( كيف تعاقب الوطن الوزراء والمسؤولين بالدولة ) - جديد عماني ممنوع من الكلام

    • ( كيف تعاقب الوطن الوزراء والمسؤولين بالدولة ) - جديد عماني ممنوع من الكلام

      الفصل الثامن

      كيف تعاقب الوطن الوزراء والمسئولين بالدولة

      اكتشفت هذا الأسلوب الجهنمي الطائي الشنيع بمحض الصدفة ، ذلك إنني وعندما كنت اضطلع بمهمة تحرير ملحق الوطن الثقافي والفني بعيد تركي الإدارة لرأفت الهجان ، كنت قد عقدت العزم على تقديم أنموذج متفرد في التحرير الثقافي ، إذ كما أخبرتكم سابقا بان قلمي قادر على الكتابة في كل شئ فكان سهل عليه ان يتعاطى الشعر والأدب والقصة والنقد عبر الملحق الثقافي الأسبوعي وعبر الصفحة الفنية اليومية .

      كانت حقيبتي التي احملها دائما خلف ظهري في كل التغطيات الصحفية ترقد فيها كاميرتي الفوتوغرافية من نوع بنتكس وقد اشتريتها من حر مالي ، إضافة إلى العدسات اللازمة لها عدسة 200 مم ، وعدسة 50 مم ، وعدسة wide angle لزوم تصوير ما هو مختبئ في الزوايا البعيدة الغائرة ، وهناك الكثير من الأفلام الجديدة التي تعج بها حقيبتي تلك ، كما ان بها المسجل الصغير الخاص بالتسجيل الصحفي وهو أيضا من مالي الخاص يرقد أيضا في تلك الحقيبة.

      وبالتالي كنت المحرر الوحيد بالحديقة الذي لايستعين ابدا بالمصوريين ولا بمعدات الحديقة الخاصة بالعمل الصحفي ، كان ثمة تنافس شريف ونظيف بيني وباعتباري ملحق الوطن الثقافي والفني وبين الاخوة الزملاء الأعزاء في جريدة عُمان محمد اليحيائي ومحمد الحضرمي ومسعود الحمداني وآخرين ، وإذا كنت أقول آخرين في ملحق عُمان الثقافي والفني فإنني في الواقع أشير إلى ان جريدة عُمان تحترم البشر ولا تعمد لقتلهم بداء الارهاق وبالتالي لاتكلف محررا واحدا ليغدو هو الملحق الثقافي والفني كله ، كانت هناك مجموعة من المحررين تحرر الملحق وليس محررا واحدا كما هو الحال في الحديقة.

      غير اننا وفي داخل أسوار الحديقة الجوارسية نقتل المحررين بغير رحمة ونمتص آخر نقطة من دمائهم ذاك مستوى لم يصل إليه دراكولا في أفلام الرعب الهتشكوكية ، وهذا أحد أسرار ثراء الطائي ، وهكذا يا أخواني كنت لوحدي ملحق الوطن الثقافي والفني تماما كما كنت قبل ذلك كل شئ لوحدي فيما حدثتكم آنفا ، كان التنافس الشريف بيني وبين الزملاء الأعزاء في جريدة عُمان على اشده ، وكنت أقاتل في اكثر من جهة وفي اكثر من ميدان بحثا عن السبق الصحفي وعن التفرد فيه والامتياز عبره .

      استقطبت واستنهضت العديد من الأقلام العُمانية المبدعة للكتابة في الملحق الثقافي بدون اجر بطبيعة الحال ، فالحديقة لا تدفع بيسة واحدة لأي كاتب محلي ومهما كان مستوى إبداعه ، نبحث دوما عن الذين يكتبون إلينا بالمجان فالسياسة الطائية في هذا الشأن واضحة ولا لبس فيها وتقول :

      ( ليس هناك كاتب محلي يستحق التقدير ، ليس هناك قلم عُماني يستحق ان ندفع إليه ، الجميع دون المستوى) ..

      وهكذا كنا نضع على وجوهنا (قناع الاستجداء) لنبحث من يشاطرنا العناء عبر الكتابة في الملحق الثقافي من المبدعين العُمانيين وغيرهم .

      لقد سجل التاريخ العُماني الحديث ملحمة صحافية متفردة تلك كانت الصفحة الفنية التي قدمتها على مدى سنوات بمستوى فاق حد التصور إذ كانت استقطاعا من اللحم الحي ، كنت وفي رمضان والتلفزيون العُماني يسجل أعماله الدرامية كنت معهم حتى الصباح داخل الاستوديوهات ، هناك تعرفت على المخرج المصري الفذ مجدي أبو عميره الذي قدم الملحمة الدرامية العُمانية (الشعر ديوان العرب) التي اجادها تأليفا الاخ ابو الوفا القاضي.

