لم يكن للمهدي المنتظر من الوقت إلا بضع دقائق، حتى يبدأ ظهوره على منتظريه في إيران، والعراق، لولا أن الأمريكيين عاجلوه باحتلال العراق فحرموا أنصاره من رؤيته، فعاد المهدي الى غيابه، وقعد العشاق متحسّرين على مافاتهم من رؤية تم حجبها!

يمتلك مهديُّ نجاد، في المقام الأول، كل المقدرات على "إنهاء الظلم البشري" كما يمتلك مقدرة على الظهور في الساعة التي يحددها هو لا أي أحد آخر. إلا أن الأمريكيين يبدو أنهم امتلكوا طاقة تفوق مهديّ نجاد فحرموه من ظهوره. كما لو أن المهدي الإيراني شخصية إعلامية كانت تود الظهور على السي. إن. إن مثلا ثم منعتها الإدارة الأمريكية من الظهور على الشاشة.
إنه مهدي على قياس نجاد وحده. مهدي الثورة لا مهدي الاسلام الذي هو في العرف يجب أن يكون أقوى من احتلال عسكري عابر. إلا أن هذا المهدي المصمّم على الطريقة الفارسية، جبارٌ حيناً وضعيف أحياناً. يتأثر بالحروب ويختفي خوفا أو ضعفا أو هزيمة. ماذا تبقى لإيران نجاد إلا هذا التصريح الذي يقول فيه إن الأمريكيين احتلوا العراق ليمنعوا مجيء المهدي المنتظر! بعدما كان قد حزم حقائبه وأعدها لرحلة طويلة في هذه الأرض "الممتلئة جورا" ليملأها "عدلاً". إلا أن ثمة من جاء وسحب منه بطاقة الطائرة أو بطاقة القطار. وللمفارقة هم الأمريكيون الذين بشرنا بهم نجاد بأنهم أقوى حتى من السلطة الإلهية!
صمّم الإيرانيون مهدياً خاصا بهم. كما صمموا صواريخهم. المهدي، ذاك يشبه آلهة القرون الوسطى، أو آلهة العرب قبل الإسلام، التي لاتملك نفعاً ولا ضرراً. إن كان نجاد يمتلك وثائق على أن الأمريكيين احتلوا العراق لمنع ظهور المهدي، لعله يلمح لنا بأن مهديّه أسرّ له بذلك!
في الحقيقة إن إشارة نجاد واضحة في هذا السياق. فمن سيؤمّن لنجاد وثائق من هذا النوع الماورائي؟!
ولا شك الإشارة واضحة فنجاد يقترب من إعلان تلقّيه لوحي ما. وهذا ليس من قبيل التهويل. ولنكرر مرة أخرى البحث في ثنايا خطابه إذ قال إنه يمتلك وثائق تؤكد أن احتلال الأمريكيين للعراق بسبب منع ظهور المهدي. من أين أحضر هذه الوثائق؟ والإجابة واضحة وفي ثنايا الكلام: الوحي الذي هبط على نجاد ولا يوجد أي مصدر آخر.
وللتدقيق أكثر، فإن كلامه يعني بأن المهدي كان سيأتي، وأن الإيرانيين جميعا، أو نجاد وحده، كانوا يعلمون بموعد قدومه. كيف علم نجاد بموعد القدوم؟ إنه الوحي طبعاً.
إلا أن السؤال المرير الذي ينفجر بوجه مصمّمي مهدي على قياسهم: إن كان الأمريكيون يعرفون موعد ظهور المهدي فهل هم أيضا على اتصال بالوحي الإلهي؟ فإن كانوا كذلك فلماذا لا نبايعهم خلفاء على الدين!
كل الإشارات تدل على أن نجاد مرّ بحالة ذهانية معيّنة تنتمي الى عالم الطب النفسي، ويبدو أنه يقترب من إعلان نفسه متلقيا لوحي. فنجاد هو المخلص الأمين على ذهب الثورة. وهو الوفي للمرشد الذي ورطه بالولاية الثانية. وهو الذي حمل على أكتافه إمرار التسلح النووي وتحمل كل سبة يمينا وشمالا. ولعل القضاء على كتيبتهم المتقدمة في اليمن وعلى الحدود السعودية والمتمثلة بالحوثيين، أثارت نوعا مما يسمى الجرح النرجسي الذي عادة مايولد ادعاءً وتضخماً ورؤية هوسية للأشياء.
إن كان المهدي الذي ينتظره كل مظلومي العالم - في أي ديانة هناك مخلص سيأتي في صيغة ما - كما هو معلوم، يمكن أن يتوارى بوجود قوة عسكرية مسلحة، فمن أي الخلاص ياربي؟
نجاد يمر بأزمة عصبية حادة وقك الله العرب شرها .. وماعلى الإيرانيين واليهود والامريكان اصدقاه سوى الدعاء له با الشفاء العاجل ..

