المالكي وحديث خطير للاهرام

    • المالكي وحديث خطير للاهرام

      نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي لـ الأهرام‏:‏
      سأطلع الرئيس مبارك علي حقيقة
      الأوضاع بالعراق‏,‏ والعلاقات ستشهد قفزة نوعية

      أجري الحوار في بغداد‏:‏محمد الأنور

      نوري المالكي مع مندوب الاهرام
      تأتي زيارة السيد نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي إلي مصر ضمن الجهود الساعية إلي دفع علاقات البلدين باتجاه مجالات اوسع من التعاون والتطوير‏,‏ ورغم اجواء بغداد المعروفة للجميع حرص الأهرام علي لقاء رئيس الوزراء العراقي في حوار اتسم بالصراحة وسعة الصدر من قبل السيد المالكي تناول جميع الامور سواء تلك المتعلقة بعلاقات العراق العربية وفي القلب منها المصرية إضافة إلي التطورات الداخلية العراقية في الفترة التي تسبق اجراء الانتخابات العراقية المقررة في‏7‏ مارس المقبل وكان لنا معه هذا الحوار‏.‏ تزورون مصر غدا كيف تنظرون إلي تلك العلاقات والدور المصري في العراق خلال الفترة المقبلة؟

      ـ إن من الشيء الطبيعي ان تكون العلاقات بين مصر والعراق جيدة بل وممتازة لان مصر دولة عربية كبري وهناك علاقات تاريخية معها وهناك تشابك في المصالح إضافة إلي ضرورات لان تكون أكثر متانة ورسوخا‏,‏ وقد مرت هذه العلاقات بحالات من التوتر إبان النظام السابق‏,‏ وبعد سقوط النظام كان هناك ترقب من الطرفين ولكن الأمر تم تجاوزه وبدأت العلاقات تعود إلي طبيعتها وكان لمصر السبق في الانفتاح من خلال زيارات الكثير من الوزراء إلي العراق انتهت

      إلي عودة السفير المصري إلي العراق لمزاولة أعماله‏.‏ وأنا اتطلع إلي أن تكون زيارتي لمصر بداية لمرحلة جديدة وسأطرح علي فخامة الرئيس حسني مبارك خلال لقائي معه جميع الامور واضحة في الصورة ونتطلع إلي ان تقوم مصر باعتبارها الشقيقة الكبري وبوابة العرب بتدعيم علاقاتها أكثر بالعراق من خلال الاستثمارات والشركات ولعب دورها الطبيعي في خدمة قضايا العرب‏,‏ والعراق منهم‏,‏ وسأقوم خلال الزيارة التي ستمتد إلي يومين بتوقيع عدد من الاتفاقيات مع الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء فضلا عن تفعيل الاتفاقيات الأخري التي وقعت في السابق‏,‏ واقول اننا في العراق لدينا القابلية لدور مصري يخدم مصالح البلدين خاصة ان الشعبين لديهما تجربة تعزز التعاون لايستطيع ان ينكرها أحد‏,‏ دعمها وجود لجنة عليا مشتركة بين البلدين ونحن بحاجة الي الكفاءات المصرية للمساهمة بقوة وبفاعلية في إعادة إعمار العراق ونقدم جميع التسهيلات وهو بات أهم أهداف زيارتي للقاهرة‏.‏

      هناك الكثير من الاتهامات لسوريا بالتورط في أعمال العنف والتفجيرات الأخيرة‏
      هل تطمحون لدور مصري في تهدئة الامور
      وما هو تعليقكم علي وجود وساطة من الجامعة العربية؟
      ـ أولا اود أن نؤكد أننا لانريد علاقات متوترة مع سوريا بل نريد العكس من ذلك تماما فسوريا دولة جارة وشقيقة وتربطنا بها الكثير من العلاقات الاجتماعية والاقتصادية وانا وقعت الكثير من الاتفاقيات الاقتصادية مع سوريا ولدينا قناعة تامة بانه لابد من انهاء التقاطعات والخصومات السابقة مع الدول العربية التي كانت سيئة في السابق ونبحث بجميع الوسائل عن سبل انهاء أي توتر‏,‏ ومع سوريا لم نكن نريد ان يحدث ذلك‏,‏ ولكون مصر هي الشقيقة الكبري للدول العربية نتمني

      ان يكون لها دور ومرحبا بحركتها في هذا الإطار لاننا لانريد العداء مع سوريا ونرحب بوساطة أي جهة تؤدي إلي انهاء التوتر‏,‏ أما بالنسبة للجامعة العربية فسألتقي مع السيد عمرو موسي أمين عام الجامعة العربية وسأطرح معه الأمر‏,‏ واكرر أي جهد مرحبا به في هذا الأمر‏,‏ لاننا في العراق عانينا ونعاني الكثير من التفجيرات الإرهابية التي يسقط الابرياء فيها نتيجة وجود عناصر موجودة في سوريا وهذا لايعني أن النظام السوري يعلم‏,‏ ولكننا نريد موقفا واضحا ممن يقتلون أبناء الشعب العراقي‏,‏ ونحن أكدنا مرارا عندما كان الحديث يدور عن مسألة ضرب سوريا وإيران أننا لن نكون منطلقا لأي عمل عسكري ضد أي دولة ووجهنا رسائل للجانبين السوري والإيراني بهذا الخصوص‏.‏

      البعض في العراق يري أن زيارتكم لمصر تأخرت وأنها تأتي لاغراض انتخابية؟
      ـ أنا اقول ان مصر زرتها كثيرا وكذلك المسئولون العراقيون أما من يقولون بذلك فهو لاغراض انتخابية ومع الأسف فإن الكثير من الامور يجري استخدامها لاغراض انتخابية وسياسية وتشويه الحقائق والمتاجرة بدماء الابرياء من الضحايا وهو أمر غير صحيح لاننا بحاجة إلي التكاتف وتضافر العراق لينهض من جديد‏.‏

      كيف ترون المشهد في العراق الآن وماذا عن عمليات التفجير والقتل
      التي يقول البعض انها نتاج صراعات سياسية وليس تدخلات خارجية؟
      ـ المشهد الآن أفضل كثيرا من السابق والجميع يلمس ذلك وعمليات التفجير الأخيرة تقوم بها عناصر لاتؤمن بالعملية السياسية‏,‏ وأنا اقول اننا وضعنا الامني والاستخباري أفضل كثيرا‏,‏ لانه في السابق كان كل شيء يصنف طائفيا وانا اشعر بالفخر لانني كشفت الوجه القبيح للطائفية وجعلت أي عراقي يخجل عندما يتحدث عن الطائفية‏,‏ في السابق كان الأمر جميعه موظفا من قبل جميع الاطراف لخدمة أهداف طائفية‏,‏ أما الآن فالنظرة إلي القوائم المرشحة للانتخابات تؤكد ان الطائفية التي لم تخلف سوي الخراب والدمار زالت ليحل محلها شعور وطني‏,‏ مرحلة الطائفية انتهت وحل محلها الشعور الوطني‏,‏ أما بالنسبة للخروقات الامنية فهي تحدث في جميع انحاء العالم سواء في أمريكا أو بريطانيا أو غيرها‏,‏ نعم هناك خلل‏,‏ ولكننا مصرون وماضون في معالجته علي أسس القانون والمواطنة أما مسألة تورط جهات سياسية واحزاب فاقول ان ذلك الأمر كان موجودا فيما سبق من قبل اطراف ليس مشروعها العراق بل مشاريع أخري وهذا الأمر انحسر نسبيا وكثير من القوي والاحزاب كانت تعمل فيها سبق بهذا الاسلوب ولكن الواقع اختلف لان الجميع اتضحت لديهم الصورة‏.‏

      بالرغم من كثرة الحديث‏,‏ سوريا لم ترد أي اتهامات لإيران رغم الإعلان عن ضبط أسلحة إيرانية من قبل الكثير من المؤسسات العراقية كيف ترون الدور الإيراني في العراق خاصة في ظل الحديث عن نفوذها القوي في العراق؟

      ـ اولا نحن لانسمح لأي احد بالتدخل في شئوننا الداخلية وعلاقتنا بإيران علاقة طبيعية ولانسعي للدخول في أي محور‏,‏ نعم كانت هناك أسلحة تأتي من إيران وقد انخفضت باعتراف الجانب الأمريكي الذي يتولي معنا مراقبة الحدود وإيران لديها اطول حدود مع العراق ونحن نسعي لضبط تام للحدود معها ومع جميع الدول المجاورة لنا‏,‏ كما لم نسمح لأي جهة سواء تعادي إيران أو سوريا بالوجود علي ارضينا‏.‏

      ولكن هناك من قال إنها تتدخل في تشكيلة الائتلافات الانتخابية بعد زيارة علي لاريجاني رئيس البرلمان الإيراني؟

      ـ هذا الأمر مرفوض ولم يطرح لان زيارة لاريجاني كانت تلبية لدعوة من اياد السامرائي رئيس البرلمان‏,‏ وإيران نتعامل معها كأي دولة جارة لنا لان مسألة الانتخابات شأن عراقي بحت ونرفض أي تدخل فيه

      إلي أين وصلت علاقاتكم مع السعودية؟
      نحن نطمح بأن تكون علاقتنا مع المملكة العربية السعودية في أفضل الاحوال ونسعي لذلك لان السعودية دولة شقيقة ولانسعي لأي توتر معها وأيدينا ممدودة وابوابنا مفتوحة لان علاقاتنا مع السعودية تقوم علي الجغرافيا والتاريخ إلا أن البعض في الداخل العراقي يحاول تحميل هذه العلاقات ابعادا أخري نحن في غني عنها‏.‏

