أنين عماني جدا .. جديد معاوية الرواحي

    • أنين عماني جدا .. جديد معاوية الرواحي


      أنينٌ لاحقٌ لعمانيٍّ أدركَ أنَّه لا يستطيع أن يكونَ غير عمانيٍّ جدَّاً...

      قصة العريضة/ والطريق إلى الدستور ...

      I love my totalitarian? Do I really





      وأخيراً بعضُالراحة:



      كانت الأسابيع الثلاثة الفائتة مجنونةًللغاية، أقول مجنونة كما يقول الأماركةُ في أفلامِهم [Thatwas crazy] بمعنى أنني ــ رغم خوفي الشديد من الطائراتــ ركبت الطائرة ستَّ مرَّات كاملة. من مسقط إلى الأردن في ليل الخميسِ المؤدي إلىالعيد الكَبير، والثانية بعدَ عشرة أيام عائداً إلى مسقط لأركبَ الطائرة مرةً أخرىإلى عمَّان ترانزيتاً إلى بيروتِ التي احتوت واحتضنت بحنانٍ بالغٍ اللقاء الثانيللمدونين العَرب، والذي اختتمَ بخبر مداهمة الشرطة المصرية منزلَ المدوِّن المصريوائل عبَّاس، والله المستعان على ما تصفُ الحكومة المصرية.



      &&&



      إنني أتفهمُتَماماً فكرة العريضة التي يوقعها مجموعة من المواطنين العُمانيين موجهين إياهاإلى السلطان قابوس سلطان عُمان. الغَريب في الأمر أنَّ البعض هاجَ وماجَ وغضبَوثارَ حاسباً ذلك نوعاً من الدعوة للانقلاب، مما دفعَ محمد اليحيائي وناصر البدريإلى إعادة الكلام لهم [عدة مرات] أنَّه هذه [عريضة سلمية] يا أولاد الحلال، أي ياأولاد الحلال هذه رسالة بها [التماس] إلى السلطان قابوس، هدفه الرئيسي التوصُّلإلى اتفاق يولدُ منه دستور تعاقديُّ. وبعدما قرأتُ أكثر وتعمقتُ في الموضوع الذي كتبَه محمد اليحيائيفي موقع الحارة العُمانية [الموقع الرئيسي الذي خرجت منه فكرة العريضة] شعرتُأنني فهمتُ أكثر ما يدور.



      &&&

      توضيح غير لازم:



      " فور خروجي من عُمان شعرتُبمقدارٍ هائل من الارتياح، ربما سبب ذلك أنني مؤخرا بدأت أكوِّن بعض العدائية تجاهالمجتمع وعاداتِه وتقاليده، أو لعل ذلك ببساطة أنني تركت التدخين ولا زلت أقاسيتقلبات المزاج المزعجة للغاية لستة أسابيع، بغضِّ النظر، هي حقيق معلومة لكمأجمعين ولكلِّ من يقرأ لي أنني حتى هذه اللحظة لم أقر على قرار، أو بالأحرى لاأعرف جيداً ماذا أريد. على أية حال قد وصلني بريد إلكتروني من [........] يطرحُ عليفكرة العريضة، وفي الحقيقة قرأتُ الأمرَ على عجالة وتكوَّنت لديَّ الفكرة الآتية[إنَّها مبادرة إلكترونية أخرى لن يكون لها نصيب من النجاح ولكن دعني أوقِّع فهي[مش فارقة] وعلى أية حال رددت لاحقاً على [ ....] أنني من ضمن الموقعين شريطة ألايكون اسمي الخامس أو الثالث عشر، وتلك إضافة حسبتُها حينئذ [ظريفة] بعض الشيء.



      لم أكن أفهم ما يدور، أو بالأحرى لمأكن أفهمَه بشكلٍ تام، وإنما ببساطة بالغة شعرتُ أن عليَّ [كمدوِّنٍ] عُماني أنأدعمَ كل مبادرة، وإن كان الأمر يعني ببساطة وضع اسمي [فليكن كذلك] وكما يقولالأماركة أيضا [to the hell with it] إن كانوابالفعل يقولون ذلك، وأقول هذا الكلام بصدق حتى لا يجد المهاجمون لليحيائي أوللبدري أو للصديق العزيز عمار فرصةً ليقولوا أنني [انسحبت] لا يا أصدقاء، لم أنسحبوإنما كل ما في الأمر قلتُ من الأفضل أن أكون جادَّا.



