متى يتمرد المراهق على قرارات الأهل؟
تتسم مرحلة الشباب المعاصر بتطورات استثنائية منها ما يحملنا على الاعتقاد بان الشباب اصبح في حالة جيدة من الاكتمال والنضج، ويستطيع ان يكون متحملا للمسؤولية، لذلك انطلق العالم بأسره ليقول:
عصرنا هذا هو عصر الشباب بكل ما تعنيه هذه الكلمة من دلالات تنبثق من جوهرية التفكير المتبصر بحال الشباب الذي استحوذ على الكثير من المجالات واتيح للشباب في هذا اليوم شتى
وسائل الاتصال والتربية والاعلام والتعليم ووسائل أخرى كانت مفقودة في عهود سابقة فأثبت الشباب دورهم على الساحات المتميزة وتعمق لديهم حب التعليم والانفتاح
ولكن ما يقلق الأهل في هذه الفترة الشبابية ظاهرة على حد قولهم هي حب التمرد لدى الابناء،
لأن الكثير من الاهالي يعبرون بقولهم انه قبل عصور وعقود منصرمة لم نكن نتمرد على قرارات وأوامر أسرية كانت توجه إلينا فنحترمها ونقوم بتنفيذها بشكل مباشر دون توقف، ولعلنا اليوم نشهد
مفارقات لم تصبح استثنائية في مجملها بل اصبحت طابعا يتطبع به الشباب المراهق من عصيان
ما يوجه اليه من اقوال وهذا امر واضح لا تخلو اسرة من هذا الواقع ولكن بنسب متفاوتة مع وجود اسر مثقفة ومتفهمة لحالات المراهق ويتسع الفارق ليصل اعلى نسبة في تلك الاسر التي تعاني بشكل كبير من عصيان بل عقوق الشاب او الشابة لهم
ولعل ما يجول في اذهاننا واذهانكم اعزائي القراء اصبح واضحا تماما فهذه المفارقة بين القديم والحديث باتت كما يسميها البعض مشكلة العصر رغم انني لا احبذ ان ادعوها بالمشكلة لان لكل عصر جيله الخاص به والذي نشأ وترعرع بأجواء ومؤثرات خاصة به ورغم كل ذلك..
لا بد ان نطرح السؤال التالي هل اصبح الشباب غير مكترث بقرارات الاسرة ولا يلقي لها بالا؟ وهل اصبح لدى الشباب حب التمرد على العادات والتقاليد وعن سلطة الاهل؟. واسمحوا لي ان اتقدم بمرحلة متقدمة اكثر من ذلك لأسأل كيف يستطيع بعض الشباب ارتكاب الكثير.. من الحماقات دون مبالاة؟
قد تكون الاجابات للبعض منا واضحة ولكنها مهما تكن نحن امام معاناة تواجهها معظم الاسر ولعل الاسباب عديدة ومختلفة تنوعت في مضمار حياتنا المعاصرة التي أخذت تنحو لتجعل من العالم
قرية صغيرة وهذه القرية الصغيرة شديدة الحساسية في عمقها التربوي والعلمي والثقافي والاجتماعي فلم يعد بإمكانك ان تخفي جهاز التحكم بالاقنية الفضائية (الرمونت كونترول) عن متناول أيدي ليس الشباب فحسب بل الاطفال ايضا ولم يعد بالإمكان منع كل التأثيرات الثقافية الأخرى المستوردة والمعلبة من اذهان الشباب..
ولم يعد بالمقدور منع هذا السيل الجارف والكم الهائل من المعلومات التي قد تكون صحيحة وقد تكون خاطئة.. ولم نعد نستطيع ان نختار لابنائنا الشباب او حتى الاطفال اللباس أو حتى الحذاء المناسب لهم لاننا اصبحنا في نظرهم غير قادرين على مواكبة آخر الصرعات العالمية من موضة وازياء الاقدر على الاختيار..
ورغم كل ذلك نقف مكتوفي الايدي امام كل هذه التحديات ولم نعد نستطيع مواجهة قذائف العولمة التي تنهال على الشباب في كل انحاء العالم لتنال منهم ومن تفكيرهم ومن عقولهم.. كيف
يستطيع الطفل او الشاب ان يكون مطيعا ومثاليا (مع وجود نسب تختلف من اسرة لاخرى كما قلت سابقا) اذا كان هو معجب اشد الاعجاب بأفلام الرعب التي يشاهدها بكثافة كل يوم على محطات التلفزة ومن اشد المعجبين بها وكما ان المراهق بطبيعته مقلد بارع؟!.. كيف لنا أن نجعل الشاب
مطيعا إذا كان يسمع يوميا ويلمس بيده ذلك الانفتاح الذي نشهده على ثقافات الغرب وعاداتهم وتقاليدهم والتي لا يصلنا منها الا كل سلبي غير مفيد؟ كيف لنا ان نطالبه ان يكون مطيعا اذا علمنا انه يشاهد ويقرأ يوميا القصص الكثيرة عن التحدي والتمرد واستقلال الشخصية وقصص الهروب
مصورة بافلام تبث.. لعالمنا العربي؟
ولعل الواقع يشير الى اسباب اخرى لن نتجاهلها في سياق الحديث عن تلك المشكلة وهي اسباب مهمة ايضا منها الادمان والبطالة ونقص التوعية وهرب الاطفال من الدراسة الابتدائية
والاعدادية فالطفل الذي تربى داخل بيته وبين اسرته غير الطفل الذي تعود التسكع في الشارع او الذي يعمل في ورشات ومهن حرة اضف الى ذلك الادمان وهو المسبب في حالة تمرد الشاب فما بالك بشاب تحركه لفافة تبغ او حبة مخدر، والبطالة التي تعصب بواقع معظم الشباب.
