الحوادث بين ضعف البصر والبصيرة

    • الحوادث بين ضعف البصر والبصيرة

      الوطن -

      حمد بن سالم العلوي:



      إن التقرير الذي أصدره النادي الأوروبي للسيارات مؤخراً، يشير الى وقوع بعض الحوادث بسبب ضعف الرؤية بالنسبة للأشخاص المتقدمين في السن ، لأن قوة الإبصار لديهم أصبحت متدنية ولا تساعدهم على تفادي الحوادث مع الآخرين ، ولقد كانت النصيحة للمسنين أن يمتنعوا عن السياقة وخاصة في الليل ، وهذا إجراء سهل على الأوروبيين الاقتناع به وسيمتنعون عن السياقة بقناعة ذاتيه، ولكن من سيقنع (ربعنا) في الامتناع عن السياقة إذا ضعف بصرهم، وقد أصبحت بين أيديهم رخصة مدى الحياة، وهات عاد من يفك الشايب من السياقة ما دامه يشوف بمسافة طول عصاه، ومنطقه في ذلك أنه لن يتسبب في الحوادث لأنه لن يسرع، لكنه لم يفكر أنه سيخطي في التقدير بسبب ضعف البصر عندما يدخل الطريق أمام السيارات المسرعة.

      وهذا كله لا يعد مشكلة مستعصية، وإنما المشكلة تكمن في جيل الشباب، ليس بسبب ضعف البصر لأن بصره قوي، وحتى إن كان نظره ضعيف قليلا فأنه سيستخدم نظارة طبية أو عدسات، أو حتى أنه سيلجأ لعملية تصحيح النظر بواحدة من الوسائل الحديثة، ولكن المشكلة عندنا تكمن في ضعف البصيرة وليس البصر، ففي أوروبا لم يذكروا في تقريرهم أنهم يواجهون مشاكل في الحوادث التي يقترفها جيل الشباب بسبب ضعف البصيرة، ولكن مشكلتهم مع سواقين تجاوزوا الستين من العمر، وبسبب ضعف البصر وليس ضعف البصيرة على عكس الحالة عندنا، حيث إن الحوادث انحصرت في بلادنا بين جيل الشباب، وعلى الأخص الفئة العمرية بين (18 - 30) سنة، إذن مشكلة الأوروبيين في ضعف البصر .. ومشكلتنا في ضعف البصيرة.

      إذن لن تحل المشكلة في بلادنا، حتى نعرف ونعترف من إن السرعة والتهور، والقيادة باستعجال، وعدم احترم الآخرين في الطريق، وضعف الفنيات في السيطرة على المركبة عند حدوث طارئ، كل ذلك يمثل أهم الأسباب في وقوع الحوادث، ولا يكفي أن نعرف وحسب بل لا بد أن نعترف بهذه المشكلة، وأن نقر بالرغبة الأكيدة في السعي لحل هذه المشكلة بتضامن جماعي واجتماعي، وان من لا ينصاع للتوجه العام للمجتمع بشأن رغبته في الحد من الحوادث، لا بد من أن يردع بقوة القانون، ومن هذه الضوابط أن يمنع السواقين غير الملتزمين بالنظام من السياقة لفترة مؤقتة، وان لم يفلح هذا الإجراء معهم يتم منعهم منعا باتاً من السياقة، فعندما يعرف الناس إن هناك عقوبات رادعة تنتظر المتهورين والمهملين، سوف يكفون عن تكرار اقتراف الأخطاء والحوادث، وسيسود الهدوء والطمأنينة في الشارع.

      ** ** **

      *- حتى لا ننسى:

      - إن وفيات العام قبل الماضي (798) أما وفيات العام الماضي ( 951 ) شخصاً ، وكذلك الإصابات (8531) و (10558) شخصاً في العام الماضي أيضاً ، وكل هذا يحدث بسبب متكرر ، وهو خطأ يسبق وقوع الحادث (مخالفة مرورية) واحدة على الأقل !!.


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions