الشيطان يعيد سيرته الأولى - جديد سرنمات سعيد

    • الشيطان يعيد سيرته الأولى - جديد سرنمات سعيد












      "إن الشيطان يفوق الإنسان قوة" هكذا قرر جد مكسيم جوركي حين تم اكتشاف حقيقة العم بيوتر. كان مكسيم طفلا في ذلك الوقت لايدرك معنى أن يكون الشيطان قويا؛ لكنه كان يشعر بامتعاض إزاء العم بيوتر جراء تصرفاته الصبيانية التي حرمت مكسيم من اللعب مع أبناء الكولونيل المتكبر.




      حين كبر مكسيم دون هذه المشاهدة ومشاهدات أخرى من طفولته في سيرته الذاتية "طفولتي" التي سرد فيها مراحل حياته الأولى ثم أضاف إليها سيرتين أخريين بعنوان "بين الناس" و"جامعياتي" سرد فيهما جوانب أخرى من حياته في مراحله العمرية المتأخرة، كان جد مكسيم جوركي ابنا شرعيا للتقليد بعكس جدته التي كانت نوعا ما "مبدعة" لذا حين أراد جوركي أن يقارن بين إلهي جده وجدته لم يجد صعوبة في التفريق بينهما؛ وهو يقول في ذلك: "أدركت في فترة مبكرة من حياتي أن إله جدي يختلف الاختلاف كله عن إله جدتي."



      فجدته بعكس جده كانت تبتكر الصلوات التي يسميها جده بالهرطقات كما "كان إلهها يصحبها طوال اليوم حتى إنها تحدث الحيوانات عنه" لذلك لم يعد إله جدته يخيف مكسيم كما كان يفعل إله جده الذي كان يتمثل له في صورة جلاد من شدة الأذى الذي تعرض له مكسيم من جده في طفولته.




      لم يكن مكسيم الطفل يدرك أن هذين الإلهين يمكنهما أن يكونا واحدا يمثلان الرحمة والعذاب معا؛ كما أن عقل مكسيم القاصر كان عاجزا من أن يدرك سر قوة الشيطان؛ تلك القوة التي تجعل إله جده وجدته مزدوجا ليصبح إلها يحمل صفتي الثواب والعقاب.




      كان الشيطان مختبئا في صدر مكسيم فيظهر بين الفينة والأخرى لكن الإله الشرس سرعان مايظهر في صورة جده الذي يقوم بجلده كلما خرج الشيطان من صدره.









      رد الشيطان الرجيم على الشيوعي مكسيم






      يبدو أنك يا مكسيم لاتعرف القصة التي يعرفها جدك تماما عن السر في كوني أقوى من الإنسان؛ وها أنذا أسردها عليك فاسمع مني:




      كنت رجلا متفوقا وقد جعلني تفوقي هذا قريبا من إلهي إلا أن الغرور سرعان ما دب في صدري؛ وهنا عليك ألا تقاطعني يا مكسيم لأنك طفل؛ ثم ما هذا السؤال الغبي: أهناك شيطان آخر قد أوغر صدري حتى صرت مغرورا؟




      عليك أن تدرك يا مكسيم أنه لم يكن هناك سوى شيطان واحد هو أنا ولم يكن هناك وجود لإله جدك إلا بعد ظهور الإنسان؛ وقد كان إله جدتك هو المسيطر على الكون؛ حين ظهر الإنسان تمردتُ على إلهي وقد كنتُ حينها قائدا لجيشه فانسحبتُ من الجيش فصار الإله بدوره ذا طبيعة مزدوجة وهنا ظهر إله جدك الذي اتخذ من الحرب طبيعة له وراح يسخر الإنسان في حروب طويلة معي، واتخذ هذا الإله من البشر الأقوياء وسيلة له فيما لم يكن لدى إله جدتك المسالم سوى البشر الضعفاء.




      وهكذا تستطيع أن تفهم من قصتي هذه كم أن جدتك حمقاء لا تصيب شيئا من الدنيا التي تظل نهبا لجدك الذي مع قوته لا يزال يعتقد بأن إلهه القوي يخذله حين جعل مني مخلوقا أقوى من الإنسان.





      المصدر : مدونة سرنمات سعيد


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions