قبلَ فترةٍ طويلة جداً من الزمن مررتُ بمعلومةٍ عن الإشعاع السايكوفيزيائي، وربما كان من الأصحِّ أن تترجم هذه الكلمة إلى [النفسي فيزيائي] أو الإشعاع الفيزيائي النفسي حسب ما يريد المترجمون أن يقولوا لنا.



الفكرة تقول أنَّ مشاعر الناس معدية، وتنتقلُ من إنسانٍ إلى آخر، ويضرب أمثلة كثيرةً على ذلك من الحيوانات الثديية، ومن ضمنِها مثال عن صالة السينما، إذ يضحك الناس أكثر عندما يسمعون الضحك، أو يخافون تلقائيا عندما يسمعون الصراخ، أو يشعرون بالضيق عندما يختلطون مع بشرٍ مصابين بالضيق. ومنها تجارب إذ وُضعَ إنسان يصف نفسَه [بمزاج جيِّد] مع أحد مرضى الاكتئاب وبينهما فاصل، فما كان من مريض الاكتئاب إلا أن تحسنَ قليلاً وأما صاحبنا ذو المزاج الجيِّد فقد تعكَّر مزاجُه قليلاً. لا أعرفُ إن كانَ ثمة إشعاع معيَّن ينقلُ مشاعرَك إلى الآخرين ولا يعنيني إثبات ذلك أو نفيه، سأترك ذلك ربما لحسين العَبري إن أراد أن يهرطقَ قليلاً عن هذا الجانب في مهرطقته الرائعة [مدوَّنة ـ مهذونة ــ مُهلوسة ــ مسرنمة ــ مُهرطقة] في حزمة من التسميات المختلفة للمدونات التي قرر العُمانيون تسمية مواقعهم بها [أهو إشعاع سايكو فيزياء إنترنتَّي]؟؟؟



الأمكنة المشحونة بالتوتَّر، الجُملة نفسها ربما تستمدُّ وتعطي التوتر صفة إشعاعية مُعدية، فالأجسام المشحونة بطاقةٍ ما تميل إلى تفريغ طاقتِها بشكل مباشر وسريع، أو تدريجي بطيء للأجسام المُلامسة، وكذلك البشر ربما. ولديكم مثلا أماكنُ العَمل، فلسبب ما إن ساء الجوُّ العام في مكانٍ ما تجدُ الموظفين ترهق وجوههم قترة، وكأنما مصيبة ما على وشكِ أن تحيق، ومن النادر أن يفوتَ ذلك من كان قويَ الملاحظة. الحالة النفسية معدية على ما يبدو. ماذا لو قام أحدهم باختراع جهازٍ لتحسين المَزاج من أجل زيادة إنتاجية موظفيه، قرأت قبل مدَّة في جريدة عُمان أنَّ علماء أمريكيين استطاعوا التوصل إلى عقار يزيد من إنتاجية الفئران، وعلَّق العالم ضاحكا على أسئلة الصحفيين [لا ننوي إعطاء هذا العقار للشركات لمعالجة حال موظفيهم الكسالى] ولكن لو كان هذا العقار موجوداً، هل ستتناولونَه؟؟ على افتراض أنَّه آمن للغاية وليست له أعراض جانبية.



شخصياً أؤمن كثيراً أنَّ الحالة المزاجية للإنسان تنعكسُ على الآخرين، وكذلك حالة الآخرين المزاجية تنعكس على مزاجِنا، ولا سيما إن كان هؤلاء الآخرين مؤثرين علينا وعلى حياتِنا.



ماذا عنكم؟؟؟ هل تؤمنون بذلك؟؟