الحكم القاسي
تَدعينَ أني بغيرِ مشاعرٍ و أني لا افقه شيء في الحب و لا أستلذُ طعمهُ و لا أُميزُ لونهُ و لا استسيغُ نكهته و تتهمينني بالخيانة و الحياد عن الطريق , الطريق الذي ساقنا معا إلي نفق مظلم تِهنا عند تفرعِ مخارجِه فخرجتِ أنتِ بحبٍ عظيم لم تقوى دُموعكِ على حَملهِ و خرجتُ أنا بجرح كبيرٍ لم تُسعفنيِ مُرةُ الأيامِ على وقف نزفه.
لقد كان حُكمكِ على قاسيا ( و أقسى من قسوته على انك حكمتي علي ) فأنا لم أهبك حُبَ قلبي الخجُول ولكنني كنت أتنفسُ هواءكِ و اهضِم نغماتكِ الجميلة التي تذبذبينها على خط الهاتف, ورغم السيل الكبير من الشُجونِ و التأوهاتِ و الأحاسيسِ إلا أنها لم تقوي من جسمي الضعيفِ الهزيل, و لكنها ساندتني في مكابدةِ عواصفِ حُبِكِ و أشباحِه التي كانت تأسرني مع أول تًثائبَاتِ الأطفال و تُطلِقُنِي مع أول خُيوطِ الشمس و نسماتِ الصباح و العيون البريئة التي تعركُ ما تبقى من حلامِ الليل.
عبد الله العبري
مسقط 9 أكتوبر 2001 م