قبل أن أفتح هذه المدونـة كنـت أفكر كثيراً حـول إختيـاري للمواضيع التي أود الكتـابة عنهـا وفي النهـاية قررت أن أتـرك الأمـور تجري والزمـن كفيل بإيجـاد حل لهذه المشكلة, وفي هذه الأيـام عاد رأسي يفكـر حول نفس الموضـوع مرة أخرى بعدما تـأكدت أن ما توصلت إليه في المرة الأولـى لم يفلح بتـاتاً البتة, أشعر بصعوبة بالـغة في إختيـار مـا أود الكتـابة عنه, أعزائي, وصـرت أعتقد أني أخطـأت حين قررت فتح هذه المدونـة !

هل أكتـب عن معـاناتي... مهلاً, أنا لا أعــاني من شي -ولله الحمد- .. اممم, هل أكتـب أو أدافع عن قضيـة ما؟ جمـيل, لكن ما هي هـذه القضية التحفنـجية(مع الإعتـذار للرائع عمّار المعمري) التـي قد يقع إختـياري عليهـا, بل ما هي القضيـة التي قد ترضـى بواحد زي حضرتي بالكتـابة عنها !
ماذا بعد؟!!!
لا أريد أن أكتـب بضع كلمـات شاعرية أو رومنسيـة حول أمـور كـ"الشـوق" أو "الحب" أو "الخيـانة" ويـأتي أحدهم ليعلـق على التدوينـة بـ(مؤلم, مؤثـر, ...الخ) أو أن يتـأوه ثم يسرد لي قصة حياته المؤلـمة الحزيـنة, مع إحتـرامي لمن يفعلـون ذلك ! .. ولا أريد أن أكتـب عن المواضيع السيـاسية وأقـول "لا" لكـل شيء وأعـارض كل ما تفعله الحكـومة فقط لشغـل "المزاج" دون النظـر إلى الأمـور بموضـوعية وواقعيـة(وهذه الظـاهرة -للأسـف- منتشرة في التدويـن العربي السيـاسي) .. ولا أريد أن أظهر لوطنـي تلك الصـورة القـاتمة بكتـابتي حول الفسـاد "فقط" فيه أمـام القـارئ الذي قد لا أكـون وإيـاه بالضـرورة من نفـس أبناء الوطن, وهنـا أنوه بأنني لا أدعـو أبداً إلى "تلمـيع" صورة البلد بينمـا هي أصلاً قاتمـة, والكذب على النـاس, وجعـل الوطن "مدينـة فاضلـة" بينمـا هو ليس كذلك, بل على النقيـض تمـاماً, أدعـو -بقـوة وعنف شديدين- إلى نشـر الفسـاد الذي ينهش في جسد الوطـن ليعلم الذين يعيثـون في فساداً أن هناك من يعلـم حول ما يفعلــون, وأن هنـاك أمل ولو كـان طفيف بمجئ اليـوم الذي سيحـاسبون فيه على أعمـالهم, وأنه من الممـكن جداً أن "تقشــع عمـاراتهم", ولكــن, يجـب أن يكـون هنـاك قدر ولو قليـل من الإنصـاف, فمثلمـا هناك السيء هنـاك الطيب, ومثلمـا هناك الغـث هنـاك السميـن ! ؛)

يشـدني هذا الموضـوع إلى موضـوع آخر, لمـاذا قررت أن أدوّن مادام ليس لدي فكـرة حول ما أود الكتـابة عنه؟! .. سؤال وجيه وفـي محله, لكــني حقاً لاألقـى له جـواباً !

إنـي في حيرة من أمـري كبيـرة, يا أصدقـاء .. وعلـى ما يبـدو أني سألجــأ إلــى تـرك الأمـور تجري, والزمـن كفيل بحـل هذه المشكلـة !

إلـى ذلك الحين أتـرككم مع بحيـرة بجع تشـايكوفسكـي علهـا تكـون كـ"لفــحة المكـيّف" في يـوم مشمـس حـار أو كـ"الجـاكيت" في عـز الشتـاء :



إلـى لقـاء قـريب بإذن الله ..