ذات مساء





(بداية جيدة)



أنزين.. من الأول.. ذات مساء (يعني كذاك وقت العصر)



كنت أكتب ردا على تعليق أحدى الأخوات ممن زار بوتقي الذائعة الصيت (ما شي منه !!)






فاقتربت مني صعلوكيا (على غرار زنوبيا) زوجتي المصون ولم أشعر إلا برأسها يتقدم شيئا فشيئا إلى شاشة الحاسوب المشؤوم،

وسألت مداعبة: ماذا تفعل؟

فرددت بكل برود (ماشي منه!!) : جالس ألف سنبوسة !!



فسألتني (بكل غيظ وحنق بعد أن مسكتني من شعري الطويل المتدلي أسفل مصرّي المهترئ ): من هذي ... اللي جالس تكتب لها؟

فقلت لها: يا حرمة استهدي بالله... هذي وحدة من الشابات .. وقد علقت على إحدى مواضيعي الرائعة وأنا الآن أرد عليها، مالش أبوي.. تو كنتي كما الحمامة مو استوالش؟



نفضت شعري وقفزت أمامي (بعد أن صكت شاشة اللاب توب باليد الأخرى على صبوعي في حركة كونغ فو سريعة - اللي ما يعرف الكونغ فو فهي لعبة يلعبوها في سيح الظبي وترجمتها حويليس) وزأرت: هذا بو ناخذه منكم.. هذا الإنترنت ما جايبلنا غير المصايب (طبعا هناك فارق في الثقافة شوية أقصد واجد بين قبيلة الصعاليك وقبيلة زوجتي المتخلفة تقنيا وهي قضاعة).



ولانني إنسان متحضر ولانمطي وديمقراطي لأبعد الحدود(أممممها يعني دجاجة) وأعرف النساء وأشعر بهن أكثر من نزار قباني.. أخرجت سلاحي (محفظتي) من جيبي وقلت لها: خذي هذي ميتين ريال صعلوكي (أي ما يعادل 1960 دولار ميريكاني- عسى أن شاء الله) سِيْري تسوقي انتي واختش ولا وحده من صاحباتش.



ولكن المفاجأة: عندما خطفت المحفظة من يدي وأعادت المبلغ !! لا وبيتا من الشعر أزيد.. زأرت قائلة: تشتري سكوتي عن هالمهزلة بكمين ريال ؟



ففغرتُ فاي (يعني تنّحت) وقلت: كميييييييين ريال !! هذيلا ميتين.. ميتين.. في ناس مساكين راتبهم أقل من كذاك يا حرمة !!



وكانت المفاجأت.. قامت بالتقاط المحفظة المترهلة مرة أخرى وفتحتها وأخرجتْ البطاقة الإئتمانية (اللي مايعرف ماهي، أقوللا أنها تسمى بالـ Credit Card، وهي أحد هموم المواطن العربي الذي تعلم قوانين النحو ولم يتعلم قوانين الصرف !!).. وأنا قلبي يقرصني وقمت أتحرقص في مكاني ولكن دون اهتمام (كيف كذاك؟)



المهم خذت صعلوكيا البطاقة ورمت المحفظة ولم أر سوى غبارها (وهذه كناية عن أنها كانت مثل الصعلوكين توم وجيري في سرعة الركض)..



طبعا كان البيت هادئا في غيابها.. رغم وجود بعض المنغصات.. ولم أشعر بالوقت.. حتى دخلت بابتسامة عريضة بس صفراء بعد فترة أحسبها وجيزة .. وقالت ..السلام عليكم.. سير تعشى برع..!! واختفت في غرفتها...تا-تا- تا-تااااا !!


عاد الباقي ما مهم.. (مو هذا السيناريو البايخ.. صدق أنك ما تعرف تكتب قصة !!)


بعد يومين.. فاجأني إتصال عندما كنت مشغولا جدا أمام التلفاز (أشوف مصارعة بين ثيران مضر وقضاعة) يعني بالأسباني لا شغلة ولا مشغلة.. وإذا بموظف بنك الصالعيك المحدود جداً..

-خير إن شاء الله؟ القسط وقصّيتوه؟ وشيكات ما عندي؟ خيرمو هناك؟

-البطاقة الإئتمانية يا استاذ صعلوك.. واصله حدها..

-كيف يعني تراني أنا بغام ما افهم..

-ما يبغالها مفهومية، يعني انته مسولّك مدونة وجالس تتفشخر وتكتب وما عرف مو، وللجين ما عارف معنى أن البطاقة وصلت الحد الإئتماني؟

-يعني أفهم من كلامك أنها خلاص.. شربها المقص؟

-نعم.. هو كذلك..

-إنزين أبووي.. مممممممممممه علو يو زماني



ملاحظة مهمة جدا كلهم يقولوها هالأيام:

تحتوي هذه القصة على أسماء لشخوص ربما يصادف أن تكون حقيقة ولكن هي من نسج خيال الكاتب اللي هو أنا.. وليؤخذ ما فيها على أنها خيالية أحسن لأن هالأيام القضايا والمحاكم ببيسة يعني كذاك مثل قصة الجني والعطبة !!