

قبل القراءة: التلوين والتشديد في النص من الأصل وليس من عندي.
الفصل السادس
أنموذج لرسائل الكذب والتسول
لحسن الحظ يا أخواني إنني وجدت نسخة من رسائل الكذب والدجل والتي اكتبها للطائي إذ هو لا يعرف من فنون الكتابة شيئا وجدتها بجهاز الكمبيوتر الخاص بي صدفة لنناقشها معا ولننظر ما بها من كذب ، أقول مقدما إنها وكلها عبارة عن كذبة كبرى هكذا مقدما :
معالي / أحمد بن عبد النبي مكي ـ الموقر
وزير الاقتصاد الوطني
نائب رئيس مجلس الشئون المالية وموارد الطاقة
نفيد معاليكم بأننا حصلنا على قرض حكومي بمبلغ ( 1.200.000 ) ر.ع بموجب عقد القرض الموقع بين وزارتكم الموقرة والجريدة بتاريخ 22/9/1993 وقد نصت المادة الثامنة من عقد القرض ان يبدأ السداد بعد مرور ثلاث سنوات من صرف آخر دفعة وحيث ان الدفعة الأخيرة لم يتم صرفها بعد فقد أُخطرنا بأنه ينبغي علينا السداد اعتبارا من 1/1/1998 .
ولما كان القرض قد تم استثماره في دفع مديونية الجريدة لدى البنوك التجارية وشراء ماكينات الطباعة والإخراج الصحفي وأجهزة الإنترنت وتدريب الكادر العُماني في الجريدة فقد ظهر جليا مدة جودة المادة الصحفية وطريقة الإخراج الصحفي المتطورة التي ظهرت بها صفحات الجريدة وكذلك أوجدت الوطن لنفسها موقعا عبر شبكة الإنترنت العالمية وكانت أول من حمل الخبر العُماني إلى الخارج بغرض تعريف شعوب العالم بنهضتنا المباركة وبمسيرة التنمية العُمانية وبالقدر الذي أشاد فيه الجميع خارج البلاد وداخلها بهذا الجهد ، ان كل هذا الجهد ينبغي ان تتضافر فيه جهودنا جميعا باعتباره يصب في مصلحة بلادنا العزيزة .
وكان بودنا بالفعل ان نبدأ السداد في التاريخ المحدد ولعجزنا ماليا من تدبير القسط الأول فإننا نأمل في تفهم معاليكم وبالتالي منحنا فترة سماح أخرى لا تقل عن ثلاث سنوات وان نقوم بسداد المبلغ على عشرة أقساط متساوية وما من شك إننا على ثقة من إنكم ستقدرون الظروف باعتبار إننا مؤسسة إعلامية وتربوية وثقافية تعمل أساسا في إطار خدمة وحماية المواطن العُماني من الأفكار والثقافات الوافدة والغريبة عن مجتمعنا وذلك من خلال تبصيره واعداده لتفهم متطلبات التنمية واستيعاب توجهات حكومتنا الرشيدة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله . وبالتالي فإننا في الأساس مؤسسة تربوية خالصة ويرتبط عملنا ثقافيا وتثقيفيا وتوعيا بالمواطن العُماني وان اقل ما نبتغيه هو معاملتنا على هذا الأساس أو مساواتنا مع الجهات الصناعية والتجارية أو الاستثمارية التي تحصل على قروض ميسرة لفترات سماح طويلة وفترات سداد تصل أحيانا إلى عشرات السنين ، كلنا ثقة من أن معاليكم سيتفهم مجمل الحقائق التي أشرنا إليها بعاليه ، كما نرجو إخطار بنك التنمية العُماني برغبتنا حتى يكونوا على علم بما يتم بيننا .
وتفضلوا معاليكم بقبول أسمى آيات التقدير والتوقير ،،،
لنبدأ في تفنيد رسالة الأكاذيب المرسلة لمعالي أحمد بن عبد النبي مكي ـ وزير الاقتصاد الوطني يقول ان المبلغ الذي ينوى ابتلاعه عن طريق التدرج في الطلبات وفي التسول وصولا إلى إلغاءه كليا انه قد استثمره في :
دفع مديونية الجريدة لدى البنوك التجارية وشراء ماكينات الطباعة والإخراج الصحفي وأجهزة الإنترنت وتدريب الكادر العُماني في الجريدة ..
فهل ما قاله كان حقيقة؟..
في الواقع كان ذلك محض كذب وافتراء ليضحك على معاليه في سره وعلنه ايضا بعد ان وضع على وجهه الاقنعة اياها فالمبلغ المشار إليه ابتلعه الطائي كليا ، ولم يتم استثماره في أي من المزاعم التي ذكر ، فأرباح الوطن السنوية تغني عن أي شئ آخر ، فكان من باب أولى ان يوجه القرض إلى من يستحقه فعلا من الشركات الاخرى العاملة في السلطنة ..
لأتوقف مطولا أمام ما قاله (وأجهزة الإنترنت وتدريب الكادر العُماني) فهذه كذبة طائية مدوية ، فأنا كنت دائرة الإنترنت ، ولم يتم صرف أي أموال تذكر عليّ وإلا لأصبحت من الأثرياء ، الكمبيوتر الذي اعمل به كان بانتيوم 2 بسرعة 266 ميجاهيرتز ، وقرص صلب بسعة 4 جيجابايت ، وذاكرة عشوائية تبلغ 64 ميجابايت وسعر الجهاز كله لا يتعدى الـ 200 ريالا ، أما الموقع كله فأنا الذي أديره واحرر الأخبار واختار العناوين واضع الصور ، وابثه على الهواء من جهازي في البيت ، فكمبيوتر المكتب أصلا مخصص إذ هو مرتبط بالشبكة الداخلية وبالتالي فانه مخصص لاستجلاب الموضوعات من السيرفر ، ثم انقلها على أقراص مرنة بسعة 1.4 ميجابايت عادية جدا ، وسعر صندوق الأقراص اللينة ريال عُماني واحد .
وفي كمبيوتري المنزلي وهو خاص بالجريدة بذات المواصفات التي ذكرتها وسعره نفس السعر ، أي ان سعرهما معا لا يتعدى 400 ريال عُماني ، لقد اشتكيت لطوب الأرض وعبر مذكرات متتالية بضرورة شراء جهاز كمبيوتر جديد لدائرة الإنترنت وبمواصفات عالية بانتيوم 3 على اقل تقدير ولا أقول بانتيوم 4 طبعا إلا انه رفض طلباتي رفضا باتا باعتبار إنني (ألعــب) في موقع الوطن الإلكتروني ، فهو واساسا يعاني من أمية حاسوبية قاتلة ناهيك عن معرفة أسرار العمل الإلكتروني البالغ التعقيد الذي أقوم به وحدي شاكيا لله كل ليلة هذا العذاب المرير.
وإذا كان الطائي يقصد انه قد صرف مبالغ تحفيزية لي لقاء هذا العمل الحضاري الكبير ، فإنني اقسم بالله انه لم يدفع لي بيسة واحدة لقاء هذا العمل ، واذكر بأنني كنت أدير موقع الوطن الإلكتروني وفي نفس الوقت اكتب زاوية يومية لعلكم تعرفونها جيدا وباعتبارها الزاوية الوحيدة المفتوحة على كل ما يهم الإنسان أين كان وأين وجد ، سياسة ، أدب ، اقتصاد ، دين ، رياضة ،كمبيوتر ، انترنت ، اجتماعيات ، قصص قصيرة ، الخ الخ ..
في الصحف الأخرى في مصر مثلا فان كاتب الزاوية اليومية لا عمل له غير هذه الزاوية ، يرصد وينقب ويبحث ، ويحضر الفعاليات المختلفة ، ثم يكتب ، ونحن نفعل كما يفعل كل الكُتاب ومع هذا نحرر موقعا إلكترونيا بهذا الحجم من الألف للياء وبدون بيسة واحدة ، ثم يكذب الطائي على معالي احمد بن عبد النبي بالقول بان دائرة الإنترنت كان مصروفا عليها من هذا القرض ..
أما ما قاله بشأن تدريب الكادر العُماني فإنني أعلنها مدوية وصارخة بأنه لم يتم تدريب أي عُماني في الوطن ، فأول وآخر دورة تدريبية للعُمانيين أنا الذي نظمتها مع معهد التدريب الوظيفي الذي كان يديره بالشراكة مع آخرين كما اعتقد الأخ / حسين بن عبد الخالق اللواتيا ، وقصة هذه الدورة غريبة وعجيبة ، لقد نظتمها في أواخر أيامي بالإدارة ووقع الطائي على الرسالة التي أرسلتها للمعهد ، والذي بدوره حولها إلى هيئة التدريب المهني إذ ان الهيئة هي التي تتكفل بكل نفقاتها وليس الطائي ، وتلك من المكرمات العظيمة التي تقدمها حكومة حضرة صاحب الجلالة ـ حفظه الله ورعاه ـ للشباب العُماني ، واذكر وفي شأن هذه الدورة انني قلت للطائي يوما :
· لو كنت عُمانيا فانني وعندما انتهي من دورة تدريبية سالتحق فورا بدورة اخرى وهكذا لن اتوقف ابدا عن التدريب ، فالتدريب المجاني الذي توفره الحكومة للعُمانيين كان وسيظل من اعظم انجازات حكومة حضرة صاحب الجلالة..
ما حدث انه واثناء الدورة حل حسن بن حسين الذي أخبرتكم عنه بالإدارة وعمد إلى تحطيم كل بناء شيدته داخل الحديقة بمباركة الطائي بطبيعة الحال ، فأرسل رسالة للمعهد يطلب فيها إلغاء الدورة هكذا نكاية في شخصي الضعيف، وليذهب الشباب العُماني الى الجحيم، وإذا توقفت الدورة فذلك معناه ان يدفع الطائي الرسوم إذ ان الهيئة لا تدفع إلا للدورات المكتملة وبعد اعتماد شهادات التخرج ، وتلك النقطة لم ينتبه إليها الطائي ولا حسن بن حسين وهما يحملان معاول الهدم لحرمان العُمانيين من حقهم في التدريب ولسبب واحد هو لأنني أنا الذي نظمت تلك الدورة ، حسن بن حسين كان العُماني الوحيد الذي لم يلتحق بتلك الدورة ، فقد قمت بالواجب كاملا تجاهه ، سلمت اوراق الترشيح الخاصة به لهيئة التدريب المهني ، فوجدوا ان مؤهله الدراسي اول ابتدائي ، وذلك مؤهل يقل عن الحد الادني الواجب توفره لمن يتم تدريبهم على نفقة الدولة ، طلبت منه احضار شهادة اول ابتدائي الخاصة به علني اقنع الهيئة بها غير انه قال : انها قد ضاعت ، فرفضت الهيئة التحاقه بتلك الدورة ، لذلك وعندما قفز فجأة للادارة كمدير لها كان همه الاول الغاء الدورة باي ثمن حسدا لزملاءه العُمانيين، وبموافقة محمد الطائي شخصيا.
إذن ما قدمته أنا وباعتباري أجنبيا للعُمانيين بالحديقة لم يقدمه الطرف العُماني الذي يفترض فيه وعليه انه احرص مني على تدريب المواطنين ، وتلك النقطة خاض فيها حسين بن عبد الخالق اللواتيا حتى اللجام ، إذ كان يعتقد بأنني الأجنبي قد أوقفت الدورة ، إذ بدأ في التحدث بهذه اللغة معربا عن اعتقاده بخطأ ان يتولى الأجانب مسئولية الإدارة ، لكنه لم يكن يعلم بان ثمة أجانب هم في الأصل حملة أقلام وصحافيين أصلا ينظرون إلى ما خلف الحُجب ويؤمنون بان سلطنة عُمان لابد ان يديرها أبناؤها يوما وإننا لابد من ان نمهد لهم الطريق للعبور لتبؤ تلك المسئوليات ..
ربما تلك النظرية صحيحة في مكان آخر غير الحديقة ، بيد إنها ليست كذلك داخل الحديقة باعتبار ان الادارة كانت في عهدتي ، وانا واساسا وقبل ان اكون اداريا فانا انتمي لقبيلة حملة الاقلام إذ هم أصحاب رسالة في الأصل وقد اضطلعوا بهذه المسئولية لحسن حظ الحديقة بطبيعة الحال ، ارتج على الأخ حسين اللواتيا عندما علم الحقيقة وعلم ان العُمانيين هم الذين أوقفوا تدريب أبناء جلدتهم، وكان عليه ان يغير معتقده اذ لم يحالفه التوفيق هذه المرة فيما ذهب اليه، وذلك تأكيد امين على ان ما يوجد داخل اسوار الحديقة لايوجد خارجها ..
معهد التدريب الوظيفي أوكل محاميا لرفع قضية ضد الوطن يطالبها بدفع رسوم الدورة ، هنا جن جنون الطائي ، وزعم أمام حسين بن عبد الخالق الذي جاء لمقابلته بشأن مستحقات الدورة المالية ، زعم بأنه لا يعلم شيئا عن هذه الدورة وان شخصي الضعيف هو الذي نظمها بدون علمه ، وهو بالتالي ينأى بنفسه عن أي تبعات قانونية انه (قناع الجبن) وقد دس وجهه خلفه أمام الاخ حسين بن عبد الخالق اللواتيا..
حضرت ذلك الاجتماع العاصف، وكنت اجلس شمال الطائي بينما جلس حسين بن عبد الخالق الى يمينه ، وأنا في دواخلي ابتسم إذ ارى الطائي يغير الأقنعة إياها بانتظام وبسرعة تفوق الوصف هذه المرة ، في يدي وتحت الطاولة وبحيث لم يكن الطائي يرى ما احمل كنت احمل ملف الدورة وأول ورقة به نسخة الرسالة الممهورة بتوقيعه شخصيا واصلها لدى المعهد ولدى حسين بن عبد الخالق بطبيعة الحال .
وعندما أكد الطائي قسمه بأنه لا يعلم عن الدورة شيئا رفعت الملف والرسالة به وقلت :
· ما هــــذه ؟..
ارتج عليه وبدأ في التلعثم ، ثم وسريعا ارتدي (قناع التراجع) ، وبدأ في خفض صوته ذاك النشاز ، ثم اعتدل في جلسته وبدأ الحديث مؤدبا هذه المرة في وعن كيفية علاج هذا الخطأ وبغض النظر عمن ارتكبه ، قال لحسين بن عبد الخالق :
ـ هل من الممكن عودة العُمانيين إلى المعهد مجددا ؟..
كان قد تبقى شهر واحد على فترة انتهاء الدورة بناء على موافقة هيئة التدريب المهني ، قال حسين بعد ان تبسم تبسم المنتصر :
ـ هو أمر صعب ولكننا سنحاول..
وهكذا أمر العُمانيين بالعودة ومنذ الغد للمعهد ، وبعد انتهاء الدورة طلب مني ان أتكفل باستخراج المستحقات المالية الخاصة بالوطن من هيئة التدريب المهني ، رغم إنني في ذلك الوقت لم تكن لي علاقة بالإدارة ، الأمر يخص حسن بن حسين مدير الإدارة الجديد والذي الغي الدورة.
غير ان حسن حسين لم يكن يعلم شيئا عن قوانين التدريب المهني ولا عن كيفية المطالبة بالمبالغ ، وبعد جهد جهيد مع الأخ محسن البلوشي بدائرة التدريب المهني أفلحت في انتزاع حوالي 50 ألف ريال عُماني ان لم تخن الذاكرة خصما من مساهمة التدريب المهني التي تدفعها الشركات الخاصة لمكتب العمل ، أي انه وفي هذه الدورة الوحيدة اخذ الطائي من حكومة حضرة صاحب الجلالة ، ولم يدرب أحدا من جيبه الخاص ولا من القرض الذي خاطب بموجبه معالي / احمد بن عبد النبي مكي ، فأي دورة كان يقصد والى أي تدريب كان يشير ؟.. انه الكذب يا أخوان .
لقد قلت لكم سابقا ان 99.9% مما يقوله الطائي هو كذب بحت ، لكم الآن ان تصدقوا ما أقول ، فهذا رجل لا يوثق به على الإطلاق ، ولا يمكن تصنيفه بأي حال في ومع زمرة الصادقين ، إنها الحقيقة المجردة .
ثم يستطرد الطائي قائلا :
وكذلك أوجدت الوطن لنفسها موقعا عبر شبكة الإنترنت العالمية وكانت أول من حمل الخبر العُماني إلى الخارج بغرض تعريف شعوب العالم بنهضتنا المباركة وبمسيرة التنمية العُمانية وبالقدر الذي أشاد فيه الجميع خارج البلاد وداخلها بهذا الجهد
في هذه الفقرة لم يقل الطائي لمعالي أحمد بن عبد النبي مكي من هو الذي أوجد لـ الوطن موقعا على الإنترنت؟.. ومن هو الذي حمل الخبر العُماني إلى الخارج بغرض تعريف شعوب العالم بنهضتنا المباركة وبمسيرة التنمية العُمانية ؟.. وإذا كان الجميع قد أشاد بهذا الجهد ، فمن هو الشخص الذي قدم هذا الجهد أصلا ؟.. انه شخصي الضعيف يا أخوان ، من عرقي يتسول هذا الرجل على الموائد ، وإذا كان التسول مباحا بموجب فقه الضرورة فلماذا لا نقتسم معا هذا الريع البديع ؟.. بل لماذا لاننال جزءا ولو ضئيلا منه إحقاقا للحق وللعدالة الإلهية والوضعية معا. أليس ذلك تساؤل يتسم بالمنطق الجاد وبالعدل الحصيف ؟..
لحملة الأقلام وحدهم أقول بان عليكم ان تقارنوا ما بين أسلوب الرسالة الموجهة لمعالي أحمد بن عبد النبي مكي وما بين فصول هذا الكتاب برمته ، ستجدون ان الأسلوب هو ذاته الأسلوب وباعتبار ان لكل كاتب بصماته في الكتابة وهي تشبه تماما بصمات الأصابع لا تتكرر ولايُعاد تصميمها ، ذلك يؤكد لكم إنني قد كتبت له هذه الرسالة مرغما بالطبع إذ هو يحدد لي عناوين الأكاذيب التي ينبغي التوسع فيها ، ومن خلفي وأنا اكتب وتجاه الرأس تماما يوجد ذلك السلاح الناري الفتاك مستعدا للاطلاق.
لقد كنا مرغمين يا سادتي على ان نقول ما لسنا مقتنعين به ، تماما كما امرنا الطائي ذات يوم ان نكتب في زاويتنا اليومية عن ( الجينوم البشري ) قلت :
· وما هو الجينوم البشري ؟..
ـ لا اعرف
· وأنا أيضا لا اعرف
قلت له ذلك ، رأفت الهجان العُماني هو الذي نقل إلينا تلك التعليمات العرجاء ، كان علينا ان نكتب عن الجينوم البشري ، في الوقت الذي كان فيه الشارع الفلسطيني مشتعلا وشارون يعيث إفسادا وقتلا وتقتيلا في أبناء شعبنا الفلسطيني هناك ، وبما انه لا يريد لنا ان نزجر شارون قالها صراحة وصريحة وبالصوت المرتفع في قاعة التحرير وكان هناك من الزملاء كما اذكر الأخ الكاتب والزميل / محمد عبد الخالق ، والزملاء / سامي حامد ، ومحمد عجيب ، وخميس التوبي (خمس) وسعيد الشقصي ، وغيرهم ، العبارة كانت واضحة :
ـ لا أحد يكتب عن شارون ، انتم لا تعرفون شيئا ..
كان يقصد بأنه هو الذي يعرف بطبيعة الحال . بيد إننا وككُتاب وحملة أقلام نوقن بان العكس عينه هو الصحيح ، وانه وبهذا الموقف المشين يؤكد على علاقة له ما لا نعرف كنهها بالموساد الإسرائيلي ، إذ أحسب بأنه وفي العالم العربي برمته لا يوجد رئيس تحرير صحيفة عربية يكن هذا التقدير والاحترام لشارون ، وما يكنه الطائي لسفاح صبرا وشاتيلا ، لا يكنه له رئيس تحرير صحيفة بديعوت احرنوت الإسرائيلية على سبيل المثال لا الحصر..
إننا نربأ بسلطنة عُمان وبسلطانها العظيم الذي اعرف تماما ما قدمه لبلاده فإذا هو يفوق حد التصور بل يفوق حد الخيال ، لقد عايشنا سني النهضة العُمانية الحديثة ، وشاهدنا بأعيننا عظمة الإنجاز وهو يعانق عنان السماء ، وخاطبنا العقول العُمانية باختلاف ثقافاتها وساهم قلمنا في الارتقاء بفكر الشباب العُماني ، وعرفنا الشعب العُماني عن قرب لا عن بعد عبر علاقات صداقة أسرية حميمة ، وكنا نكتب عن تطلعات العُمانيين انطلاقا من داخل بيوتهم لا من خارج أسوارها ، لذلك أقول وبثقة متناهية ان شعب عُمان وهو عربي أصيل يكن الإعزاز والمحبة لفلسطين وشعبها وبالتالي يربأ بنفسه ان تمجد صحافته المحلية ارييل شارون شخصيا ، وهكذا يا أخوان كان علينا ان نكتب ما لسنا مقتنعين به بحد السيف لا بالإقناع ، ذلك انه لو جلس معنا ككُتاب في حوار مفتوح لأقنعناه إذ نملك من المنطق ما يكفي لجندلته وبسهولة متناهية ايضا.
وإذا كانت مثل هذه الرسائل التي اكتبها له مرغما والتي اسميها صدقا لا مجازا برسائل التسول والتي أثرى عبرها حتى غدا فيلا قد بنت الوطن ومن الصفر ، فانه وبالمنطق فان قلمي هو الذي بنى الوطن لا الطائي بطبيعة الحال وبحكم المنطق ، بيد إنني ومن باب الوطنية البحتة فان عقدين من الزمان كفيلة بان تحيل المرء في وطن عاش فيه هذه المدة كفيلة بان تحيله إلى مواطن ، يعشق بلاده ولا يرضى لها الضيم أو الوقوع في براثن الغدر بها..
هذا الإحساس النبيل برز للسطح ساطعا ، إزاء الرسالة التي كتبتها له للمقام السامي طالبين عبرها إعفاءنا من دفع المبالغ المترتبة علينا لصالح جريدة عُمان عندما كنا نطبع جريدتنا بمطابعها ، وقتها كان حمد بن محمد الراشدي وزير الإعلام الحالي يشغل وظيفة رئيس التحرير فيها ، تلقينا العديد من الرسائل منه يطالبنا فيها بتسديد المبلغ الذي وصل لحوالي 600.000 ريال عُماني ، ولم يكن في وسعنا ان ندفع إذ كنا في البداية وكنا لا نزال فقراء أو هذا ما أفهمني إياه إذ كنا لا نزال في المبنى القديم بالوطية .
لذلك طلب مني ان اكتب للمقام السامي ، وكتبت له رسالة عميقة المعاني استخدمت فيها كل مهاراتي اللغوية ، وجاءنا الرد الكريم ، لقد رأيت خط المقام السامي على الرسالة ( تعفى الوطن من دفع المبلغ) وتحت هذه العبارة التوقيع الكريم لجلالته ، ذاته التوقيع الموجود على اوراق النقد العُمانية ، صورة الرسالة أرسلناها لجريدة عُمان ليكفوا عنا طلباتهم ففعلوا .
غير ان المذهل والمثير هو ان مثل هكذا مكرمة سامية يتعين الاعتداد بها ، ومن ثم إبرازها لكل من يرغب حبا في المقام السامي وتقديرا له ، لقد ذهلت حقا إذ الطائي أخفى هذه الرسالة من أعين المحاسبين القانونيين وأعينهم في الأصل معصوبة عن الواقع المالي للحديقة وبالطريقة الطائية التي أشرنا إليها في الفصل الخامس ، وهكذا حول الطائي المبلغ لجيبه الخاص ، كإشارة وكتأكيد إلى انه كان في مقدوره ان يدفع ديون جريدة عُمان ، غير انه اثر اللجؤ إلى تلك الوسيلة لشئ في نفس يعقوب تعرفونه تماما إذ لم يعد خافيا على أحد .
ثم كتبت له أيضا رسالة للمقام السامي نطلب فيها إعفاءنا من دفع قيمة الأرض المشاد بها مبنى الوطن الحالي بالغبرة ، وجاء الرد السامي بالموافقة الكريمة أيضا ، وهكذا يا أخوان فان قلمي ما برح يحصد النجاح تلو النجاح لتدخل كل تلك الأموال إلى معدة واحدة لاتكل ولا تمل عن الهضم ، ولم نأخذ بيسة واحدة كتأكيد على سمو قانون الحديقة الجوارسية الذي أخالكم قد حفظتموه الآن.
من الكتاب الأسود لصحيفة الوطن العمانية- ضرغام أبوزيد- 2
الصور لصحيفة الفلق العمانية التي صدرت في زنجبار 1929، وقامت بدور ثقافي وتنويري خلال أربعينيات القرن العشرين.
الفصل السادس
أنموذج لرسائل الكذب والتسول
لحسن الحظ يا أخواني إنني وجدت نسخة من رسائل الكذب والدجل والتي اكتبها للطائي إذ هو لا يعرف من فنون الكتابة شيئا وجدتها بجهاز الكمبيوتر الخاص بي صدفة لنناقشها معا ولننظر ما بها من كذب ، أقول مقدما إنها وكلها عبارة عن كذبة كبرى هكذا مقدما :
الرقم : ج و /ش د/50/2
التاريخ : 13/12/1997
معالي / أحمد بن عبد النبي مكي ـ الموقر
وزير الاقتصاد الوطني
نائب رئيس مجلس الشئون المالية وموارد الطاقة
الموضوع : تمديد فترة السماح وتخفيض الأقساط
نفيد معاليكم بأننا حصلنا على قرض حكومي بمبلغ ( 1.200.000 ) ر.ع بموجب عقد القرض الموقع بين وزارتكم الموقرة والجريدة بتاريخ 22/9/1993 وقد نصت المادة الثامنة من عقد القرض ان يبدأ السداد بعد مرور ثلاث سنوات من صرف آخر دفعة وحيث ان الدفعة الأخيرة لم يتم صرفها بعد فقد أُخطرنا بأنه ينبغي علينا السداد اعتبارا من 1/1/1998 .
ولما كان القرض قد تم استثماره في دفع مديونية الجريدة لدى البنوك التجارية وشراء ماكينات الطباعة والإخراج الصحفي وأجهزة الإنترنت وتدريب الكادر العُماني في الجريدة فقد ظهر جليا مدة جودة المادة الصحفية وطريقة الإخراج الصحفي المتطورة التي ظهرت بها صفحات الجريدة وكذلك أوجدت الوطن لنفسها موقعا عبر شبكة الإنترنت العالمية وكانت أول من حمل الخبر العُماني إلى الخارج بغرض تعريف شعوب العالم بنهضتنا المباركة وبمسيرة التنمية العُمانية وبالقدر الذي أشاد فيه الجميع خارج البلاد وداخلها بهذا الجهد ، ان كل هذا الجهد ينبغي ان تتضافر فيه جهودنا جميعا باعتباره يصب في مصلحة بلادنا العزيزة .
وكان بودنا بالفعل ان نبدأ السداد في التاريخ المحدد ولعجزنا ماليا من تدبير القسط الأول فإننا نأمل في تفهم معاليكم وبالتالي منحنا فترة سماح أخرى لا تقل عن ثلاث سنوات وان نقوم بسداد المبلغ على عشرة أقساط متساوية وما من شك إننا على ثقة من إنكم ستقدرون الظروف باعتبار إننا مؤسسة إعلامية وتربوية وثقافية تعمل أساسا في إطار خدمة وحماية المواطن العُماني من الأفكار والثقافات الوافدة والغريبة عن مجتمعنا وذلك من خلال تبصيره واعداده لتفهم متطلبات التنمية واستيعاب توجهات حكومتنا الرشيدة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله . وبالتالي فإننا في الأساس مؤسسة تربوية خالصة ويرتبط عملنا ثقافيا وتثقيفيا وتوعيا بالمواطن العُماني وان اقل ما نبتغيه هو معاملتنا على هذا الأساس أو مساواتنا مع الجهات الصناعية والتجارية أو الاستثمارية التي تحصل على قروض ميسرة لفترات سماح طويلة وفترات سداد تصل أحيانا إلى عشرات السنين ، كلنا ثقة من أن معاليكم سيتفهم مجمل الحقائق التي أشرنا إليها بعاليه ، كما نرجو إخطار بنك التنمية العُماني برغبتنا حتى يكونوا على علم بما يتم بيننا .
وتفضلوا معاليكم بقبول أسمى آيات التقدير والتوقير ،،،
محمد بن سليمان الطائي
المدير العام / رئيس التحرير
لنبدأ في تفنيد رسالة الأكاذيب المرسلة لمعالي أحمد بن عبد النبي مكي ـ وزير الاقتصاد الوطني يقول ان المبلغ الذي ينوى ابتلاعه عن طريق التدرج في الطلبات وفي التسول وصولا إلى إلغاءه كليا انه قد استثمره في :
دفع مديونية الجريدة لدى البنوك التجارية وشراء ماكينات الطباعة والإخراج الصحفي وأجهزة الإنترنت وتدريب الكادر العُماني في الجريدة ..
فهل ما قاله كان حقيقة؟..
في الواقع كان ذلك محض كذب وافتراء ليضحك على معاليه في سره وعلنه ايضا بعد ان وضع على وجهه الاقنعة اياها فالمبلغ المشار إليه ابتلعه الطائي كليا ، ولم يتم استثماره في أي من المزاعم التي ذكر ، فأرباح الوطن السنوية تغني عن أي شئ آخر ، فكان من باب أولى ان يوجه القرض إلى من يستحقه فعلا من الشركات الاخرى العاملة في السلطنة ..
لأتوقف مطولا أمام ما قاله (وأجهزة الإنترنت وتدريب الكادر العُماني) فهذه كذبة طائية مدوية ، فأنا كنت دائرة الإنترنت ، ولم يتم صرف أي أموال تذكر عليّ وإلا لأصبحت من الأثرياء ، الكمبيوتر الذي اعمل به كان بانتيوم 2 بسرعة 266 ميجاهيرتز ، وقرص صلب بسعة 4 جيجابايت ، وذاكرة عشوائية تبلغ 64 ميجابايت وسعر الجهاز كله لا يتعدى الـ 200 ريالا ، أما الموقع كله فأنا الذي أديره واحرر الأخبار واختار العناوين واضع الصور ، وابثه على الهواء من جهازي في البيت ، فكمبيوتر المكتب أصلا مخصص إذ هو مرتبط بالشبكة الداخلية وبالتالي فانه مخصص لاستجلاب الموضوعات من السيرفر ، ثم انقلها على أقراص مرنة بسعة 1.4 ميجابايت عادية جدا ، وسعر صندوق الأقراص اللينة ريال عُماني واحد .
وفي كمبيوتري المنزلي وهو خاص بالجريدة بذات المواصفات التي ذكرتها وسعره نفس السعر ، أي ان سعرهما معا لا يتعدى 400 ريال عُماني ، لقد اشتكيت لطوب الأرض وعبر مذكرات متتالية بضرورة شراء جهاز كمبيوتر جديد لدائرة الإنترنت وبمواصفات عالية بانتيوم 3 على اقل تقدير ولا أقول بانتيوم 4 طبعا إلا انه رفض طلباتي رفضا باتا باعتبار إنني (ألعــب) في موقع الوطن الإلكتروني ، فهو واساسا يعاني من أمية حاسوبية قاتلة ناهيك عن معرفة أسرار العمل الإلكتروني البالغ التعقيد الذي أقوم به وحدي شاكيا لله كل ليلة هذا العذاب المرير.
وإذا كان الطائي يقصد انه قد صرف مبالغ تحفيزية لي لقاء هذا العمل الحضاري الكبير ، فإنني اقسم بالله انه لم يدفع لي بيسة واحدة لقاء هذا العمل ، واذكر بأنني كنت أدير موقع الوطن الإلكتروني وفي نفس الوقت اكتب زاوية يومية لعلكم تعرفونها جيدا وباعتبارها الزاوية الوحيدة المفتوحة على كل ما يهم الإنسان أين كان وأين وجد ، سياسة ، أدب ، اقتصاد ، دين ، رياضة ،كمبيوتر ، انترنت ، اجتماعيات ، قصص قصيرة ، الخ الخ ..
في الصحف الأخرى في مصر مثلا فان كاتب الزاوية اليومية لا عمل له غير هذه الزاوية ، يرصد وينقب ويبحث ، ويحضر الفعاليات المختلفة ، ثم يكتب ، ونحن نفعل كما يفعل كل الكُتاب ومع هذا نحرر موقعا إلكترونيا بهذا الحجم من الألف للياء وبدون بيسة واحدة ، ثم يكذب الطائي على معالي احمد بن عبد النبي بالقول بان دائرة الإنترنت كان مصروفا عليها من هذا القرض ..
أما ما قاله بشأن تدريب الكادر العُماني فإنني أعلنها مدوية وصارخة بأنه لم يتم تدريب أي عُماني في الوطن ، فأول وآخر دورة تدريبية للعُمانيين أنا الذي نظمتها مع معهد التدريب الوظيفي الذي كان يديره بالشراكة مع آخرين كما اعتقد الأخ / حسين بن عبد الخالق اللواتيا ، وقصة هذه الدورة غريبة وعجيبة ، لقد نظتمها في أواخر أيامي بالإدارة ووقع الطائي على الرسالة التي أرسلتها للمعهد ، والذي بدوره حولها إلى هيئة التدريب المهني إذ ان الهيئة هي التي تتكفل بكل نفقاتها وليس الطائي ، وتلك من المكرمات العظيمة التي تقدمها حكومة حضرة صاحب الجلالة ـ حفظه الله ورعاه ـ للشباب العُماني ، واذكر وفي شأن هذه الدورة انني قلت للطائي يوما :
· لو كنت عُمانيا فانني وعندما انتهي من دورة تدريبية سالتحق فورا بدورة اخرى وهكذا لن اتوقف ابدا عن التدريب ، فالتدريب المجاني الذي توفره الحكومة للعُمانيين كان وسيظل من اعظم انجازات حكومة حضرة صاحب الجلالة..
ما حدث انه واثناء الدورة حل حسن بن حسين الذي أخبرتكم عنه بالإدارة وعمد إلى تحطيم كل بناء شيدته داخل الحديقة بمباركة الطائي بطبيعة الحال ، فأرسل رسالة للمعهد يطلب فيها إلغاء الدورة هكذا نكاية في شخصي الضعيف، وليذهب الشباب العُماني الى الجحيم، وإذا توقفت الدورة فذلك معناه ان يدفع الطائي الرسوم إذ ان الهيئة لا تدفع إلا للدورات المكتملة وبعد اعتماد شهادات التخرج ، وتلك النقطة لم ينتبه إليها الطائي ولا حسن بن حسين وهما يحملان معاول الهدم لحرمان العُمانيين من حقهم في التدريب ولسبب واحد هو لأنني أنا الذي نظمت تلك الدورة ، حسن بن حسين كان العُماني الوحيد الذي لم يلتحق بتلك الدورة ، فقد قمت بالواجب كاملا تجاهه ، سلمت اوراق الترشيح الخاصة به لهيئة التدريب المهني ، فوجدوا ان مؤهله الدراسي اول ابتدائي ، وذلك مؤهل يقل عن الحد الادني الواجب توفره لمن يتم تدريبهم على نفقة الدولة ، طلبت منه احضار شهادة اول ابتدائي الخاصة به علني اقنع الهيئة بها غير انه قال : انها قد ضاعت ، فرفضت الهيئة التحاقه بتلك الدورة ، لذلك وعندما قفز فجأة للادارة كمدير لها كان همه الاول الغاء الدورة باي ثمن حسدا لزملاءه العُمانيين، وبموافقة محمد الطائي شخصيا.
إذن ما قدمته أنا وباعتباري أجنبيا للعُمانيين بالحديقة لم يقدمه الطرف العُماني الذي يفترض فيه وعليه انه احرص مني على تدريب المواطنين ، وتلك النقطة خاض فيها حسين بن عبد الخالق اللواتيا حتى اللجام ، إذ كان يعتقد بأنني الأجنبي قد أوقفت الدورة ، إذ بدأ في التحدث بهذه اللغة معربا عن اعتقاده بخطأ ان يتولى الأجانب مسئولية الإدارة ، لكنه لم يكن يعلم بان ثمة أجانب هم في الأصل حملة أقلام وصحافيين أصلا ينظرون إلى ما خلف الحُجب ويؤمنون بان سلطنة عُمان لابد ان يديرها أبناؤها يوما وإننا لابد من ان نمهد لهم الطريق للعبور لتبؤ تلك المسئوليات ..
ربما تلك النظرية صحيحة في مكان آخر غير الحديقة ، بيد إنها ليست كذلك داخل الحديقة باعتبار ان الادارة كانت في عهدتي ، وانا واساسا وقبل ان اكون اداريا فانا انتمي لقبيلة حملة الاقلام إذ هم أصحاب رسالة في الأصل وقد اضطلعوا بهذه المسئولية لحسن حظ الحديقة بطبيعة الحال ، ارتج على الأخ حسين اللواتيا عندما علم الحقيقة وعلم ان العُمانيين هم الذين أوقفوا تدريب أبناء جلدتهم، وكان عليه ان يغير معتقده اذ لم يحالفه التوفيق هذه المرة فيما ذهب اليه، وذلك تأكيد امين على ان ما يوجد داخل اسوار الحديقة لايوجد خارجها ..
