في مثل هذا اليوم من العام القادم

    • في مثل هذا اليوم من العام القادم

      الوطن -

      د. أحمد بن علي المعشني



      أين كنت في مثل هذا اليوم من العام الماضي ، هكذا دأب رجل أعمال أن يسأل نفسه ، كلما طوى عاما واستقبل عاما جديدا. ويردف متسائلا: هل تقدمت أم تقهقرت؟ هل أحدثت تقدما ونموا في مجالات حياتي المختلفة أم استهلكت وقتي وجهدي وصحتي ؟ هل سجلت انجازات تفيدني وتفيد بلدي وأهلي أم صرت عبئا على التنمية وعلى الحياة؟ هل أشعر براحة البال ونقاء الضمير وصفاء الروح؟ هل صرت أمتلك رؤية محددة وأهدافا واضحة أعيش من أجل تحقيقها أم أعيش أسيرا للعشوائية والتخبط؟

      مثلما تجرد الشركات والبنوك أصولها كان سالم يجرد خططه وانجازاته ويعد العدة لاستقبال عام جديد. يعد خطة جديدة يضعها نصب عينيه ويعمل وفقا لها شهرا بشهر وأسبوعا بأسبوع ويوما بيوم.

      يبرر سالم عادته تلك قائلا: إن العقل البشري يعمل وفقا لمجموعة مبادئ منها مبدأ المضاعفة العقلية ومبدأ التكرار العقلي ومبدأ التركيز والتخيل والإيحاء الذاتي . فالعقل يضاعف كل فكرة يركز عليها الشخص ويمنحها انتباهه وتفكيره وعاطفته، فتتسع تلك الفكرة بشكل أخطبوطي حتى تحتل مساحة تفكير الشخص، وكذلك يقوم مبدأ التكرار بتفريع الخلايا العقلية التي تحتضن هدفا ما أو تلتف حول فكرة معينة. وبنفس القوة يعمل مبدأ التركيز، عندما يركز الإنسان على هدف ما؛ فإن قانون الانتباه الانتقائي يعمل كصحن استقبال لكل الأفكار والأشياء التي تتعلق بذلك الهدف.

      يشير سالم إلى أنه يوظف جميع هذه المبادئ في نشاط شركته ونشاطه الشخصي حتى هواياته وأوقاته التي يمضيها مع أسرته وأصدقائه.يستقبل عامه الجديد بأن يضع قائمة بكل الأحلام والأمنيات التي تراوده، ثم يعكف على قراءة تلك القائمة ويشتق منها أهدافا حقيقية، وواقعية قابلة للتحقيق، ويمكن قياسها. ويحرص أن تكون أهدافه أكبر بقليل من إمكانياته حتى تحفزه وتستفز طاقاته وقدراته. وبعد أن يفرغ من خطته لعام قادم، يفرغ تلك البنود في خطط شهرية وأسبوعية ويجعلها محورا لنشاطه اليومي. ثم يقوم في نهاية كل يوم بعقد جلسة مع ذاته ويسأل نفسه: ما الذي تحقق من خطتي؟ هل أتقدم أم أتأخر؟ وفي عطلة نهاية الأسبوع يخصص ساعة واحدة فقط لمتابعة ما تم تحقيقه خلال الأسبوع وهكذا شأنه مع بقية الأسابيع والشهور. يقول سالم: اكتشفت أن جميع أفعالي وأعمالي لا تعدو أن تكون عادات ايجابية وسلبية، وكذلك النجاح عادة ايجابية مثلما الفشل عادة سلبية. فأنا وأنت وجميع الناس نمثل مجموعة عادات متحركة. بعض العادات ايجابية ومدهشة وبعضها ضار ومألوف ممل.

      إن العقل البشري يستقبل كل ما تتكرر عليه من أفكار وأفعال وخاصة إذا ارتبطت بعاطفة أو رغبة او رهبة، وبمداومة العمل عليها يصبح متطبعا بها في اقل من أسبوعين. ولكي نصنع من عامنا القادم انجازات مفيدة يجب علينا أن نعقد اجتماعا لأنفسنا، ونعيد ترتيب أوراقنا ونضع أولوياتنا ونبني خطط المستقبل، حتى نجنب أنفسنا وأجيالنا العشوائية والفوضى والضياع.

      قال سالم: هيا لا تضيع وقتك! خذ ورقة وقسمها إلى نصفين، اكتب على النصف الأيمن منها انجازاتك التي حققتها خلال العام الحالي 2009 وضع على الشطر الأيسر من الورقة إخفاقاتك التي تكبدتها خلال نفس العام.

      قلت له: وما الحكمة من ذلك؟ قال: سوف تعرف إذا كنت تكرر نفسك كل عام بفعل قيامك بنفس العادات والأفعال أو إذا كنت متحررا من إطار الزمان والمكان وتعمل وفقا لمبدأ التجديد والإبداع. فعلت ما طلب مني سالم، وكتبت جميع انجازاتي التي أنجزتها خلال 2009 ثم كتبت بجوارها الإخفاقات التي تكبدتها. بعد ذلك سألني: ماذا تمثل لك الانجازات وماذا تمثل لك الإخفاقات؟

      أجبته: تشعرني انجازاتي بالثقة في نفسي وتعمل كمحفز لي، بينما تمثل إخفاقاتي علامات حمراء علي أن أتجنب تكرارها في مثل هذا اليوم من العام القادم.


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions