من مذكرات ايـــــــــــــــــــــــامي (2)

    • من مذكرات ايـــــــــــــــــــــــامي (2)

      السلام عليكم و رحمة الله
      حدثت هذه القصة في ايام الثانوية عندما كنت ابلغ من العمر 17 عاما...........

      كنت دائما أحس بوجود غموض مخيف في حياة آمال فهي دائمة و السرحان و التفكير و لكن فيما هذا ما لم اكن اعرفه ظللت مدة طويلة و أنا أحاول أن استدرجها في الكلام علي اعرف ما بداخلها........ كنت أراها تذرف الدموع و تكلم نفسها ...ربما أنا املك بعض الفضول و لكن لا اعتقد بأن أحدا في مكاني لن يفعل ذلك...لقد كان منظرها يشعل في النفس الفضول و هذا ما قد حدث لي , بدأت أراقبها عن بعد ثم عن قرب حتى كدت أن اكشف من قبل الطالبات و فجأة و في أحد الأيام أتتني آمال و على وجهها ابتسامة شاحبة يكاد جلد وجهها ينسلخ من كثرة الشحوب و قالت لي:
      أراك تتطلعين شوقا لمعرفة ما بي؟؟!!! بصراحة لقد احمر وجهي خجلا و لم اعرف بماذا أجيب لأنني إذا قلت نعم سيكون موقفي محرجا و إذا قلت لا فبالتأكيد ساكون كاذبة فلم اقل إلا تقريبا نظرت إلي باستغراب جعلتني أردف قائلة: بصراحة أنا لست فضولية كما تتصورين و لكنني أحببت أن اقدم المساعدة هذا أن لم تمانعي طبعا , ثم جلست و خيم الصمت حتى ظننت أنها لن تنطق أبدا!!!!!.و بعد فترة قالت : حسنا أنا في حاجة إلى المساعدة يبدو أني سأخبرك و لكن بشرط , قاطعتها قائلة: أنا موافقة .نظرت إلي بدهشة و كأنها تريد أن تقول الهذه الدرجة وصل فضولك لكنها قالت: موافقة قبل معرفته؟؟!!!!, بصراحة استحييت منها كثيرا ...كيف خرجت كلمة موافقة مني هكذا؟!!, إن لكثرة شوقي للموضوع لم أحس بما قلت , فأجبتها قائلة: حسنا أنا آسفة ما هو الشرط؟ قالت: أن يكون سرا و لا يعلم به أحد أبدا هنا كدت اختنق لأنني لم أتعود أن اخفي شيئا عن أوراقي و لا أظن بل و متأكدة أنني لن أستطيع أن اخفي هذا الموضوع عن أوراقي.فماذا افعل؟ هل اعتذر و أقول أن شرطك صعب؟...ثم سبقتني هي و قالت: ما بك سكتت؟ يبدو أن شرطي صعب جاوبتها بسرعة : لا لا بل أستطيع ..لن اخبر أي إنسان أبدا...و هنا برأت ذمتي...فقالت: حسنا.. و لكن أريد منك المساعدة المعنوية طبعا ..فقلت بكل ثقة: طبعا و هل اجرؤ على إهمالك و لي علم بالموضوع...بالطبع لا يا آمال... لم اكن اعلم أن ما ستقوله لي اصعب من مسائل الفيزياء في حله!!!!!!
      بدأت تحكي مأساتها و لكن بعد أن تنهدت تنهيدة أرادت بها أن تخرج و لو ذرة واحدة من الآلام المترسبة في صدرها.بدأت تحكي و في كل حرف نبرة ألم و حسرة و دموعها تنسكب على خديها الشاحبين...:
      في احد الأيام و أنا عائدة من المدرسة مر شاب في غاية الوسامة أمامي ...مر و هو ينظر إلي بنظرات إعجاب و أنا بدوري قدمت له ابتسامة بادرها هو بابتسامة اعرض من في مكانه لا يسعد بهذه الابتسامة و من فتاة جميلة!!!!
      و من هنا بدأت كل يوم عند عودتي من المدرسة ابحث عنه و كنت بالفعل أراه ينتظرني..و نتبادل النظرات و الابتسامات حتى فوجأت ذات يوم بورقة في يده كتب عليها رقم هاتفه و طبعا أنا لم اصدق ذلك منه و أخذتها و ابتسامتي كانت ستشق خدي من الفرحة...
      قلت في داخلي... فتيات!!!!!!!!
      أكملت و بنفس نبرة الحزن المؤلمة:
      و فعلا اتصلت به .لم اكن اصدق أني سأسمع صوته و هنا تعارفنا اكثر و اكثر و اخذت اكلمه كل يوم بل كل ساعة .و كان يلقي علي كلمات كالشهد تجعلني احلم و احلم دون أن اعلم ما يخطط له!!!!!!
      ثم بد أيطلب رؤيتي...بحجة أن نتعارف اكثر و طبعا كنت أشاركه الرأي........
      و اتفقنا على اللقاء و كذبت على أهلي لاول مرة و قلت لهم أني مدعوة إلى حفل عيد ميلاد صديقتي و صدقوني لانهم لا يتوقعون مني أن اكذب كانوا يثقون بي و ما زالوا و هذا الذي يقتلني مئات المرات.....
      هنا سكتت ..في البداية ظننت أن هذه هي المشكلة و بدأت أتتهيأ لاظهر حنكتي و حكمتي و أتتفلسف... و كنت سعيدة إذ المشكلة سهلة و سهلة جدا..و لكن كانت اكبر من هذا........
      أكملت و كأنها تتمنى أن تموت قبل أن تنطق بحرف واحد: مرت الأيام و أنا أكلمه و أراه و ازدادت ثقتي به اكثر لدرجة أني سمحت له بما لا يجب .. نظرت إليها و أنا في حالة ذعر مما خطر في بالي ...فقالت لي: دعيني اكمل.. و لا تنظري إلي هكذا فأنا لا أتحمل اعتذرت لها و لكن لم استطع أن اخفي قلقي و اضطرابي و أكملت هي حديثها : حتى جاء ذلك اليوم الذي حايلني فيه أن أرافقه إلى شقة صديقه بحجه أن لقاءاتنا في السيارة محفوفة بالمخاطر و وافقت دون تردد لقد كان يملك أسلحة في الإقناع لا أقوى عليها...!!!و هناك.......... .( سكتت كأنها تحاول أن لا تسقط مغشي عليها من الحسرة و أنا بدوري حاولت أن اكذب في داخلي ما كنت أتوقعها أن تقوله و لكن للأسف) قالت : و هناك حدث ما حطم كل شيء في.... كل حلم و كل أمل..... كل طموح و كل إحساس......... و فقدت أغلى ما املك....!!!! و كان ذلك بعد أن أقنعني بان نهاية علاقتنا هي الزواج و أن هذا شيء طبيعي لحبنا..!!!!
      كنت أنا كالمصعوقة لا كلمة و لا حركة .......أكملت و ليتها لم تفعل.....: كان صديقه بالشقة لم اكن اعلم أنها خطة مدبرة منه و من صديقه ...قام هو و بكل خبث الدنيا الكامن في أعماقه نادى علي صديقه و قال له هي لك....
      ( أحسست كان أحدا اخذ لوح من الخشب و ضرب رأسي به و أن خلل أصاب أذني فما عدت اسمع إلا هلوسات تمنيت لو كانت كذلك...لكنها كانت الحقيقة المرة)...قالت: انقض صديقه علي و حاولت المقاومة و الصراخ و ناديت حبيبي.الذي كان...عله يرق و يرحمني ...لكنه كان كالصنم كان بلا إحساس كان ذئبا !!!!!!!
      خرج صديقه بعد أن...................................... و أخذت ابكي و القي عليه بكل ما اعرفه من شتائم ثم طلبت منه أن يوصلني إلى منزلي...أوصلني دون أن ينطق بحرف و دون أن أتكلم أنا ...في تلك اللحظات خلت أنني فقدت النطق...فلم اعد قادرة على إخراج أي كلمة........عدت إلى البيت و لكن عدت غير ما خرجت منه عدت و أنا احمل في داخلي عار لن تمحيه السنون و لو مرت .....دخلت المنزل و اتجهت مباشرة إلى غرفتي دون أن أتكلم مع أهلي..و أوصدت باب الغرفة ......وقفت أمام المرآة و نظرت إلى نفسي ..إلى ما أصبحت عليه ...كم احتقر نفسي....بكيت و بكيت كأنني أحاول أن امسح خطيئتي بدموعي القذرة ...حتى ما عدت قادرة على الوقوف...... ( كانت صدمتي اكبر من أقول أي شيء كنت متجمدة و كان أحد سكب علي ماء باردا) ....أكملت و الأسى و الشحوب يزداد كل مرة:... لم اعلم أن ما قد حدث زرع بذرة في أحشائي إلا عندما بدأت علامات الحمل في الظهور و أنا منذ ذلك اليوم لا اعلم شيء عن ذلك الشخص لقد غاب و تركني حائرة لا اعلم ما هو الحل..لا اعلم من هو والد الطفل هل هو أم صديقه؟؟.....و لا اعلم كيف سأواجه الموقف رحل و تركني دون حل لما أنا فيه ..قطع كل سبل الاتصال....
      ثم سكتت عن الكلام تنتظر مني أية ردة فعل و الدموع تتساقط بلا توقف من عينيها و ظللت أنا صامتة لا اعلم ماذا افعل؟!!!!!.و أخذت أفكر و أقول لنفسي كم هي مسكينة و ساذجة في نفس الوقت..و لكن لا يجب علي أن ألومها الآن ..لان ما قد المصيبة وقعت و ما يجب عليها فعله الآن هو مواجهة الموقف.....لم اكن اعلم ماذا أقول لها لقد كانت مشكلتها اصعب من الصعب........
      طال صمتي طويلا أخذت أفكر في حل سريع للموقف ثم قلت و أنا ما زلت محتفظة بثقتي في نفسي : دعيني أفكر و سوف أعطيك رأيي غدا إن شاء الله ...نظرت إلي و كأنها تريد أن تقول لا أمل....لكنها قالت : أتمنى منك حلا لما أنا فيه.. نظرت الي نظرة الغريق المتعلق بقشة نظرة لن انساها طيلة حياتي . كان هذا الحوار في المدرسة في فترة الراحة حيث الكل مشغول بالأكل و اللعب, المهم مضى الوقت و دق الجرس و بدأت الحصة الرابعة..أتت مدرسة الأحياء و هي بكامل نشاطها كالعادة و بدأت تشرح و انا ما زلت شاردة الذهن ...لا افكر الا في الورطة التي انا بها و الحل الذي لا وجود له....كم كانت الحصص طويلة تمنيت ان اعود الى المنزل لافتش في مجلات سيدي و زهرة الخليج و غيرها علي اجد مشكلة كمشكلة امال فاقرأ الحل و لكن و للاسف عندما عدت الى المنزل و بالرغم من الاكوام التي املك لم اجد الحل , حزنت لانني كنت احمل املا في ايجاده و لكنه ضاع و تبدد, قلت في نفسي و انا انظر الى اكوام القصص و المجلات ماذا عساي ان افعل كيف ساواجهها غدا ..؟؟؟؟.. .بدات افكر مرة اخرى و لكن هذه المرة في افلام او مسلسلات تابعتها قد تكون بها قصة كقصة امال و لم اجد ...سأظهر امامها عاجزة بائسة و انا التي كنت كاللبوة امامها و استمررت في التفكير في أي حل و لكن...لا حل...........هل اقول لها اخبري اهلك ...؟؟!!! ساكون مجنونة و مجنونة بكل تاكيد...كيف تخبر اهلها انها حامل و انها لا تعرف من هو والده و لا اين هو هل اريدها ان تقتل والديها ....لا لا ....هل اقول لها اهربي و لكنن الى اين ....و كيف ؟...لا لا هذا ايضا لا يصلح ...و اخذت افكر و افكر ...و اقول : سابدو كالبلهاء ...لقد كانت تعلم انني عاجزة عن ايجاد حل لذلك قالت (اتمنى ذلك) دارت الدنيا حولي و حاولت مرة اخرى في التفكير في حل اخر....ثم صمت فترة و قلتانفسي: هل اقول لها انتحري.؟؟؟ لا لا استغفر الله ما هذا؟؟؟.........لقد بدأ ابليس يلعب بعقلي....
      و هنا قررت في النهاية و انا جالسة امام عشرات المجلات و القصص في حدود الساعة الثالثة فجرا ان اذهب منكسة الرأس بلاحل ...قمت في الصباح و ذهبت الى المدرسة و انا في حالة لا احسد عليها ابدا ...و عندما دخلت بوابة المدرسة سمعت بكاء و صراخ خفت و دارت الدنيا في رأسي و ركضت مسرعة الى الفصل حيث مصدر الصوت و انا اقول في نفسي ليست امال ليست امال ليست امال..و عندما دخلت و اخذت ابحث عنها و لم اجدها ادركت ان شيئا قد حدث ..........وقفت دون ان اتكلم .. و كانني اهيئ نفسي للصدمة و بعدها صرخت بصوت عال سائلة :اين امال؟؟...فقالت لي احد الزميلات :..انها.........انتحرت..........نعم انتحرت لانها كانت تعلم انه لا يوجد لدي حل و ان طلبي لها بان تمهلني قليلا ليس الا اخفاء لموقفي ...انتحرت و تركت والديها حائرين في سبب اقدامها على الانتحار..رغم كل الحب و الثقة التي غمرت به...
      هذا السر لا يعلم به احد سواي انا و هذه الاوراق......
      و في كل مرة ارى فيها هذه الاوراق لا املك الا ان ادعو الله بحسن الخاتمة.....
    • سيدتي ..ساندريلا
      (ساندريلا القصص )
      ( أنا اله وانا اليه راجعون )
      اولاً اشكرك على هذا السرد الرائع .. والكلمات المتناسقه والت ياخذت منك الوقت الطويل لتفكير ما في انتقاء الجميل والكلمات ..واصبح السر ليس بسر .. قصه طويله ومؤثره فعلاً .. ولها احداث عديده ولا يزال الامر يحدث في مجتمعنا .. ما بين انياب الذئاب .. والدجاج المكسور .. احيانا نمنح ثقه عمياء للذين نحبهم .. مع تيقننا بأن هذه الثقه ستظل تزداد ما بين المحبين .. ولكن وللاسف الشديد نجد هذه الثقه تتلاشى تدريجيا بعد الحصول على المطالب التي يسعوا لأجلها .. مسكينه آمال .. هي احدى الفتياة اللاتي دار بهن الزمان ..وقسة بهن الايام والليالي .. احبة فتى طالح .. لا يرغب الى الخدش بالكرامه .. واظهار الرذائل بين الناس ..اعوذ بالله .. قال انه حبيب .. ثم يأتي بالصيده لصديقه .. وينظر وكأنه مجرد من الانسانيه والغيره .. وكأنه لم يرى حبيبته التي سماها حبيبه ما بين انياب المفترس الآخر ..ليس لدي تعليق على قصتك ..إلا اننا نفتح اعيننا أين نضح قدمينا .
      اشكرك اختي ..والله الموفق ..
    • ما أقول?
      هل أمتدح القصة أم أتكلم عن موضوعها.

