
.. كان لابد لنا ان نطيل المكوث بحمى "البلاد" المنيعه ,,مثلما أخبرتكم .. يكفي أن (Mom Ann ) بصحبتنا
وحتى لا اظهر بمظهر الناكره لأصلها مثلما هوجمت ممازَحه ..انا اعتز بــ "االبلد" جدا جدا .. ولكن عتبي على العقول هناك .. اللتي طالما تمنيت ان تتجاوز حجم قلوبهم بمراحل كثيره ... لا أظننا سنتفق .. نحتاج لكثير من التسويه !
عموما كنت اخبركم عما حدث هناك من مفارقات .. (Mom Ann ) ضيفه استراليه من اصل نيوزلندي ...
تزور عائلتنا للمره الثانيه على مدى سنتين متتاليتن...أسَرتها عمان.. واسرتنا هذه الضيفه الجميله بخلقها الجم ..
حقيقه للحظه كنت احدث نفسي بان هذه المرأه تحلم بالعيش في ربوع وطننا الحبيب للأبد..كل ماتراه في وطني هو خلاب وأكاد أميز ذلك العشق الذي ترفل به نظراتها لكل عماننا الحبيبه .. انها المدينه الفاضله .. هكذا صيرت لها ..انها الوطن الضائع .. والشعب المنشود !!
لا اخفيكم .. ابي جندنا لعكس هذه الصوره لقلبها قبل عينها .. عمان بلد الأمان .. هكذا حفظتها (Mom Ann )
ظهرا عن قلب .. حتى جاء اليوم الذي اراد الله ان (تسود فيه وجوهنا ) أمامها ,,
وقت المغرب .. انشغلت انا بزيارة صديقه ..وانشغلت امي واخواتي بالصلاة وامور اخرى ...ضيفتنا العزيزه حدثتها نفسها بالفضول عن الحمى المجاوره .. توشحت بالسواد (العبايه) ..وذهبت لترى العالم الخارجي بعيدا عن اعيننا ,.. ماهي الادقااااائق .. دقائق فقط .. حتى عادت ضيفتنا تغص بالدموع .. وعلامات الخوف باديه على وجهها ..
في ذات اللحظه .. طرقت الشرطه باب منزلنا سائله .. "عندكم أجنبيه" ؟
كنا نتعشم لذات السؤال ان تكون اجابه مرادفه .. او على الاقل ملاحظه رقيقه عليها ..يتيعها فك للسؤال الناقص..
ولأن أبي "محد" .. ومحمد يفضل متابعة سبيس تون .. على متابعة "الأراجيز" على الهواء مباشره..كان جواب السؤال مختصرا ..جدا جدا .. هم يسألون عن الأجنبيه .. من أجل مصلحة الوطن .."وين ديارك يا دكتور فواز عشان نقول سوا .. عجبــــــــــااااااا ..
بعد ما حاولنا نحن العائله الكريمه معرفة الحلقه الناقصه بكل ماحدث .. إعترفت لنا ضيفتنا بأن عمانين بسيارة تاكسي قد اعترضوا طريقها .. وأجبروها مكرهه على الدخول ولكنها لاذت بالفرار للمنزل.. كانت تقتضب كثيرا بسرد التفاصيل .. وتخفي الحزن الأكبر بما بقي منها .... إلهــــــــــي .. هذي عمان !
عمان الأجمل .. كانت تنتظرنا بعد قليل من التفحيص والتمحيص مع الجهات المعنيه .. صدقوني .. الحقيقه الأجمل .. كانت وبإعتراف جهة الشرطه أنفسهم .. بأن سيارة التاكسي تابعه لتحريات الشرطه .. وأن العمانين داخلها .. شرطه مدنيون ..وان احدهم ظن بالأجنبيه سوء ... وبأنها مثلها كمثل الهاربين على الحدود والقادمين من الصومال او الحبشه ,.,,
ههههه .. أضحك .. أم أبكي .. ؟؟
اجزم انا القاصره معرفيا ..بأن الشرطي "اللميح" .. لايعلم بأن الصومال التي يعرفها هو والتي تقع بالقطب الشمالي .. والتي تكسب ابنائها بشره بلون الثلج وشعرا بلون الشمس .. هي غير الصومال التي نعرفها نحن العمانيون .. والتي تضيق جوعا وسوادا في آن واحد !
اجزم ايضا بأنه مفرط الحماسه وقليل الفراسه .. وبأنه بإختصار شديد .. "فشلنا " .."وسود وجوهنا " .. امام
ضيفه كان يجدر بها ان تعامل بشكل افضل ..هي الان خائفه ..وصورتها عن بلدي الجميل اصبحت مشوهه..وايقين بانها وان نجحت باخفاء هذا الجرح لاحقا ...فأن جرحها لن يطيب هكذا ..
شخصيا ..ساءني هذا الموقف كثير ا... الهــــــي كم "فضحونا"...يكفي ان تبكي المراه الخمسينيه الغريبه اما عيني ...لأن من يفترض بهم حمايتها اساؤوا لها بهمجيه ..وبدون أي اهتمام او اعتذار ملحق ..
كنت اتمنى لو الشرطه اظهرت اسفها بشكل مباشر وجميل ..كنت اتمنى انا لايضطر ابي لمواراة ما حدث ويقول ..بأن الشرطه وفي ظرف ثوانٍ قدمت لتقدم اليك الاعتذار عما بدر من سوء فهم ..
كنت اتمنـــــــــى ان لا اضطر للكذب في كل مره ادافع عن بلدي امام الغرباء فقط لاخدعهم ..واقول بانها فعلا فاضلـــــــــــــــله ..
اتمنى بأن خداعنا لهذا العالم أجمع .. يستمر .. يستمر لفتره أطـــــــــــــول...
لا أريد أن ننكشف ... سنسقط معا ً...... !!
المصدر : مدونة عنيدة دنيا غير