


في عُمان، يخضع التعبير للرقابة ويواجه التهديد والتنكيل، لا حرية تعبير وصحافة ولا حريات عامة أساسية، فالتظاهر ممنوع، وتأسيس الصحف قرار سياسي من مجلس الوزراء الذي يرأسه السلطان قابوس، والنشر بأنواعه يخضع لرقابات مسبقة ومتنوعة، وتأسيس الجمعيات الأهلية تخضع لقانون متخلف ولا يسمح لها إلا بموافقة أمنية تضمن السيطرة عليها..
في هذا العام 2008 ولدت حركة تدوين عمانية على الإنترنت، وبالرغم من عمرها القصير وقلة المدونين، إلا أنهم أصبحوا مطلوبين وملاحقين، ويزداد الأمر سوء عندما يكون المدون معروف الهوية ويكتب باسمه الصريح، وذلك ما أصاب المدون العُماني حمد الغيثي، الذي أجبره جهاز الأمن الداخلي على تعديل بعض مواضيع مدونته.. مما يجعل حركة التدوين وهي ما تزال في بدايتها معرضة للأجهاض والإجهاز عليها، ومما يؤكد عدالة ووجاهة خيار السرية لبعض المدونين العُمانيين، وأنا أولهم.
تقوم المؤسسة الأمنية بأجهزتها المختلفة المتحدة بتتبع كتاب الإنترنت في المنتديات التفاعلية وفي المدونات، ويتعرضون بشكل دائم وممنهج لشتى أنواع الاعتداءات على حرياتهم الشخصية والعامة، فمن المحاكمات المدبرة، إلى التهديد المباشر، إلى المنع من الكتابة، إلى الإضرار بهم في مصالحهم وأوضاعهم المعيشية، فالشعب العُماني بأسره رهينة لدى المؤسسة الأمنية التي تحكم الدولة وتسيرها ضاربة عرض الحائط بالقوانين والأنظمة التي غالباً ما تكون صورية غير مفعلة في الواقع، جزئياً أو كلياً.
أيها الضمير، أيها العالم : إليك كل ما كتبه وتنفسه المدون الفنان حمد الغيثي في مدونته حتى أصبح هدفاً للتسلط البوليسي.. فاشهد أيها العالم.
- - - - - -
الشمس أجمل في بلادي من سواها.. والظلام
حتى الظلام هناك أجمل فهو يحتضن عُمان
حمد الغيثي: أنت تحب، أنت حر
تقصدني حمد الغيثي حتى أغرقني!
أغرقني بسخاء روحه وقلمه وذائقته، أغرقني في آفاق الجمال والآمال.
أغرقني بغرابته، هذا الرجل الذي يقدم ما يستطيع للآخر ثم يشكر الآخر على فضله عليه!
أغرقني بسؤاله الدائم عني، تقصدني باستفزازه فاتهمني بأني أغط في سبات عميق، لدرجة أنه نعاني وربما يكون قد أقام لي مجلساً للعزاء ولم يخبرني به أو يعلن عنه فقد قال:
(أعتبر ممنوع من الكلام شهيداً، فيبدو لي أن الأجل توفاه حقاً.)
أغرقني بشفافيته وأناقته وبلاغته.. بـقدرته التعبيرية وموهبته التشكيلية، صورة يتبعها بتعليق يقول ما يمكن أن أقوله أنا في مقال من ألف سطر ثم ألوم نفسي على أني لم أقل كل شيء وأني لا أعرف كيف أقول ما أريد.
لم يخبرني حمد عن شيء، كل ما قاله لي هو أن (قطار التطبيع الثقافي قد وصل إلى باب مدونتي)..
لكني فهمت، وأي عُماني لا يمكنه إلا أن يفهم ما حدث، ذلك أنهم وفروا الأفهام والجدل والاختلاف وإنتاج الرؤى والدلالات، واختزلوها في : الاستبداد..
وبهذا نستطيع أن لا نتعب أنفسنا في تفسيرات أو احتمالات عندما يعلن مدون أو كاتب بأنه سيتوقف وبتلطيف منه سيأخذ إجازة.
شممت الخبر وتتبعت مصدر رائحته الكريهة، والتي لا يمكن أن أخطئها، وعلمت أن رفيقي المدون حمد الغيثي، الذي يظن نفسه لا يصرخ ولا يستفز سلطة ويلمح أكثر مما يصرح، وأنه غير محرض ولا منفعل ولا ناشر أسرار ولا موجه اتهامات، ولا يدعو إلى تغيير جذري لنظام الحكم، وأن تحضره وخياراته الفكرية والثقافية تدعوه للتعبير بأناقة مستعيناً بالقصائد والأدوات البصرية والتعليقات الشعرية والتضمين والإشارة و....كل ظنه هذا ذهب هباء وأنهكه نفسياً ودعاه لانكسار عابر زائل.. كل ظنه عن نفسه وحسن نيته وأسلوبه المتمدن.
أو على الأقل توقعه أن الأمر ليس كما يصوره عُماني ممنوع من الكلام على أنه استبداد مطلق وبوليسية فاشية وحرب مستعرة متزايدة على الكلمة والرأي والإختلاف والتعددية وكل ما يكرهه الفاشيون.
علمت أن جهاز الأمن الداخلي الذي يفوته كل الفساد ويحمي الاستبداد، لا تفوته كلمة يكتبها مواطن عماني في الإنترنت، وإذا كان مثقفاً وموهوباً فإن درجة الاستعداد الأمني ترتفع، وإذا كان معروف الهوية والعنوان يكون قد وفر عليهم قلق الليالي وفشل البحث الذي عادة ما يصابون به، فيورثهم اكتئاباً حاداً يجعل من عدائيتهم أقرب إلى رقص الضباع على الفريسة..
أخطأ حمد الغيثي وأجرم وطالب بالتغيير والديمقراطية!
خاطب سلطان بلاده طالباً منه أن تكون لعمان حرية وللعماني كرامة..
خاطب أوباما وبعث برسالة على عنوان حملته في السفارة الأمريكية في مسقط، ونشر الرسالة في مدونته؟
هل فعل مثل فعلك أحد في العالم.. أحد من العرب.. أحد في مجلس التهاون الخليجي.. أحد في عُمان؟
تجاوز حده ودخل في اختصاصات السلطة، فهي وحدها صاحبة الحق في الرأي والتفكير وهي (الأب) الذي يعرف مصلحة أولاده الصغار أكثر من أنفسهم..
من قال لك يا حمد أن تفكر وتكتب وتقول رأياً وتنشيء مدونة؟ هل صدر بذلك مرسوم سلطاني ينظم المسألة ويعطيك ذلك الحق؟
بل من قال لك أن تقرأ ما تقرأ، ألا توجد صحف محلية، ألا يوجد الكتاب السنوي الذي تصدره وزارة الإعلام؟
لماذا تحتاج إلى العالم وكلماته وأفكاره ومفاهيمه وزمنه، وفي السلطنة ما هو خير من العالم كله ومن الزمن كله؟
كيف تنسى الخصوصية؟ وتنسى أن عمان كلها من البحر إلى البحر حزب واحد وعقل واحد وفكر واحد؟
لا بأس يا حمد.. قد يخطيء المواطن لكن مهمة التوجيه والنصح والإرشاد قائمة يقوم بها رجال مخلصون لا يألون جهداً عن تقويم من ينحرف عن صراط السلطة المستقيم .. لا بأس يا حمد إن الحكومة غفورة رحيمة. لا بأس يا حمد مازلت صغيراً تغرر بك المفاهيم والأفكار.. لا بأس يا حمد تعوذ من شيطان الكتابة والقراءة والتفكير وكن مواطناً صالحاً ولا تقابل جميل الحكومة عليك بمثل ما تفعل؟
هل تنكر يا حمد أنك تتنفس؟
هل تنتظر غضبة أكبر، وتهديداً أشد؟
وأخيراً يا رفيقي أنا لست شهيداً بل شاهداً لا يموت بإرادة بوليسية..
المدونون العمانيون ليسوا شهداء، ولن يكونوا...
المدونون العمانيون فاعلون في السياسة والثقافة والأمل.. متواصلون في ومع المستقبل.. وغداً سيهطلون كالمطر.
المؤسسة البوليسية ممنوعة من نعمة الإنسانية.. إنسانية الحق والخير والجمال.
ممنوعة من فهم الإنجازات الحضارية للإنسان على كوكب الأرض.
ممنوعة من الزمن. محبوسة في قمقم يحتاج لعفريت يطلقها إلى زمن القرن الواحد والعشرين.
صباح مساء الجمال أيها المدونون يا عيون الله التي لا تنام.
ابنوا عمان كلمة كلمة، رأيا رأيا، فكرة فكرة، أملاً أملاً، كشفاً كشفاً، لإن طوبهم أو (طفالهم) أو (صاروجهم) سيغرق عند اقل جونو قادم من السماء أو الأرض الحرة المعتقلة.
لا تعتذر لأحد أو عن شيء.. الوطن هو من يعتذر لك لإنه ضيق هذه السنوات..
إنه أول أول الطريق.
كل التحيات الممكنة لنبلك الإنساني والوطني،
أنت حرُ لإنك تحب.
المصدر : عماني ممنوع من الكلام
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions