جزء من الذاكرة مفقود ..
فتحت عيناً واحداً على وسادةٍ مليئةباللعاب الذي كان يسيل بغزارة بعدما تركتُ فمي مفتوحاً. لبيروت طريقتُها في صنعالذكريات، والتجمع الذي احتضنته بيروت للمدونين العرب بالاشتراك مع مؤسسات عالميةمثل [جلوبال فويسز] بإدارة وتنظيم وإشراف مؤسسة هاينرش أند بل عبر فرعِها فيبيروت. وددتُ أن أجلبَ لكم الوصلات ولكنني حالياً في المطار أنتظر الطائرة التيسوف تحملني إلى العاصمة الأردنية عمَّان ومن ثمَّ إلى العاصمة مسكد لأعود مباشرةًإلى العاصمة العالمية دارسيت.
كما قلت لكم جزء من الذاكرة مفقود، ولستُأدرى متى وأين فقدتُه، ربما بعدما قررت مجموعة كبيرة من الحاضرين الفلات من المطروالخروج إلى الحمراء [وفي مدخل الحمراء كان لقاؤنا] وهذه المرة ما أطيبَ الذكرىبميعاد.
كل هؤلاء الذين حضروا مختلفون للغاية،معظمهم ما يسموهم في عُمان [مريضين ــ متخبطين ــ مكتئبين] فضلا عن الصور النمطيةالتي يبثُّها إعلام العم سام عن المدونين مثلا ونشطاء الإنترنت كما يسمونهم هُنا. لاأعتبر نفسي ناشطاً نتيَّاً بقدر ما أعتبر نفسي [كسول نتِّي] النشاط ليس صنعتيوليسَ مهنتي، مهنتي الوحيد هي السخرية من العالم ومن كل شيء.
لاأتذكر جيداً ما حدثَ البارحة، لأنني في نقطةٍ معيَّنة فصلتُ عن المجموعة وتهت فيعالمي الداخلي، أتذكر مارتشن البولندي اللطيف وهو يرقص على أغنية لنانسي عجرم،وجيليان الأمريكية المبتسمة دائما وهي تحاول هز رأسها أفقيا، آخرون كانوا هُناكولم تكن عيناي تنظران لشيء، كما قلتُ لكم حينئذ قد سقطة تلك الشطفة من الذاكرة، أوكما يقول اللبنانيون [الشئفة]. الشئفة التي بدأت بالقمح وانتهت بالعنب ولكم أنتتوصلوا إلى ما وراء الاستعارات.
عنالتدخين في لبنان:
بشكلعام لا أعتقد أن اللبنانيين شعب مدخن كما هو حال الشعب الأردني، في الأردن [عيب] ألاتكون مدخنا، وبصدق يمكنك أن تجد مطفأة السجائر في العيادات، أو ترى الطبيب يكشفعلى بطنك وهو يطفئ صلبَ سيجارة في مطفأة عليها صورة ملاك الرحمة. على عكس ما توقعتكان التحدي في لبنان أكثر صعوبة، في عمَّان كان الجَميع يدخِّن، ولذلك كانت فكرةأنني [مقلع عن التدخين] في رأسي طوال الوقت، والأمر كان أشبه بتحدٍ بيني وبيننفسي، لذلك ربما مرَّت القافلة بسلام. عدت لعُمان ليومٍ واحدٍ لأمسكَ طائرتيلبيروت، وفي ذلك اليوم كان الشقاء مروِّعاً إذ لم أستطع التفكير في أيِّ شيء،هؤلاء الذين يقولون لك أنهم تركوا التدخين ولم يفكروا فيه أبداً يكذبون، هم إما لميكونوا مدخنين، أو ببساطة كانوا مدخنين غير أوفياء.
أحدالشباب المدوِّنين في الملتقى قرأ مقالتي عن التدخين كخيار وجودي، وطفقنا نلعب بعضالتنس بالأفكار، هو يضيف فكرة وأنا أضيف أخرى لتكبرَ فكرةٌ ثالثة اسمها [التدوينكخيار وجودي]، كنتُ سعيداً للغاية وكلاناً يخلقُ الفكرة، وتعيساً بشدة وأنا أرىأعقاب السجائر تتكاثر أمامي في المطفأة وبي شوقٌ لإمساك تلك العاهرة الجَميلة مرةًأخيرة.
خارجالسياق: للمنقطعين عن التدخين، إنَّ مسألة [أخذ نفس واحد] أو [سيجارة للمزاج] هوأمر غير مطروح إطلاقاً بالنسبة لهؤلاء الذين كانوا مدخنين أوفياء، الأمر جادٌللغاية عندما تنقطعون انقطعوا، وإلّا عليكم أن تتحملوا الأثر السلبي، سوف يزيدوزنكم دون فائدة، وتتخلون عن شهرين من الحياة الطبيعية والسليمة بدون فائدة. هي تلكالرشفة، تلك المصَّة، تلك القبلة، تلك اللحسة، تلك الـــنقط ... هي التي ستعيدكمإلى وفائكم القديم. تمام؟؟؟
عودةًلبيروت:
كانينبغي أن أسمي هذه الفقرة عودةً لمسقط. ثمة شيء جديد لأكتبَ عنه، ولا أشعر أنالمزاج يسمحُ لي. السبب الرئيسي ربما هو الضغط الهائل الذي سببه المدونون الخمسونعلى شبكة النت في الفندق وكذلك وجود بعض الهكرات بيننا الذين كانوا يتبازون فيمابينهم بقدراتهم الهاكرية. تعلمنا دروساً رائعة للغاية عن استخدام تقنيات الخرائطوالصور والفيديو في التصوير، والأهم كيفية اكتشاف إن كانت الأجهزة التي نستخدمهامراقَبة أو لا. شخصياً بما أنني بغام تماماً في الجانب التقني كنتُ أسمعُ ما يدوروأهزُّ رأسي كأنني أفهم. ثمة عقول رائعة للغاية هُناك، عقول لبشرٍ متحمسين لهمنفسيات برَّاقة ومشعَّة ولهم تجارب عالمية متعددة.
خاصيَّةالتشابُه:
أكادأجمعُ 20 حاضراً من الخمسين أو الستين الذين كانوا هُناك في زاوية واحدة، أقصد فيموقفهم الناشطيّ مثلا تجاه قضايا الديموقراطية أو الحقوق الجنسية أو الحقوقالمثلية أو حقوق المرأة. معظمهم ــ وهذا وصف بدون تحيّز ــ يفكرون أو ينطلقون منالمسلَّمات العربية المتعارف عليها [الحكومات العربية دكتاتورية ــ الديموقراطيةهي الخيار الأسلم ــ النشاط السلمي هو أفضل الحلول ــ احترام حقوق الإنسان هو الحلــ العلمانية هي الخيار الأمثل لحريات الأديان ــ الثيوقراطية والأنظمةالتوليتالرية [أو شيء من هذا القَبيل] هي المشكلة الرئيسية.
لاأخفيكم شعرت ببعض الخَجل أمام القادمين من دولٍ مثل مصر أو تونس. في مصر يعذَّبالمدونون ويتم اعتقالهم أو التحرش بهم في المطارات وسرقة حواسبهم الآلية المحمولةالمزمولة، وفي تونس حدِّث ولا حرج إذ كما يبدو أن زين العابدين لم يترك لهم فرصةللتنفس فهم بين سجين وجريح، ومتى ما لعبَ أحدهم بذيلِه فالسجن في انتظارِه. أمَّا القادمونمن الدول الأوروبية فكانوا مختلفين تماماً ومتباينين، بعضهم يعرف ما الذي يتحدثُعنه، والبعض الآخر يعرفُ الأمر من خلال الصورة النمطية، كيف يمكنك أن تعرف أنَّكتستمع إلى رأي نمطي؟؟ فقط ببساطة بالغة ادعِّ أنَّك لا تعرف أمراً بديهياً. تلك خدعةأقوم بها دائما، مثلا يقول أحدهم [ديموقراطية] فأقول له بشكل جاد: ماذا تعني هذهالكلمة؟؟؟ فإذا به ينطلقُ في شرحٍ [جادٍ أيضاً] عن الكلمة ومشتقاتِها.
علىأية حال يا أصدقاء، جاءت المضيفة تنهمني خصيصاً إذ كما يبدو قد انهمكت في الكتابةونسيت أن باب الطائرة مفتوح، سنمرُّ على الأردن لنأخذ عَبْرِيَّة من الركاب ومن ثمإلى مسقط .. أراكم هناك ..
فتحت عيناً واحداً على وسادةٍ مليئةباللعاب الذي كان يسيل بغزارة بعدما تركتُ فمي مفتوحاً. لبيروت طريقتُها في صنعالذكريات، والتجمع الذي احتضنته بيروت للمدونين العرب بالاشتراك مع مؤسسات عالميةمثل [جلوبال فويسز] بإدارة وتنظيم وإشراف مؤسسة هاينرش أند بل عبر فرعِها فيبيروت. وددتُ أن أجلبَ لكم الوصلات ولكنني حالياً في المطار أنتظر الطائرة التيسوف تحملني إلى العاصمة الأردنية عمَّان ومن ثمَّ إلى العاصمة مسكد لأعود مباشرةًإلى العاصمة العالمية دارسيت.
كما قلت لكم جزء من الذاكرة مفقود، ولستُأدرى متى وأين فقدتُه، ربما بعدما قررت مجموعة كبيرة من الحاضرين الفلات من المطروالخروج إلى الحمراء [وفي مدخل الحمراء كان لقاؤنا] وهذه المرة ما أطيبَ الذكرىبميعاد.
كل هؤلاء الذين حضروا مختلفون للغاية،معظمهم ما يسموهم في عُمان [مريضين ــ متخبطين ــ مكتئبين] فضلا عن الصور النمطيةالتي يبثُّها إعلام العم سام عن المدونين مثلا ونشطاء الإنترنت كما يسمونهم هُنا. لاأعتبر نفسي ناشطاً نتيَّاً بقدر ما أعتبر نفسي [كسول نتِّي] النشاط ليس صنعتيوليسَ مهنتي، مهنتي الوحيد هي السخرية من العالم ومن كل شيء.
&&&
لاأتذكر جيداً ما حدثَ البارحة، لأنني في نقطةٍ معيَّنة فصلتُ عن المجموعة وتهت فيعالمي الداخلي، أتذكر مارتشن البولندي اللطيف وهو يرقص على أغنية لنانسي عجرم،وجيليان الأمريكية المبتسمة دائما وهي تحاول هز رأسها أفقيا، آخرون كانوا هُناكولم تكن عيناي تنظران لشيء، كما قلتُ لكم حينئذ قد سقطة تلك الشطفة من الذاكرة، أوكما يقول اللبنانيون [الشئفة]. الشئفة التي بدأت بالقمح وانتهت بالعنب ولكم أنتتوصلوا إلى ما وراء الاستعارات.
عنالتدخين في لبنان:
بشكلعام لا أعتقد أن اللبنانيين شعب مدخن كما هو حال الشعب الأردني، في الأردن [عيب] ألاتكون مدخنا، وبصدق يمكنك أن تجد مطفأة السجائر في العيادات، أو ترى الطبيب يكشفعلى بطنك وهو يطفئ صلبَ سيجارة في مطفأة عليها صورة ملاك الرحمة. على عكس ما توقعتكان التحدي في لبنان أكثر صعوبة، في عمَّان كان الجَميع يدخِّن، ولذلك كانت فكرةأنني [مقلع عن التدخين] في رأسي طوال الوقت، والأمر كان أشبه بتحدٍ بيني وبيننفسي، لذلك ربما مرَّت القافلة بسلام. عدت لعُمان ليومٍ واحدٍ لأمسكَ طائرتيلبيروت، وفي ذلك اليوم كان الشقاء مروِّعاً إذ لم أستطع التفكير في أيِّ شيء،هؤلاء الذين يقولون لك أنهم تركوا التدخين ولم يفكروا فيه أبداً يكذبون، هم إما لميكونوا مدخنين، أو ببساطة كانوا مدخنين غير أوفياء.
&&&
أحدالشباب المدوِّنين في الملتقى قرأ مقالتي عن التدخين كخيار وجودي، وطفقنا نلعب بعضالتنس بالأفكار، هو يضيف فكرة وأنا أضيف أخرى لتكبرَ فكرةٌ ثالثة اسمها [التدوينكخيار وجودي]، كنتُ سعيداً للغاية وكلاناً يخلقُ الفكرة، وتعيساً بشدة وأنا أرىأعقاب السجائر تتكاثر أمامي في المطفأة وبي شوقٌ لإمساك تلك العاهرة الجَميلة مرةًأخيرة.
خارجالسياق: للمنقطعين عن التدخين، إنَّ مسألة [أخذ نفس واحد] أو [سيجارة للمزاج] هوأمر غير مطروح إطلاقاً بالنسبة لهؤلاء الذين كانوا مدخنين أوفياء، الأمر جادٌللغاية عندما تنقطعون انقطعوا، وإلّا عليكم أن تتحملوا الأثر السلبي، سوف يزيدوزنكم دون فائدة، وتتخلون عن شهرين من الحياة الطبيعية والسليمة بدون فائدة. هي تلكالرشفة، تلك المصَّة، تلك القبلة، تلك اللحسة، تلك الـــنقط ... هي التي ستعيدكمإلى وفائكم القديم. تمام؟؟؟
عودةًلبيروت:
كانينبغي أن أسمي هذه الفقرة عودةً لمسقط. ثمة شيء جديد لأكتبَ عنه، ولا أشعر أنالمزاج يسمحُ لي. السبب الرئيسي ربما هو الضغط الهائل الذي سببه المدونون الخمسونعلى شبكة النت في الفندق وكذلك وجود بعض الهكرات بيننا الذين كانوا يتبازون فيمابينهم بقدراتهم الهاكرية. تعلمنا دروساً رائعة للغاية عن استخدام تقنيات الخرائطوالصور والفيديو في التصوير، والأهم كيفية اكتشاف إن كانت الأجهزة التي نستخدمهامراقَبة أو لا. شخصياً بما أنني بغام تماماً في الجانب التقني كنتُ أسمعُ ما يدوروأهزُّ رأسي كأنني أفهم. ثمة عقول رائعة للغاية هُناك، عقول لبشرٍ متحمسين لهمنفسيات برَّاقة ومشعَّة ولهم تجارب عالمية متعددة.
خاصيَّةالتشابُه:
أكادأجمعُ 20 حاضراً من الخمسين أو الستين الذين كانوا هُناك في زاوية واحدة، أقصد فيموقفهم الناشطيّ مثلا تجاه قضايا الديموقراطية أو الحقوق الجنسية أو الحقوقالمثلية أو حقوق المرأة. معظمهم ــ وهذا وصف بدون تحيّز ــ يفكرون أو ينطلقون منالمسلَّمات العربية المتعارف عليها [الحكومات العربية دكتاتورية ــ الديموقراطيةهي الخيار الأسلم ــ النشاط السلمي هو أفضل الحلول ــ احترام حقوق الإنسان هو الحلــ العلمانية هي الخيار الأمثل لحريات الأديان ــ الثيوقراطية والأنظمةالتوليتالرية [أو شيء من هذا القَبيل] هي المشكلة الرئيسية.
لاأخفيكم شعرت ببعض الخَجل أمام القادمين من دولٍ مثل مصر أو تونس. في مصر يعذَّبالمدونون ويتم اعتقالهم أو التحرش بهم في المطارات وسرقة حواسبهم الآلية المحمولةالمزمولة، وفي تونس حدِّث ولا حرج إذ كما يبدو أن زين العابدين لم يترك لهم فرصةللتنفس فهم بين سجين وجريح، ومتى ما لعبَ أحدهم بذيلِه فالسجن في انتظارِه. أمَّا القادمونمن الدول الأوروبية فكانوا مختلفين تماماً ومتباينين، بعضهم يعرف ما الذي يتحدثُعنه، والبعض الآخر يعرفُ الأمر من خلال الصورة النمطية، كيف يمكنك أن تعرف أنَّكتستمع إلى رأي نمطي؟؟ فقط ببساطة بالغة ادعِّ أنَّك لا تعرف أمراً بديهياً. تلك خدعةأقوم بها دائما، مثلا يقول أحدهم [ديموقراطية] فأقول له بشكل جاد: ماذا تعني هذهالكلمة؟؟؟ فإذا به ينطلقُ في شرحٍ [جادٍ أيضاً] عن الكلمة ومشتقاتِها.
علىأية حال يا أصدقاء، جاءت المضيفة تنهمني خصيصاً إذ كما يبدو قد انهمكت في الكتابةونسيت أن باب الطائرة مفتوح، سنمرُّ على الأردن لنأخذ عَبْرِيَّة من الركاب ومن ثمإلى مسقط .. أراكم هناك ..
المصدر : مدونة معاوية الرواحي
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions