
بعض الشباب أصلح الله حالهم لما يرغب بالزواج ، يتقدم فيخطب البنت التي يراها مناسبة ومقتنع بها ، وبما يكون معجبا بها وهي لا تدري عن ذلك ، فإن تحققت الإرادة سعد بذلك ، وأصبح فرد من أسرتها ، وأن لم تتحقق الإرادة ويكتب له النصيب فيها ، تجده يتكلم بألفاظ تجرح مشاعر البنت وتؤذي أسرتها ، بأن يقول عندما يسأل بأن وجدنا أسرتهم لا تليق بنا ، أو أن نسبهم به كذا وكذا من العيوب ، وغيرها من الكلمات التي لا يستحسن له أن ينطقها بحقهم ، ولا يقول أن إرادة الخالق لم تكتب لنا ذلك ، أو يكتفي بكلمة لا نصيب لي فيها . هنا ينطبق فيه المثل العماني القائل ( الفار لما ما ينطال الشحمة يقول عنها أيش ؟ ( خايسه ) . وهنالك بيت شعر يقول ( ما كل ما يتمنى المرء يدركه ::: تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ) . ويندرج هذا التصرف للأسف لبعض الفتيات حتى لا نظلم فئة الشباب .
كل ما نتمناه من بعض الشباب والفتيات أن يرعوا الله في عباده ، فأعراض الناس وكرامتهم لا تقدر بثمن . ولا يجب أن نخلق العيوب فيهم بحجة أن مأربنا لم تتحقق من قبلهم ، فالأفضل أن نترك الأمر لله هو الخالق وهو المسير في كل ما يخصنا ، ومدرك ما هو خير لنا وما هو شر لنا ) يقول تعالي في محكم كتابه العزيز " وعسى أن تحبوا خير وهو شر لكم ، وعسى أن تكرهوا شر وهي خيرا لكم " صدق الله العظيم .