يمتلك مهديُّ نجاد، في المقام الأول، كل المقدرات على "إنهاء الظلم البشري" كما يمتلك مقدرة على الظهور في الساعة التي يحددها هو لا أي أحد آخر. إلا أن الأمريكيين يبدو أنهم امتلكوا طاقة تفوق مهديّ نجاد فحرموه من ظهوره. كما لو أن المهدي الإيراني شخصية إعلامية كانت تود الظهور على السي. إن. إن مثلا ثم منعتها الإدارة الأمريكية من الظهور على الشاشة.
إنه مهدي على قياس نجاد وحده. مهدي الثورة لا مهدي الاسلام الذي هو في العرف يجب أن يكون أقوى من احتلال عسكري عابر. إلا أن هذا المهدي المصمّم على الطريقة الفارسية، جبارٌ حيناً وضعيف أحياناً. يتأثر بالحروب ويختفي خوفا أو ضعفا أو هزيمة. ماذا تبقى لإيران نجاد إلا هذا التصريح الذي يقول فيه إن الأمريكيين احتلوا العراق ليمنعوا مجيء المهدي المنتظر! بعدما كان قد حزم حقائبه وأعدها لرحلة طويلة في هذه الأرض "الممتلئة جورا" ليملأها "عدلاً". إلا أن ثمة من جاء وسحب منه بطاقة الطائرة أو بطاقة القطار. وللمفارقة هم الأمريكيون الذين بشرنا بهم نجاد بأنهم أقوى حتى من السلطة الإلهية!
صمّم الإيرانيون مهدياً خاصا بهم. كما صمموا صواريخهم. المهدي، ذاك يشبه آلهة القرون الوسطى، أو آلهة العرب قبل الإسلام، التي لاتملك نفعاً ولا ضرراً. إن كان نجاد يمتلك وثائق على أن الأمريكيين احتلوا العراق لمنع ظهور المهدي، لعله يلمح لنا بأن مهديّه أسرّ له بذلك!
في الحقيقة إن إشارة نجاد واضحة في هذا السياق. فمن سيؤمّن لنجاد وثائق من هذا النوع الماورائي؟!
ولا شك الإشارة واضحة فنجاد يقترب من إعلان تلقّيه لوحي ما. وهذا ليس من قبيل التهويل. ولنكرر مرة أخرى البحث في ثنايا خطابه إذ قال إنه يمتلك وثائق تؤكد أن احتلال الأمريكيين للعراق بسبب منع ظهور المهدي. من أين أحضر هذه الوثائق؟ والإجابة واضحة وفي ثنايا الكلام: الوحي الذي هبط على نجاد ولا يوجد أي مصدر آخر.
وللتدقيق أكثر، فإن كلامه يعني بأن المهدي كان سيأتي، وأن الإيرانيين جميعا، أو نجاد وحده، كانوا يعلمون بموعد قدومه. كيف علم نجاد بموعد القدوم؟ إنه الوحي طبعاً.
إلا أن السؤال المرير الذي ينفجر بوجه مصمّمي مهدي على قياسهم: إن كان الأمريكيون يعرفون موعد ظهور المهدي فهل هم أيضا على اتصال بالوحي الإلهي؟ فإن كانوا كذلك فلماذا لا نبايعهم خلفاء على الدين!
كل الإشارات تدل على أن نجاد مرّ بحالة ذهانية معيّنة تنتمي الى عالم الطب النفسي، ويبدو أنه يقترب من إعلان نفسه متلقيا لوحي. فنجاد هو المخلص الأمين على ذهب الثورة. وهو الوفي للمرشد الذي ورطه بالولاية الثانية. وهو الذي حمل على أكتافه إمرار التسلح النووي وتحمل كل سبة يمينا وشمالا. ولعل القضاء على كتيبتهم المتقدمة في اليمن وعلى الحدود السعودية والمتمثلة بالحوثيين، أثارت نوعا مما يسمى الجرح النرجسي الذي عادة مايولد ادعاءً وتضخماً ورؤية هوسية للأشياء.
إن كان المهدي الذي ينتظره كل مظلومي العالم - في أي ديانة هناك مخلص سيأتي في صيغة ما - كما هو معلوم، يمكن أن يتوارى بوجود قوة عسكرية مسلحة، فمن أي الخلاص ياربي؟
نجاد يمر بأزمة عصبية حادة وقك الله العرب شرها .. وماعلى الإيرانيين واليهود والامريكان اصدقاه سوى الدعاء له با الشفاء العاجل ..