تشع الهجرة النبوية بذكرى تاريخية تفيض بمعاني التوحيد ، وتحمل العِبَر والعظات والدروس ، نقف بتدبّر عند تاريخ الدعوة المحمدية ، فما أحوجنا نحن بني البشر أن نفهم دلالاتها وعِبَرها ونستوحي من فيض دروسها منهج صفى إلى العِزّة ، وشمخ بالجلال الإلهي ( لا إله إلا الله ) .
إن هجرة المصطفى محمد صلى الله عليه وعلى آله بيته الطاهرين ، إلى غار ثور ، هجرة علّمتنا العِزّة والنصر وأرشدتنا إلى الصبر ، لقد كانت بدايات الهجرة ، قد اتسمتْ كذكرى تذكّرنا بحال المسلمين في صدر الإسلام ، في صدر بدايات الدعوة التوحيدية ، إنها الذكرى الخالدة التي غيّرتْ الشتات والضعف إلى قوة عظيمه قوية بفضل دروسها وعِبرها ومنهاجِها القويم ، فالشدائد والمِحَنْ في حياة المؤمن ، المحتسب أمره وأجره إلى نُصرة ربّه الذي هداه وخلقه ليكون خليفة في الأرض ، مصلحاً غير مفسد .. كانت تلك الدعوة عصيبة تعرّض فيها أصحاب رسول الله إلى شتى أنواع العذاب ، وألون من الهلاك ، ولكنهم صبروا لأنهم احتسبوا الأجر العظيم إلى الله ، خالقهم الذي لا ينساهم ، فعينه لا تنام .. فالدعوة إلى الله ، دعوة غير مفروشة بالورود إلى أصحاب الرسول فحسب .. بل لاقوا الهوان والعذاب ، وقبلهم الرسول الكريم ، فقد لقيَ السب والشتم والطرد والضرب وتعرّض إلى محاولات القتل والاتهامات المُغرضة في شأنه العليّة ، كيف لا ، وقد عُرف الرسول الكريم بطيب النفس وسماحة الجانب ولين الطرف والتواضع والعقلانية ، والحكمة ، وعرف عنه بالصدق والأمانة ، ولُقّب بالصادق الأمين ، كذلك فإنه من أشرف السلالات طهارة ينحدر من إبراهيم عليه السلام نبي بعد نبي حتى وصلتْ النبوّة إليه فكان خاتمها ، وكان نطفته عليه السلام من الأزل في ظهر سيدنا آدم عليه السلام ، حتى ظهرتْ يوماً في قريش وفي مكان من أطهر بقاع الأرض قاطبة ، مكّة المُكرّمه ويُقال عنها بأنها قلب السماء .
إن حادثة الهجرة ، يجب ان نستفيد منها لأنها حادثة لها ذكرى طيبة في نفوس المؤمنين ، عظيمة الثمار ، يانعة طيبة ، تُؤتي أُكلها كل حين بأمر ربها بدء من النطفة الطاهرة وانتهاء بنعمة الإسلام ( اليوم أكملت لكم دينكم ورضيت لكم الإسلام ديناً ) إذن ، الهجرة النبوية أخذت بالأسباب فالله تعالى جلّ في عُلاه ، لا يعجزه شيء في السماء والأرض ليلاً أو نهاراً ، فقد كثرت في هذه الهجرة ، ابتلاءات وهي إبتلاءات مُقدّرة من رب السماء والأرض العزيز الحكيم ، لتكون برداً وسلاماً على سيد المرسلين وخاتم النبيين ، كما هي الأسباب في مجملها حينما أردا قوم إبراهيم عليه السلام بحرقه ، نظير فعلته التي قام بتحطيم وتكسير الآلهة التي يعبدها بنو قومه ،( قالوا وجدنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم ) فجيء به ، فكانت لديه الحجة الدامغة ، ( أسألوهم إن كانوا ينطقون ) إنهم يعلمون حق المعرفة أنهم أحجاراً لا ينطقون ، فتخافتوا بينهم أمرهم ، أي كل واحد يقول للأخر ، صحيح كلامه ، لكن فئة منهم قالوا ( حرقوه وانصروا آلهتكم ) فجمعوا أمرهم وجاؤا بكل الحطب الذي يدخرونه قديماً وجديداً ، سعياً نحو الخلاص من إبراهيم ونكالاً لما فعل بآلهتهم ولكن الله ليس بغافل عما يعملون .. وبعد أن جمعوا الحطب ، وصار كالجبل العظيم .. جاؤوا بإبراهيم مُقيداً ، محبوساً ، فأسروا النجوى إنهم هُم الفائزون ، فسرت القهقهات وعلت الأصوات الساخرة ، أن أضرموا النار عليه ، فثبّت الله إبراهيم حين قال لها ( يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم ) فخرج إبراهيم بعد أيام معافى سليماً ، أكلت النار كل شيء ، حتى الحبال التي قيّدوه بها ، وبقي إبراهيم بعزة الله ، ( إن الله ينصر من ينصره ) إننا يجب أن نستفيد من وحي هذه الهجرة ، عظات وعِبر كبيرة جداً ، منها :
1) أن الصبر والثبات قام به الأنبياء والرسل الكرام ، حِرصاً على أخذ الأسباب وليس لعجز ربّنا ، تعالى الله عمّا يشركون ، بدليل ان الله سبحانه تكفّل بنجاة سيد الأنبياء إبراهيم عليه السلام وتكفل بحفظ خاتمة الأنبياء ، وسيد البشرية جمعاء ، محمد صلى الله عليه وعلى آله السلام ، لأنهم خرجوا لنصرة دينه الذي ارتضاه لهم ، فيكونون ( خير أمة أخرجت للناس .. )
2) إن مع العسر يسراً ، فالتضحية والإيثار وإرخاص النفس والمال إعلاءً لكلمة الله في الأرض ، إنها تُعطينا الدافع ، لتمكين الحق ومبدأ العدالة الإنسانية ، إرضاءً لله ، بعيدين كل البُعد عن كل معصية ، وبعيدين عن كُل نيّة سيئة .
3) نتعلّم منها ، اختيار الرّفْعة الطيبة ، والصُّحبة الناصحة والتي تمثّلتْ في صحبة الرسول الكريم ، لصديقه أبو بكر ، ( إذ هُما في الغار ، غذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ..) .
4) أن نحرص على تثقيف أنفسنا بقوة العِظات التي تنفعنا إذا تسلّحنا بها ، كالإيمان المُطلق بالله وبقدرته ن فعينه لا تنام .
5) إن هجرة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم هي إبحار في معالم المُسببات ونتائجها وأن هذه الحادثة المُشرقة ، حادثة ذكرى الهجرة النبوية مليئة بالحُكم والأسرار والفوائد التي لا تخفى على أحد منكم .
متمنياً لكم دوام التوفيق ، لنصرة نبيكم ، واخذ العِبر والعظات من هجرة نبيكم محمد ، فهو خير مُشفّع لكم يوم القيامه ، فنبيكم خير الأنبياء حين آثر عليكم شفاعته ، لتكون رصيدكم حينما تتشفعون به ، ولن يتأتّى ذلك إلا بإكثار الصلاة والسلام عليه وعلى آله بيته الطاهرين .. فهي الوسيلة لكم لتقترب أرواحكم من رسولكم .. وتفوزون بنعيم آخرتكم حينما تكونون إلى جانبه .. فيشفع لكم ..
تحياتي |a
إن هجرة المصطفى محمد صلى الله عليه وعلى آله بيته الطاهرين ، إلى غار ثور ، هجرة علّمتنا العِزّة والنصر وأرشدتنا إلى الصبر ، لقد كانت بدايات الهجرة ، قد اتسمتْ كذكرى تذكّرنا بحال المسلمين في صدر الإسلام ، في صدر بدايات الدعوة التوحيدية ، إنها الذكرى الخالدة التي غيّرتْ الشتات والضعف إلى قوة عظيمه قوية بفضل دروسها وعِبرها ومنهاجِها القويم ، فالشدائد والمِحَنْ في حياة المؤمن ، المحتسب أمره وأجره إلى نُصرة ربّه الذي هداه وخلقه ليكون خليفة في الأرض ، مصلحاً غير مفسد .. كانت تلك الدعوة عصيبة تعرّض فيها أصحاب رسول الله إلى شتى أنواع العذاب ، وألون من الهلاك ، ولكنهم صبروا لأنهم احتسبوا الأجر العظيم إلى الله ، خالقهم الذي لا ينساهم ، فعينه لا تنام .. فالدعوة إلى الله ، دعوة غير مفروشة بالورود إلى أصحاب الرسول فحسب .. بل لاقوا الهوان والعذاب ، وقبلهم الرسول الكريم ، فقد لقيَ السب والشتم والطرد والضرب وتعرّض إلى محاولات القتل والاتهامات المُغرضة في شأنه العليّة ، كيف لا ، وقد عُرف الرسول الكريم بطيب النفس وسماحة الجانب ولين الطرف والتواضع والعقلانية ، والحكمة ، وعرف عنه بالصدق والأمانة ، ولُقّب بالصادق الأمين ، كذلك فإنه من أشرف السلالات طهارة ينحدر من إبراهيم عليه السلام نبي بعد نبي حتى وصلتْ النبوّة إليه فكان خاتمها ، وكان نطفته عليه السلام من الأزل في ظهر سيدنا آدم عليه السلام ، حتى ظهرتْ يوماً في قريش وفي مكان من أطهر بقاع الأرض قاطبة ، مكّة المُكرّمه ويُقال عنها بأنها قلب السماء .
إن حادثة الهجرة ، يجب ان نستفيد منها لأنها حادثة لها ذكرى طيبة في نفوس المؤمنين ، عظيمة الثمار ، يانعة طيبة ، تُؤتي أُكلها كل حين بأمر ربها بدء من النطفة الطاهرة وانتهاء بنعمة الإسلام ( اليوم أكملت لكم دينكم ورضيت لكم الإسلام ديناً ) إذن ، الهجرة النبوية أخذت بالأسباب فالله تعالى جلّ في عُلاه ، لا يعجزه شيء في السماء والأرض ليلاً أو نهاراً ، فقد كثرت في هذه الهجرة ، ابتلاءات وهي إبتلاءات مُقدّرة من رب السماء والأرض العزيز الحكيم ، لتكون برداً وسلاماً على سيد المرسلين وخاتم النبيين ، كما هي الأسباب في مجملها حينما أردا قوم إبراهيم عليه السلام بحرقه ، نظير فعلته التي قام بتحطيم وتكسير الآلهة التي يعبدها بنو قومه ،( قالوا وجدنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم ) فجيء به ، فكانت لديه الحجة الدامغة ، ( أسألوهم إن كانوا ينطقون ) إنهم يعلمون حق المعرفة أنهم أحجاراً لا ينطقون ، فتخافتوا بينهم أمرهم ، أي كل واحد يقول للأخر ، صحيح كلامه ، لكن فئة منهم قالوا ( حرقوه وانصروا آلهتكم ) فجمعوا أمرهم وجاؤا بكل الحطب الذي يدخرونه قديماً وجديداً ، سعياً نحو الخلاص من إبراهيم ونكالاً لما فعل بآلهتهم ولكن الله ليس بغافل عما يعملون .. وبعد أن جمعوا الحطب ، وصار كالجبل العظيم .. جاؤوا بإبراهيم مُقيداً ، محبوساً ، فأسروا النجوى إنهم هُم الفائزون ، فسرت القهقهات وعلت الأصوات الساخرة ، أن أضرموا النار عليه ، فثبّت الله إبراهيم حين قال لها ( يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم ) فخرج إبراهيم بعد أيام معافى سليماً ، أكلت النار كل شيء ، حتى الحبال التي قيّدوه بها ، وبقي إبراهيم بعزة الله ، ( إن الله ينصر من ينصره ) إننا يجب أن نستفيد من وحي هذه الهجرة ، عظات وعِبر كبيرة جداً ، منها :
1) أن الصبر والثبات قام به الأنبياء والرسل الكرام ، حِرصاً على أخذ الأسباب وليس لعجز ربّنا ، تعالى الله عمّا يشركون ، بدليل ان الله سبحانه تكفّل بنجاة سيد الأنبياء إبراهيم عليه السلام وتكفل بحفظ خاتمة الأنبياء ، وسيد البشرية جمعاء ، محمد صلى الله عليه وعلى آله السلام ، لأنهم خرجوا لنصرة دينه الذي ارتضاه لهم ، فيكونون ( خير أمة أخرجت للناس .. )
2) إن مع العسر يسراً ، فالتضحية والإيثار وإرخاص النفس والمال إعلاءً لكلمة الله في الأرض ، إنها تُعطينا الدافع ، لتمكين الحق ومبدأ العدالة الإنسانية ، إرضاءً لله ، بعيدين كل البُعد عن كل معصية ، وبعيدين عن كُل نيّة سيئة .
3) نتعلّم منها ، اختيار الرّفْعة الطيبة ، والصُّحبة الناصحة والتي تمثّلتْ في صحبة الرسول الكريم ، لصديقه أبو بكر ، ( إذ هُما في الغار ، غذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ..) .
4) أن نحرص على تثقيف أنفسنا بقوة العِظات التي تنفعنا إذا تسلّحنا بها ، كالإيمان المُطلق بالله وبقدرته ن فعينه لا تنام .
5) إن هجرة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم هي إبحار في معالم المُسببات ونتائجها وأن هذه الحادثة المُشرقة ، حادثة ذكرى الهجرة النبوية مليئة بالحُكم والأسرار والفوائد التي لا تخفى على أحد منكم .
متمنياً لكم دوام التوفيق ، لنصرة نبيكم ، واخذ العِبر والعظات من هجرة نبيكم محمد ، فهو خير مُشفّع لكم يوم القيامه ، فنبيكم خير الأنبياء حين آثر عليكم شفاعته ، لتكون رصيدكم حينما تتشفعون به ، ولن يتأتّى ذلك إلا بإكثار الصلاة والسلام عليه وعلى آله بيته الطاهرين .. فهي الوسيلة لكم لتقترب أرواحكم من رسولكم .. وتفوزون بنعيم آخرتكم حينما تكونون إلى جانبه .. فيشفع لكم ..
تحياتي |a