      عدت لعُمان في ليل الأحد [ربما يكون 5أو 6 ديسمبر] وطائرتي إلى بيروت في اليوم التالي، نمتُ نومةَ أهل الكهف وصحوتَمتأخراً على طائرتي، لم أجد بدا من الاتصال بعلي الغافري ووليد النبهاني ليقلانيللمطار. وحتى تلكم اللحظة كنتُ في حالة من اللاشعور بسبب نومي الذي كان متقطعاًومليئا بمختلف الأحلام الجنسية. مع ذلكَ استطعتُ التغلب على شيطان النوم والذهابللمطار متأخراً بعض الشيء، وهُناك دخلتُ موقع الحارة العُمانية لأقرأ الأمر[برواقة] كما يقول المصريون. هُناك صعقتُ بشدة عندما فهمتُ [مضمون] الوثيقة، وليستمسألة أنني [أعارضُ] الأصدقاء الذين وقعوا عليها، ولكنني في يومٍ من الأيام صرختُكثيراً بعكس ما تقول. وإليكم أمثلة من التاريخ القديم:



      بيان أبناء وبناتقابوس: لهذا البيان قصة مؤلمة للغاية، قصةكشفت لي الجانب [الإقصائي] في المُنادين بالحرية. صديق عزيز للغاية أحبه بشدةوأحترمُ رأيها وصفَ البيان [بالرخص] وكما يبدو فقد رآه محاولة [فاشلة] للتقرب منالحكومة، ومع أن موسى الفرعي قد نشرَ الموضوع في سبلتِه مثبتاً فإنَّه بعد ساعاتقد سقط عنه زر التثبيت وذهبَ مع بقية المواضيع. الأمر الذي يشكل لي حتى هذه اللحظةذكرى سيئة، أن تقفَ أمام صديقي تحبُّه بشدة وأمام رأي تؤمن فيه فأيهما نختار؟



      الفكرة التي كنت أطرحُهاــ صادقاً ــ بشدة فيما كنتُ أقولُه هي أنَّه ــ ليس عيباً ــ أن تحبَّ إنساناًمثل السلطان قابوس [وكما ترون فقد وقع آخرون أيضا] فهو في النهاية ليس سيئاً، وبغضالنظر عن التفاوت في تعظيمه وتأليهه من قبل البعض يبقى السلطان قابوس الرمز الوطنيالمجمع عليه في المجتمع العُماني شئتُ ذلك أم أبيت، وقد أقول أن مئات ألوف الناسفي عُمان يتفقون معي، الجَميع مجمعُ على وجود الفساد في الحكومة، وعلى وجودمحسوبية في القطاع العسكري والمدني، وعلى وجود [مخالفات مالية كثيرة] ومع ذلك يبقىالإنسان الوحيد الذين يعقدون آمالَهم عليه هو السلطان قابوس لا غيرَه.



      إنَّها طبيعة [الناشطين] أو الطبيعة الناشطيَّةالتي تجعلُ من عدم كراهية الحاكم أمراً [عيباً] أو لا يتسقُ مع كونك [مدوِّناً]وهذا هو الأمر الذي صعَقني، يا إلهي كم سيبدو سخيفاً بشدة المقارنة بين الوصلتين،بين التاريخين، بين إبريل وديسمبر. لذلك وببساطة شديدة فقد كتبت رسالة نصية،وإيميلا إلى محمد اليحيائي، وعمار المعمري بنسخة إلى صديقين آخرين لأطلبَ سحبَ اسميمن العريضة. فعلتُ ذلك لأجد بريدا إلكترونيا من صديق عزيز للغاية يقولُ كلمةًواحدة.



      " العزيز معاوية،أفتقدك بشدة وأفتقد لقاءاتِنا. أشكرك على إرسالك نسخة من العريضة لي، وعلى دعوتِكلي للتوقيع وكما يظهر لي أنت موقع أيضا. ألستَ أنتم من قال هذا في يومٍ من الأيام؟



      " كعُماني لا يمكنني إلا أن أكونَ عُمانياً. ولعلي أقولبوضوح ما أؤمن به. لستُ مع الإمامةِ على الإطلاقِ ولستُ مع برلمانية الكويت أو دستورية البحرين. رضيت وارتضيت حكم آل سعيد للبلاد، وأطعت السلطان قابوسبن سعيد ولا أنوي الخروج عنه. إنما اللسان معقودٌ بأيدي آخرين، واللوم المهذبأوجهه إلى وزير الإعلام ووكيلِه الذين ربما انشغلاً بمشاريع أخرى، ونسيا أن شعباًكاملا لا يعتمدُ على إعلامهما. ووزارة التربيةُ تزجُّ باسم السلطان في كلِّالمناهج، والخائفون مثلي يخافون أن يقولوا: من كان يطيع السلطان، فإن السلطان بشر،ومن كان يحبُّ عُمان فإنَّها لا تموت.

      &&&

      أكتب هذا الكلام والخوف يزلزلني مع يقيني التام أنني لمأخض في أمر ممنوع، أمارسُ ما نصَّ جلالة السلطان عليه في الجامعة [التي طُردتُمنها بسبب سوء تحصيلي الدراسي] الّا مصادرة للفكر. أفكِّر بصوتٍ مسموع وبخطٍّمقروء كعماني أحسب نفسي عمانيا حقيقيا وأصيلاً لا أزايد على هذه البلاد ولاأبيعُها. كما قلتُ لكم لستُ أنا الذي سيجرؤ على طرق الباب وفتح صندوق باندوراليخرجَ الغضب الشعبي، فأخوف ما أخافه أن أكونَ مؤلباً للفوضى. ولكن إن استمرَّهؤلاء الوزراء في حماقتهم، وإن استمرَّ بعضهم الآخر في تكسّبهم الدنيء، فهل ستكفيقوّات الأمن وقوات مكافحة الشغب وقنابل الدخان لحمايتهم وحماية بيوتهم وسيّاراتهممن فتكة الشعب الحر إذا غضب؟؟؟ "



      &&&



      شعرتُ بمزيجٍ هائل منالمشاعر المختلفة، وقرأتُ تلك [الهذونات] وكأنني أقرؤها للمرة الأولى. أحقاً كنت أقولهذا الكلام؟؟ أحقاً كانت بقلبي هذه الروح وهذه الحماسة؟؟ أين ذهبَ كلُّ ذلك؟؟نكِّستُ رأسي خجلاً، وشعرتُ بفداحة ما أنا ذاهبُ إليه. مرّة أخرى تاهَ عقلي فيتلكم الفكرة الغريبة المتناقضة، التفريق بين الوطن والحكومة، والدولة والمجتمعوالحاكم والوطن وقابوس وعُمان. كل تلكم الأفكار المتداخلة، وأخيرا تذكرتُ شيئاًما، إنني حتى هذه اللحظة أحبُّ سلطاني، أهذا يجعلني عاشقاً لدكتاتور؟؟ مممم لاأعتقد أو يجعلني ذلك معجباً بنظام شموليِّ، لست أدري إنما فقط عادت الفكرةالرئيسية إلى رأسي، ماذا حدث لذلك المهذون الاجتماعي الذي يتخذ من المجتمعالعُماني مادة لكتاباتِه ليصبحَ فجأة [ناشطا] سياسيا في مجالٍ لا يفقه فيه شيئا،لا أقول أن النشاط السياسي أو [الناشطية الإنترنتية أمرٌ لا أتفهمه] وإنما أقولأنني لستُ بتاع الحاجات ده، لستُ بتاع سياسة، ولست بتاع حقوق إنسان. أنا شاعر سابقيفكِّر بخطٍّ مقروء، ويجب بأسرع وقتٍ ممكن أن أعود لذلك.

      &&&

      هل أحبُّ سلطاني؟؟؟



      عندما كنتُ في بيروت تردداسمَ السلطان قابوس عشرات المرات على عشرات الألسن وبمختلفِ الصفات، فمن ضمن هؤلاءالماقتين للحكام العرب أصبح السلطان قابوس [دكتاتوراً آخر] وفقَ كلامِه طبعاً، وبالنسبةلأحدهم كان يمدح السلطان كثيرا ويقول أنَّه [صنع شعبا ودولةً] وأما آخر ثالث فكانشبه محايد وقال للاثنين لماذا لا تدعوا العُماني يجيب على هذا السؤال: أنت أيهاالعُماني هل تحب السلطان قابوس؟؟؟



      أسقطَ في يدي، فماذا عسايَأن أقول في مؤتمر كبير للمدونين العرب. بالنسبة لعُمان الوضع مختلف للغاية معالمدونين. يعني سيطلع شكلها [غريب] عندما أقول لهم أن معظم فئات المجتمع تحبُّالسلطان [بصدق] كما تكره وزراء كثر من بطانته. على أية حال شرحت لهم أن الوضع فيعُمان هو كذا وكذا، والسلطان له شعبية كاسحة وربما يكون الرمز الوحيد المتفق عليهمما يجعلني [كمدوِّن] قلقاً حيال ما يحدث لعُمان بعدَ وفاتِه. بالطبع أضفت الجُملةالأخير حتى أبدو مُقنعاً، وإلا فإنَّ الآخرين سيستغربون.



      هل أحب سلطاني فحسب؟؟؟



      لستُ أدري هذه اللحظة ماالذي حدثَ لي، ربما ببساطة بدأت الأشياء تتضحُ لي أو ربما بدأت أعود إلى وهمٍقديم. سأترك لكم حريةَ الحكم ولكن فوجئت أنني لم أستطع أن أكرهَ عُمان، وبالتحديدلم أستطع أن أكوِّن موقفاً منفصلا عن العُمانيين. نعم أحب العُمانيين بجنون، أحبمواقفهم السلبية، وأحب عشقَهم وأحب كراهيتهم. أحب شكَّهم في كل جديد وأحب طريقتهمفي حماية أنفسهم. أحب العُمانين في كلِّ شيء، في الجدران الطويلة التي يبنونها حولبيوتِهم، في حمايتهم الزائدة لأبنائهم خائفين عليهم من الخنث واللصوصية، أحبهم فيتناقضهم مع الأجانب وفي مجاملتهم، أحبهم في شعورهم الدائم بأنهم أفقر أهل الخليج،وأحبهم في تهورهم وجنوهم وتكسريهم لسيارات الإماراتيين باسم الوطن. نعم هذا الذياكتشفته، أنني أحبهم بشدة وجنون، وأحب تناقضاتهم كما أحب اتفاقهم، أحب تعاطفهمالعلني مع المطاوعة وكذلك كراهيتهم الداخلية للمطاوعة الجدد، أحب فيهم تكذيبهمالدائم للحكومة ولسانهم يلهج بالدعاء للسلطان قابوس، أحبهم بجنون وهم يشجعون كأسالخليج ويخسرون مرتين، وأحبهم بجنون وهم يبكون لأنَّ لاعباً ما سجَّل هدفاً،يبكونَ لأن عُمان أحرزت كأس الخليج وهم الذين يقومون صباحاً بنعت هذا بالخادمِوالبيسر، لا يعنيهم أنَّه أسود اللون، ما دام سجل هدفا في كأس الخليج فهو لم يعدخادما بالنسبةِ لهم، إنه الآن مشروع بطولة. هذه هي الحقيقة التي لم أكن أحسب أننيسأقولُها بسهولة، إنني أحب جلادي، وجلادي هم المجتمع الذي يرفضُ كل شيء أحبه،يرفضُ معظمه الموسيقى والبيرة الباردة والرقص في الحانات، في الوقتِ الذي يقبل فيهاغتصاب الأطفال الصغار، أحبُّ جلاديَّ الذين يؤمون أن الناس خلقوا متمايزين وأنَّالأسود خلق خادماً، كم أحبُّه أيضا ذلك الخادمُ الذي يقول لك: لا أدخل الجنة إنأغضبت عرّابتي، أتعلمون لماذا أحبهم؟ لأنهم ببساطة عمانيون، مثلي ومثلكم بعضهمأوتي نصيبه من العلم ليعرفَ ما له وما عليه وبعضه الآخر لم يؤتَ ذلك. هذه الحكايةببساطة يا أصدقاء، هذه الحكاية.



      &&&



      أن تحبَّ السلطان قابوس ...



      عندما تعلن حبَّك لقابوسفهذا يختلف عن إعلانِك لحبك لحسني مبارك، حسني مبارك حاكمٌ [متفقٌ عليه عربيا]وأنتم تعرفون ما أقصد، وحتى لا أقول كلاماً قد يحسبه البعض محاولة للنيل منالعلاقات السياسية والاقتصادية [المستقرة] بين البلدين الشقيقين [ولا أعرف لماذالا يقولون الشقيقتين لأن الدول مؤنثة] أقول يختلفُ الأمر عندما تعلن عن حبكلقابوس، فحتى لو كان بعض الوزراء الذين قام هو بتعيينهم حرامية ولصوصاً وبعضهم لهمبنايات على الشارع العام، أو بعضهم قمعيين وإقصائيين أو حتى أغبياء، يبقى هوالبعيد الذي لا يريد أحدهم أن يمسَّه بسوء، لأننا نحبُه أو لأنَّه ببساطة الوحيدالذي لم يدع مجالاً لنا لنمسَّه، ومع أن بعض المحاولات من الجانبين، الجانبالدينين يحاول إسباغ صفة [إمام العدل] ولا سيما والآن قد مات الشيخ غالب الهنائيفي المنفى، والجانب اليساري الذي يحاول إضفاء صفة الدكتاتور، يبقى الفارق المهموالوحيد والرئيسي هو:





      هل يصدق العمانيون ذلك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ [لعبة الصور النمطية]



      العمانيون لا يصدقونالإعلام، يعرفون أن الإعلام يكذب ويغطي الحقائق ويعرفون أن بالحكومة حرامية كثر،ويعرفون أن الشيخ الفلاني خنث وابنة الشيخ الفلاني تتشرمط في الأرض ويعرفون أنبعمان عمارات تقشع على الشارع العام. ومع ذلك يرفضون المساس بالسلطان، لسببٍ مايشعرون أنَّه الوحيد الذي لا يجب أن يمسَّ، ومهما كان العماني فقيرا أو غاضباًفإنَّه يغضب ويكسر الدنيا إن شاهدَ أحدهم يحرق العلمَ أو يطأه أو يسيء للسلطان،هذا هو العُماني النمطي مع الإعلام.



      العمانيون لا يصدقون كلامالمتدينين، يعرفون جيدا أن وراء المطاوعة يكمنُ شيطان إقصائي، شيطانٌ كفيل بتحويلعُمان إلى سعودية أخرى، وإلى هيئة أمر بالمعروف ونهي عن المنكر وإلى ضرب الناسبالخيازرين للصلاة أو إقامة شرطة على المجمعات لمراقبة الملابس، ومهما كان العمانيمتحفظا أو متحررا فهو ضدُّ أن يحكمَه أحد باسم الدين، هو ضدُّ الثيوقراطية، ومعذلك هو يزوِّج ابنته لمن يصلي في المسجد خمس صلوات، ويبحث عن ذات الدين، ولكنهيهرب من ذات النقاب أو ذا اللحية الطويلة.



      العمانيون أيضا لا يصدقوناليساريين، يشعرون أن اليساريين هم مجموعة من الملاحدة العلمانيين الكفار الذينيريدون تحويل البلاد إلى ساحة من المراقص والحانات والبارات ويريدون تقحيب البناتوالسماح بالدعارة وبالحقوق الجنسية للمخانيث والقحاب، العمانيون أيضا لا يريدونذلك، وحتى وإن كانوا يقبلون بوجود [مبيريك] الخنيث في حارتهم ويعرفون أن [فلانا ـوفلانا ــ وفلانا ــ وفلانا ] ينيكه أو يركبه في المساء أو النهار فإنَّهم مع ذلكيعبرون عن رفضهم السلبي بالهجر، ولا يجدون حرجا أن يكتروا من مبيريك الخنيث ثورالتلقيح بقرتهم، ففي النهاية [خنث مبيريك حاله] يقبلون وجود المخانيث ببساطة بينهمولكنهم لا يريدون إعطاء حقوقَهم صفة سياسية، كما يقبلون الكثير من الأشياء، ومادامَ الأمر لا يصل بيته ولبناته وأولاده فهو يبتسمُ كثيرا ويقول لكم [كل واحد خنثهحاله].



      العمانيُّ أيضا يكرهأمريكا كره العمى، ويكره الذين يحبها، ويكره الذي يدعمها ويرى في إسرائيل محورالشر في المنطقة العربية. يكره مصر لانها لم تفتح معبر رفح ويكره العربَ أجمعينلأنهم جبناء خانعون. مع ذلك لا ترى عمانيا واحداً انضمَّ إلى خلايا المجاهدين[السنة في العادة] لأن العُماني وإن كان يكره أمريكا فإنَّه يكره أسامة بن لادن[الوهابي] الذي يرى الأباضية كفاراً. العُماني أيضا له طريقته الحوساء في التعبيرعن السياسة، فهو مع وضد، وضد مع، وضد ضد، وضدَّ مع عندما يكون الأمر مناسباً له.لا تسمع عن عماني قام بتفجير نفسه، ولا تسمع عن عماني أمسكَ في مشاكل معالإرهابيين، ولا أحسب أن بين معتقلي جوانتناموا عمانيون، لست أدري هل هذا الكلامصحيح؟؟؟؟



      &&&



      هذه التداعيات المؤلمة تفتحعينيَّ أمام حقيقةٍ مؤلمة للغاية، للمجتمعات حقٌّ في تقرير مصيرِها، وعندما يختارالعُمانيون أمراً واحداً فإنَّ ذلك حقّه الخاص في تقرير مصيره، ألم يخترالفلسطينيون حماس؟ قد اختار العمانيون قابوس، وهم أيضا لهم حقُّهم.

      هل تصفون من يختار الحاكمالفرد بالغباء؟ حسنا من حق الإنسان أن غبياً، ولكنه في الوقت نفسه يراكَ أنتَغبياً، لأنَّك أنت تصدق أن تغييرا سيحدث بفضل داخل أو خارج؟

      هل تصفون من يؤمن بالقبليةبالغبي أو العنصري؟ من حقكم إطلاق هذه الصفة، ولكنه هو أيضا يراكم أغبياء، ويستغربكيف تتركون الخدام والسود يعيثون في الأرض فساداً ويخرجُ لكم ما فعله السود فيأمريكا وعدد المجرمين وتجار المخدرات مقارنةً بالأمريكيين البيض، هو أيضا يتخذموقفه العنصري لسبب ما.



      هل تصفون الإباضي المتشددالذي يريد إقامة الإمامة بالخائن؟؟ حسنا من حقكم إطلاق الصفة، فهو أيضا يراكمخونة، يراكم خونةً للنظام الإباضي الذي يقومُ على تولية إمام ومبايعته بيعة قوي أوبيعة ضعيف، هو أيضا يبكي ويعلن ولاءه لغالب بن علي في السعودية ويذهب لزيارتِه فيالدمام تحت مختلف الأعذار، ويعلنُ يومَ وفاتِه أن آخر صفحات الإمام قد طويت عن[الإمام] غالب الذي ماتَ في منفاه، نعم هو أيضا ينطلقُ من عقيدة إباضية ذات وعيسياسي مبكر للغاية، ولديها أيضا طريقتها في توزيع الحكم.



      عليكَ أن تعرفَ من أنت، وماذا تريد ..



      أقولُ هذا الكلام لنفسيقبل أن أقولَه لغيري، شخصياً لم تعد الأشياء واضحة على الإطلاق، ولم الفوارق بينالألوان واضحة. أعرفُ أنني لست دينياً على الإطلاق، بل يمكنني أن أتمادى وأقولأنني معارض الثيوقراطية، ويمكنني أن أمسكَ سلاحاً وأطلقَ النار على أي ثيوقراطييريد الاستيلاء على الحكم في عُمان، كما أعرفُ أنني لست قبلياً، أعرف أنني ضدالمنادين بالفارق القبلي بين إنسانٍ وآخر، ولكنني لا أجد حرجاً أن يحترمَ البعضلدورِهم التاريخي، كما أجد حرجاً كبيراً في مناداة البعض بالخادم والبيسر، لا أجدحرجا أن يكون من يشاء شيخاً أو رشيداً، ولكنني أجد عناءً في قَبول فكرة أنَّهأحدهم [خادمٌ] لفُلان، ومع ذلك ألقي باللائمة على شيء ما، فهؤلاء الراضون بما يحدثلهم خيارٌ أيضا، يريدون البقاء [خدَّاماً] لمن هو [سيِّدٌ] عليهم، هل ترون هذهالتناقض المؤلم؟ أعرفُ أنني مع حقوق المرأة ومع حقوق الطفل ومع حقوق الإنسان ومعحرية التعبير، ولكنني لا أنتظر من الراشدي أو الحوسني أن يقررا إن كنتُ حرا، كمالا أنتظر من الدكتورة شريفة اليحيائية أن تقررَ أنه يحقُّ لي فعل ما أريد، أنا حرلأنني حرٌ سلفاً، لأنني أمارسُ الحرية وإن ضاقت بي الصحف ففي النتِّ منأى للكريمِعن الأذى كما أبو حسام.



      &&&



      اتصلَ بي عمَّار المعمريبالأمس منزعجاً، بالطبع ويحقُّ للشباب أن ينزعجوا منِّي إذ أقرر سحبَ اسمي منعريضة وقعوا بها، ولكن أيضا يحقُّ لي أن أنزعجَ إن وضعَ اسمي في عريضة طلبتُ سلفاًمن القائمين عليها سحبَه. الفكرة ببساطة أن عدالةً فلسفية في الأمر، من الذي يجبأن يزعلَ هُنا؟ اعترفتُ أن ما حدثَ كان سهواً وهم ببساطة سحبوا اسمي، وهو فيالنهاية ليس اسما مهمَّا.



      ليس هذا ما أثار قلقيالشديد، وإنما ما أثارَه [أحدهم رفض ذكرَ اسمه] من شكوك حيالَ عدة أشخاص.



      محمد اليحيائي: يمكن لمنشاء أن يجَوْجِلَه إن أراد المزيد من المعلومات. بالنسبةِ لي ليس محمد اليحيائيعميلاً للمخابرات الأمريكية، مع أنَّ تجارب الأماركة في المنطقة العربية ليست حسنةالذكر إلا أن ذلك لا يعني ببساطة إطلاق صفة العَميل على إنسانٍ يحاول في برنامجِهالوقوف مع المظلومين أو المهمشين في المنطقة العربية. على أية حال ما أثار قلقيإعطاء البعض فكرة العريضة فكرة [مؤمركة]وفي ذلك إن كان متعمدا سوء قصد واضح، فلا ينبغي مباشرة أمركة شيء ما وهو في حقيقتهلا يخرجُ أن يكون مطالبة شرعية وسلمية للغاية، إذ يمكن ببساطة أن تقول لهم الحكومةأو أن يقول هم السلطان [لا] حينئذ هم سجلوا موقفاً للتاريخ على الأقل. أستغربعندما [يؤمركُ] اليحيائي الذي هو ــ حسبَ علمي ــ حتى هذه اللحظة مواطنٌ عمانييعيش في الولايات المتحدة الأمريكية. ونعم استطاعت أمريكا أن تثبت أنها ملاك الموتالقادم للمنطقة العربية بحروبِها التي لا تنتهي وبدعمها الدائم لدلوعتِها الحلوةإسرائيل، إلا أنَّ عمل محمد اليحيائي في الحرة وإيجاده [مصدر رزق] منها يعنيبالضرورة انتماءه لأمريكا اليهودية، أو لأمريكا المُحاربة لإسرائيل، ففي أمريكايمكنك أن تكون يهوديا أو أن تكون مسلماً ولك صوتُك الذي يأتي بجورج بوش أو بأوباماعلى سدة الحكم.



      لا ألقي هنا حكماً محدداوإنما أقول إنَّ أمركة الأمر بهذه البساطة ليس منقطيا، وأعتقد أن محمد اليحيائي لوقال كلمة واحدة يستندُ فيها إلى كونِه [محمي ــ قادم ــ مبعوث ــ مرسل ــ محتوى]من الأمريكان لوجد كل هؤلاء يقفون في وجهه ما عدا ربما قلة من الناس يحبون أمريكاوما تفعله في الأرض.



      ناصر البدري: أعرف هذاالصديق العزيز معرفةً شخصيةً كبيرة، وهو ليس كما يتوقع صاحبنا ذلك [منفي] خارجعُمان. إنَّه هناك لدراسة الدكتوراة وقد [عادَ] لعمان عدة مرات من هُناك.الإشكالية عندما يعتقدُ البعض أن منطلق هؤلاء هو منطلق شخصي، على ألأقل في حالةناصر البدري يمكنني أن أؤكد أنَّه ليس كذلك.



      لطالما تصدى ناصر للقضاياالعامة ووضع اسمَه مسجلا موقفَه أمام الجميع، ومذ سجنَ خميس قلم حتى سجن علىالزويدي لطالما كان اسم ناصر موجوداً مدافعا وداعما لهؤلاء الذين ألقت بهم الظروفالقانونية للسجن.



      سواء كان منطلقه ذاتياً أوعاماً أو خاصاً أو شخصياً أو عموميا أو حتى نقل عام، لا يمكنني أن أتهم رجلاً فعلَكلَّ ذلك بسوء النية فقط لأنَّه يعيش لفترة مؤقتة في بريطانيا ليدرس الدكتوراة؟ فيذلك الكثير من الخسف أليس كذلك؟



      عمار المعمري: أيضا أعرفُهجيدا، ويمكنني أن أقول أنَّه عقلٌ قانوني بدأ يتكوُّن مؤخرا وبدأت تتضح ملامحتوجهات القانونية والحقوقية، فقد استطاع عمار أن يغيَّر خطِّه الذي بدأه كنوع منالتنفيس ليمسكَ خطَّا قانونيا بعيداً عن الكتابة التدوينية الغاضبة. وعمار الذيكتبَ في وقتٍ سابقٍ في منتدى فرق حكايةً عن تجنيدِه من قبل جهاز الأمن الداخلي لايزالُ مشكوكاً في أمرِه، وللأسف ليس مبعث هذا الشك تصريحات يقولُها أو مواقفيبديها بقدر ما هو حكم [قبلي] لأنَّه معمري. وهذا الأمر المؤسف فليس من المنطقي أنأتهمَ أحدهم بالانتماء للمخابرات بحكم قبيلته، ذلك أمر [معووج] قليلا كما يقولالأماركة [it is so twisted]هو في المخابرات لأنَّه فعلَ شيئا لا لأنَّ والدَه أورثَه الاسم أو القبيلة التيقد يريدها أو لا يريدها. الرجل قالَ لكم، كنت مع جهاز الأمن، ولا يزال كثيرونلديهم الحكاية التي تتناقل في البريد الزاجل بين الفينة والأخرى.





      &&&



      لعلي أشكرُ منظمة هاينرشأند بل على أن كنتُ حاضراً ندوتَها في بيروت لأربعة أيام كاملة مع أكبر وأشهرالمدونين العرب الذين كنتُ أمامهم لا شيء. أشكرهم لأنهم أوضحوا لي تماماً أنالشعوب يمكنها أن تتحدث، وأن المجتمعات تريد أن تتحدث، وأنَّه علينا أجمعين أننحترمَ إرادة المجتمعات. أشكرهم أن أوضحوا لي خطورة اللعب مع النار، وعاقبة اللعبمع النار الكبرى.



      كما أشكر الشباب أصحابالعريضة على شجاعتهم في قول ما يؤمنون به أما كل هؤلاء الذين سوف يطلقون عليهممختلف الصفات.



      وبقدرِ ما كنتُ محتاراًبينَ كوني عمانياً جدا، وبين كوني مواطن عالمي، أو مواطن عربي أدركت الآن فحسبأنني لست عربيا أو مسلماً أو خليجياً أو مدوِّنا أو إباضياً بقدر ما أنا ببساطةبالغة: عمانيٌّ جدَّا .....




















      المصدر : مدونة معاوية الرواحي


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions