انتهت اللعبة .. كوت...
لكن الجوكر ليس معكم!

في لعبة الورق التي تسمى (المشترى) يمكن أن تنتهي اللعبه من منتصفها بكلمة كوت. ومعناها تم الاستيلاء على كل ورق اللعبة من قبل أحد الفريقين، ليعلن عضو الفريق المشتري بأن اللعبة كوت، لكن في ذات الوقت هذا الاعب بنى تخمينة بأن ورقة الجوكر مع فريقه والا انتهت به كلمة كوت الى الخسارة المضاعفه إن لم يصدق حدسه.
********
صاحبي الذي سأفضح سره لكم لم يكن يتوقع بأن يكون مشواره العملي وكفاح السنين بالنسبه له ينتهي بورقة تصله بالبريد البطيء ! لقد تم الاستغناء عن خدماتك نهائيا. وبوصول هذا القرار ليدك يكون فصلك من العمل قد تحقق! مذيلة بحروف معجونه كتوقيع.

فبجرة قلم كان صاحبي الطبيب المتمرس باحث عن عمل!!
ما ذنبه؟ كيف صار فصله ؟ هذا ما سوف أخبركم به .
*******
كان طموحه أن ينال الاختصاص، ولكن للوصول لخطوة كهذه عليه أن يلملم الأوراق ويجمع الحقائب ليكون في ظرف ثلاثة أعوام في الضفة الأخرى من العالم. فاجتهد واقنع مسئوله المباشر بأن الخير في الاختصاص كبير له وللمؤسسة التي هي في أشد الحاجة للتطوير، فبعد شد وجذب لم يجد المسئول عن الإلحاح من مهرب، فوقع القرار بامتعاض في امتعاض.
بدأ صديقي رحلته بكل همه واقتدار لدرجة جعل عيون مشرفيه تمنحه فرصه ذهبية بأن يكمل المشوار ولا يكتفي بما جاء له لان طموحه كبر بفعل الإمكانيات البحثية الكبيرة المتوفرة فوجد نفسه تجره نحو البحث وبذلك يحصل فوق الاختصاص على الدرجة العلمية الكبيرة وهذا يتطلب منه زيادة في الوقت وتوقيع قلم نظيف يسانده.
فأرسل الأوراق بالأدلة والبراهين وقدم الهبة الكريمة لرئيسه المباشر، والذي بدوره طبعا عكف على منحه كل وسائل التضييق، وأخرج له الشروط والقانون لمثل حاله.

فنحن يا طبيب لسنا بحاجة إلى شهادة كبيرة ، فبالاختصاص نكتفي، فارجع سالما لنا° فنحن لك في أشد المنى، طموحك فلتسامحنا ضعه على أقرب شاطئ لهم، وأحزم أمتعتك° فنحن نطبق القانون معك - قدس الله سره- فلن نحيد قيد أنمله، وهذا كلامنا الأخير لك، وإلا فلا تلومنا نفسك.

فأرسل الخطاب والخطاب والخطاب، فلم يجد سوى الاعتذار، ثم تحولت الخطابات التي تصله إلى التنديد، ومن ثم تحولت بقدره قادر إلى الوعيد عندما تجاوز حدوده وناشد بخطاباته منسق الوزير.
ولحرص صديقنا الطبيب على أن الفرص إذا أتت لن تعود من جديد، فآثر- لأول مره - شق عصا الطاعة، ومواصلة مشوار الباحث الطبيب، لما فيه من الخير الأكيد. هنا صاحبنا تحول إلى مأساة من نوع جديد، حيث أصبح معلق بركن شجره يابسه عجوز ، هكذا حظه العاثر قد ارتسم، فهكذا يكرم مجتهد رأى طموحه قد كبر؟

أصبح صاحبنا يتسلى معنا بلعب الورق، كهواية أدمنها لينفث همومه، فكان غير الفوز لا يرضى، وكان يخبر أصدقائه بما جرى لطموحه الذي أنكوى، فأصبح وأصبحت سيرته بطول حرب البسوس، حيث تجزأت وتحولت مسلسل كلما أراد أن يصل بها لنهاية جاءته عقبه من جديد، حتى أصبح متعارف لجميع أصدقائه بنحس مسئوليه، فكلم أرادوا أن يشتتوا تركيزه في اللعب ذكروا له اسم مسئوله المباشر ، وذيلوا كلامهم بما تخبر به الجرائد.
فكان لا يمل أن يعيد أن اللسان بلا عظم، ومن يصدق الجرائد وهي تفرش للموائد.

وفجأة، في يوم لعب قد تحمس ليفوز° جاءه اتصال من زوجته، ونحن نهم بأن ننهي ختام التحدي في اللعب.
هناك ظرفين بالبريد أحدهما عليه طابع البلد..
أوجم صاحبنا للحظة حين أخبرته زوجته بأنها قرأت الخطاب، وفيه قرار فصله من العمل ، فصرخ فينا، باركوا لنا قد فصلنا من هناك ونحن ها هنا.
فصمتنا وصعقنا من هول الخبر!!
فأما هو فواصل حديثه مع زوجته، وبأن خطابه الثاني جاءه من هنا، حيث كرم بمنحه الإقامة الدائمة، وبالطبع وظيفة قادمة له بأضعاف الثمن.
فهنا أخذنا أنفاسنا وسقطه الأوراق من أيدينا....
فأمرنا بمواصلة اللعب.
وبتحدي أعلنها مدوية بأن الكوت لن يكون من نصيب خصمه وإن طال اللعب.

فما هي سوى دورة ورق أولى إلا وأعلنا نحن خصومه، بأن الكوت عليه، وقد أنهزم.
لكنه فاجأنا، بأن الجوكر الكبير في يده، فكيف فكرنا أن ننتصر عليه.

فضحكنا وضحكنا وضحك، فليسلم الضحك الجميل لحالنا، هكذا صاحبي قد ختم.









المصدر : مدونة سعيد السيابي