أول رئيس لي أوربا

    • أول رئيس لي أوربا

      فور الإعلان عن اختيار البلجيكي هرمان فان رومبوي أول رئيس للاتحاد الأوروبي والبريطانية كاثرين اشتون ممثلة لسياسة الاتحاد الخارجية‏,‏ تباينت ردود الفعل داخل وخارج أوروبا بين مؤيد ومعارض لهما‏,‏ وسط تشكيك في قدرتهما علي تعزيز الريادة الأوروبية في العالم وانتقادات من جانب المعارضة الأوروبية الخضر لهما بدعوي انهما غير معروفين حتي في أوروبا نفسها‏.‏

      وقد أكد رئيس الوزراء السويدي فريدريك رينفيلت الذي تتولي بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي حاليا أن رومبوي سيكون رئيسا ممتازا‏,‏ في حين قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إنه مقتنع بأن الرئيس الأوروبي الجديد قادر علي التفاوض وسيحمل بفخر لواء أوروبا‏,‏ علي حد تعبيره‏.‏

      كما أشاد البيت الأبيض بتعيين رومبوي وأشتون‏,‏ معتبرا ذلك وعدا بتعزيز المشاركة بين أوروبا والولايات المتحدة‏.‏

      وذكر بيان البيت الأبيض أن الولايات المتحدة لا تملك شريكا أقوي من أوروبا في مجال النهوض بالأمن والازدهار في العالم‏.‏

      ومن جانبها ذكرت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون‏,‏ في بيان أصدرته أنها تهنئ بحرارة البلجيكي فان رومبوي علي توليه رئاسة الاتحاد الأوروبي كما تهنئ نظيرتها البريطانية كاثرين أشتون‏,‏ مؤكدة انها تتطلع للعمل معهما لتعزيز وتوسيع الشراكة من تحقيق الاستقرار في أفغانستان والي تأمين التزام إيران بحظر الانتشار النووي وتحقيق السلام الشامل في الشرق الأوسط‏,‏ وذلك من بين عديد من الأهداف المشتركة‏.‏

      وأكدت كلينتون علي القيم المشتركة والالتزام العميق بالحرية والأمن وحقوق الانسان وحكم القانون وحرية السوق التي يتقاسمها الجانبان‏,‏ مضيفة أن الـ‏800‏ مليون‏,‏ مواطن في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يرتبطان برباط وثيق وقوي من الثقافة والتجارة والتاريخ المشترك والآمال المشتركة في المستقبل‏.‏

      وفي المقابل اعتبر الخضر في البرلمان الأوروبي أن الدول الكبري ستبقي هي المهيمنة علي أوروبا‏.‏ وقال رئيس كتلة الخضر في البرلمان دانييل كوهين ـ بيندي ان أوروبا وصلت الي الحضيض‏,‏ مشيرا الي انه بعد ان عينت أوروبا رئيسا ضعيفا للمفوضية الأوروبية‏(‏ خوسيه مانويل باروزو‏)‏ عين قادة الدول رئيسا باهتا للمجلس وممثلة لسياسته الخارجية لا وزن لها‏,‏ علي حد قوله‏.‏

      وسيستبدل فان رومبوي‏(62‏ عاما‏)‏ من خلال رئاسته الثابتة لمدة سنتين ونصف السنة والقابلة للتجديد مرة واحدة‏,‏ النظام الراهن للرئاسة الدورية كل ستة أشهر الذي يفسح لجميع البلدان المجال لترؤس الاتحاد‏.‏
      ~!@q تدور الايام بين رحايا العاشقين غزل وهم وجراح مكروبين فهل بشفتيكي اكون حزين الدكتور شديد أستمتعوا معنا في الاستوديو التحليلي بساحه الشعر المنقول ~!@q شارك shokry.ahlamontada.net
    • أثار تعيين هيرمان فان رومبوي في منصب الرئيس الأول للاتحاد الأوروبي مخاوف عديدة في تركيا‏,‏ كونه قد يعوق من آمال أنقرة في الانضمام الي الاتحاد في ضوء تقارير إعلام تركية تؤكد صراحة أن الرئيس الأول للاتحاد معاد لتركيا‏.‏

      وتشكلت الآراء التركية بشأن رومبوي‏,‏ وهو ديمقراطي مسيحي‏,‏ بسبب تعليقات سابقة نسبت إليه عندما كان زعيما للمعارضة في بلاده قبل خمس سنوات‏,‏ ونقلت جريدة أوبزرفر عنه قوله في ديسمبر عام‏2004:‏ تركيا ليست جزءا من أوروبا ولن تكون‏,‏ الي جانب قوله أمام اجتماع للمجلس الأوروبي بشأن انضمام تركيا المحتمل للاتحاد الأوروبي القيم العالمية المطبقة في أوروبا‏,‏ والتي هي أيضا قيم مسيحية أساسية ستفقد قوتها بانضمام دولة إسلامية كبيرة مثل تركيا‏.‏

      واذا كان رومبوي قد أعلن عندما قوبل بأسئلة صحفية عشية اختياره للمنصب الجديد عن آرائه السابقة في تركيا أنها آراء شخصية ولا صلة لها بالموضوع‏,‏ وأنه في منصبه الجديد سيسعي الي تحقيق أقصي قدر ممكن من التوافق في الآراء بين الدول الأعضاء في الاتحاد‏,‏ فإنها تكشف بوضوح عن صفعة جديدة لتركيا في تعاطيها مع ملف الانضمام الشائك للاتحاد وقد تشكل عقبة منيعة أمام عملية الانضمام وتفرض علي أنقرة اتخاذ المزيد من الاجراءات والزامها بتسريع عجلة الاصلاحات المطلوبة منها‏.‏

      وبطبيعة الحال اتسم رد فعل المسئولين الأتراك الذين كانوا يفضلون اختيار شخص أكثر إيجابية تجاه تركيا مثل رئيس الوزراء البريطاني السابق بالفتور تجاه تعيين فان رومبوي‏,‏ الأمر الذي دفع حسين باججي أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الشرق الأوسط بأنقرة الي القول أن رومبوي هو مرشح تسوية‏,‏ غير أنه من الواضح أنه مدعوم من فرنسا وألمانيا وهي أنباء غير سارة لتركيا‏,‏ سيما أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية إنجيلا ميركل من عتاة أقطاب معارضة انضمام تركيا ويعرضان مشروعا بديلا يعرف باسم المشاركة المميزة علي تركيا‏.‏

      وكانت الصحف التركية قد سارعت في استخراج تصريحات قديمة نسبت الي فان رومبوي وأشارت احدي الصحف التركية في عناوينها الرئيسية الجمعة الماضي‏,‏ صراحة‏,‏ الي أن الرئيس الأول للاتحاد الأوروبي معاد لتركيا وسيقف كحجر عثرة في وجه ملف الانضمام الخاص بتركيا للاتحاد الأوروبي‏,‏ من جانبه قال سوات كينكلي أوغلو نائب رئيس حزب العدالة الحاكم في تركيا‏:‏ من الصعب تفسير تعيين رومبوي بطريقة متفائلة غير أنني لا أعتقد أنه سيكون لذلك أثر علي المدي القصير وأدعوه الي مراجعة آرائه السابقة‏.‏

      وما سبق يدعونا الي النظر بعين الاعتبار الي الأبعاد الثقافية في عملية انضمام تركيا الي الاتحاد الأوروبي وقراءة للفروق بين عملية بدء المفاوضات التي بدأت في عام‏2005‏ وبين القبول الفعلي والكامل لعضويتها في الاتحاد والتي تقابلها صعوبات جمة قد يكون أقلها استفاءها للشروط والمعايير السياسية والاقتصادية التي قد يتكفل الوقت بها‏,‏ كما أشار الي ذلك الباحث أحمد دياب بملف الأهرام الاستراتيجي في العدد‏135,‏ حينما أشار الي هوية أوروبا التي حددها رئيس المفوضية الأوروبية الأسبق جاك ديلور بثلاثة عناصر هي المسيحية والقانون الروماني والنزعة الإنسانية في الفلسفة اليونانية‏.‏

      ومن ثم تبقي الأبعاد الثقافية هي العائق الحقيقي أمام انضمام تركيا ذات الأغلبية المسلمة‏,‏ إذ إن هناك عداء تاريخيا أو تقليديا في الغرب المسيحي تجاه تركيا الإسلامية وفيها يري الغرب أن انضمام تركيا الي الاتحاد الأوروبي يعني دخول ثقل ديموجرافي كبير‏(72‏ مليون مسلم‏)‏ الي النادي المسيحي‏,‏ وأن الغرب يعلم جيدا أن الدولة التركية علمانية بحكم الدستور وحماية الجيش إلا أن شعبها ليس علمانيا وأن علمانية الدولة تبقي هشة ومفروضة بالاكراه وليس عن طريق الانتخاب والاقناع‏.‏

      ويبقي الإشارة الي أن ما يكنه الرئيس الأول للاتحاد الأوروبي ليس بجديد‏,‏ فقد سبقه إليه رئيس المفوضية الأوروبية الأسبق جاك ديلون والرئيس الفرنسي الأسبق فاليري جيسكار ديستان الذي ترأس لجنة وضع مسودة الدستور الأوروبي والذي قال إن انضمام تركيا سيغير من طبيعة المشروع الأوروبي واقترح ألا تركز المفاوضات مع أنقرة علي الانضمام الكامل انما البحث عن سبيل لإيجاد صيغة أكثر مرونة لمشاركة مميزة‏.‏

      واذا كان البعض يري أن الغرب قد ضم في السابق تركيا الي عضوية حلف الأطلنطي في بداية الخمسينيات مؤشرا إلي إمكان انضمامها للاتحاد الأوروبي‏,‏ فأغلب الظن أنه واهم‏,‏ إذ إن دخول تركيا حلف الناتو له أسبابه الأخري وأبرزها بطبيعة الحال أن تركيا بالنسبة لأوروبا هي مجالها الجوي وامتدادها الأمني في مواجهة اندفاع روسيا والصين نحو الغرب‏.‏
      ~!@q تدور الايام بين رحايا العاشقين غزل وهم وجراح مكروبين فهل بشفتيكي اكون حزين الدكتور شديد أستمتعوا معنا في الاستوديو التحليلي بساحه الشعر المنقول ~!@q شارك shokry.ahlamontada.net