      شهد العراق أخيرا مناقصة عالمية لاستغلال حقول نفط عراقية هل ترونها مناسبة وكيف يستفيد العراق منها؟

      ـ اولا‏:‏ هذه المناقصة كانت شفافة وأمام أنظار الجميع‏,‏ وجميع الشركات قدمت عروضا لتطوير الآبار وزيادة انتاج النفط مقابل أسعار محدودة لكل برميل نفط وقد فازت العطاءات التي قدمتها شركات قدمت الاسعار الاقل ونقطة مهمة اود ان اشير اليها ان معظم الشركات الفائزة هي شركات روسية وصينية وفرنسية حتي شركات من انجولا وهو يدحض الادعاءات التي قالت ان الأمريكان استولوا ويستولون علي النفط العراقي والشركات الامريكية التي فازت قليلة جدا من ناحية العدد ومن ناحية ماحصلت عليه أيضا لاننا حريصون علي أن تكون مصلحة العراق اولا فوق أي اعتبار لان هذه الثروة هي ثروة العراقيين جميعا‏,‏ وحرصنا علي أن تكون المناقصة شفافة وامام الجميع ونطمح ان يصل الانتاج العراقي من النفط بعد بدء عمل هذه الشركات إلي أكثر من‏12‏ مليون برميل يوميا أما كيفية استفادة العراقيين منا فاننا سنعمل علي ان تصل اليه في اسرع وقت ولكن الامر ليس بهذه السرعة لان هناك إجراءات وقدوما للشركات وغيره من المسائل الأخري ونحن نعمل وعلمنا بكل جهدنا علي توفير الخدمات من كهرباء ومياه لجميع العراقيين رغم الكثير من المعوقات‏.‏

      كيف تقيمون فترة توليكم رئاسة الوزراء وهل تطمحون في أن تتولوه مرة أخري؟
      ـ بداية من الصعب علي أي إنسان ان يقيم نفسه او أداءه ولكني اترك لكم الصورة فعندما توليت المسئولية كانت الطائفية في ابشع صورها وكان القتل والتفجير والخطف وعدم الامان علي اشده واعضاء البرلمان يتعاركون يوميا‏,‏ أمام الأنظار علي اسس طائفية والاحياء السكنية مقسمة وكل من يعمل علي أهدافه‏,‏ وكانت العصابات والميليشيات تسيطر علي الكثير من المواقع بل والمدن ويوميا كانت المنطقة الخضراء تقذف بعشرات القذائف الصاروخية أما الآن فلايستطيع الإرهاب ان يحتل شبرا واحدا من العراق ودولة القانون تعمل رغم وجود بعض المعوقات وقد نصحت قبل ان اتولي مهامي بعدم توليها لان البلد كان منزلقا في اتون حرب طائفية وقد توليتها والحمد لله أما عن المستقبل فإنني من الناحية الشخصية لا ارغب في توليها مرة أخري ولكن اذا كان الأمر تكليفا شعبيا من العراقيين فانني مستعد لتحمل المسئولية مرة أخري نزولا علي رغبة العراقيين‏.‏

      مع من ستتحالفون في الانتخابات القادمة؟
      ـ جيد لاني اعتبر ان القوائم الانتخابية الحالية هي انعكاس لحالة التقدم والتطور التي يعيشها العراق لان جميع القوائم بما فيها ائتلاف دولة القانون قوائم تضم جميع اطياف العراقيين وسأعمل علي ترسيخ هذا الامر‏,‏ اما مسالة التحالفات فهي مرحلة تالية بعد اجراء الانتخابات وسنتركها لحينها‏,‏ المهم هو ان فكرة المصالحة ونبذ الطائفية باتت هي الاساس في التعامل مع جميع العراقيين وفي جميع المؤسسات‏.‏

      هل ستستمر التفجيرات كما قلتم أمام البرلمان؟
      ـ انا توقعت الامر ولم اهون منه والتوقع امر مهم لكي يسترخي الجميع امنيا ومن لايتوقع هذا الامر في الاجواء التي تسبق الانتخابات وأهم وليس معني توقعي انها ضرورية لاننا نبذل جميع الجهود الامنية لتأمين المواطن قبل واثناء وبعد الانتخابات‏.‏

      هل سيؤثر هذا علي جدول الانسحاب الأمريكي؟
      هذا الامر تحكمه الاتفاقية الامنية ولا تأخير عن المواعيد المحددة ونحن جاهزون لتولي جميع الملفات بقواتنا الامنية‏,‏ واؤكد انه لن يحدث أي فراغ أمني أو أي تأخير لجدول الانسحاب المقرر‏.‏
      0000000000000000000
      ~!@q تدور الايام بين رحايا العاشقين غزل وهم وجراح مكروبين فهل بشفتيكي اكون حزين الدكتور شديد أستمتعوا معنا في الاستوديو التحليلي بساحه الشعر المنقول ~!@q شارك shokry.ahlamontada.net