
رسالة مفتوحة إلى فهد بن محمود عن التبني والتوريث
1- التوريث
سيدي المحترم (مع حفظ الألقاب):
لا شك وأنكم من أكثر المطلعين على أحوال الشعب ودقائق مشاكله ومعاناته، فأنتم المسؤول الأول عن الشؤون القانونية في بلدي، وأنتم من رجالات الدولة المؤسسين، ومن المحتملين لوراثة العرش حسب آلية النظام الأساسي للدولة الصادر بمرسوم سلطاني، وكما لا يخفى على أي مراقب فأنتم من المتطلعين الطامحين للجلوس مستقبلاً على كرسي عُمان.وليس مقامكم أو منصبكم وحده هو ما يجعلني أجزم بحسن تقديركم لأحوال الشعب، فهناك أيضاً شمائلكم التي تُشاع عنكم، من تواضع وتسامح وتفهم لحاجات الناس ولوجهات النظر والآراء المختلفة.
من المظاهر الواضحة للعيان منافحتكم عن موقعكم البروتوكولي وتكريس ظهوركم، والعمل على إبرازه وصناعة إيهام عام بأنكم المرشح الأوفر حظاً بل والوريث المرتقب للسلطان، في الداخل والخارج. واشتغلت آلة دعائية، تطرح خجلها عاماً بعد عام، بالترويج لحكمتكم وحصافتكم وقدراتكم السياسية والإدارية العالية وثقة السلطان والشعب في شخصكم.
ما سبق، وإن كانت له مبرراته في التنافس على السلطة، لا يعني كثيراً الشعب الذي حفظ أساليب حاكميه ووعى الآن أنهم من طريق وهو من طريق آخر، وخذها سيدي كلمة من فم عُماني بأن الشعب لن يقبل بسلطان جديد وبحكم وراثي مطلق، وأن وهم استمرار تحنيط الزمن العماني ليس من منطق الزمن وموضوعيته في شيء.
وهنا تتضاعف الخطورة فإذا كنتم تنوون الحكم أو تعتقدون بأنه مقدر لكم فما الذي تفعلونه لكسب ثقة الشعب غير الترويج السياسي لذاتكم، وتنمية مصالحكم الشخصية، والامتناع عن تقديم أي مساعدة للشعب وذلك بالامتناع عن الكلام في حضرة قابوس أو غيابه إلا بما يرضاه ويريده، والتمادي في التملق لمن هم أدنى من قابوس، وأدنى من استحقاقاتك السياسية، على حساب شعب ينتظر كلمة حق في حقوقه المهدورة أمام حاكمه من مرشح لحكمه في المستقبل، أو مبادرة صغيرة للحد من طغيان المتنفذين الفاسدين، فلماذا؟
هل بإمكانك والحال هذه أن تلوم أحداً عندما يعتبركم شريكاً ولاعباً في تدهور أحوال الشعب والبلاد، فأنتم الوزير، النائب الأوحد لرئيس مجلس الوزراء، والمستشار والمرجع القانوني وعضو صاحب مكانة وحظوة في الأسرة الحاكمة، ويصفك الأجانب بأنك شخص منفتح غير متزمت لكنهم يضيفون أسفاً مفاده أن شخصيتكم السياسية ضعيفة لا تكفي لردع المتنفذين المفسدين، وهذا ليس من عزمات الحكم وتباشير حاكم يُلتفُ حوله. هكذا تداولت شخصيتك بعض أدبيات وأحاديث باحثين غربيين، وبعضهم من فرنسا العزيزة على قلبكم.
وبالمناسبة، فإن فرنسا، في تقديري البسيط، لا تستطيع أن تساعدك على إعتلاء كرسي عُمان كما قد تخالجكم نفسكم، أو يُشير بعضهم إلى ذلك.
من وجهة نظري، أنتم لم تقدموا لهذا الشعب في محنته شيئاً، وأنتم مثلما هم نظرائكم قد أخذتم من هذا البلد ثروات هائلة ليست من حقكم بل هي حق مئات الآلاف من فقراء وعاطلين ومتضررين من كل المستويات جراء السياسات التي وافقتم عليها وسهرتم على تنفيذها وإقرارها.
لكن يبدو أنكم لم تكتفوا بكل هذا، وقد واتتكم الفرصة، لمزيد من استغفال هذا الشعب وقهره والتسلط عليه، فمن الترويج لشخصيتكم، إلى الترويج ومحاولة فرض نجلكم الكريم على الواقع العماني، وهنا أسألكم هل بمثل هذه الأفعال تجمعون المؤهلات لحكم العمانيين مستقبلاً؟
نجلكم لا يشغل أي منصب رسمي عالي المستوى، لكن الآلة الدعائية التي تحركت طارحة خجلها عاماً بعد عام، أصبح لترويجها شاغلان: أنتم ونجلكم.
وتجاوز الوضع الترويج الإعلامي مُستغلاً القنوات الرسمية وغير الرسمية، وأخذ منحى غاية في الغرابة والسوء إلى درجة أنكم تلحقونه بالوفود الرسمية للخارج عالية المستوى والتي ترأستم بعضها نيابة عن السلطان في زيارات ملكية، دون أن تكون لنجلكم صفة تخوله لذلك، فأنتم لا تصطحبون نجلكم هنا في نزهة عائلية إنما تؤدون مهمة رسمية باسم شعب وبلد، أم أنكم تقولون للعالم الديمقراطي وغير الديمقراطي هذا ولدي وعُمان ملكنا، سواء بسبب كوني وريثاً محتملاً أو صاحب منصب وصاحب ثروات طائلة؟
وتجرأتم سياسياً، وبشكل سافر، عندما قمتم باصطحابه إلى مناسبة من أكبر المناسبات السياسية السنوية وهي مناسبة الانعقاد السنوي لمجلس عمان، وكان الشخص الوحيد في ذلك المجلس وذلك المقام البروتوكولي الذي لا صفة رسمية له في تلك المناسبة، وصفته الوحيدة أنه نجلكم الذي ظهر فجأة!
وهو الأمر الذي كشف مزيداً من حيثيات شخصيتكم أمام الجميع، وأعتقد جازماً بأن ذلك الفعل قد هبط كثيراً بأسهمكم المعنوية والأدبية عند بعض فئات الشعب حسنة النية اتجاهكم.
سيدي المحترم:
من المفارقات أننا نتابع مسلسل التوريث عند الحكام العرب، وهو المسلسل الذي لسنا إحدى حلقاته بسبب الظرف الإجتماعي الخاص للسلطان، غير إننا أصبحنا نتابعه في نسخته المحلية التي بدأت على مستوى المستشارين الخاصين والوزراء بتعيين أبنائهم وإلحاقهم عنوة بمناصب ووظائف معينة ورعايتهم بأجنحة التسلط والنفوذ، حتى أتيتم أنتم بما لم يستطعه أولئك المتنفذين.
الشعب قد ضاق ذرعاً بالفساد والمفسدين وينتظر اليوم الذي يزولون فيه، فعلى أي وجه زُين لكم تكريس الفساد علناً؟
وهل هذه هي حكمة من يبحث عن ثقة الشعب؟
أم أنها عقليتكم غير المنفتحة (وليس المنفتحة) كما يصفها الغربيون، التي ترى في عُمان وشعبها ملكية خاصة بالإمكان انتقالها إلى مالك ثانٍ وورثته كما تنتقل ملكيات قطعان البهائم وملكيات الأراضي والمزارع؟
هل هذه هي سياستكم وحصافة رأيكم التي تُشاع عنكم، وفي هذا الوقت العصيب الذي يحياه الشعب؟
هل هذه هي (التربية الفرنسية) القائمة على مباديء الديمقراطية: العدالة والمساواة وحرية التعبير؟
هل هذه هي ترجمة لمفاهيكم القانونية والسياسية التي تعبر عن منهجكم الذي تنوون الحكم به؟
سيدي المحترم:
خذها كلمة من فم عُماني بأننا لسنا قطيعاً يورث، والزمن العماني ليس كائناً محنطاً تعلقونه على حيطان قصوركم كما تعلقونه في عقولكم وضمائركم وجيوبكم.
إن الزمن يتقدم ويتقدم معه وعي شعب تحكمونه ولا تعرفونه، وبلد تسترقون أبنائه وتستنزفون دمه الذي ربما أغرقكم ذات يوم أقرب مما تتصورون.
قد تمضون دهراً ولا تسمعون مثل كلامي هذا، لكن كونوا على ثقة بأن هذا هو صوت شعب ممنوع من الكلام، وممنوع من العيش بكرامة في وطن كريم.
الجزء الثاني من الرسالة: التبني.
يتبع.. السبت.
المصدر : عماني ممنوع من الكلام
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions