القراءة والتقاعس العجيب
إن الاطلاع على تجارب الآخرين وأفكارهم ، وثقافتهم ، استلهام ينسجم مع طبيعة الإنسان التكوينية الشغوفة لمعرفة الآخر .. أياً كانت المعرفة ، عادات وتقاليد وأنماط وتجارب سلوكيه ، كل هذه المعارف تندرج تحت مُسمى ثقافة .. وهذه الثقافة هي فهم المعرفة بشتى جوانبها ، وبجميع أنواعها ومثالبها الحياتية .. فالمعرفة بحد ذاتها لا تتأتّى إلا من خلال إدراك قيمة القراءة .
ومن خلال الايميل الخاص بي ، تبادر إلى عقليّة إحدى المتراسلات عبره ، حين خطر في بالها صناعة سؤال لموضوع القراءة وأهميتها ، أدهشتني بفجائياتها رغم معرفتي باشتغالها في مجال التصوير ، هكذا هي عرّفتْ نفسها .. فتساءلت لمَ قامت بتعتيم الموقف ، أم هو بالنسبة لها تصويراً يقوم على سبْر أغوار دقّة امتهاني الكتابي ، أم محاولة منها لمعرفة خِبْرة اشتغالي القرائي من عدمه .؟! ماذا تعني لكَ القراءة .؟! تعجبني كتاباتك وأسلوبك المُدهش في ارتشاف ما راق لكَ من معين قراءاتك المتعددة .. ؟! فبماذاَ تنصحني .؟! مكثت قليلاً ، أسعى بين رغبة الإجابة الصريحة وبين فَهْم السؤال ومرادفاته الفكرية والعقلية .؟! فكتبتُ ، القراءة كلأٌ مُباح لمن ينشد المعرفة والثقافة ، بل هيَ رُقيّ سُلوكي في شتّى مراحل تقدّم وتطوّر مجالات الحياة .!؟ ونصيحتي لكِ ، أن تعبّي من معين بُستان معارف الحياة ما راقَ لكِ ، وأن تستشرفي الحقيقة لتكوني فيئاً ظِلالُه نَهْل المعرفة من خلال فهم ثقافة الآخرين . فالمحروم من الثقافة مغبونٌ من ملذات الكتابة وحلاوة القراءة .! فؤلئك المحرومون من لحظات متاعها ، سلبوا عقولهم من ارتقاء أفكارهم ، وحرموا ألسنتهم من أفكارها ، شأنهم شأن الموتى ، فالميْت بعيدٌ عن المُتغيّرات الحياتية ، بعيدٌ عن التحديات الدنيويّة ، بعيدٌ عن تقاطعات المادية ، حبيساً عن تطالعاته وآماله ، لا يستلهم غير رجعته فقط ، فأنّى له ذلك ..! وهكذا هُم الذين لا يعرفون القراءة ولا يجيدون الكتابة ، حالهم لا يقل عن هؤلاء ، فهم قد قبروا عقولهم ، وقتلوا ملكات أفكارهم ، فصارتْ بديهياتهم لا تعمل بأفق التطلعات المعرفية ، ولا تشتغل أصابعهم بتنقيط أحرف عرفوها لأنهم لا معارف لهم يَنْهلون منها ، غير تلك التي ألفونها ، تكاد لا تُراوح مكانها ، فأنّى لهم غيرها ، إنهم يعيشون بيننا ، لكنا نعُدّهم مكانياً ونحسبهم من المنسيين ..!! فكتبتْ في المراسلة التالية ، إنني أثق في دفعك ، بأن أعانق القراءة بشغف كبير ، ولذا فأنا أعدك ، بان أكون قارئة نهمة ، ستجدني إن شاء الله صابرة لا أنفكّ من بُطون الكتب بشتى معارفها وألوان شعوبها وتعدد ثقافاتها ، سأتنقّل بين دفة كتاب وآخر ، وستكون لي كلمة أو وقفه مع كل حروفها ، باحثة عن معلومة ترتسخ في ذهني ، ويشتغل بها عقلي وينتعش بها فكري ، فتكون منثورة بين أصابع يدي ، وقلمي بعدها لن يسكت ، لن يهدأ .. حين يجد في مدونته الفكرية حصيلة من معارف وثقافات تكدّست بصورة تراكمية من مَعِيَن التجارب . نظرتُ في سرور إلى ما كتبته ، أطلت النظر في حروف عزيمتها ، فأيقنتُ بأنها ذات إرادة قوية ، حاسمة لن تنثني ابداً ، ولذا حريُ أن تكون من عدا القارئين ومن جُملة المتطلعين إلى الحياة بثقة المعرفة ومعين الثقافة ، وأيقنت ايضاً أن حصيلتها ستكون بداية التجارب الحياتية . سحبت نفساً وابتسمت ، حمدت وشكرت بأني وجدت إمرأة تتجاوب سريعاً لخدمة نفسها ، لترتقي بها إلى مصاف أقلام المثقفين ، متطلعة إلى رؤية تتسارع نحو تأقلمٍ عجيبْ .!!