      سندريلا:
      أتمنا أن تكون هذه القصة من وحي الخيال .. لا الحقيقة.
      مع هذا، أحيي شجاعتك في طرح القصة باسلوب جميل راق بعيد عن االاثارة.
      هذا هو الدور الذي يطلب من الكتاب. الموعظة الاجتماعية لايجاد الحلول لمشاكل المجتمع.

      نعود للأسلوب. أنا لا افقه الكتير في كتابة المذكرات. ما أعرفه عنها هو عدم الاكتراث بالفن الأدبي بقدر الاهتمام بسرد الوقائع. فالمذكرات جزء من كتابة التأريخ لذلك الشخص. والواضح ايتها السندريلا انك متمكنة بشكل كبير في كتاباتك، وهذا واضح بشدة في الصورة التي ظهر بها الموضوع. في البداية احسست انه طويل لدرجة انني لن اكمل القراءة. ولكن الأسلوب في الطرح حملني على المواصلة.

      ذكريات مرة .. وطرح رائع
      أهنئك..#d

      عبده|e
    • [TABLE='width:70%;'][CELL='filter:;']
      اللهم نسألك حسن الخاتمة ..
      اللهم نعوذ بك من وساوس الشيطان ...
      واللهم نسألك الهداية للجميع .. يا أرحم الراحمين يا الله ...

      نعم بالفعل بأن هذه الظاهرة تنتشر بمجتمعاتنا وللأسف لانعلم أين الخطأ وما زلت أؤكد بأن الاهل يتحملون الذنب الاكبر ... وبعده تأتي الامور الاخرى ....

      ساندريلا ...
      جميل جدا قلمك ورائع ذالك السرد المشوق بين حنايا أسطرك ...
      تحية طيبة لقلمك النابض ...
      [/CELL][/TABLE]