حين نقرأ الآية: (وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً) (النساء34). ينبغي تأمل الآتي:
1. الفعل "ضَرَبَ" في اللغة لا يحمل معنىً في ذاته. ما لم يُوضع في سياق محدد كقولنا: "ضرب الله مثلاً" و"ضرب فلانٌ في الأرض"، و"اضرب برجلك" و " وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ"، و"مضاربة مالية"... قس على ذلك مثلاً الفعل: قَذَفَ فهو فعل لا يستبان معناه في ذاته.
2. إذاً الفعل ضرب بصيغته المجردة كما وردت في الآية لا يحتمل معاني الإيذاء أو الإيلام الجسدي بقصد التأديب أو خلافه، أعني أن كلمة اضربوهن في الآية لا تعني مطلقاً ما يقوله المفسرون ولو حاولوا تخفيفها بقولهم ضرب غير مبرح وخلافه.
3. كما أن العربية فيها أفعال ذات معاني محددة بدقة لما تعارفنا عليه تجاوزاً بأنه ضرب، من ذلك قولهم: لطمَ ورفسَ وركل وطعن ولَكَمَ؛ أما عند استخدام الفعل "ضرب" فإن اللغة تحدد بماذا الضرب أو في ماذا.
4. القول بأن الآية تحض على ضرب الزوجة أو تبيحه هو "ضربٌ" من الخيال الذي تضطرب به عقول من يضربون في الأرض ابتغاء تأويله، وابتغاء المضاربة فيما بينهم أيهم أشد تقرباً للرحمن بإقصاء الجنس الآخر.
ما هو المخرج إذن من هذه الورطة أمام النص؟ المخرج أولاً وأخيراً هو تحريك النص وعدم التعامل معه بجمود ثقافة بائدة كما فعل الأولون..
قبل الدخول في فعل الضرب، سأضرب مثلاً الآية: "يوم نطوي السماءَ كطي السجل للكتب"، فلهذه الآية قراءات أخرى من بينها "يوم تُطوى السماءُ..."، كما ورد في "ابن كثير" و"الطبري" و"البغوي".
وما يعنيني من المثال المضروب هنا هو أن "النقطة" احتملت التحريك والتعدد لتقرأ نوناً مرةً وياءً مرة أخرى، وهنالك الكثير من الأمثلة المشابهة في قراءات القرآن.
هنا والآن أنقل رأي الصادق النيهوم: بأن أصل الآية هو : فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاعزِبُوهُنَّ، وذلك بتحريك النقطة من فوق الضاء لتصبح عيناً، ووضعها فوق الراء لتصبح زاياً. ولتوضيح ذلك ينبغي أن نتذكر التالي:
1. التنقيط لم يدخل على العربية إلا بعد كتابة القرآن بفترة طويلة. فمن الجائز إذا أن تسقط النقطة سهواً في غير موضعها أو أن تقع بين بين.
2. الكتابات العربية القديمة لم تكن بوضوح لوحة المفاتيح التي نكتب عليها اليوم. فمن الجائز أن يُكتب الحروف "ضـ" في الآية برسم يشابه كثيراً الحرف عــ، وهذا ما حدث بالفعل، بالتالي فإن النقطة هنا هي التي تحدد المعنى.
باختصار: من الممكن أن تكون الكلمة هي: اعزبوهن وليس اضربوهن.
والعزبة في العربية العمانية معروفة، فهي تعني الابتعاد الجسدي عن الأهل والمال، بقصد الهجران أو غيره، كقولهم عزبَ فلان. وقواميس اللغة العربية تتفق تماماً مع هذا المعني كما في لسان العرب والقاموس المحيط (http://baheth.info/all.jsp?term).
ولو تركنا الجانب اللغوي وانتقانا إلى الجانبي التربوي والنفسي سنجد بأن تسلسل الأسلوب هنا أكثر منطقيةً: بمعنى: لو اتبعنا التسلسل التربوي في التعامل مع الزوجات النواشز أو اللاتي (مجرد) نخاف نشوزهن والذي يطرحه المفسرون وهو: (عضه – هجران في المضاجع – ضرب) لوجدنا الضرب هنا، لو صح معناه الذي يطرحه المفسرون، لا يتوافق مع البناء المنطقي لأسلوب التأديب المطروح في الآية.
ذلك على الأقل مقارنة بالتسلسل المنطقي الذي تطرحه قراءة "اعزبوهن" وهو: عضه – هجران –عزبة. فالتسلسل هنا أكثر ترابطاً وأعمق أثراً. فعملية التقويم والإصلاح تبدأ بالعضة قولاً، فإن لم يُستجاب لها، سيتبعها منطقياً العضة بالفعل الصامت وهو هنا الهجر في المضاجع (كأن يدير لها ظهره أول الليل وآخره)، ويليها إنشاء "عزبته" الخاصة كأن ينام في المجلس أو في شقة صديق أو في فندق أو مسجد أو أن يرتمي على أبواب الحانات في آخر الليل.
لست معنياً بصحة المنهجين المطروحين فيما تقدم، بقدر ما يعنيني اختيار منهج "العزبة" من بينهما كونه أكثر ترابطاً وانسجاماً من النواحي النفسية والتربوية والإنسانية واللغوية.
الأهم من كل ذلك هو أن هذه القراءة ربما تحرر الكثيرات من القهر والاستعباد والقمع باسم الدين، وستعيد لهن مكانتهن بين الكائنات، كما أنها ستنقلنا خطوةً نحو أرضنة العلاقات الزوجية تحت مظلة قانون منطقي لا يبغي الذكور فيه عليهن سبيلاً..
لم يكن يُغضبها..
1. الفعل "ضَرَبَ" في اللغة لا يحمل معنىً في ذاته. ما لم يُوضع في سياق محدد كقولنا: "ضرب الله مثلاً" و"ضرب فلانٌ في الأرض"، و"اضرب برجلك" و " وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ"، و"مضاربة مالية"... قس على ذلك مثلاً الفعل: قَذَفَ فهو فعل لا يستبان معناه في ذاته.
2. إذاً الفعل ضرب بصيغته المجردة كما وردت في الآية لا يحتمل معاني الإيذاء أو الإيلام الجسدي بقصد التأديب أو خلافه، أعني أن كلمة اضربوهن في الآية لا تعني مطلقاً ما يقوله المفسرون ولو حاولوا تخفيفها بقولهم ضرب غير مبرح وخلافه.
3. كما أن العربية فيها أفعال ذات معاني محددة بدقة لما تعارفنا عليه تجاوزاً بأنه ضرب، من ذلك قولهم: لطمَ ورفسَ وركل وطعن ولَكَمَ؛ أما عند استخدام الفعل "ضرب" فإن اللغة تحدد بماذا الضرب أو في ماذا.
4. القول بأن الآية تحض على ضرب الزوجة أو تبيحه هو "ضربٌ" من الخيال الذي تضطرب به عقول من يضربون في الأرض ابتغاء تأويله، وابتغاء المضاربة فيما بينهم أيهم أشد تقرباً للرحمن بإقصاء الجنس الآخر.
ما هو المخرج إذن من هذه الورطة أمام النص؟ المخرج أولاً وأخيراً هو تحريك النص وعدم التعامل معه بجمود ثقافة بائدة كما فعل الأولون..
قبل الدخول في فعل الضرب، سأضرب مثلاً الآية: "يوم نطوي السماءَ كطي السجل للكتب"، فلهذه الآية قراءات أخرى من بينها "يوم تُطوى السماءُ..."، كما ورد في "ابن كثير" و"الطبري" و"البغوي".
وما يعنيني من المثال المضروب هنا هو أن "النقطة" احتملت التحريك والتعدد لتقرأ نوناً مرةً وياءً مرة أخرى، وهنالك الكثير من الأمثلة المشابهة في قراءات القرآن.
هنا والآن أنقل رأي الصادق النيهوم: بأن أصل الآية هو : فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاعزِبُوهُنَّ، وذلك بتحريك النقطة من فوق الضاء لتصبح عيناً، ووضعها فوق الراء لتصبح زاياً. ولتوضيح ذلك ينبغي أن نتذكر التالي:
1. التنقيط لم يدخل على العربية إلا بعد كتابة القرآن بفترة طويلة. فمن الجائز إذا أن تسقط النقطة سهواً في غير موضعها أو أن تقع بين بين.
2. الكتابات العربية القديمة لم تكن بوضوح لوحة المفاتيح التي نكتب عليها اليوم. فمن الجائز أن يُكتب الحروف "ضـ" في الآية برسم يشابه كثيراً الحرف عــ، وهذا ما حدث بالفعل، بالتالي فإن النقطة هنا هي التي تحدد المعنى.
باختصار: من الممكن أن تكون الكلمة هي: اعزبوهن وليس اضربوهن.
والعزبة في العربية العمانية معروفة، فهي تعني الابتعاد الجسدي عن الأهل والمال، بقصد الهجران أو غيره، كقولهم عزبَ فلان. وقواميس اللغة العربية تتفق تماماً مع هذا المعني كما في لسان العرب والقاموس المحيط (http://baheth.info/all.jsp?term).
ولو تركنا الجانب اللغوي وانتقانا إلى الجانبي التربوي والنفسي سنجد بأن تسلسل الأسلوب هنا أكثر منطقيةً: بمعنى: لو اتبعنا التسلسل التربوي في التعامل مع الزوجات النواشز أو اللاتي (مجرد) نخاف نشوزهن والذي يطرحه المفسرون وهو: (عضه – هجران في المضاجع – ضرب) لوجدنا الضرب هنا، لو صح معناه الذي يطرحه المفسرون، لا يتوافق مع البناء المنطقي لأسلوب التأديب المطروح في الآية.
ذلك على الأقل مقارنة بالتسلسل المنطقي الذي تطرحه قراءة "اعزبوهن" وهو: عضه – هجران –عزبة. فالتسلسل هنا أكثر ترابطاً وأعمق أثراً. فعملية التقويم والإصلاح تبدأ بالعضة قولاً، فإن لم يُستجاب لها، سيتبعها منطقياً العضة بالفعل الصامت وهو هنا الهجر في المضاجع (كأن يدير لها ظهره أول الليل وآخره)، ويليها إنشاء "عزبته" الخاصة كأن ينام في المجلس أو في شقة صديق أو في فندق أو مسجد أو أن يرتمي على أبواب الحانات في آخر الليل.
لست معنياً بصحة المنهجين المطروحين فيما تقدم، بقدر ما يعنيني اختيار منهج "العزبة" من بينهما كونه أكثر ترابطاً وانسجاماً من النواحي النفسية والتربوية والإنسانية واللغوية.
الأهم من كل ذلك هو أن هذه القراءة ربما تحرر الكثيرات من القهر والاستعباد والقمع باسم الدين، وستعيد لهن مكانتهن بين الكائنات، كما أنها ستنقلنا خطوةً نحو أرضنة العلاقات الزوجية تحت مظلة قانون منطقي لا يبغي الذكور فيه عليهن سبيلاً..
لم يكن يُغضبها..
لكنه كان يقول
كلماتٍ تُوقع المنطق في الفخ..
إذا سرتَ إلى آخرها
ضقتَ ذرعاً بالأساطير التي تعبدها
وتمزقتَ حياءً
من نواطير الحقول...!
كلماتٍ تُوقع المنطق في الفخ..
إذا سرتَ إلى آخرها
ضقتَ ذرعاً بالأساطير التي تعبدها
وتمزقتَ حياءً
من نواطير الحقول...!
المصدر : مدونة التاريخ
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions