زيارة الغفلة للأردن .. جديد معاوية الرواحي

    • زيارة الغفلة للأردن .. جديد معاوية الرواحي


      درجة الحرارة اسمُها [خَمسة] ... وأيَّام الأردن العشرة ...



      الجزء الأوَّل ...



      التصنيفة / الصمجة / أن تدقَّ في الرأس..



      اعتادَ الكاتبون [جمعاً للكتابِ غيرَسالمٍ] على نفيٍّ شبهةٍ عن فعلةٍ وهم يكتبون. كيف ذلك؟ عندما يقول لكم كاتبٌ [مفردٌغير متفرِّدٍ] أنَّ فكرةً دقَّت في رأسِ ذاتَ خَميسٍ في نوفمبر المجيد العُمانيالعتيد فإنَّه ينفي عن نفسه تهمة أو شبهة المزاجية، ويبرر لكم فعلتَه بتعسيقٍطويلٍ للغاية، فهو في النهاية ليس إنسانا عادياً، إنَّه كاتب/ من النخبة/ من البشرغير العاديين، حتى عندما يذهبُ للحمام فإنَّه يصدر روائح عطرة وعندما ينزفُ لاتخرج الدماء حمراء وإنما تتلوَّن على شكل قصائد حطامية متعددة. وددت أن أخبركم عنصمجَتي/ تصنيفتي المُفاجئة، ولكنها لم تكن كذلك إطلاقاً، كنت أثرثر معها في إحدىالبرامجِ الحوارية وأنا أطالعُ عالمَ النتِّ الواسع مع سبلة موسى الفرعي المخترقةوالحارة العُمانية ومنتدى فرق أبحثُ عن بقايا أملٍ أن يغير الله ما بأنفس بعضالقوم. كانت الساعة تقارب العاشرة عندما اتصلَ بي صديق عزيز اسمه خالد التويجري،وهو ــ إن كنتم لا تتذكرونَه ــ من عازفي العود الرائعين للغاية وقد نشرتُ لهثلاثة مقاطع عندما كنتُ [مهذوِنا] رحم الله تلك الأيَّام وأعان الله عسكور مهذونعُمان الأكبر على الأمانة الهائلة التي وقعت على رأسه سائلا الله عزَّ وجلَّ وعلىله التوفيق والسداد والنجاح.



      التويجري: هلا معاوية، كيف حالك .. أقولكوين انته؟؟

      معاوية: أنا موجود في دارسيت في الغرفة.. ليش؟؟

      التويجري: أنا اليوم أروح عند عمَّارالأردن ..

      معاوية: جميل جداً .. حلو حلو .. لوخبرتني قَبل ياخي كنت أروح معك ..

      التويجري: انزين ياخي قوم خلا رايحيين..

      معاوية: خليني أشوف أول .. المهم متىطائرتك؟

      التويجري: 7 الصباح ...

      معاوية: من هين أواحي أحجز .. ياللهخليها مرة ثانية .. المهم ليش متصل؟؟ تريدني أوديك المطار؟؟ عادي تراني موجود ...

      التويجري: لا لا .. [و ..... يجا] أريدبس أستعير منك شنطة العود البلاستيك تراه عمَّار ما طاعني أجي بدون عودي.

      معاوية: أها .. ولا يهمك حبيبي .. لماتفضى تعال لي الغرفة، أنا جالس وحدي وطفران.



      &&&

      معَها/وأنا أنتظرُ



      لستُأدري كيفَ يمكن للإنسان أن ينتقلَ بين مزاجين هائلين متباعدين في لحظةِ واحدة. بيناتصالٍ مع صديق يريد استعارَة غرض، ونقاشِ مع فتاةٍ مرعبةٍ مخيفة تصلحُ بكلِّاقتدار أن تكونَ سارقة القلب ومُشعلة النار. لم تكن من تصنيفات السمائليين السريعةالتي يقررون فيها مثلا تزويج ابنةً أو طرد ابنٍ من رحمةِ العائلة، أو رفع البنادقِفي وجه طفلٍ صغير لأنَّه رفض مذاكرةَ اللغة الإنجليزية، بل كانت تصنيفة هادئة.



