الجـــدار - جديد التاريخ

    • الجـــدار - جديد التاريخ


      "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً"



      أقرأ هذه الآية وأتذكر قصتين.




      الأولى في مستشفى البريمي. كنت زائراً حين نادتني أحداهن، لألتفت وأجد كتلة من السواد. (أنا فلانة ما عرفتني)!!.. وكيف لي أن أعرفك يا سيدتي خلف كل هذه الجدران السوداء، وبين كل هذه الأجساد التي تمشي وتجلس وتأن وتضحك وتبكي تحت طبقات من السواد.

      القصة الثانية: حدثني من أثق به عن مجموعة من النساء في إحدى مناطق عمان أنزلتهن سيارة الإجرة على بعد شارعين من مسكنهن ليتهن لساعات قبل أن يهتدين إلى المسكن.

      لقد سُرقت منهن بوصلة الحياة وخارطة الطريق منذ سنوات طويلة.



      الآية تقول ذلك أدني أن يُعرفن..! والواقع يقول بأنهن لا يُعرفن ولا يَعرفن!



      أمهات التفاسير اختلفت (كالعادة) في قوله "يدنين عليهن من جلابيبهن". اختلفوا في الجلباب وفي صورة إرخائه. طائفة ذهبت بأنه يعني تغطية كامل الوجه، وذهبت أخرى إلى أنه يعني تغطية عين واحدة (تخيّل) واختلفوا أهي العين اليسرى أم اليمنى....!!



      لعل المعني في أسباب النزول كما تعلمنا في المدرسة. وهناك كانت المفاجأة الأخرى.



      في يثرب، بعد الهجرة، النساء يخرجن مساءً لقضاء الحاجة. وبعض أهل المدينة يتحرش بهن، فاشتكين ذلك لأزواجهن، ليشتكوا إلى النبي، ليسأل المتحرشين عن الحكاية ليكون جوابهم: "إنما نفعل ذلك بالإماء"، ليرفع الأمر إلى الله، لتتنزل هذه الآية.

      جميع المفسرين إذاً اتفقوا على أن آية الحجاب هذه نزلت للتفريق بين الأمة والحرة.



      فسبب نزول الآية، أكرر، هو تمييز الحرائر عن الإماء في الزي، وذلك كي لا يتعرض لهن فسّاق المدينة. وقد روي عن عمر بن الخطاب بأنه كان يدور في المدينة بدرته ويضرب الأمة المتجلببة قائلاً: أتتشبهين بالحرائر يا أمة؟



      عليه:

      1. هل "أدني أن يُعرفن" توحي بتغطية الوجه. نعم إذا وفقط إذا كان الأمر هنا يأخذ طابع التصنيف والتمييز الجمعي: مجموعة الإماء لا تغطي وجوهها ومجموعة الحرائر تغطي وجوهها.

      2. ما هو مفهوم الأمة؟ وما عورة الأمة؟ (ذهب بعضهم إلى أن عورة الأمة كعورة الرجل).

      3. هل تلبس الأمة ما تشاء، ويتحرش بها من يشاء؟

      4. هل للتحرش علاقة بالأزياء وبالأصول والطبقات الاجتماعية؟.

      5. ماذا عن المقاصد؟ وماذا عن زوال الوضع الذي نزلت فيه الآية؟ هل سيتغير مفهوم الجلباب والأزياء بشكل عام.
      6. إذا كانت المشكلة تكمن في الرجل. أعني هو الذي يتأذى من شعر المرأة وعنقها وبقية جسدها، فما ذنبها هي؟ لماذا يُبنى حولها هي هذا الجدار الفاصل بينها وبين الشمس والهواء والحرية؟ لماذا يستقطع ذلك من جسدها وعقلها وليس من جسده وعقله هو؟
      أخيراً: ماذا عن اللون الأسود؟؟





      على هذه الأرض ما يستحق الحياة:

      تردد إبريل

      رائحة الخبزِ في الفجر

      آراء امرأة في الرجال

      كتابات أسخيليوس

      أول الحب

      عشب على حجرٍ

      أمهاتٌ يقفن على خيط ناي

      وخوف الغزاة من الذكرياتْ.



      على هذه الأرض ما يستحق الحياةْ:

      نهايةُ أيلولَ

      سيّدةٌ تترُكُ الأربعين بكامل مشمشها

      ساعة الشمس في السجن

      غيمٌ يُقلّدُ سِرباً من الكائنات

      هتافاتُ شعب لمن يصعدون إلى حتفهم باسمين

      وخوفُ الطغاة من الأغنياتْ.








      المصدر : مدونة التاريخ


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions