الشبيبة:*أصدرت وزارة التراث والثقافة مؤخرا كتاب "التاريخ المروي لعادات الموت في ولاية قريات" وذلك ضمن مشروع الوزارة في جمع التاريخ المروي في السلطنة والتي قامت بإعداده الدكتورة عائشة بنت محمد الدرمكية.

ويستعرض الكتاب جوانب مادية تم جمعها في 6 فصول هي:



الفصل الأول حول العادات الدالة على استعداد الإنسان للموت، أما الفصل الثاني فيتطرق إلى العادات الدالة على غسل الميت وتكفينه، ويأتي الفصل الثالث ليبين العادات الدالة على سرير النعش وصلاة الميت، أما الفصل الرابع فيصور العادات الدالة على قبر الميت ودفنه، والفصل الخامس يبرز العادت الدالة على العزاء والحداد، أما السادس والأخير فيوضح موت المسحور وينقسم كل فصل إلى مجالات فرعية بحسب كثافة المادة على أن يتم تصنيف المادة بحسب ما تدل عليه من أفكار تخدم الفصل أو المجال.

الكتاب إطلالة حول التاريخ الشفوي وهو الذي يرويه أبناء كل حقبة من الزمان عن حضارتهم، وهو يعد مصدر تاريخ الأمم والشعوب في كل حقبها، إذ تظل الأحداث وحركة المجتمع محفوظة لدى أبناء هذه الحقبة الذين عاصروا أحداثها وشهدوا حركة المجتمع فيها، وعايشوها، وحفظوها في صدروهم، وتفاعلوا مع أحداثها وتأثروا بها، ورسخوا هذه الأحداث وحركة المجتمع في ذاكرتهم، يقول ثادسيتون في تعريفه للتاريخ الشفوي:" إنه ذكريات وتذكرات أناس أحياء حول ماضيهم"، ويقول سيتون:" لاحظ مرة أحدهم أن التاريخ الإجتماعي ما هو إلا تلك الخمسة والتسعون في المائة من التجربة الإنسانية التي تبقى بعد أن تجف أقلام المؤرخين من كتابة تواريخهم الرسمية.. ومن المؤكد أن كثيرا من الأوجه العادية للحياة اليومية في الماضي تبقى موضوعا للدراسة عن طريق التاريخ الشفوي".

هذا هو الحال بالنسبة لدراسة التاريخ المروي أو الشفوي فهو تتبع للحياة الاجتماعية التي تتطور بفعل العوامل الخارجية أو الداخلية، وهكذا يكون تدوين كل ما يدل على الموت من العادات والطرائق والطقوس والمعتقدات ليكشف البحث فيه عن خفايا ومعتقدات راسخة عند البعض بينما هي سهلة التغيير عند البعض الآخر، وليكشف أيضا عما يقال في مراحل الغسل والتكفين والدفن، وعما إذا كانت هناك قراءات تقرأ على روح الميت أو ذكراه، وإذا ما كانت هناك عادات معينة خاصة بولاية قريات دون غيرها من الولايات في السلطنة .