11/12/2009
المرتاااح
إن الاطلاع على تجارب الآخرين وأفكارهم ، وثقافتهم ، استلهام ينسجم مع طبيعة الإنسان التكوينية الشغوفة لمعرفة الآخر .. أياً كانت المعرفة ، عادات وتقاليد وأنماط وتجارب سلوكيه ، كل هذه المعارف تندرج تحت مُسمى ثقافة .. وهذه الثقافة هي فهم المعرفة بشتى جوانبها ، وبجميع أنواعها ومثالبها الحياتية .. فالمعرفة بحد ذاتها لا تتأتّى إلا من خلال إدراك قيمة القراءة .
ومن خلال الايميل الخاص بي ، تبادر إلى عقليّة إحدى المتراسلات عبره ، حين خطر في بالها صناعة سؤال لموضوع القراءة وأهميتها ، أدهشتني بفجائياتها رغم معرفتي باشتغالها في مجال التصوير ، هكذا هي عرّفتْ نفسها .. فتساءلت لمَ قامت بتعتيم الموقف ، أم هو بالنسبة لها تصويراً يقوم على سبْر أغوار دقّة امتهاني الكتابي ، أم محاولة منها لمعرفة خِبْرة اشتغالي القرائي من عدمه .؟! ماذا تعني لكَ القراءة .؟! تعجبني كتاباتك وأسلوبك المُدهش في ارتشاف ما راق لكَ من معين قراءاتك المتعددة .. ؟! فبماذاَ تنصحني .؟! مكثت قليلاً ، أسعى بين رغبة الإجابة الصريحة وبين فَهْم السؤال ومرادفاته الفكرية والعقلية .؟! فكتبتُ ، القراءة كلأٌ مُباح لمن ينشد المعرفة والثقافة ، بل هيَ رُقيّ سُلوكي في شتّى مراحل تقدّم وتطوّر مجالات الحياة .!؟ ونصيحتي لكِ ، أن تعبّي من معين بُستان معارف الحياة ما راقَ لكِ ، وأن تستشرفي الحقيقة لتكوني فيئاً ظِلالُه نَهْل المعرفة من خلال فهم ثقافة الآخرين . فالمحروم من الثقافة مغبونٌ من ملذات الكتابة وحلاوة القراءة .! فؤلئك المحرومون من لحظات متاعها ، سلبوا عقولهم من ارتقاء أفكارهم ، وحرموا ألسنتهم من أفكارها ، شأنهم شأن الموتى ، فالميْت بعيدٌ عن المُتغيّرات الحياتية ، بعيدٌ عن التحديات الدنيويّة ، بعيدٌ عن تقاطعات المادية ، حبيساً عن تطالعاته وآماله ، لا يستلهم غير رجعته فقط ، فأنّى له ذلك ..! وهكذا هُم الذين لا يعرفون القراءة ولا يجيدون الكتابة ، حالهم لا يقل عن هؤلاء ، فهم قد قبروا عقولهم ، وقتلوا ملكات أفكارهم ، فصارتْ بديهياتهم لا تعمل بأفق التطلعات المعرفية ، ولا تشتغل أصابعهم بتنقيط أحرف عرفوها لأنهم لا معارف لهم يَنْهلون منها ، غير تلك التي ألفونها ، تكاد لا تُراوح مكانها ، فأنّى لهم غيرها ، إنهم يعيشون بيننا ، لكنا نعُدّهم مكانياً ونحسبهم من المنسيين ..!! فكتبتْ في المراسلة التالية ، إنني أثق في دفعك ، بأن أعانق القراءة بشغف كبير ، ولذا فأنا أعدك ، بان أكون قارئة نهمة ، ستجدني إن شاء الله صابرة لا أنفكّ من بُطون الكتب بشتى معارفها وألوان شعوبها وتعدد ثقافاتها ، سأتنقّل بين دفة كتاب وآخر ، وستكون لي كلمة أو وقفه مع كل حروفها ، باحثة عن معلومة ترتسخ في ذهني ، ويشتغل بها عقلي وينتعش بها فكري ، فتكون منثورة بين أصابع يدي ، وقلمي بعدها لن يسكت ، لن يهدأ .. حين يجد في مدونته الفكرية حصيلة من معارف وثقافات تكدّست بصورة تراكمية من مَعِيَن التجارب . نظرتُ في سرور إلى ما كتبته ، أطلت النظر في حروف عزيمتها ، فأيقنتُ بأنها ذات إرادة قوية ، حاسمة لن تنثني ابداً ، ولذا حريُ أن تكون من عدا القارئين ومن جُملة المتطلعين إلى الحياة بثقة المعرفة ومعين الثقافة ، وأيقنت ايضاً أن حصيلتها ستكون بداية التجارب الحياتية . سحبت نفساً وابتسمت ، حمدت وشكرت بأني وجدت إمرأة تتجاوب سريعاً لخدمة نفسها ، لترتقي بها إلى مصاف أقلام المثقفين ، متطلعة إلى رؤية تتسارع نحو تأقلمٍ عجيبْ .!!
11/12/2009
المرتاااح