حكاية

    • مضى عُمُرٌ بساحاتِ الجُمانِ
      ولم أبرحْ أسيراً للأماني
      وهل سيّان حين يمرّ عمري
      بقيد الحزن أوْ قيد الهوان
      وكيف يقيم ذو عقلٍ بدنيا
      تَروح الى فلانٍ من فلان
      عدوتُ مع الزمان وكان جنبي
      ففاجأني هناك وقد عداني
      فلا هذا الزمان هنا زماني
      ولاهذا المكان بِه مكاني
      ملأتُ دروبه بشذى ورودٍ
      وأدمى شوك من غدروا جَناني
      ولم ألمِ الزمان ولا بنيه
      ولا شرفات ذياك الحنان
      حسامي قد تولىّ جرح نفسي
      ولا أحدٌ سوى نفسي رماني
      تبادلْنا سقيت الدهر دمّي
      وألوان المرارة قد سقاني
      فإنْ لم تكتف الأيام مني
      فمنها قدْ كفاني ما كفاني
      عُداتي تملأ الآفاق حتى
      كأنّ هوان أزمنةٍ هواني
      ولي صحراءُ ليس بها نباتٌ
      وقد كانت مروجاً من جِنان
      ألا منْ يصْحُ مِنْ بعد الأوان
      يجدْ أنّ الزمان سوى الزمان
      فإنْ يكنِ العناء رجوع ذاتي
      الى ذاتي فَدَعْني كي أُعاني
      متى وجهي ستصْدُقُهُ المرايا
      فتُبدي لي حقيقةَ ما اعتراني
      على عهدي أسير لِغير أُفْقٍ
      ووجهي غُربةٌ بِسوى مكاني
      وتبحث رحلتي عنّي فيا لي
      بِبحثي ثمّ عني كم أعاني
      ومحصولي بذي الدنيا سرابٌ
      وربّتما بساحتهِ أراني
      أراني في عيونٍ لاتراني
      لأنّي قد وُطيتُ بِما علاني
      وما منح الزمانَ اليَّ نزرٌ
      أُصالح مِ الأسى ما قد جفاني
      تصاممَ غير مكترثٍ بِصوتي
      وكم لبّيته لمّا دعاني
      وكمْ حاولتُ أنْ أعدو زماني
      عدا لكن بِسعيي قد عداني
      وكمْ أعدو وأعدو كي أُلبّي
      ندا موتٍ بعيدٍ قد دعاني
      وكم أعدو فراراً من مكانٍ
      فأُلفى قاصداً ذات المكان
      نوائبهُ زَحفْنَ اليّ زحفاً
      أُعاني منْ لظاها ما أُعاني
      كأنّي غير معنيٍّ بشئٍ
      إذا صاحتْ هلمّي يا أماني
      فلم أرَ في دنوٍٍّّ وابتعادٍ
      من الأيام مثل أسايَ داني
      متى يهنآ منَ العقلاء هاني
      ومِلْء عيونه مرأى الهوانِ
      صعوداً في صعودٍ في صعودٍ
      أمَا يكفي الليالي ما كفاني
      أمَا حقّي لو النكْبا غزتني
      أقول وراءها يأسي غزاني
      وقدْ نأت الأماني الغيد حتى
      كأنّ السعد فيها غير شآني
      وبعد السعد ألفيتُ الرزايا
      تناوبُ بين رمحٍ أوْ سنان
      إذا ما كنتَ ذا حظٍّ عثورٍ
      فلا تلهثْ وراء خطى الحسانِِ
      فما نفْع الورود ملأْنَ روضاً
      لمشتاقٍ وليس له يدانِ
      سيبقى مترعاً بالسحر دنّي
      وقلبي نبضه وَتَرُ الكمانِ
      كسا غيري النعيم المحض ثوباً
      وأثواب الكآبة قد كساني
      ويأ تيني بحُلْم مستحبٍّ
      ويتبعه نقائض ما أتاني
      تعاورت الخطوب العمْر حتى
      سهامي غرْبلتْ خلْب الجَنانِ
      إذا ما نلتُ في يومٍ رخاها
      قفاني صعبها فيما قفاني
      أنا بين الشقاوة والهوانِ
      كفاني مِ التجارب ما كفاني
      فردّي العقل لي وإليك قلبي
      وخليني أعاني ما أعاني
      لقد شرب الهوى دمّي ودمعي
      فيالله ماذا قد سقاني
      ملأتُ كؤوسه خمراً وعطراً
      وبالحزن المعتّق قد ملاني
      إذا مسعاكَ كانَ بلا فلاحٍ
      رأيتَ جفاكَ حتّى في المكانِ
      لقد حرمتُ ما الاعداء حولي
      على قلبي منادمة الغواني
      نسيتُ عتيقَ ما أمّلتُ لكنْ
      تحسّرهُ لصيقٌ في كياني
      وما في الدهر منْ بعد الرزايا
      رزايا قد خُلقنَ من الحسانِ
      ظننتُ الشيب في رأسي سراجاً
      ولكنْ بالسواد أسىً كساني
      فلا تسألْ غداة وضعت رجلي
      بحيزوم المنيّة ما دهاني
      وكيف رغبتُ عن وجهي بوجهٍ
      علاني فيه سقماً ما علاني
      رميتُ على طريق المجد نفسي
      ففاجأني غروبي قبل آني
      وأقفو ذا الزمان وراء حُلْمٍ
      لأرجع والأسى خلفي قفاني
      وكم مهّدتُ لي فيه مكاناً
      فكان يبيح أعدائي مكاني
      وجهدي صار فيه ملاك غيري
      فلي غوصي به ولهم جماني
      فلا تسألْ وَهَمّي مِلْءُ صدري
      فديتك ما دهاني واعتراني
      عشقتُ الغيد كي أنسى همومي
      فزاد ليَ الأسى حبّ الغواني
      ووسْط زحامهن أنا وحيدٌ
      غريبٌ مثلما دوما أراني
      رجعتُ موارياً رأسي بأمسي
      فليت بما طوى أمسي طواني
      ونَيْلُ المكْرمات على فؤادي
      أعزّ إليَّ من نَيْل الجُمان
      مازن عبد الجبار ابراهيم العراق
    • حكاية ..!

      والطريق طووووويل من قصيدكـ المُرهِق / الممتع لاستكانة فكري القلِق المتلهف


      59 بيتاً ( إن أصبت العد ) أغرتني بالكثيررر من التعب لأعيد القراءة !
      ولكن هذه ألجمتني فعلاً ..

      حسامي قد تولىّ جرح نفسي
      ولا أحدٌ سوى نفسي رماني


      فإنْ يكنِ العناء رجوع ذاتي
      الى ذاتي فَدَعْني كي أُعاني
      متى وجهي ستصْدُقُهُ المرايا
      فتُبدي لي حقيقةَ ما اعتراني
      على عهدي أسير لِغير أُفْقٍ
      ووجهي غُربةٌ بِسوى مكاني
      وتبحث رحلتي عنّي فيا لي
      بِبحثي ثمّ عني كم أعاني


      وهذه صدقاً أذهلتني ...

      أراني في عيونٍ لاتراني
      لأنّي قد وُطيتُ بِما علاني






      مازن عبدالجبار ...

      على حافّة القصيدة الإنسان تقفُ القوافي كـ " طابورِ " منتحرين ..
      ثمّ تهوي قافيةً بعد قافية .




      لا تحرمنا هذا الهطول ...



      مودتي؛
      روح







      اللهم اغفر لوالديّ وارحمهما
    • مازن عبدالجبار...



