مرة أخرى .. التغيير ! - جديد فشكول

Warith AL Maawali · 30 ديسمبر 2009، 2:00

ربما ما يحدث الآن هو مفصل التغيير .. في كل شيء، نحن نواجهة تغييرات جذرية وقاسية خلال هذه الفترة من التاريخ، أستطيع القول بذلك من مراقبة بسيطة للحراك التدويني منذ فترة، قد يكون إستنتاجي سطحياً ولكنه في رأيي إنعكاس واضح لما يدور في خلج هذا المجتمع المنكوب ثقافياً .. المثقل بالإرث العظيم المعطل، وران عليه الثبات وفقد ميزة التغيير حتى كاد أن يموت !

أكثر هذه الزوايا حساسية هي الزاوية الدينية، الآن إختلفت النظرة إلى الدين، ليس فقط في مناهج وزارة التربية والتعليم، وليس فقط في توجهات الأيدلجة السياسية، الآن تزداد ثقل وجهة النظر التي تقول أن الدين عامل ثقافي في تكوين الثقافة الكلية للمجتمع، ومع مرور الزمن نكاد نشعر أن تلك النظرة كون أن الدين هو "شريعة" و "حياة" "نظام" تخف حدتها وقوتها نظراً لفشل أغلب المشاريع السياسية التي ربطت نفسها بالدين في العالم الإسلامي ككل، وأكثرها فشلاً أكثرها تسيساً للدين وإستغلالاً المشاعر الدينية .. بعيداً عن السياسة، أصبح المدونون يناقشون قضايا الإلحاد، ويناظرون فلسفياً ثوابت ظلت دون تعكير ردحاً طويلاً جداً من الزمن نالها ما نالها من التكلس والهشاشة .. لدرجة أن الفتوى أصبحت وجهة نظر لمفتيها، لا أظن أن حتى مثل هذا النقد كان ممكناً أو على الأقل مُتقبلاً قبل فترة وجيزة، لذلك أقول أنه ربما يكون تغييراً !!

سياسياً هناك تغيير ملحوظ في التعامل مع العقول التي ربيت وشبت على أعتاب قرنٍ جديد، أتاح لها تنظير أفكار أخرى ونماذج سياسية كثيرة حول العالم وموضع الوطن من كل ذلك، لدرجة انهم يطالبون بدستور !! أتصدقون ذلك؟! هل كان من الممكن أن نتخيل وجود حتى مثل هذا النقاش قبل فترة بسيطة للغاية من الآن؟ نعم إنهم يناقشون ما يمكن أن يسمى دستوراً !!

إجتماعياً، الأسرة .. التكلفة المادية، عمر الزواج أساليب الزواج، كلها عوامل إجتماعية بسيطة، لكنها تتغير الآن، وتتغير بسرعة كبيرة، كنت أتمنى لو أني أصغر سناً لأشهد نتاج كل هذا التغيير على الاقل الإجتماعي منه، التغيير شيء جيد، لأنه هو من يحمي الأمم من الإندثار والزوال، لكل زمان أصوله وقيمه، ومن يفشل في التغيير يندثر .. بكل بساطه يندثر !

المصدر : فشكول

مشاركة