      الأخ العزيز خميس الرفاعي مدير التلفزيون العُماني آنذاك أعارني مشكورا طاولة مكتب وسلمني مفاتيح الأدراج ، ثم منحني تصريحا بإدخال كأميرتي الخاصة تلك بعدساتها المختلفة أدخلت معداتي لمبني التلفزيون مرة واحدة ، ولم أخرجها من هناك إلا بعد انتهاء كل الزخم الدرامي الإذاعي والتلفزيوني ، كانت لقطات حية لما سيقدم مساء في التلفزيون يطلع عليها القراء في الصباح في الجريدة وقبل ان تبث ، وكانت لقطات فوتوغرافية من مراحل تسجيل المسلسل الاذاعي المدهش (يوميات سعيد وسعيدة ) الذي كتبه الاخ العزيز المبدع / احمد بن درويش الحمداني كانت تنشر في الوطن وقبل البث، هذا المسلسل الاذاعي تحول لمسلسل تلفزيوني فيما بعد وحصد نجاحا هائلا وقدمته صحافيا ومن داخل استديوهات التصوير بذات الابداع السابق ، كان القراء يتسألون كيف استطعت تصوير مشاهد لم تبث بعد ؟.. وكانت الإجابة عندي متمثلة في أعين منتفخة لم يعرف النوم لها سبيلا ..

      وقتها كان برنامج (البث المباشر) الإذاعي ذائع الصيت أيام الإذاعي المبدع الاخ العزيز / زاهر بن حارث المحروقي كان يحصد النجاحات المدوية ، وذات يوم استضاف البرنامج أحد المسئولين العُمانيين اسمه محمد العدوي أو شئ كهذا على إنني متيقن بان قبيلته كانت العدوي ، قمت وبتلقائية شديدة بنشر صورة العدوي هذا مع مقتطفات وتعليقات على ما قاله للبث المباشر.

      وبعد النشر مباشرة جاءني التوبيخ حارا ولاذعا من الطائي عملا بقانون الحديقة الجوارسية العام والذي ينص كما أخبرتكم على انه : ( ليس هناك من يجيد عمله أو يحسنه أو يتقنه، الجميع مقصرون ، الجميع يستحقون العقاب ) قتلتني الدهشة إذ هو يقول :

      ـ لماذا تنشر كلام هذا الرجل ولماذا تنشر صورته ؟.. كان عليك تجاهل كل ما قاله..

      لم يكن في وسعي معرفة الأسباب الموجبة لفرض عقوبات على العدوي فهو شخصية عامة ، وتحدث إلى الإذاعة العُمانية التابعة لوزارة الإعلام ، ونحن كصحيفة نخضع أيضا لقانون المطبوعات والنشر الصادر بمرسوم سلطاني سامي وهذا القانون تنفذ بنوده وزارة الإعلام العُمانية وتراقب التزام الكل بما جاء به .

      وظفت الحاسة الصحفية الخاصة بي فاكتشفت ان الطائي على خلاف شخصي مع العدوي في شأن لا علاقة له بطبيعة عمله كمسئول في الدولة العُمانية ، وبما انه على خلاف شخصي مع الطائي فقد انزل الطائي به عقوبات شبيهة بعقوبات مجلس الأمن ، لا يرفعها إلا مجلس الأمن نفسه ، ومجلس الأمن هو الطائي عينه ، والى ان يرتدع العدوي في ذلك الشأن الشخصي ويقدم فروض الطاعة والولاء للطائي عندها سينظر في أمر رفع العقوبات المفروضة عليه ، كان علينا ان نضرب أخماسا في أسداس لنعرف من هم المعاقبون سلفا وقبل ان ننشر أخبارهم وفعالياتهم حتى وان كانوا وزراء ومسئولين في الدولة.

      وهكذا يا أخوان استطالت قائمة المعاقبين لتشمل المزيد من الوزراء والمزيد من المسئولين إنها قائمة سوداء خاصة بالطائي ، من الوزراء المعاقبين طائيا كان هناك معالي إبراهيم بن حمود الصبحي رئيس الهيئة العامة لأنشطة الشباب الرياضية والثقافية السابق ، ونائبة سابقا سعادة /نايف بن عبيد السلامي ، وفي قمة الصراع ما بين الصبحي والسلامي من جهة وما بين الطائي من جهة أخرى ، وفي مكتب الطائي إذ كنت اجلس معه في غرفة الاجتماعات ، كانت هناك عصا قصيرة ملقاة بعرض الطاولة حملها الطائي ولوح بها في الهواء من بعد ان دس وجهه خلف (قناع الخيلاء) والحديث لا يزال محتدما عن سعادة نايف بن عبيد السلامي قال الطائي وكانت تلك مفاجأة غير سارة بالنسبي لي وتنم عن عنصرية بغيضة :

      ـ لا تشتري العبد إلا والعصا معه..

      ثم وضع العصا على الطاولة، ثم اعتدل في جلسته ، لا ادري لماذا استعار هذا البيت تحديدا من كل شعر المتنبي ليصف به سعادة نايف بن عبيد ، واحسب بانه لايحفظ غير هذا البيت من كل صنوف الشعر العربي ولا سباب يعرفها وحده دون غيره .

      معالي الشيخ / محمد بن مرهون المعمري رئيس الهيئة العامة لأنشطة الشباب الرياضية والثقافية الحالي كان على رأس قائمة المعاقبين طائيا ، غير ان المعمري والحق يقال وزير لا يخضع للابتزاز فقد لاحق الطائي والوطن عبر لجنة المطبوعات والنشر التابعة لوزارة الاعلام ، وفي أحد تلك الاجتماعات العاصفة عاد الطائي لمقر الجريدة يتصبب عرقا ، قلت له:

      · ماذا حدث ؟..

      ـ سنرفع معالي الشيخ من القائمة وننشر كل أخباره وأخبار وزارته ..

      إذن فقد انتزع المعمري نفسه بصلابته من تلك القائمة المشئومة ولم يرضخ ، هناك معاقب شهير آخر لا يزال في القائمة رغم انتهاء عمله العام ، إلا هو الشيخ سالم العريمي رئيس الاتحاد العُماني لكرة القدم السابق وصاحب مجمع العريمي التجاري، العريمي رجل أعمال معروف ومحترم في السلطنة ، وكما تذكرون فقد حدثناكم عن مركز القرم التجاري الذي اشتراه الطائي بأموال الدعم الحكومي المخصص للصحف المحلية ، يقع هذا المركز جغرافيا جوار مركز العريمي التجاري ، وعندما بدأت السلطات المختصة بتعبيد مواقف السيارات في الفناء الخلفي الذي يربط ما بين مركز القرم التجاري ومركز العريمي التجاري دب خلاف شخصي بين الطائي والعريمي بشأن مواقف السيارات.

      الطائي حمل الخلاف وطار به لجريدته ليضع العريمي رئيس الاتحاد العُماني لكرة القدم على اعلى القائمة السوداء ، ممنوع نشر أخبار رئيس الاتحاد العُماني لكرة القدم ، ممنوع نشر أسمه ، ممنوع نشر صوره ، ممنوع نشر تصريحاته التي تهم الكرة العُمانية والمنتخب الوطني العُماني لكرة القدم، ممنوع نشر أي شئ بخصوص اتحاد كرة القدم ، الطائي ليس بوسعه ان يعقد المقارنة السامية الدلالات ما بين العريمي رجل الاعمال وصاحب ومدير مجمع العريمي التجاري وما بين العريمي رئيس الاتحاد العُماني لكرة القدم ، كلاهما رجل واحد ، وكلاهما سيئ وكلاهما لا مكان له في صفحات الوطن ، حتى مجمع العريمي كمبنى فقد طالته العقوبات ، ممنوع نشر اخبار أي فعالية ومهما كان نوعها تقام في هذا المركز ، كل المحلات التجارية الموجودة بالمركز اضيفت تلقائيا للقائمة السوداء ..

      المعاقب الأشهر الذي لا يزال في القائمة وسيظل هو الأخ الزميل / أحمد بن فيصل الجهضمي ، الجهضمي كان يتعاون مع الوطن وقبل التحاقه بالهيئة العامة لانشطة الشباب الرياضية والثقافية ، فاشتم الرائحة النتنة فاثر الانسلاخ من هذا الجسد المهتري ، ومن وقتها اعتبر عدوا لدودا للحديقة الجوارسية ولساكنيها ، الجهضمي عين أمينا لخزينة الاتحاد العُماني لكرة القدم ، فأمسى بذلك شخصية عامة ، وبما انه كذلك فطبيعي ان يصرح للصحف وان يتحدث عن الاتحاد العُماني لكرة القدم وعن المنتخب الوطني ، غير ان تصريحاته تلك وصوره تنشر في جريدتي عُمان والشبيبة كأمر طبيعي بيد انها لا تنشر إطلاقا في الوطن ، إذ ليس في عرف الطائي أي قدرة كما ذكرنا على التفريق ما بين الجهضمي المسئول بالاتحاد العُماني والجهضمي المغضوب عليه من الوطن ، كلاهما رجل واحد وكلاهما يستحق العقاب، ولن ترفع عنه العقوبات أبدا حتى يأت صاغرا وليقبل الايادي والاقدام .

      وان أردنا الاستوثاق مما نقول فما علينا إلا العودة لارشيفات جريدتي عُمان والشبيبة ولنستخرج أي تصريح سابق للجهضمي المسئول بالاتحاد العُماني لكرة القدم ولنبحث عن ذات التصريح في ذات التاريخ في العدد المقابل له في صفحات الوطن الرياضية لن نجد تصريحات الجهضمي ، لن نجد أي صورة منشورة له في الوطن الرياضي ، كأنه غير موجود أصلا في خارطة عُمان الرياضية ، كأنه يتحدث من كوكب آخر غير كوكبنا ، كأن عُمان الدولة ملك خاص للطائي يرفع من يشاء ويحط من قدر من يشاء من أولئك الرجال الصناديد الصابرين على أذى الدهور . لقد استغل الطائي هذه النقطة وببشاعة تحقيقا لمآربه الخاصة وإشباعا لعواء نرجسيته.

      من الكتاب الأسود لصحيفة الوطن العمانية- ضرغام أبو زيد- 4





      المصدر : عماني ممنوع من الكلام


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions