المدعي العام .. الادعاء العام / مدعو العموم .. جديد معاوية الرواحي

Warith AL Maawali · 29 ديسمبر 2009، 20:22

الادعاء العام يتصلُ بكَ [ ***24479]

أهلا بكم يا أصدقاء، كيف أنتم وهذهالأيَّام المُباركة. حسناً لديَّ أخبار سيئة بعض الشيء فكما يبدو فإنَّني لم أعدمن بيروت وحدي، وإنما عادت معي ملايين الكائنات المجهرية التي لا ترى بالعينالعارية وهي عبارة عن فيروسات لم يستطع برنامج مقاوم الفيروسات في جسدي الإمساكبها قبل أن تصلَ لجهازي المناعي وتجعلني في حالةٍ يرثى لها.

قبلَ قليلٍ فقط غادرتُ الفراش بعد أن مكثتُ فيهلا أبارحه من يومِ الأحدِ الفائت، بالطبع لولا وجود البانادول ومضاد الهستامين[الأكتفيد] لكانت الحالة أشدُّ وطأة وأكثر ألماً. على أية حال لم تكن الأعراضخطيرة أو مزعجة، فقط بعض الحرقة في الحلق وبعض الإسهال مع الحمى التي تذهب وتروح.لا أكثر، والآن الأحوال عال العال.

&&&

فعلتُ ما يفعلُه أيُّ عُمانيٍّ بعدَ أنيستيقظَ من النوم غيرت هاتفي من وضع الصامت إلى وضع المتكلم، وطفقت أرى الرسائلوالمكالمات التي لم يتفيق صاحب الهاتف للرد عليها.

فوجئت بمجموعة أرقام غريبة كلها أرقام أرضية،رقم هاتف مديري في العَمل، وأرقامُ أخرى [بنك مسقط ــ بنك صحار ـ بنك ظفار]وكأنَّما البنوك كلها قررت أن تتصل بالعبد الفقير لله في يومٍ واحد، بنك مسقط يريدأن يتأكد من قيامي بدفع إلكتروني لتذكرة سفر مسقط عمَّان، بنك صحار يريد أن يقولَلي أنني يجب أن أحضر لديه لاستلام بطاقتي التي خاست لديهم منذ أكثر من شهر كامل، والاتصالالثالث فتبين أنها فتاة تريد أن تستأجر غرفة فشرحتُ لها بأدب أنني لست سمساراً، فوجئتأنها تعمل في بنك ظفار لتكملَ بذلك المفارقة الغريبة في ذلكم الظهر الغريب، ثلاثةبنوك في يومٍ واحد؟؟ اللهم أجعله سحباً من البنك.

قضيت أكثر من ساعةٍ بين هاتفٍ ورسالةووسائط، وفتحتُ جهاز الحاسب الآلي لأرى آخر الجديد وآخر التعليقات لأنني كما يبدوقد أثرت حفيظة إحدى المتابعات وتسببت في أن يورمَ فؤادها عليَّ.

تذكرتُ حينها الأرقام الغريبة، رفعتالهاتف واتصلت لأجد صوتاً عُمانياً يقولُ لي:

" السلام عليكم ورحمة اللهوبركاته، الادعاء العام يرحب بكم، يرجى ادخال رقم المحول المطلوب أو الضغط على صفرلموظف البدالة" ومن ثمَّ أعاد الرسالة باللغة الإنجليزية"

شعرتُ بالقلق، فمثل هذه الاتصالات منالطبيعي أن تثير قلقَ المرء، ماذا عساه الادعاء العام يريد منِّي؟ على أية حالنسيتُ الأمر ولم أهتمَّ بالأمر حتى اليوم الذي تلاه، حينئذ شرحَ لي أحدهم أنهيمكنني التأكد من هوية الذي اتصلَ بي عن طريق موظفي البدالة. قلتُ في نفسي: [كلامجَميل دعني أجرب].

اتصلتُ بالرقم [*2447975] وسأتحفظ عنذكر الرقم الأخير [وضعت مكانَه علامة النجمة] لأسباب قانونية، على أية حال ردَّعليَّ المجيب الآلي فضغطت على الرقم صفر ليجيب عليَّ شابٌ عُماني:

- السلام عليكمورحمة الله وبركاته ــ تفضل ..

- أهلا وسهلاأخي . في حد اتصل بي من هذا الرقم ..

- ممممممم ــ منمعي؟؟

- معك معاويةالرواحي ــ هذا الادعاء العام ما كذاك؟؟؟

- ممم يمكنبالخطأ أخوي.

- ود الحلال هذاادعاء عام، وأحيدني ما شاكي بحد، يعني مشكاي بي أو مطلوب في أمرٍ ما.

- [وهو يضحك] عسىخير أخوي، يمكن الظاهر بالخطأ بس، هم في العادة إذا كان الأمر مهم [بيتصلوا] بكمرة ثانية أكيد.

- أها .. زين ..عسى خير بس .. شكراً جزيلا ..

&&&

بدأت أستعيد مقاطع كاملة من رواية حسينالعبري الوخز. وبالذات ذلك المقطع الذي كتبَ فيه حسين عن العلاقة بين المتهموالمحقق، كيف يمكن تبادل العلوم والأخبار ومن ثمَّ الجلوس في وضعية المتهم. كعادتيطفقت أقفز لاستنتاجات، وأضرب أخماس في أسداس، ماذا يا ترى يريد منِّي الادعاءالعام؟؟ هل يا ترى للأمر علاقة ببوابة الأعمال المحفظة التي انتكستُ فيها علىرأسي؟ أم ربما ثمة علقة ساخنة بانتظاري بسبب لساني الطويل. مممم لست أدري ولكننيحتى هذه اللحظة متفائل وأقول: كل شيء سيكون بخير.

ملاحظة: معظم الأحداث حقيقية ما عدا بعضها تم تغييره حفاظاً على هوية الأشخاص الذين لا يريدون الخروج علانية.

المصدر : مدونة معاوية الرواحي

مشاركة