معهد التدريب الوظيفي أوكل محاميا لرفع قضية ضد الوطن يطالبها بدفع رسوم الدورة ، هنا جن جنون الطائي ، وزعم أمام حسين بن عبد الخالق الذي جاء لمقابلته بشأن مستحقات الدورة المالية ، زعم بأنه لا يعلم شيئا عن هذه الدورة وان شخصي الضعيف هو الذي نظمها بدون علمه ، وهو بالتالي ينأى بنفسه عن أي تبعات قانونية انه (قناع الجبن) وقد دس وجهه خلفه أمام الاخ حسين بن عبد الخالق اللواتيا..
حضرت ذلك الاجتماع العاصف، وكنت اجلس شمال الطائي بينما جلس حسين بن عبد الخالق الى يمينه ، وأنا في دواخلي ابتسم إذ ارى الطائي يغير الأقنعة إياها بانتظام وبسرعة تفوق الوصف هذه المرة ، في يدي وتحت الطاولة وبحيث لم يكن الطائي يرى ما احمل كنت احمل ملف الدورة وأول ورقة به نسخة الرسالة الممهورة بتوقيعه شخصيا واصلها لدى المعهد ولدى حسين بن عبد الخالق بطبيعة الحال .
وعندما أكد الطائي قسمه بأنه لا يعلم عن الدورة شيئا رفعت الملف والرسالة به وقلت :
· ما هــــذه ؟..
ارتج عليه وبدأ في التلعثم ، ثم وسريعا ارتدي (قناع التراجع) ، وبدأ في خفض صوته ذاك النشاز ، ثم اعتدل في جلسته وبدأ الحديث مؤدبا هذه المرة في وعن كيفية علاج هذا الخطأ وبغض النظر عمن ارتكبه ، قال لحسين بن عبد الخالق :
ـ هل من الممكن عودة العُمانيين إلى المعهد مجددا ؟..
كان قد تبقى شهر واحد على فترة انتهاء الدورة بناء على موافقة هيئة التدريب المهني ، قال حسين بعد ان تبسم تبسم المنتصر :
ـ هو أمر صعب ولكننا سنحاول..
وهكذا أمر العُمانيين بالعودة ومنذ الغد للمعهد ، وبعد انتهاء الدورة طلب مني ان أتكفل باستخراج المستحقات المالية الخاصة بالوطن من هيئة التدريب المهني ، رغم إنني في ذلك الوقت لم تكن لي علاقة بالإدارة ، الأمر يخص حسن بن حسين مدير الإدارة الجديد والذي الغي الدورة.
غير ان حسن حسين لم يكن يعلم شيئا عن قوانين التدريب المهني ولا عن كيفية المطالبة بالمبالغ ، وبعد جهد جهيد مع الأخ محسن البلوشي بدائرة التدريب المهني أفلحت في انتزاع حوالي 50 ألف ريال عُماني ان لم تخن الذاكرة خصما من مساهمة التدريب المهني التي تدفعها الشركات الخاصة لمكتب العمل ، أي انه وفي هذه الدورة الوحيدة اخذ الطائي من حكومة حضرة صاحب الجلالة ، ولم يدرب أحدا من جيبه الخاص ولا من القرض الذي خاطب بموجبه معالي / احمد بن عبد النبي مكي ، فأي دورة كان يقصد والى أي تدريب كان يشير ؟.. انه الكذب يا أخوان .
لقد قلت لكم سابقا ان 99.9% مما يقوله الطائي هو كذب بحت ، لكم الآن ان تصدقوا ما أقول ، فهذا رجل لا يوثق به على الإطلاق ، ولا يمكن تصنيفه بأي حال في ومع زمرة الصادقين ، إنها الحقيقة المجردة .
ثم يستطرد الطائي قائلا :
وكذلك أوجدت الوطن لنفسها موقعا عبر شبكة الإنترنت العالمية وكانت أول من حمل الخبر العُماني إلى الخارج بغرض تعريف شعوب العالم بنهضتنا المباركة وبمسيرة التنمية العُمانية وبالقدر الذي أشاد فيه الجميع خارج البلاد وداخلها بهذا الجهد
في هذه الفقرة لم يقل الطائي لمعالي أحمد بن عبد النبي مكي من هو الذي أوجد لـ الوطن موقعا على الإنترنت؟.. ومن هو الذي حمل الخبر العُماني إلى الخارج بغرض تعريف شعوب العالم بنهضتنا المباركة وبمسيرة التنمية العُمانية ؟.. وإذا كان الجميع قد أشاد بهذا الجهد ، فمن هو الشخص الذي قدم هذا الجهد أصلا ؟.. انه شخصي الضعيف يا أخوان ، من عرقي يتسول هذا الرجل على الموائد ، وإذا كان التسول مباحا بموجب فقه الضرورة فلماذا لا نقتسم معا هذا الريع البديع ؟.. بل لماذا لاننال جزءا ولو ضئيلا منه إحقاقا للحق وللعدالة الإلهية والوضعية معا. أليس ذلك تساؤل يتسم بالمنطق الجاد وبالعدل الحصيف ؟..
لحملة الأقلام وحدهم أقول بان عليكم ان تقارنوا ما بين أسلوب الرسالة الموجهة لمعالي أحمد بن عبد النبي مكي وما بين فصول هذا الكتاب برمته ، ستجدون ان الأسلوب هو ذاته الأسلوب وباعتبار ان لكل كاتب بصماته في الكتابة وهي تشبه تماما بصمات الأصابع لا تتكرر ولايُعاد تصميمها ، ذلك يؤكد لكم إنني قد كتبت له هذه الرسالة مرغما بالطبع إذ هو يحدد لي عناوين الأكاذيب التي ينبغي التوسع فيها ، ومن خلفي وأنا اكتب وتجاه الرأس تماما يوجد ذلك السلاح الناري الفتاك مستعدا للاطلاق.
لقد كنا مرغمين يا سادتي على ان نقول ما لسنا مقتنعين به ، تماما كما امرنا الطائي ذات يوم ان نكتب في زاويتنا اليومية عن ( الجينوم البشري ) قلت :
· وما هو الجينوم البشري ؟..
ـ لا اعرف
· وأنا أيضا لا اعرف
قلت له ذلك ، رأفت الهجان العُماني هو الذي نقل إلينا تلك التعليمات العرجاء ، كان علينا ان نكتب عن الجينوم البشري ، في الوقت الذي كان فيه الشارع الفلسطيني مشتعلا وشارون يعيث إفسادا وقتلا وتقتيلا في أبناء شعبنا الفلسطيني هناك ، وبما انه لا يريد لنا ان نزجر شارون قالها صراحة وصريحة وبالصوت المرتفع في قاعة التحرير وكان هناك من الزملاء كما اذكر الأخ الكاتب والزميل / محمد عبد الخالق ، والزملاء / سامي حامد ، ومحمد عجيب ، وخميس التوبي (خمس) وسعيد الشقصي ، وغيرهم ، العبارة كانت واضحة :
ـ لا أحد يكتب عن شارون ، انتم لا تعرفون شيئا ..
كان يقصد بأنه هو الذي يعرف بطبيعة الحال . بيد إننا وككُتاب وحملة أقلام نوقن بان العكس عينه هو الصحيح ، وانه وبهذا الموقف المشين يؤكد على علاقة له ما لا نعرف كنهها بالموساد الإسرائيلي ، إذ أحسب بأنه وفي العالم العربي برمته لا يوجد رئيس تحرير صحيفة عربية يكن هذا التقدير والاحترام لشارون ، وما يكنه الطائي لسفاح صبرا وشاتيلا ، لا يكنه له رئيس تحرير صحيفة بديعوت احرنوت الإسرائيلية على سبيل المثال لا الحصر..
إننا نربأ بسلطنة عُمان وبسلطانها العظيم الذي اعرف تماما ما قدمه لبلاده فإذا هو يفوق حد التصور بل يفوق حد الخيال ، لقد عايشنا سني النهضة العُمانية الحديثة ، وشاهدنا بأعيننا عظمة الإنجاز وهو يعانق عنان السماء ، وخاطبنا العقول العُمانية باختلاف ثقافاتها وساهم قلمنا في الارتقاء بفكر الشباب العُماني ، وعرفنا الشعب العُماني عن قرب لا عن بعد عبر علاقات صداقة أسرية حميمة ، وكنا نكتب عن تطلعات العُمانيين انطلاقا من داخل بيوتهم لا من خارج أسوارها ، لذلك أقول وبثقة متناهية ان شعب عُمان وهو عربي أصيل يكن الإعزاز والمحبة لفلسطين وشعبها وبالتالي يربأ بنفسه ان تمجد صحافته المحلية ارييل شارون شخصيا ، وهكذا يا أخوان كان علينا ان نكتب ما لسنا مقتنعين به بحد السيف لا بالإقناع ، ذلك انه لو جلس معنا ككُتاب في حوار مفتوح لأقنعناه إذ نملك من المنطق ما يكفي لجندلته وبسهولة متناهية ايضا.
وإذا كانت مثل هذه الرسائل التي اكتبها له مرغما والتي اسميها صدقا لا مجازا برسائل التسول والتي أثرى عبرها حتى غدا فيلا قد بنت الوطن ومن الصفر ، فانه وبالمنطق فان قلمي هو الذي بنى الوطن لا الطائي بطبيعة الحال وبحكم المنطق ، بيد إنني ومن باب الوطنية البحتة فان عقدين من الزمان كفيلة بان تحيل المرء في وطن عاش فيه هذه المدة كفيلة بان تحيله إلى مواطن ، يعشق بلاده ولا يرضى لها الضيم أو الوقوع في براثن الغدر بها..
هذا الإحساس النبيل برز للسطح ساطعا ، إزاء الرسالة التي كتبتها له للمقام السامي طالبين عبرها إعفاءنا من دفع المبالغ المترتبة علينا لصالح جريدة عُمان عندما كنا نطبع جريدتنا بمطابعها ، وقتها كان حمد بن محمد الراشدي وزير الإعلام الحالي يشغل وظيفة رئيس التحرير فيها ، تلقينا العديد من الرسائل منه يطالبنا فيها بتسديد المبلغ الذي وصل لحوالي 600.000 ريال عُماني ، ولم يكن في وسعنا ان ندفع إذ كنا في البداية وكنا لا نزال فقراء أو هذا ما أفهمني إياه إذ كنا لا نزال في المبنى القديم بالوطية .
لذلك طلب مني ان اكتب للمقام السامي ، وكتبت له رسالة عميقة المعاني استخدمت فيها كل مهاراتي اللغوية ، وجاءنا الرد الكريم ، لقد رأيت خط المقام السامي على الرسالة ( تعفى الوطن من دفع المبلغ) وتحت هذه العبارة التوقيع الكريم لجلالته ، ذاته التوقيع الموجود على اوراق النقد العُمانية ، صورة الرسالة أرسلناها لجريدة عُمان ليكفوا عنا طلباتهم ففعلوا .
غير ان المذهل والمثير هو ان مثل هكذا مكرمة سامية يتعين الاعتداد بها ، ومن ثم إبرازها لكل من يرغب حبا في المقام السامي وتقديرا له ، لقد ذهلت حقا إذ الطائي أخفى هذه الرسالة من أعين المحاسبين القانونيين وأعينهم في الأصل معصوبة عن الواقع المالي للحديقة وبالطريقة الطائية التي أشرنا إليها في الفصل الخامس ، وهكذا حول الطائي المبلغ لجيبه الخاص ، كإشارة وكتأكيد إلى انه كان في مقدوره ان يدفع ديون جريدة عُمان ، غير انه اثر اللجؤ إلى تلك الوسيلة لشئ في نفس يعقوب تعرفونه تماما إذ لم يعد خافيا على أحد .
ثم كتبت له أيضا رسالة للمقام السامي نطلب فيها إعفاءنا من دفع قيمة الأرض المشاد بها مبنى الوطن الحالي بالغبرة ، وجاء الرد السامي بالموافقة الكريمة أيضا ، وهكذا يا أخوان فان قلمي ما برح يحصد النجاح تلو النجاح لتدخل كل تلك الأموال إلى معدة واحدة لاتكل ولا تمل عن الهضم ، ولم نأخذ بيسة واحدة كتأكيد على سمو قانون الحديقة الجوارسية الذي أخالكم قد حفظتموه الآن.
من الكتاب الأسود لصحيفة الوطن العمانية- ضرغام أبوزيد- 2
الصور لصحيفة الفلق العمانية التي صدرت في زنجبار 1929، وقامت بدور ثقافي وتنويري خلال أربعينيات القرن العشرين.
المصدر : عماني ممنوع من الكلام
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions