وداعية دارسيت جديد معاوية الرواحي

Warith AL Maawali · 29 ديسمبر 2009، 20:22

وداعاً دارسيت ...

ملاحظة: هذه التدوينة جزء من يوميات ذاتية جدا قد لا تعنيكم كثيراً إلا إنكنتم سماسرة شقق.

يجتاحني الآن شعور نسائي سخيف للغاية،رغبة خانقة في البكاء. هي ليست تلك الرغبة القوية، وإنما تلك العبرة [الفارطة]التي يشعر بها المرء وهو يشاهد مثلا مقطعَ فيديو مؤثر. سبب تأثري ليسَ الوضعالعالمي، أو نتائج قمة كوبنهاجن لمعالجة التضخم الحراري أو أي شيء آخر وإنماالمسألة ببساطة لدي شعور قوي غالب بالحنين ــ ألا يقولون ذلك ؟ ــ فغداً سوفَ تأتيالشاحنات الخالية من الجنود لكي تمزِّق هذه الغرفة التي احتوتني سنتين كاملتين.

&&&

عشتُ في دارسيت ثلاث سنين كاملة، مذ أنبدأتُ العملَ لصالح حكومة سلطنة عُمان مقابل راتبٍ شهري. بدأتُ في دارسيت الطويانوانتهيت بدارسيت الساحل إذ دعاني للسكنى لديه أحدهم بعدَ سفرِ السابق لدراسةالماجستير، كنت أحسبني محظوظاً بذلك، أجاور مقبرة للأطفال وبيني وبين العَمل خمسدقائق.

&&&

الانتقال من سكن إلى آخر الآن ليسأمراً متعباً، ولكنه يشعر المرء بالتشرد وأن لا مكان له، قضيت وقتاً طويلا جدالأصلَ بهذا المكان إلى حالةٍ مريحة والآن بسبب شيء لا ذنبَ لي فيه يجب أن أخرج.

وجدت فراشاً في شقة صديق عزيز لي، ولكنه اعتذرعن استقبال أغراضي، الشقة لا تسع آدميا يمدُّ يديه فأين يذهب [1230 كتاب، + 900قرص ضوئي + تلفاز + ثلاجة + ثلاجة ماء + فراشان كبيران + 15 رف كتب + طاولة حديدية+ جهاز حاسب آلي دسك توب 22 بوصة + آلة طابعة ليزرية + جهاز تريد ميل للركض + عددهائل من الصناديق والأغراض الصغيرة + فراشا راحة فوق بعضهما البعض].

سأحتاج إلى شاحنتين كاملتين لنقلالأغراض من الشقة، وإلى مكان، ولحسن الحظ فقد لجأتُ إلى قريبٍ لي أحبه كثيراًوقررتُ مرَّة واحدة أن أهديه جهاز الركض له ولزوجتِه. من الآن فصاعدا لن أثقَبمسقط مهما كان ذلك ممكناً، لن أثقَ بشقَّة أسكنها إلا إذا كان عقد الإيجار في يديلمدة أربع سنوات، ولن أنقلَ كتبي من سمائل، كل شيء سيعود هناك. من الآن فصاعدا أنضيف يا مسقط اللعينة التي شرِّدتنا بشققها وغلاء إيجاراتِها وتدافع الناس على ذلك.لدي أسبوعان لأنتقلَ كلياً ولأتركَ مكاناً مليئا بالذكريات، مكاناً أريد الهربَمنه كما أريد البقاء فيه.

&&&

لقد أصبحت مسقط مدينة ضيقة على البشربسبب أزمة السكن، ولست وحدي الذي يعاني وإنما مئات الشباب. كنت قد قررت أن أعيشعازبا [محترما] ولكن كما يبدو فإن ذلك غير ممكن، الشقق في دارسيت ووادي الكبيرمشتعلة جنهم حمراء، وقد سئمت هذا المكان، سئمت عزلتَه وسئمتُ قلقَه. وآن الأوانللرحيل إلى مكانٍ أكثر حياةً. الحيل بالقرب من الخوض بالقرب من سيتي سنتر بالقربمن الأصدقاء، وآن أوانُ انتهاء هذه العزلة. سأذهب إلى مكانٍ جديد بلا أشياء صلبةتمسكني في الأرض، مكانٍ أكثر قرباً من المرأة التي أحبُّ، وأكثر عزوبيةً، ولكنهامرحلة هذه المرة وخيار ضرورة وليست خيارا وجودياً. كل هؤلاء أصحاب الشركات، يأتونبمختلف أنواع العُمَّال، ويزاحموننا الشقق، والحكومة تحدثت بعد فوات الأوَّان، وأصحابالبنايات يفعلون ما بوسعهم لامتصاص الدماء، والحكومة لا تحرك ساكناً إلا بعدَفواتِ الأوان. كنت أدفع 80 ريالا من أجل غرفة في دارسيت، وقريباً سأدفع المبلغنفسَه من أجل غرفة في الحيل، ولا أملكُ أن أقول، فتلك مشيئة مسقط التي عليَّ أنأحترِمها. سأفتقد هذا المكان كثيرا ..

الرفوف الجديدة التي أضيفت مؤخرا بعدَ أن تم خلع الكنبة بالثلاثة

ساحة الإبداع العسقي ..ممم .. ليس الأمر كذلك

على اليسار الفازلين وعلى اليمين تشوكليت .. ممم

الطعام، الكتب .. العود .. الزبالة .. الداغوص .. الشامبو .. البريكريم

اللبان .. المعكرونة .. الأمواس ..

جهاز الركض الذي تم استخدامه ثلاث مرات مذ شرائه ..

العود والأفلام والفراش الإضافي والأغراض الأخرى .. وكرسي مكسور بسبب وزني الخفيف

حيث قلت لها أحبك .. قبل دقائق ...

مشهد جانبي لمصدر الطعام ...

التلفاز والبرنتر والفيديو ..

صورة تذكارية أخيرة .. في الكبت تلك ملصقات النيكوتين التي كنت أستخدمها لأقلع عن التدخين

الآن أقول وداعا دارسيت ..

المصدر : مدونة معاوية الرواحي

تحدوني البشر · 10 مارس 2011، 21:43

مدونة رأإأإأئعه

مشاركة