      هو:أفكر أن أذهب للأردن .. ما رأيك؟؟

      هي:متى تريد الذهاب؟؟

      هو:الطائرة غدا صباحاً يمكنني أن أحجز عبر موقع الطيران الملكي الأردني ..

      هي:ألن يزعلَ أهلُك لو فعلتَ ذلك؟؟

      هو:لا .. هم معتادون عليَّ .. لا أحب العيدَ كثيراً .. السفر أجمل .. وثمة غوازٍ نزلتفي حسابي يوم الأربعاء ... الأمور قد تكون ملائمة .. محتار أذهب أو لا ..

      هي: هل تريد الذهاب ؟؟

      هو:لست أدري ... سأترك القرار بيدك ..

      هي:اذهب ما دمتَ سترتاح خارج عُمان ..



      لمتكن الأمور معقدة، لولا بعض العقبات الصغيرة جداً، مثل غياب جواز السفر وعدم وجودمبلغ كافٍ في حساب بنكِ مسقط بعد أن أقنعتني الولاءات الوظيفية للتغيير تجاه بنكصحار، بعدَ ساعتين كنت أدخل الأرقام [الــ 14] الموجودة في بطاقة السحب الآلي،وأضعُ اسمَ المستخدمِ في موقع الملكية الأردنية، وخلال خمس ثوانٍ فوجئت ببريد زاجلمن الملكية الأردنية يقولُ لي أنني سأكون من الذاهبين إلى عمَّان صباح الجمعة 30من نوفمبر المجيد.



      هو:خلاص حجزت للأردن ..

      هي:سأفتقدك ..

      هو:أنا أكثر ..



      ملاحظة: يوجد احتمال معقول أنَّ هي لم تقل ذلك بالضبط ..



      &&&



      لمينم تلك الليلة، ربما لأنَّه اختارَ أن يسهرَ مع صاحبِه العازف، أو لأنَّه لا يثقُفي نومِه الثقيل فربما نسي الجفن أن ينفتحَ وبذلك تضيعُ طائرةٌ تحملُه إلى ملاذِهالذي يرجو. لم يكن في مزاجٍ ليفكَّر في سياقات كَبيرة وضخمة. هؤلاء الذين تصوِّرلهم عقولُه أنهم يفكرون في أشياء عَميقة للغاية، وتصوِّر لهم أنَّهم يجلبونَ منتفاعلاتِ دماغهم حقائق خطيرة هم الذين يقعونَ في الفخ. خيارُه تلك الليلة كانَبسيطاً أن يفكِّر في أبسط الأفكار الممكنة حتى لا يوقعه عقلُه في الفخِّ المُعتاد.



      حملهماالطريقُ للمطار مع صديق ثالث نسيَ أحدهما اسمَه. وخلال الساعة التي مضت لم يكن فيدماغِه سوى مجموعة من الأفكار السريعة، مثل الفائدة المركبة في قروض البنك، أو عددالكيلومترات في عداد السيارة قبلَ موعد الصيانة القادم، قرر أن يتلفَ عقلَه قليلابتذكار شعريِّ لشاعرٍ عسقيٍّ مزعج إلا أنَ صوت السريلانكي المهذب الذي حملَ صدرهالتاجَ الهاشميَّ أخرجَه من التفكير. كان صديقه يسأله مئات الأسئلة عن الطائرات،وظهر له بجلاءٍ أنَّه يخاف الطائرات، كلاهما كان يخاف فقط أحدهما يخاف بطريقةواضحة جدَّا، وأنا كساردٍ عليم لست ملزماً بإخباركم أيهما كان يخافُ بشدَّة. شاءت الصدفالسعيدة أن ينالا ترفيعا للدرجة الأولى، ولم يكونا سعيدين بهذه النتيجة، أحدهماكان يدسُّ قرصين من الأكتفيد في فمِه والآخر كان روحه تطير شعاعاً، ونسياً تماماًما للدرجة الأولى من سعةٍ.







      يا إلهي .. لقد احترقت المدفأة .. ليس لي نفس أن أكتب في هذا البرد ..









      &&&








      المصدر : مدونة معاوية الرواحي


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions