الطريقُ إلى بيروت [1] ….
الملتقى الثاني للمدونين العرب [8 – 12] كانون الأول [ديسمبر في روايةأخرى]
مقدِّمة:
"بيروتُ قصتنا ..
بيروت غصتنا ..
وبيروت اختبار الله
يا الله ..
جربناك، جربناك ..
من أعلاك فوقَ جراحنا ليراك .. ؟
من أعطاك هذا اللغز من سمَّاك ..؟؟؟؟ "
&&&
لمأكنْ في مزاجٍ جيِّد عندما وصلتني الدعوة، بل لأكونَ صادقاً كنتُ في مزاجٍ جنونيِّناريِّ شرسٍ على استعدادٍ للدخولِ في حربٍ ضروسٍ فورَ سماع النفير. على هذهالوضعية الوجودية السيئة كنتُ ألطمُ خديَّ وألوجُ علكةً وجوديةً أيضا وأنا أتخيلسيجارة وجودية. ياااه ! كم أحبُّ كلمة وجودية التي يرددها كبار المثقفين دائماً،تشعرني دائما بحالة وجودية من خفة الظلِّ، وكأنني كائن لا يحتمل ثقلُه كما لا يقولالتشيكي صاحب الرواية. على أية حال قبلَ أن أخبركم حكاية بيروت، وحكاية عمَّانأعتذر إليكم بسبب غيابي الطويل، السبب الوحيد في ذلك أنني كنت أحاول الانقطاع عنالتدخين، ولستة أسابيع خلت لم أكن في مزاجٍ قابلٍ للتنفس، على أية حال قد أكملتالأسبوع السادس وأستطيع الافتراض أنني الآن قادرٌ على إقامة حديث متحضر مع بشرآخرين لديهم جينات بشرية أيضاً دون أن أفترسَهم بلساني السمائلي الطويل. هل أطلتعليكم؟؟ مممم لا عليكم إليكم قصة بيروت، وسأخبركم لاحقاً عن قصة عمَّان وعنالطيران العُماني.
&&&
بدايةًوحتى لا أنفخ نفسي لكم بدون أن أستحقَّ ذلكَ أود أن أوضح أن الدعوة لهذه الفعاليةلم تصلني مباشرة وإنما وصلت قبلها للمدون العُماني [بلو تشي] والذي لم يستطعحضورها بسبب تضاربٍ في المواعيد فقام مشكوراً بترشيحي.
لاأعرفُ إن كنتم تتذكرون حضوري قبل عدة أشهر ورشة شبيهة مع عمار المعمري، تلكم الورشةأقامتها منظمة آيركس الأمريكية، ولا تختلفُ فكرة ورشة العَمل هذه عن تلك إلا منناحية الكم، عدد المدعوين من 19 دولة عربية ينقسمون إلى مدربينَ ومتدربين. ثمة أشخاصأتابع مدوناتِهم وبعضهم أقطاب تدوين في العالم العربي ولديهم شهرة كمثيري مشاكلودبابيس في مؤخرات بعض أنظمة الحكم الدكتاتورية الملكية. على أية حال قبل أن أخوضفي تفاصيل الملتقى والورشات التي أقيمت وستقام دعوني أنقلكم إلى [هذونات] كتبتُهاأيام زمان عن ورشة آيركس لكي أوفر على نفسي بعض الوقت.
&&&
الفكرةكما هي، لم تتغير كما أحسبها. منظمات غير ربحية عالمية تقوم باستضافة مجموعة منالشباب العرب وغير العَرب [هذه المرة] لتبادل وجهات النظر، الجَمعُ مجتمعٌ إلىحدِّ ما على وعي سياسي محدد، ونظرات واضحة من أجل حريات التعبير ومجابهة الحكوماتالدكتاتورية. في مثل هذه التجمعات يطقُّ مني عرقي الريفي، السمائلي، وتعود ليقرويتي بطريقة ساحقة فأشعرُ مباشرةً بعدم القدرة على التواصلِ مع أحدهم، الأمرالذي يسبب لي حالة من الهستيريا فأبدأ تلقائياً في توزيع النكات والضحك مع الجَميعبسببٍ أو بدون سبب، ولعل هذه الحالة قد ساعدتني هذه المرة، فعلى عكس الملتقى الذيحدث في دبي، إنَّهم هذه المرة أقل رسمية وأكثر شبابية الأمر الذي ساعدني علىالتعرف على بعض الأسماء الجديدة التي تشير وتدلُّ وترمزُ إلى بشرٍ جديدين يحملونجينات مشاغبة بعض الشيء. الفكرة بسيطة للغاية، بعض الحاضرين سوف يقدمون ورشات عَملللحاضرين الآخرين، الأكثر خبرة سوف ينقلون خبراتهم إلى الأقل خبرة وهكذا دواليك. شعرتُبالكثير من الغربة بسبب غياب عمَّار فذلك الملعون وعدني بالمجيء ولكنه كما يبدو قدقرر أن يقيمَها عرقوبية أخرى.
&&&
الجلسةالتعريفية:
"حسناًلم أحضر كامل الجلسة التعريفية لأنَّ شتاء بيروت البارد جدا بالنسبة إلى كائنصحراوي مثلي قد سبب لي حالة من الغيبوبة النوميَّة، أو بعبارة أخرى [راحت عليَّنومة]، حضرتُ متأخراً وأنا ألبس دشداشتي نفسَها التي أذهب بها إلى العَمل صباحكلِّ يوم كئيب، وفورَ أن رأيتَ الحاضرين والحاضرين هالَني ما رأيت، العدد كبيرللغاية ومعظمهم من ذلك النوع الذي يتكلم ثلاث لغات على الأقل، ولا يخلو الجَمع منبعض الإخوة الأعداء الأماركة أو الألمان أو الهولنديون. غصصت بلعابي وشعرتُ بعرقيالقروي يطقُّ من رأسي فأمسكتُ مباشرةً أقرب كرسي وطفقتُ أراقب ما سيحدث.
عرفتالبعض من وجوهه، وقلةٌ منهم لم أعرفهم إلا بعدما عرفت أسماءهم، فوجئت بوجود أحدالمدونين المصريين الذي أتابعُه دائما وهو [وائل عباس] صاحب مدونة الوعي المصري،وكذلك جمال عيد من الشبكة العربية لحقوق الإنسان. شعرتُ بالفرح لوجود المصريين،فهم من البشر الوحيدين الذين يمكن التعرف عليهم بسهولة، وعلى الرغم من الشحناتالسياسية التي يحملُها المكان، وبعض التأزم النفسي تجاه الخليج لم أجد تلكمالنظرات المُدينة. أحياناً أشعرُ أن اللبسَ العُماني المختلف كلياً عن باقي دولالخليج ينقذنا نحن العمانيين من تلكم الصور النمطية الجاهزة التي يؤطرنا بهاالبعض. المهم جلستُ متوفزاً نصف نائم مرهق وبطني به آثار من التسمم الغذائي أوالدلع كما يبدو.
&&&
فيالجلسة العامَّة الأولى تحدثت مدونة مصرية اسمها نهى عاطف، وأخرى اسمها إيمان عبدالرحمن عن حملة [كلنا ليلى]. نسيت من تحدَّث عن فكرة الحَملات، ومن الذي تحدَّث عنحملة كلنا ليلى، ولكن لأنَّ الأمرَ يتحدث عن حقوق المرأة، ولأنني جئت من عُمان قبلأسبوع حيث احتشرت البلاد كاملةً بمسألة حقوق المرأة، وحقوق النساء، وحقوق الأطفالوحقوق السنانير فقد شعرتُ بالتصدع الوجودي [الله ما أجمل كلمة التصدع الوجودي، منالمؤكد أن المثقفين الكبار لا يعرفونَها] المهم شعرت بالتصدع الوجودي ولولا قيامإحدى اللبنانيات العلمانيات [الرائعات] بمداخلة مستفزة محبطة بعض الشيء لما شعرتبالتعاطف مع المدونتين. دون أن أذكرَ اسمَها تلكم العلمانية الرائعة خوفاً منبطشِها، في لبنان تجدون ظواهر غير موجودة في عُمان، مثلا في لبنان يمكنك أن تجدعلمانيا مسلما، وعلمانيا مسيحياً، وكحالة صديقتنا هذه فهي علمانية تلبس الصليب. الملاحدةلا يجدون إشكالية أن يطرحون أنفسَهم كلادينيين والمؤمنين كذلك لا يجدون غضاضةً أنيقولوا أنهم مؤمنون. في لبنان الوضع مختلف للغاية، يمكنك أن تسأل الآخر [هل أنتمسيحي؟؟] ويمكنه أن يسألك [هل أنت مسلم؟] لأنَّ الحكاية ليس بها [دق طبل هنا]فالأمر عادي للغاية، ومع وجود بعض البشر الطائفيين جدا في الجوار لم تحدث إشكالياتتذكر. فقط أحدهم بالأمس قال [بسم الله الرحمن الرحيم] قبل أن يشربَ البيرة، وحتىهذه اللحظة الجَميع يضحكونَ من ردَّة فعلِه عندما ضحكوا على فعلتِه إذْ صرخَ [أنتمطائفيون]. ههه .. ليتني صورتُ الحدثَ.
&&&
فيالمساء قامت سورية [سُوريَّةٌ] بتقديم مقاربة نقدية لخارطة المدونات العربية،وتناولت بالنقد إحدى التقارير التي قدمتها مؤسسة من المؤسسات الأمريكية كما يبدو. كنتمتفقاً معَها في الوسيلة [التشكيك المسؤول] ومختلفاً معَها في الغاية [العداءلأمريكاً] ومع أنني نفسي لست من المعجبين بملاك الموت في المنطقة العربية [فيرواية أخرى الولايات المتحدة الأمريكية] إلا أنَّ ردات الفعل والنقاشات التي حدثتبسبب هذه القراءة فتَّحت الكثير من الملفات المغلقة. شعرتُ حينَها بالفرح الشديد،وببعض الغربة، فأنا مدوِّن اجتماعي أكثر مما أنا مدوِّن سياسي، وتمنيت لو جاء ذلكالملعون عمار المعمري، فهو يحبُّ هذه الأجواء. على أية حال كان بطني قد بدأ يئنُّويئزُّ وشعرتُ بعدم القدرة على التواصل مع أي أحد. عدت للغرفة وأردت كتابة أي شيءوفشلت، وكما يبدو حتى هذه اللحظة لا أكتب بذلك المزاج العتيد. على أية حال التقيتبصديقين بحرينيين رائعين إحداهما عائشة البريبحرينية التي تعيشُ هناك والتي هيصديقة لصديق آخر، كما التقيت بعلي عبد الإمام الذي سبق وأن التقيتُ به في دبي.
أفففففففففففففففما بي .. مزاجي مضروب ولا أستطيع الكتابة ... اللعنة أكل هذا بسبب برد بيروت؟؟؟
&&&
فقرةأخيرة بدون نفس:
المهم.. لأني طفرت من هذه العنة الكتابية، باختصار شديد .. ذهبنا في الليل إلى مطعماسمه [الصياد] وكانت ليلة رائعة بها غناء ورقص ومطرب لا بأس به طفق يقسِّم علىمقام الصبا بسببي وبسبب مزاجي السوداوي. المهم أترككم مع الصور، وعندما ينعدلالمزاج سأحاول أن أكتبَ لكم أكثر عن لبنان وعن الصورة النمطية للبنانيين الذين كمايبدو أنَّهم لا يغضبون، ولا يسخطون ... وصح.. بلادهم مليئة بالجميلات .. J
المصدر : مدونة معاوية الرواحي
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions