
لستُ قارئاً جيداً لـ"أحلام مستنغامي" الروائية الجزائرية الأصل، وعندما بدأت قبل فترة بسيطة بقراءة ثلاثياتها الشهيرة ("ذاكرة جسد" المصنفة كإحدى أفضل 100 رواية عربية، "فوضى الحواس"، و "عابر سرير") لم ابدأ من البداية بل من المنتصف عبر "فوضى الحواس" وذلك لتوفر الكتاب حينها في مكتبة بوردرز بسيتي سنتر حيث كنت أقضي عدة ساعات متواصلة من أيام الصيف هناك وذلك عكس النسخة الأولى من الثلاثية.
وبالرغم من أن أحلام تروق للكثيرين - وللكثيرات بصورة أدق- إلا أنها لم ترق لي في "فوضى الحواس" ورأيت بأنها "تقلبت" في السرد إلى حدٍ ما فلم يكن هناك خطٌ واضح للرواية، بالإضافة إلى أن إسلوبها الروائي المخاطب للوجدان أو للروح رغم روعته إلا أنه ليس من النوع المفضل لدي.
منذ يومين كان لي موعدٌ آخر مع "أحلام" وكالعادة فقد جمعتنا بوردرز في ركن غير هادئ من أركانها بالسيتي سنتر، وهذه المرة كانت "عابر سرير" بين يديّ، ونظراً للفترة التي فصلتني بين قراءة الجزء الثاني من السلسلة الروائية (= فوضى الحواس) واطلاعي على "عابر سبير" فلقد احتجت لوقت طويل نسبياً كي أتآلف مع الأحداث والشخوص وأعيد تذكر المسار الروائي دون أن أستطيع القول أنني نجحتُ في ذلك.
عموماً،،
في هذه المرة ركزتُ انتباهي على الأحداث السياسية أو الأحداث العامة التي تكلمت عنها "أحلام" في الرواية، ومن أهم الأحداث التي نالت على انتباهي و "تعاطفي" إلى حدٍ ما هو ما حدث في 17 أكتوبر 1961م بالعاصمة الفرنسية باريس لمجموعة كبيرة من المغتربين الجزائريين الذين خرجوا ليتظاهروا ضد قرار حظر التجول الذي صدر بهم، يومها أصدر رئيس شرطة باريس "موريس بابون" قراره اللا إنساني بإغراق أكثر من 300 شهيد جزائري بنهر "السين" الذي كان قبل قرون ثلاثة شاهداً على "الثورة" الفرنسية التي نادت بحرية تقرير المصير، وعلى حسب الرواية فإن أفراد الشرطة الفرنسية كانوا يسألون الجزائري قبل رميه في النهر "هل تجيد السباحة؟" فيجيب كأنه يدرء عن نفسه تهمةً خطيرة بـ"لا" ليقرر الشرطة رميه للنهر دون الحاجة إلى ربط معصميه للخلف، أما إن كان متذاكياً وقرر الإجابة بـ"نعم" فإن ربط معصميه للخلف بحبلٍ ما كفيلٌ بمنعه من السباحة لينجوا بحياته.
لن أطيل الحديث عن تلك الأحداث المؤلمة التي ستجدون تفاصيلها بالإنترنت بشكل أوضح، ولكني سأقفز لمفارقة مؤلمة تكمن في أن "بابون" هذا حوكم بعد 20 سنة على المجزرة، ولكن الحكم الذي صدر بحقه في 1997م (أي بعد 16 سنة من بدء المحاكمة تقريباً) اكتفى بإدانته بجرائمه ضد اليهود دون أدنى إشارة إلى الجزائريين الذين قتلهم بدمٍ بارد!!
إنهائي لهذه الرواية دفعني للتساؤل إن كنا نجد في رواياتنا العمانية - التي لم أقرأ منها إلا القليل جداً- ذلك الربط القوي بين الأحداث "الإنسانية" الواقعية - حتى لا أقول "السياسية"- وما يجري في الرواية من أحداث خيالية خلقها ذهن الكاتب المتوقد.
المصدر : مدونة بدر العبري
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions