فـــك رقبـــة! - جديد التاريخ

    • فـــك رقبـــة! - جديد التاريخ







      لم يزل الكثير من مشايخ المسلمين في العالم يفتون بــ "عتق الرقاب" في مسائل شتى ككفارة الجماع أو الاستمناء في نهار رمضان، والقتل العمد؛ دون أن يسألوا أنفسهم ما هي الرقبة التي ستُعتق؟ وأين هي؟ وبكم (إن وجدت)؟ ولماذا هي رقبةٌ أصلاً؟ وما معنى الرقبة لغةً واصطلاحاً في مرحلة صدور الفتوى؟




      ولم يزل العلماء حين تجادلهم في مسألة الرق عموماً يقولون بأن إلغاء الرق كان من بين رسائل الإسلام الأولى ومن بين وسائل التعبد والتقرب لله، وبأن الإسلام تدرج في ذلك كتدرجه في إلغاء الكثير من العادات "الجاهلية"، ويستشهدون بمثل هذه الأحكام (أعني أحكام عتق الرقبة) كوسيلة لهذا التدرج في تحرير الشعوب من الرقيق وتجارته، دون أن يسألوا أنفسهم: ألا يكفي أكثر من ألف وأربعمائة سنة من التدرج في مسألة كهذه المسألة؟




      فإذا كانت ظاهرة الرق ظاهرة اقتصادية أو اجتماعية في زمن بعينه، فقد حسمها تبدل أحوال المجتمع الإسلامي والمجتمعات من حوله. أما إذا كانت مسألة نفسية ساهمات في عذابات الملايين وتجويعهم جسداً وروحاً وفي حرمانهم من أبسط شروط الإنسانية، فهي إذن مسألة عاجلة لا تحتمل ألف وأربعمائة سنة من التسويف والانتظار. أما إذا كانت المسألة تعبدية: طوق النجاة الذي يحلو لبعض المشايخ التعلق به، فليقولوا ذلك كي ننتظر حكمهم وتوقيتهم في إلغاء التعبد بعتق الرقاب، وليخبروننا قبل ذلك عن وسائل الاسترقاب (وهو مصطلح أنحته ارتجالاً، كي لا أقول الاستعباد) كي نتمكن من التعبد بعتقها كفارةً عن أخطاءنا وخطايانا متى ما ارتكبناها أو ارتكبتنا.




      مسألة الرق وملك اليمين في الأديان السماوية عموماً والإسلام خصوصاً مسألة جدل طويل. والإسلام تحديداً له قوانينه الخاصة في هذه المسألة كما في قضايا الأحوال والمعاملات كالميراث والزواج والدية والفدية، وهي قوانين تناقض الواقع المعاش وفق معطيات المرحلة، ومعطيات العقل والمنطق والأعراف والقوانين الدولية والإقليمية والمحلية.




      ألا تكرس مثل هذه الفتاوى مسألة الرق، نفسياً واجتماعياً، في الثقافات الإسلامية بدلاً من أن تلغيه؟ ألا تساهم مثل هذه الفتاوى في الإبقاء بالقوة على طبقية اجتماعية مرفوضة دينياً وعقلياً وحضارياً وقانونياً؟

      ألا تُكبل مثل هذه الرؤى مسيرة المجتمعات ومسيرة الحضارة ولو بمجرد تذكيرها لنا بالطبقية والاستعباد وملك اليمين والشمال، وبإنزالها للناس منازل لا تمت للواقع بصلة؟ الواقع الذي يحاول أن يفرض معايير أسمى للعقل والروح من معايير العرق واللون والقبيلة والنسب.







      والأخطر من ذلك، ألا تعبر مثل هذه الفتاوى عن أمنيات دفينة للرجوع إلى زمن الرقاب وملك اليمين، وزمن الحكم لفئة بعينها تسترق وتسبي كما تشاء باسم الرقاب وعتقها؟




      أسئلة غابت عن أعين السلطة الدينية ورموزها.. فياليت شعري كيف تغيب عن أعين السلطة السياسية وأسماعها؟


      يا برق...
      حرك شجوني إن تكن سكنت
      فكــل حظـي تحــريـكٌ وإسكـــان




      المصدر : مدونة التاريخ


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions