لا تنسوا آرائكم لأنها تؤكد عن مدى الوعي الكامل للظروف التي آلت اليها الأمة الأسلامية والعربية بشكل خاص:
متطوع أردني عائد من بغداد لـ«الشرق الأوسط»: أفقنا صباح يوم الثلاثاء وقد اختفى الجنود والضباط العراقيون
قاتلنا دفاعا عن العراق وليس عن نظام البعث ولا أحزن على زوال صدام حسين
عمان: نبيل غيشان
تجربة المتطوعين العرب في العراق لا تزال تروى، لمعرفة اسرارها وطبيعة الدور الذي قاموا به وحجم المعارك التي خاضوها وايضا لمعرفة علاقتهم بالنظام العراقي وتفاصيل آخر لحظات الانهيار المفاجئ واسبابه وشعور هؤلاء المتطوعين بالصدمة وخيبة الامل.
«الشرق الأوسط» التقت الشيخ محمد شعفاط في عمان وهو واحد من العشرات الذين خرجوا من مخيم البقعة للاجئين الفلسطينيين في الاردن ليذهب الى بغداد متطوعا تاركا عائلته وزوجته واطفاله لأنه يعتقد ان عمله كان «جهاداً في سبيل الله» لكنه تمكن من العودة قبل ان يلحق بالكثير من الرفاق الذين قتلوا في معارك مع القوات الاميركية في بغداد وحولها.
* فكرة التطوع في العراق كيف جاءتك؟
ـ كانت مبادرة ذاتية ولم يكن وراءها اي تنظيم سياسي.
* متى سافرت الى بغداد؟
ـ سافرت في 4 ابريل (نيسان).
* كيف سافرت ؟ ـ غادرت من عمان الى دمشق ومن ثم الى بغداد.
* لماذا لم تخرج من عمان مباشرة؟
ـ لان الحكومة الاردنية لم تسمح بخروج المتطوعين الى العراق.
* ما دور السفارة العراقية في عمان؟
ـ لم يكن لها دور. سافرنا الى دمشق وترتيبات السفر تمت في السفارة العراقية في دمشق.
* من دفع اجرة الطريق؟
ـ كل متطوع دفع اجرته.
* كيف تصف لحظة وصولك الى بغداد؟
ـ كنا موضع حفاوة الجميع ورحب بنا مسؤول عراقي كان همه الاول ان يسمع منا اخبار المعارك وماذا يجري، لأن الاتصالات مقطوعة.
* ما هو شعورك عندما وصلت؟
ـ مشاعر مفعمة بالامل بتحقيق الانتصار او الشهادة.
* وعند خروجك من بغداد هل تغيرت مشاعرك؟
ـ نعم. كانت مشاعر الالم والحسرة على ما يجري.
* ومشاعر العراقيين تجاه المتطوعين العائدين الى بلادهم؟
ـ خرجنا دون ان يعرفنا احد في الشوارع.
* انت اسلامي وذهبت للدفاع عن نظام بعثي، كيف تفسر ذلك؟
ـ لم اذهب للدفاع عن النظام البعثي، بل دافعت عن الشعب العراقي المظلوم والمضطهد ودافعت عن ارض عربية اسلامية تتعرض لاحتلال وعدوان تمهيداً للسيطرة على الامة.
* ما تفسيرك لخروج العراقيين الى الشوارع فرحين بسقوط صدام حسين؟
ـ هذه رسالة الى الحكام العرب، بأن عليهم ان يتصالحوا مع شعوبهم ويعطوها اكبر قدر من الحرية حتى تلتحم الشعوب مع الجيوش في التصدي لأي عدوان استعماري.
* ماذا جرى معك عندما وصلت الى بغداد؟
ـ فور وصول المتطوعين كانوا يفرزون الى معسكرين الاول لاصحاب الخبرة العسكرية والاخر لغير المدربين.
* وانت اين ذهبت؟
ـ ارسلت الى معسكر اصحاب الخبرة لأني اديت الخدمة العسكرية في الاردن وكان المعسكر في بغداد ويدعى (الصليخ) مختصاً باستقبال المتطوعين العرب باشراف ضباط عراقيين.
* كم كان عدد المتطوعين العرب في ذلك المعسكر؟
ـ كنا بين 500 ـ 700 شخص.
* ما هي جنسيات المتطوعين؟
ـ الاغلبية جاءت من ثلاثة بلدان سورية، الاردن ومصر.
* هل هنالك متطوعون من دول الخليج؟
ـ كانوا قليلين، لكن في معسكرنا كان اثنان من السعودية واثنان من الكويت.
* كم يوما بقيت في بغداد؟
ـ خمسة ايام فقط.
* هل اشتركت في المعارك؟
ـ نعم . اشتركت في التصدي لانزال على الجسر المعلق الذي يربط بين شطري بغداد، واستمرت المعركة ساعتين وكان سلاحي بندقية كلاشنكوف.
* ما نتيجة المعركة؟
ـ تمت محاصرة القوات الاميركية وانقذت عبر المروحيات وقد استشهد اثنان من السوريين واصيب اثنان من الاردن بجروح طفيفة وكنت واحداً منهما.
* اين جرى اسعافك؟
ـ في المستشفى الاولمبي قرب ساحة الاندلس.
* لماذا سقطت بغداد بهذه السرعة؟
ـ حدث شيء لا نعرفه ولا يوجد لدينا تفسير له، فجأة اختفت المقاومة العراقية.
* كيف تصف آخر يوم للمقاومة؟
ـ مساء الثلاثاء 9 ابريل (نيسان) كنا في المعسكر وكانت المعنويات مرتفعة والمقاومة ضارية، وعندما استيقظنا لأداء صلاة الفجر لم نجد إلا المتطوعين العرب في المعسكر، ولم نجد اي جندي او ضابط عراقي، اختفوا جميعا دون ان نشعر بهم.
* هل هناك خيانة او صفقة؟
ـ لا نعرف... شعرنا بانهيار مفاجئ للمقاومة دون مقدمات.
* الم يكن منكم اشخاص في الحراسة الليلية؟
ـ لا . كان العراقيون فقط يتولون الحراسة في المعسكر.
* لماذا اعفيتم من الحراسة؟
ـ لا نعلم ، هذه ترتيباتهم الخاصة.
* هل اخذ العراقيون السلاح عندما خرجو
متطوع أردني عائد من بغداد لـ«الشرق الأوسط»: أفقنا صباح يوم الثلاثاء وقد اختفى الجنود والضباط العراقيون
قاتلنا دفاعا عن العراق وليس عن نظام البعث ولا أحزن على زوال صدام حسين
عمان: نبيل غيشان
تجربة المتطوعين العرب في العراق لا تزال تروى، لمعرفة اسرارها وطبيعة الدور الذي قاموا به وحجم المعارك التي خاضوها وايضا لمعرفة علاقتهم بالنظام العراقي وتفاصيل آخر لحظات الانهيار المفاجئ واسبابه وشعور هؤلاء المتطوعين بالصدمة وخيبة الامل.
«الشرق الأوسط» التقت الشيخ محمد شعفاط في عمان وهو واحد من العشرات الذين خرجوا من مخيم البقعة للاجئين الفلسطينيين في الاردن ليذهب الى بغداد متطوعا تاركا عائلته وزوجته واطفاله لأنه يعتقد ان عمله كان «جهاداً في سبيل الله» لكنه تمكن من العودة قبل ان يلحق بالكثير من الرفاق الذين قتلوا في معارك مع القوات الاميركية في بغداد وحولها.
* فكرة التطوع في العراق كيف جاءتك؟
ـ كانت مبادرة ذاتية ولم يكن وراءها اي تنظيم سياسي.
* متى سافرت الى بغداد؟
ـ سافرت في 4 ابريل (نيسان).
* كيف سافرت ؟ ـ غادرت من عمان الى دمشق ومن ثم الى بغداد.
* لماذا لم تخرج من عمان مباشرة؟
ـ لان الحكومة الاردنية لم تسمح بخروج المتطوعين الى العراق.
* ما دور السفارة العراقية في عمان؟
ـ لم يكن لها دور. سافرنا الى دمشق وترتيبات السفر تمت في السفارة العراقية في دمشق.
* من دفع اجرة الطريق؟
ـ كل متطوع دفع اجرته.
* كيف تصف لحظة وصولك الى بغداد؟
ـ كنا موضع حفاوة الجميع ورحب بنا مسؤول عراقي كان همه الاول ان يسمع منا اخبار المعارك وماذا يجري، لأن الاتصالات مقطوعة.
* ما هو شعورك عندما وصلت؟
ـ مشاعر مفعمة بالامل بتحقيق الانتصار او الشهادة.
* وعند خروجك من بغداد هل تغيرت مشاعرك؟
ـ نعم. كانت مشاعر الالم والحسرة على ما يجري.
* ومشاعر العراقيين تجاه المتطوعين العائدين الى بلادهم؟
ـ خرجنا دون ان يعرفنا احد في الشوارع.
* انت اسلامي وذهبت للدفاع عن نظام بعثي، كيف تفسر ذلك؟
ـ لم اذهب للدفاع عن النظام البعثي، بل دافعت عن الشعب العراقي المظلوم والمضطهد ودافعت عن ارض عربية اسلامية تتعرض لاحتلال وعدوان تمهيداً للسيطرة على الامة.
* ما تفسيرك لخروج العراقيين الى الشوارع فرحين بسقوط صدام حسين؟
ـ هذه رسالة الى الحكام العرب، بأن عليهم ان يتصالحوا مع شعوبهم ويعطوها اكبر قدر من الحرية حتى تلتحم الشعوب مع الجيوش في التصدي لأي عدوان استعماري.
* ماذا جرى معك عندما وصلت الى بغداد؟
ـ فور وصول المتطوعين كانوا يفرزون الى معسكرين الاول لاصحاب الخبرة العسكرية والاخر لغير المدربين.
* وانت اين ذهبت؟
ـ ارسلت الى معسكر اصحاب الخبرة لأني اديت الخدمة العسكرية في الاردن وكان المعسكر في بغداد ويدعى (الصليخ) مختصاً باستقبال المتطوعين العرب باشراف ضباط عراقيين.
* كم كان عدد المتطوعين العرب في ذلك المعسكر؟
ـ كنا بين 500 ـ 700 شخص.
* ما هي جنسيات المتطوعين؟
ـ الاغلبية جاءت من ثلاثة بلدان سورية، الاردن ومصر.
* هل هنالك متطوعون من دول الخليج؟
ـ كانوا قليلين، لكن في معسكرنا كان اثنان من السعودية واثنان من الكويت.
* كم يوما بقيت في بغداد؟
ـ خمسة ايام فقط.
* هل اشتركت في المعارك؟
ـ نعم . اشتركت في التصدي لانزال على الجسر المعلق الذي يربط بين شطري بغداد، واستمرت المعركة ساعتين وكان سلاحي بندقية كلاشنكوف.
* ما نتيجة المعركة؟
ـ تمت محاصرة القوات الاميركية وانقذت عبر المروحيات وقد استشهد اثنان من السوريين واصيب اثنان من الاردن بجروح طفيفة وكنت واحداً منهما.
* اين جرى اسعافك؟
ـ في المستشفى الاولمبي قرب ساحة الاندلس.
* لماذا سقطت بغداد بهذه السرعة؟
ـ حدث شيء لا نعرفه ولا يوجد لدينا تفسير له، فجأة اختفت المقاومة العراقية.
* كيف تصف آخر يوم للمقاومة؟
ـ مساء الثلاثاء 9 ابريل (نيسان) كنا في المعسكر وكانت المعنويات مرتفعة والمقاومة ضارية، وعندما استيقظنا لأداء صلاة الفجر لم نجد إلا المتطوعين العرب في المعسكر، ولم نجد اي جندي او ضابط عراقي، اختفوا جميعا دون ان نشعر بهم.
* هل هناك خيانة او صفقة؟
ـ لا نعرف... شعرنا بانهيار مفاجئ للمقاومة دون مقدمات.
* الم يكن منكم اشخاص في الحراسة الليلية؟
ـ لا . كان العراقيون فقط يتولون الحراسة في المعسكر.
* لماذا اعفيتم من الحراسة؟
ـ لا نعلم ، هذه ترتيباتهم الخاصة.
* هل اخذ العراقيون السلاح عندما خرجو