ماذا تذكركم الكلمات التالية ( يا ما ذاكرتي ، ويا ما سهرتي ليالي طويلة ، وتمنيت الفرحة لكل زميل وزميلة ، من الثانوية إلى الكلية ، والمجموع قرب من المئة ) .

    • ماذا تذكركم الكلمات التالية ( يا ما ذاكرتي ، ويا ما سهرتي ليالي طويلة ، وتمنيت الفرحة لكل زميل وزميلة ، من الثانوية إلى الكلية ، والمجموع قرب من المئة ) .

      نعم عندما نسمع تلك الكلمات عند إعلان أوائل نتائج الثانوية العامة ، ترجع بنا الذاكرة إلى الوراء ، إلى زمن ولى وذهبت أيامه ، زمن كنا نحسب ألف حساب لنصل إلى الصف الثالث الثانوي سواء الأدبي أو العلمي ، ونحسب آلف حساب أخر لنتائجها ، لأنها تحمل في طياتها ما سيؤول إليه مستقبلنا ، سواء كان المجموع يؤهلنا لإكمال دراستنا الجامعية ، أم يؤهلنا لمواصلة الدراسة في كليات المعلمين المنتشرة في تلك الحقبة ، أم أن المجموع سيخذلنا وسنضطر للبحث عن وظيفة مناسبة ، فالحمد لله كانت الوظائف في تلك الحقبة ما زالت فرص الحصول عليها كبيرة ، بحكم أن بعض الوظائف كانت تشغل من قبل الوافدين فكان بداية مسيرة الإحلال قد بدأت تأتي ثمارها بإحلال العماني محل الوافد في بعض الوظائف الإدارية في مختلف مؤسسات الجهاز الإداري للدولة . نعم ما زلت أتذكر أصوات المذيعين في إذاعة سلطنة عمان منهم علي الحسني ومحمد المرجبي ، وذياب العامري ، والفارسي ، وزاهر المحروقي وغيرهم من المذيعين الذي شدوا حناجرهم يعطيهم الله العافية وهم يتناوبوا على قراءة أسماء الناجحين في الشهادة الثانوية العامة ، بينما يتخلل الاستراحة بين فترة وأخرى ذلك المقطع الذي ذكرته أعلاه ، كنا نشد أذاننا وقلوبنا ترتجف خوفا مما ستأتي به النتائج ، نعم أتذكر عام 1987م في أواخر شهر يوليو الساعة كانت تشير إلى منتصف الليل عندما بدأ المذيع يقرأ أسماء الناجحين والناجحات من أبناء قرى فيحاء عمان ، كنا نهتم بالشهادة الثانوية العامة لأنها مسار الطريق الذي سيرسم لنا المستقبل ، وكانت الامتحانات وقتها فقط في نهاية السنة لا يوجد ما هو ميسرا لأبنائنا حاليا بتقسيم السنة الدراسية إلى فصلين ، وكانت المقررات الدراسية ومنها اللغة العربية عدة مقررات تكاد تعد أوراقها كتبها بالمئات ، بذلنا جهودا وذاكرنا طيلة السنة حتى كتب الله لنا التوفيق والنجاح ، فكانت نتائج القبول في تلك الحقبة لا تتراوح نسبة 60% شرط القبول في كليات المعلمين ، أما نسبة القبول في الجامعة فكانت للفوج الثاني للطلبة الملتحقين بها لا تتعدى نسبة 65% ، وكذلك في الكلية الفنية الصناعية الوحيدة في مسقط .

      أما اليوم فوضعنا أختلف أبنائنا نجدهم منهم القليل من يهتم بدراسته وخاصة الذكور ، اليوم الشهادة الثانوية العامة لا يحسب لها بعض الشباب ألف حساب ـ فقط يريد أن يخرج منها بأية نسبه المهم أنه نجح منها وتعداها ، المذاكرة لم تكن مثلما كانت في السابق مرتبطة بفرض حسابات للمستقبل ، إلا اليسير من أبنائنا سواء ذكورا أو إناثا. رغم أن الدراسة في وقتنا الحاضر أمورها ميسرة منقسمة إلى فصلين دراسيين ، وهنالك امتحانات فصلية . إلا أن النتائج للأسف والمستوى التحصيلي للطلبة لا يوازي ذلك التحصيل الذي كنا فيه في تلك الحقبة الماضية رغم أن معظم أساتذة الهيئة التدريسية من الوافدين . والله أعلم ما هي الأسباب التي أوصلت التعليم إلى هذا المستوى من ضعف في التحصيل صاحبها ضعف في النتائج أخر السنة الدراسية ، رغم أن معظم مدارسنا والحمد لله تديرها هيئة تدريسية وطنية إلا اليسير من الوافدين يدرس بعض المقررات الدراسية .
      اليوم مخرجات الثانوية العامة الباحثة عن العمل في تزداد مستمر، ونسبة القبول في مختلف دور التعليم الجامعي وفي مختلف الكليات يكاد لا يوازي نصف المتخرجين من الثانوية العامة . فإلى متى يا وطني يبقى هذا الوضع طي الكتمان لا يحسب له أية حساب ، يكاد تجد أثنين أو أكثر من الأبناء جالسين في المنزل لم تسمح لهم ظروف ولاة أمرهم إرسالهم لمواصلة تعليمهم في الجامعات الخاصة بحكم وضعهم المادي ، تجدهم يطرقون أبواب العمل حتى يكتب لهم التوفيق فيظفروا بوظيفة تركها الوافد لا تناسب مقامه ، لأن الوظائف القيادية في قطاعنا الخاص ما زالوا متربعين على عرشها بفضل أرباب الشركات ومؤسسات القطاع الخاص .
      قال تعالي في كتابه العزيز " أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " صدق الله العظيم .