      كيف شاءت لي الأقدار أن أتناول هذا النص.. في مطلع يومي


      أشرب كوباً من الشاي وأقرأ... أزيد السكر في كوبي منتقلاً من بيت إلى بيت


      أضع مزيداً من السكر.. ولا أدري أين يذهب


      مرارة انتقلت مع كل بيت إلى حلقي .. دون أن تسعفني الملاعق العشرون المحلاة



      هكذا شاء قدري هذا الصباح.. أن يضعني أمام نص يُلغي كل ماحولي.. أن يسرقني مما حولي


      ،،


      أن نرى الجمال في حزن .. فهذا لايكون إلاّ حين ينتصب الإبداع هامة


      وهكذا هو نصك هنا أيها الشاعر .. شامخ كشموخ نخيل العراق


      كشموخ صاحبه .. وكبرياءه منطلقاً في سبيل نيل المكرمات
      ،،


      دفق شعري يطلقني حين أقرأه مراراً .. إلى فضاءات أرحب من الأماني


      أو أنه يصوبني إلى داخل نفسي لأرى عوالمها بشكل مختلف .. .. بعيداً عن زيف المرايا


      أتجول في هذه العوالم .. وأنا أردد بيتك


      فإنْ يكنِ العناء رجوع ذاتي
      الى ذاتي فَدَعْني كي أُعاني


      وقد عانيتُ كثيراً ... فحقيقة الأشياء مفجعة هناك .. كحقيقة السراج .. الذي يكسونا بسواد الأسى



      لكن تبقى الرحلة مرهقة إلى أقصى حدود المتعة.. ممتعة إلى أقصى حدود الخوف



      أخشى أن لا أتوقف عن القراءة .. وأخشى أن أنسكب هنا كما انسكب نصك


      لذا سأعود لأقرأ هذه المرة بصمت.. علني أجد شيء يعيدني إلى صباحي



      أيها الشاعر...


      وجهدي صار فيه ملاك غيري
      فلي غوصي به ولهم جماني


      نعم صدقت فلك الشكر على هذه الجمان.. ولك الشكر على جهدٍ سكبته لنا


      ومنا لك أرق وأصدق دعاء .. أن تكون دوماً كما تحب وترتضي





      الكرى،،،
    • المتالق غابش
      قلت في بيتين من قصيدتي تراجع معارضة قصيدة المتنبي...ألا كل ماشية الخيزلى

      تراجعتُ يوم سباني الهوى
      أُسلّمُ راياته للنهى
      أُقلّبُ عمراً قد اهترأتْ
      وريقاته في أكف البلا



      شكرا جزيلا للمرور الجميل واعتذر عن تاخر الرد لصعوبة الاتصال
    • المتالق عاشق العمانية
      قلت في بيتين من قصيدتي تراجع
      تحيّرتُ ياوردُ كيف أموتُ
      أطعناً بلونكَ أم بالشذى
      فيا..كيف هذا الزمان انتهى
      وأودى بغير رجوع المها
      شكرا جزيلا للمرور الجميل واعتذر عن اخر الرد لصعوبة الاتصال
    • روح التالق
      قلت في بيتين من قصيدتي ..لايسترن المرء إلاّ دينُهُ
      قلّبت كتْب الذكرياتِ كنبتةٍ
      عنها تُقلّب رملها البيداءُ
      والعلم أول خطوةٍ نحو الهدى
      حتى تُنال القمةُ الشماءُ
      شكرا جزيلا للمرور الجميل واعتذر عن تاخر الرد لصعوبة الاتصال
    • المتالق الكرى
      قلت في بيتين من قصيدتي..مزامير
      أعيتنيَ الدنيا فسرت مسيرها
      متقلّداً ما دهرها أوصاني
      إنْ كنتُ أشقتني مكارهها فما
      بال الجمال بها الذي أشقاني
      شكرا جزيلا للمرور الجميل واعتذر عن تاخر الرد لصعوبة الاتصال
    • مازن عبدالجبار



      أرى هنا رائعة وليس نص عادي!!
      دفق شعري غني عن الوصف والمدح
      أبيات ينبعث منها الحزن ثم يكسره الشموخ ,,,


      أسعدني كثيراً تواجدي هنا
      دُمت كما تريد
    • مضى عُمُرٌ بساحاتِ الجُمانِ
      ...............................ولم أبرحْ أسيراً للأماني
      وهل سيّان حين يمرّ عمري
      ..............................بقيد الحزن أوْ قيد الهوان

      اخي مازن صباحك مساك سعاده ومحبه

      تقبل مروري السريع دمت على خير