تتسم مرحلة الشباب المعاصر بتطورات استثنائية منها ما يحملنا على الاعتقاد بان الشباب اصبح في حالة جيدة من الاكتمال والنضج، ويستطيع ان يكون متحملا للمسؤولية، لذلك انطلق العالم بأسره ليقول:
عصرنا هذا هو عصر الشباب بكل ما تعنيه هذه الكلمة من دلالات تنبثق من جوهرية التفكير المتبصر بحال الشباب الذي استحوذ على الكثير من المجالات واتيح للشباب في هذا اليوم شتى
وسائل الاتصال والتربية والاعلام والتعليم ووسائل أخرى كانت مفقودة في عهود سابقة فأثبت الشباب دورهم على الساحات المتميزة وتعمق لديهم حب التعليم والانفتاح
ولكن ما يقلق الأهل في هذه الفترة الشبابية ظاهرة على حد قولهم هي حب التمرد لدى الابناء،
لأن الكثير من الاهالي يعبرون بقولهم انه قبل عصور وعقود منصرمة لم نكن نتمرد على قرارات وأوامر أسرية كانت توجه إلينا فنحترمها ونقوم بتنفيذها بشكل مباشر دون توقف، ولعلنا اليوم نشهد
مفارقات لم تصبح استثنائية في مجملها بل اصبحت طابعا يتطبع به الشباب المراهق من عصيان
ما يوجه اليه من اقوال وهذا امر واضح لا تخلو اسرة من هذا الواقع ولكن بنسب متفاوتة مع وجود اسر مثقفة ومتفهمة لحالات المراهق ويتسع الفارق ليصل اعلى نسبة في تلك الاسر التي تعاني بشكل كبير من عصيان بل عقوق الشاب او الشابة لهم
ولعل ما يجول في اذهاننا واذهانكم اعزائي القراء اصبح واضحا تماما فهذه المفارقة بين القديم والحديث باتت كما يسميها البعض مشكلة العصر رغم انني لا احبذ ان ادعوها بالمشكلة لان لكل عصر جيله الخاص به والذي نشأ وترعرع بأجواء ومؤثرات خاصة به ورغم كل ذلك..
لا بد ان نطرح السؤال التالي هل اصبح الشباب غير مكترث بقرارات الاسرة ولا يلقي لها بالا؟ وهل اصبح لدى الشباب حب التمرد على العادات والتقاليد وعن سلطة الاهل؟. واسمحوا لي ان اتقدم بمرحلة متقدمة اكثر من ذلك لأسأل كيف يستطيع بعض الشباب ارتكاب الكثير.. من الحماقات دون مبالاة؟
قد تكون الاجابات للبعض منا واضحة ولكنها مهما تكن نحن امام معاناة تواجهها معظم الاسر ولعل الاسباب عديدة ومختلفة تنوعت في مضمار حياتنا المعاصرة التي أخذت تنحو لتجعل من العالم
قرية صغيرة وهذه القرية الصغيرة شديدة الحساسية في عمقها التربوي والعلمي والثقافي والاجتماعي فلم يعد بإمكانك ان تخفي جهاز التحكم بالاقنية الفضائية (الرمونت كونترول) عن متناول أيدي ليس الشباب فحسب بل الاطفال ايضا ولم يعد بالإمكان منع كل التأثيرات الثقافية الأخرى المستوردة والمعلبة من اذهان الشباب..
ولم يعد بالمقدور منع هذا السيل الجارف والكم الهائل من المعلومات التي قد تكون صحيحة وقد تكون خاطئة.. ولم نعد نستطيع ان نختار لابنائنا الشباب او حتى الاطفال اللباس أو حتى الحذاء المناسب لهم لاننا اصبحنا في نظرهم غير قادرين على مواكبة آخر الصرعات العالمية من موضة وازياء الاقدر على الاختيار..
ورغم كل ذلك نقف مكتوفي الايدي امام كل هذه التحديات ولم نعد نستطيع مواجهة قذائف العولمة التي تنهال على الشباب في كل انحاء العالم لتنال منهم ومن تفكيرهم ومن عقولهم.. كيف
يستطيع الطفل او الشاب ان يكون مطيعا ومثاليا (مع وجود نسب تختلف من اسرة لاخرى كما قلت سابقا) اذا كان هو معجب اشد الاعجاب بأفلام الرعب التي يشاهدها بكثافة كل يوم على محطات التلفزة ومن اشد المعجبين بها وكما ان المراهق بطبيعته مقلد بارع؟!.. كيف لنا أن نجعل الشاب
مطيعا إذا كان يسمع يوميا ويلمس بيده ذلك الانفتاح الذي نشهده على ثقافات الغرب وعاداتهم وتقاليدهم والتي لا يصلنا منها الا كل سلبي غير مفيد؟ كيف لنا ان نطالبه ان يكون مطيعا اذا علمنا انه يشاهد ويقرأ يوميا القصص الكثيرة عن التحدي والتمرد واستقلال الشخصية وقصص الهروب
مصورة بافلام تبث.. لعالمنا العربي؟
ولعل الواقع يشير الى اسباب اخرى لن نتجاهلها في سياق الحديث عن تلك المشكلة وهي اسباب مهمة ايضا منها الادمان والبطالة ونقص التوعية وهرب الاطفال من الدراسة الابتدائية
والاعدادية فالطفل الذي تربى داخل بيته وبين اسرته غير الطفل الذي تعود التسكع في الشارع او الذي يعمل في ورشات ومهن حرة اضف الى ذلك الادمان وهو المسبب في حالة تمرد الشاب فما بالك بشاب تحركه لفافة تبغ او حبة مخدر، والبطالة التي تعصب بواقع معظم الشباب.