الوطن -

حمد بن سعيد الصواعي



انطلاقا من أن أي تطوير وإصلاح لكافة مؤسسات الدولة،لايتم إلا بتطوير التعليم ، فهو يمثل الركيزة الأساسية وعمودها الفكري في مواجهة التحديات في عصر المعرفة والذرة ، فمن مخرجات التعليم تكون النواة لمؤسسات الدولة والقطاع الخاص وبالتالي هي الشريان المغذي للاقتصاد والصحة والقضاء ومؤسسات التعليم والقطاع الخاص ، ومن هنا لا تألو وزارة التربية جهدا في تسخير كل إمكانياتها من أجل توفير مناخ تعليمي صحي يتلاءم مع معطيات الحاضر من أجل إعداد الطالب ، حيث أصبحت المهمة ليست فقط تحليل الماضي ، وفهم الحاضر، أي ما كانت عليه من قبل ، المهمة أصبحت الآن تدريب الطالب على سرعة التوقع والتغيير من خلال القدرة على مواكبة الثروة العلمية والتكنولوجية التي يشهدها العالم ، يقول توفلر : إن الآلات سوف تتعامل مع المواد ، بينما يقتصر تعامل الإنسان مع الأفكار والمعارف ، ويقصد أن الآلات سوف تتعامل مع المشاكل التي حلت من قبل ، أما الإنسان سوف يتعامل مع مشاكل جديدة غير موجودة من قبل ، ومن هنا يجب أن ننطلق ، لأننا نملك كل مقومات الدافعية والإنجاز ، والمناخ السياسي والاجتماعي والاقتصادي المتماسك بفضل قائد محنك هو حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ الذي رسم الخطوط لبناء دولة عصرية ومن خلال خبراتي وتجاربي الميدانية بالمدارس ، أقول وبكل صراحة : إن عملية التطوير في المنظومة التعليمية صعبة للغاية ومعقدة ، ولكنها ليست بمستحيلة ، أمام إرادة شعب جبار قادر بأجياله المتعاقبة، في هذه الأرض الطيبة أن تنمو في هذه المنطقة الخليجية ، دوله صناعية ، فالكل مدعو للتطوير ولتكن صرخة مدوية من قبل الجميع رجال الاقتصاد ، ورجال الإعلام ، والمتخصصين وذوي الخبرات المنهجية والميدانية ،،، وبالتالي أقترح عقد حلقة للعصف الذهني والفكري حول تقييم العناصر التعليمية الأربع(الطالب ،المعلم ،المنهج،المدرسة) يشارك بها متخصصون تربويون من دول أوروبية ودول شرق آسيويه،،وبعدها بلورة ما تم التوصل إليه حول هذه العناصر،ولعل أبرز ما يمكن التطرق إليه: ـ تفعيل برنامج تقويم التعليم الذي ناشد به صاحب الجلاله السلطان قابوس الذي وفر كافة متطلبات العمل وسخر كافة الإمكانيات لهذا النظام للارتقاء به وذلك إيمانا منه بحيوية التعليم في تقدم الشعوب ،وفي هذا الصدد نناشد بعنصرين :

ـ توسيع دائرة جلب المتخصصين من دول أوروبية وشرق آسيوية للاستفادة من خبرات تلك الشعوب وتوظيفا بالشكل الصحيح في العملية التعليمية .

ـ الاستفادة من الخبراء المتخصصين العمانيين في عملية الإصلاح .

ـ الاستفادة من العالم الجليل الشيخ أحمد الخليلي مفتي عام السلطنة في هذه المرحلة ، لأنه لدية الكثير من العلم والمعرفة ، كفيل أنت يوظفه خدمة للتعليم، كعقلية فذة في عمان .

ـ أعادة تقييم الأهداف التربوية للمراحل العليم الأساسي على أن تكون قابله للقياس والتقويم من خلال معالجة العامل الذي يحققه المدخل على المخرجات.

ـ مراجعة ودراسة واقع الأشراف التربوي من خلال أهدافه وأعماله وعلاقته مع المدارس.

ـ العمل على دراسة منظمات خاصة من المعلمين،ومشاركتهم في اتخاذ القرارات من خلال تفعيل دورهم الميداني لتوظيف خبراتهم المهنية والعلمية عند صدور اللوائح التنظيمية للطلبة والهيئات التدريسية .

ـ العمل على إيجاد آلية لتفعيل الرقابة الخارجية ،وتحديث نظام المسائلة وفق أطر حديثة وقابلة للقياس والتقويم .

ـ العمل على قياس مستوى تحصيل الطلبة ومتابعة ذلك بدقة في تنفيذ مراحل التقويم التكوينية والختامية من خلال ملفات الطلبة والمشاريع والأوراق الامتحانية

ـ تفعيل ندوات ومحاضرات وورش عمل ،في الارتقاء بالجهاز الفنى والإداري والتدريسي للكادر التابع للوزارة حول الجانب النفسي وكيفية تناوله بطرق علمية بعيدة عن الحشو .

وفي الختام أصبح الكل مدعوا الى التطويركلا في مجالة،وقد نضع الرؤى والتصورات والخطط ،والبرامج ،والانشطة ،وكل مايشمل عملية التطوير والتحديث على (الورق) بوطنية ،وحسن نية،ولكن يبقى الرهان على الجنود المجهولين وهم الرقم الصعب في منظومة التغيير والإصلاح انطلاقا من مسلمة مفادها أن الإنسان قوة فاعله في التاريخ ، وأن بيده يحدد مستقبله حيث المستقبل ليس أمر مفروض على المجتمعات.