الهدية هذه الكلمة ذات معنى ودلالة ، لها قيمتها في أنفسنا ، ففي الكثير من المناسبات والأفراح التي تمر علينا نتلقى هدايا سواء من أقربنا أو أصدقائنا أو من زملائنا ، فترسم البسمة في وجوهنا ، فتصفي صدورنا ، وتنقي قلوبنا ، فتزيدها محبة وإخلاص لمن قدم لنا تلك الهدايا ، فنبادلهم برد الجميل بتقديم هدايا لهم في مختلف مناسباتهم وأفراحهم .
قد تختلف قيمة الهدايا التي نهديها لمن نحب ونفضلهم لدينا ، حسب المناسبة وحسب درجة القرابة منا ، لكن تبقى لها تقديرها في وجه متلقيها ، ففي منحى أخر تكون للهدية دلالة وقيمة كبيرة عندما نقدمها إلى طفل مريض يرقد بسرير المستشفى ، هنا قد ترسم البسمة في وجه الطفولة البريئة ، فتغذيها بشيء من المرح والسعادة ولها تأثرها النفسي لرفع معنوياته ، وهنالك هدايا نقدمها لوالدينا ، وخاصة لأمنا التي ربتنا وتعبت علينا وسهرت الليالي على تربيتنا ، لكنها تبقى قيمتها لا تساوى ذرة ما عانت من متاعب بشأننا ، فترسم البسمة في وجهها ، وتعرفها بأننا فعلا لا ننكر فضلها علينا ، فتظل تحضننا بين يديها كما تحضن طفلها.
وهنالك هدية أخرى قد تكون لها أثر في التشجيع والمثابرة والاجتهاد لنيل ما نتمنى ، فنجد الأب يسرع عندما يتفوق أحد أبنائه في الدراسة فيقدم له هدية لتحفيزه ، هنا تترك هذه الهدية مهما كان حجمها أو قيمتها أثرين في نفسية الأبناء وفي نفسية الأب ، فنجده يفرح لتفوق أبنائه في الدراسة ، فتحقق لهم ما كان يحلم به ويسر قلبه ويثلج صدره ، فكان ذلك ثمار جهده ومثابرته ومشقته في هذه الحياة . ، أما تأثيرها على نفسية الأبناء تزيدهم دفعا معنويا ، فتحفزهم إلى المثابرة والاجتهاد في دراستهم لتحقيق ما يتمنوه في حياتهم . يبقى أن نقول أننا لا ننظر لقيمة الهدية من الناحية المادية أي ما دفع بشأنها من ريالات، فقد تكون قيمتها المعنوية في أنفسنا أعظم أسمى .
