من ملامح الموقف الروسي تشير ايضا إلي ان موسكو تظل حائرة بين رغبتها في الدفاع عن مصالحها الاقتصادية المرتبطة بعائداتها من تصدير الاسلحة والمنظومات الصاروخية ومكاسبها من عقود بناء محطة بوشهر التي جري توقيعها منذ عام‏1995‏ والتي تعهدت موسكو بموجبها بتسليم المحطة في عام‏1999,‏ وبين التزاماتها الدولية وضغوط الولايات المتحدة وإسرائيل التي تتواصل خشية امتلاك إيران للاسلحة النووية‏,‏

      هذا التردد ربما يكون وراء رفض طهران الأخير لارسال الوقود النووي الموجود في حوزتها لرفع مستوي تخصيبه في الخارج والاصرار علي تسلم الوقود المقابل قبل الافراج عما لديها‏.‏ ذلك كله قد يدفع إلي تصديق مايقال حول احتمال ان يكون انضمام روسيا إلي العقوبات ضد إيران الخبر الرئيسي للقمة المرتقبة بين الرئيسين ميدفيديف وأوباما في الخامس من ديسمبر المقبل بدلا من الخبر الذي ينتظره العالم حول توقيع معاهدة الحد من الاسلحة الاستراتيجية الهجومية الجديدة بدلا من ستارت ـ‏1‏ التي ينتهي مفعولها في ذلك التاريخ‏,‏

      ولذا قد نجد القول الفصل الذي يعكس الموقف الحقيقي لروسيا تجاه ملف البرنامج النووي الايراني‏,‏ بل وربما غيره من الملفات فيما اعلنه الرئيس ديمتري ميدفيديف في خطابه السنوي إلي الامة في‏12‏ نوفمبر الجاري‏:‏ ان علاقاتنا مع الدول الأخري يجب ان تستهدف المساعدة في تقرير المهام الخاصة بتحديث روسيا‏,‏ قال ميدفيديف ايضا اننا مهتمون باستقطاب التكنولوجيا والافكار الجديدة إلي روسيا واننا علي يقين من ان شركاءنا يعولون علي التقارب معنا بهدف حل مهامهم ذات الاولوية لذلك يجب ان تتسم سياستنا الخارجية بطابع البراجماتية‏.‏
      ~!@q تدور الايام بين رحايا العاشقين غزل وهم وجراح مكروبين فهل بشفتيكي اكون حزين الدكتور شديد أستمتعوا معنا في الاستوديو التحليلي بساحه الشعر المنقول ~!@q شارك shokry.ahlamontada.net