الشبيبة:*نظمت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء مؤخرا بالرستاق محاضرة فكرية للمفكر صادق جواد سليمان بعنوان :"المثقف العربي أمام دور ريادي ينتظره" ، وذلك بمسرح المديرية العامة للتربية بمنطقة الباطنة جنوب، وذلك وسط لفيف من الحضور والمهتمين من أهالي الولاية . أدار الأمسية الكاتب يعقوب الخنبشي ، وبدأها صادق جواد بحديث عام عن المثقف ودوره الرائد في المجتمع موضحاً ان هذه الريادة تضطلع بوظيفة استطلاعية تبصيرية ، مذكراً بمقولة عربية قديمة مفادها ان "الرائد لا يَكذِبُ أهْلَه" ..



وأضاف سليمان أنه "من الريادة تنشأ القيادة ، وعلى مثقفينا أن يمارسوا الريادة أولاً ان كانوا يطمحون إلى نجاح دورهم القيادي"، موضحاً أن هذا النجاح في الدور الريادي يعتمد على شرطين جوهريين هما : اعداد الذات نفسيا ومعنويا ، وتقوية عناصر التمكين لهذا الدور المنتظر ..

وشدد صادق جواد على أهمية البناء الفكري السليم لأفراد المجتمع لأن "الأمة التي لا يفكر لها أبناؤها تنقاد إلى من يفكر لها " ، وهو ما ينتج عنه بالضرورة التبعية والخنوع وفقدان الهوية الأصيلة .

وأكد المفكر العماني على ضرورة وجود معيار لفرز الأفكار في ظل هذه الفوضى العارمة من الأفكار المتضاربة في العالم العربي ، مشيرا ان "الفكرة اذا نضجت من الداخل تبحث لها عن متنفس في الخارج" ..

وفي معرض رده على مداخلة لأحد الحضور عرف صادق جواد المثقف بذلك الذي يمتلك نصيباً وافراً من معارف عصره ، ويملك في الوقت ذاته نصيباً وافراً من أعراف أمته وتقاليدها .

وأوضح أنه هدف بهذه المحاضرة أن يرسم نموذجاً معرفياً لما يمكن أن يرتقي عليه الحال اذا حاول المثقف العربي عمل شيء مفيد لوطنه مع ادراكه بقصور الحاضر .

يشار الى أن هذه المحاضرة جاءت ضمن خطة الجمعية العمانية للكتاب والأدباء الطموحة للخروج بالفعاليات الثقافية إلى مناطق ومحافظات السلطنة المختلفة وعدم تركزها فقط على العاصمة مسقط ، كما جاءت من منطلق الحرص على نشر الوعي والتثقيف لكافة اطياف المجتمع ، وهو الدور الذي وُجِدتْ من أجله مؤسسات المجتمع المدني .

والجدير بالذكر أن صادق جواد سليمان شارك مؤخراً في ندوة "المثقف والهوية في زمن العولمة" التي أقيمت في مدينة سرت الليبية بالتزامن مع اجتماعات المؤتمر العام الـ 24 للأدباء والكتّاب العرب .. وهو مفكر وباحث عُماني له مشاركات واسعة ومهمة في المحافل الدولية ، كالجمعيات العامة للأمم المتحدة ، وعدد من المنظمات الدولية والإقليمية والعربية ، وشغل منصب سفير السلطنة بكل من ايران وتركيا والولايات المتحدة وعدد من دول أمريكا اللاتينية .