الشبيبة -

محمد بن سيف الرحبي:



حسابات الملايين:

سد وادي ضيقة يتكلف 71 مليون ريال.. (يا بلاش)، أتمنى من كل قلبي أن تؤسس الحكومة ما يمكن أن يسمى بالهيئة العامة للضمير الحكومي، تتأكد فقط من التكلفة الفعلية لأي منجز، فهذا السد أو غيره من المشاريع المنجزة (حكوميا) قد تستحق هذا المبلغ.. وقد.. لا تستحق.

أضع يدي على مصحف لأقسم بالله أنني لا أستهين بالمشروع (الضخم) وأنه حيوي ومهم، ولكن أثارني الرقم كما تفعل كل الأرقام المنتمية للمشاريع الحكومية!!

الهاربون.. كثروا:

إعلانات الهروب، موضة كل صحفنا المحلية يوميا، ولا توازيها/تنافسها/تشابهها سوى الصفحات الصادرة بالمادة والتصميم الجاهزين الصادرة من دوائر العلاقات العامة من الجهات الحكومية والخاصة، إنه عام الهروب، هكذا يمكن وصف العام الحالي، محطما الأرقام القياسية في عدد الإعلانات ذات الشكل المتعارف عليه، وأحسب أنه لا يقرأ أحد تلك الإعلانات إلا من سدّد قيمته ليتأكد من النشر فقط، من أجل مطالبة وزارة القوى العاملة ببديل، أو رد ما تبقى/ما أمكن من مبلغ المأذونية.

بين مهرجانين:

افتتاح وختام مهرجان المسرح الجامعي يفوق بمراحل ما أقيم لمهرجان المسرح العماني.. بمعنى أن احتفالية مسرحية مخصصة للطلاب تفوّقت على أخرى أهم، كونها مقدمة لمسرح نفاخر أنه بدأ من الستينيات، وإذا كان عرض الختام سترت ضعفه فرحة الفائزين واستلام الجوائز فإن عرض الافتتاح لا يجب أن تطوى صفحته، فليس مما يليق بالمسرح العماني أن تفتتح احتفاليته بذلك الهزال الذي لا يعني فعالية مسرحية وإنما هو أقرب إلى حفل مدرسي.. نعيد (السالفة) للتأكيد على أن المقارنات كانت كبيرة وسمعتها من أفواه كثيرة شاهدت حفلي مهرجان المسرح الجامعي وقارنتهما بما حدث في ذلك المهرجان.

نسبة النجاح:

إنجاز 8 بالمائة من سد (....)، أعان الله على من يجري الاختبارات ليتأكد من النسبة المئوية، هذا العرف جرت عليه الكثير من الجهات القائمة على إنجاز مشاريع، فكيف يمكن نشر الأخبار عنه كل أيام إن لم يكن عن طريق تجديد النسبة.. على الأقل، أتذكر كلمات جلالة السلطان المعظم لجريدة "السياسة الكويتية" حيث أن فلسفة جلالته أن تتحدث المشاريع عن نفسها، لا نسبها المئوية.

كاتب كبير:

قرأت قبل أيام مقالا للكاتب والصحفي الكبير أنيس منصور منشور في الصفحة الأخيرة من صحيفة الشرق الأوسط، وهي من أهم الصحف العربية (انتشارا ومهنية)، العنوان يتحدث عن عجائب المخلوقات ومن بينها الحشرات، في بضع فقرات سرد جملة من الحقائق العلمية التي تمتلئ بها كتب متخصصة فصلت وفسرت حقائق لا تحصى عن عالم المخلوقات، ولأنه كاتب كبير وعاصر عدة رؤساء في بلاده مصر فإن ما يكتبه يستحق الاهتمام دوما، حتى وهو يكتب عن الحشرات، ويكرر ما كتبه عشرات المرات في مؤلفاته.