نحو ميلاد أنفس جديدة

    • نحو ميلاد أنفس جديدة

      عُمان -

      أحمد بن سالم الفلاحي:



      ها هو العام الميلادي يرحل ، كما رحل منذ أيام العام الهجري ، ومن حسن المصادفة أن كلا العامين دخلا في يوم الجمعة المباركة ، فعسى أن يجعل الله أيامهما مباركة على الجميع.

      ترحل هذه الأعوام تاركة وراءها من الأحلام ، والأوهام ، من المنجز والمؤجل ، من الانتصار والهزائم ، من تحقيق الذات ومن خفوقها ، من صور الميلاد والموت ، من الأمل واليأس ، من المفارقات والغرائب ، من المخطط له ومن وحي الصدف ، من كثير من المتناقضات والمتوافقات.

      ومع كل هذه اللحظات الهاربة من حياتنا ، ومن أعمارنا ، ومن انجازاتنا ، ومن هزائمنا تبقى هناك دائمة غصة إلى كل ما ودعناه ، ويبقى هناك حنين إلى حيث البداية ، هناك حنين إلى القرية وسواقي افلاجها ، وجدران بساتينها ، والى معانقة نخيلها ، هناك انعتاق وجداني إلى – وليس من – المدرسة وشقاوة طلابها ، وأيام الزمالة ، والتحرر من المسؤوليات الحياتية ، هناك شيء يقلق هذا الهدوء النفسي ويشعل فيه حرارة الالتفاف الوجداني على من اوجدوا في أنفسنا ، أو وجدنا في أنفسهم مساحة آمنة من الاطمئنان والرضا.

      نعاتب دائما من قبيل أنفسنا ومن آخرين ، قد يكون هؤلاء الآخرون أباءنا وأمهاتنا ، وقد يكونو معلمين ، وقد يكون منظرينا في العلوم الاجتماعية والدينية ، على هذا الوقت الذي مضى ، ونطالب بأن نحاسب أنفسنا (قبل أن نحاسب) ، هناك من يقترح أن تكون هذه المحاسبة ، أو المراجعة مع نهاية كل يوم ، وهناك من يرى كل نهاية أسبوع ، وثالث نهاية كل شهر، وتبقى فرصتنا الأخيرة نهاية كل عام.

      جبلنا على السؤال عن الآتي وما يضمه ، عن الأيام القادمة وما تحمل ، عن ما وراء الجبل أو البحر وما يضم ، عن التقدم في الحياة: فالصغير يود أن يكون رجلا ، والطالب يود أن يكون عاملا ، والعامل يود أن يكون مسؤولا كبيرا ، ولعلنا لا نذهب بعيدا عندما نتذكر قول العقاد رحمه الله تعالى: "صغير ود لو كبر ، وكبير ود لو صغر ، وخال يطلب عملا ، وذو عمل به ضجر ، أهم حاروا على الأقدار ، أم هم حيروا القدر". وعلى الرغم من أهمية القادم ، إلا أن مناخ الماضي يظل حاضرا بقوة إلى مستوى الانكفاء ، وعدم المشاركة ، أو عدم التجديد في حياتنا ، هناك روح مهزومة ، قد ساعدت أشياء كثيرة في هزيمتها واستسلامها ، وما نراه اليوم في شبابنا الصغار الذين للتو يبدؤون حياتهم انطلاقا من مقاعد الدراسة حيث لا يحفز لهم المستقبل تلك الشرارة – إن جاز التعبير - للتسامي في الجهد ، والأداء ، على الرغم من أن مجموعات المحفزات للمستقبل والرؤية بعين الأمل إليه كثيرة بدءا من الدين إلى القيم ، إلى ضرورات العصر.

      نأمل كثيرا ، ويحق لنا ذلك ، أن تكون أيام أعوامنا القادمة أكثر حيوية في تسجيل خطى جديدة أكثر إشراقا للإنسانية جمعاء تفصح عن مناخات أكثر أمنا ، وأكثر استقرارا ، وأكثر غنى ، تتوحد فيها جهود المخلصين العاملين في كل ما من شأنه أن يضيف إلى إنسانيتنا من كل شيء تفتقده ، وأقربه الأمن ، والصحة ، والرخاء المادي ، وان لا تكون هناك عوالم مقسمة إلى أوائل ، وثوان وثوالث ، تجر وراءها مظاهر من الخزي والعار على مستوى التقدم الذي وصل إليه الإنسان ، واهلك فيه نفسه أيضا.


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions