متابعة – يونس بن علي العنقودي وسعيد بن صالح العبري

اختتمت فعاليات مهرجان المسرح المدرسي الأول وتكريم الفائزين، والذي نظته الوزارة ممثلة في المديرية العامة للبرامج التعليمية دائرة الأنشطة والتوعية الطلابية واستضافته المديرية العامة للتربية والتعليم لمحافظة مسقط، وذلك على مسرح مدرسة دوحة الأدب بالخوير.

رعى حفل الاختتام معالي يحيى بن سعود السليمي وزير التربية والتعليممشروع متكامل بدأ حفل الختام بكلمة وزارة التربية والتعليم ألقتها سعادة الدكتورة منى بنت سالم الجردانية وكيلة الوزارة للتعليم والمناهج قالت فيها: لقد عشنا وإياكم 4 أيام من الإبداع والفن الهادف من خلال حضور مجموعة من العروض المسرحية الرائعة التي قدمها أبناؤنا الطلبة خلال فترة هذا المهرجان، والتي شملت أربعة عروض تنافست على جوائزه المختلفة، فضلا عن عرضين موازيين.

وأضافت سعادتها قائلة: تأتي هذه العروض بوصفها ثمرة لأفضل ما تمخضت عنه مسابقات نشاط المسرح المدرسي على مستوى السلطنة مثلما هي ثمرة لمجموعة من الحلقات التدريبية في مجال إعداد الممثل ومسرح العرائس، بالإضافة إلى الجلسات التحليلية للعروض المشاركة.

وقالت سعادة الدكتورة وكيلة التعليم والمناهج في كلمتها: انطلاقا من حرص وزارة التربية والتعليم على تنمية قدرات الطالب وملكاته الخلاقة ووضعة في دائرة الاهتمام، فقد تبنت مشروعا متكاملا لتطوير نشاط المسرح المدرسي يبدأ من المدرسة ثم التنافس في مجالات أرحب، واشتمل المشروع على تنظيم مسابقة العرض المسرحي العام وتشكيل فرق مسرحية تربوية في كل محافظة ومنطقة تعليمية، ثم يتوج ذلك بتنفيذ مهرجان سنوي للمسرح المدرسي.

** توصيات

بعدها قام الدكتور عبدالكريم جواد رئيس لجنة التقييم لمهرجان المسرح المدرسي الأول بقراءة توصيات لجنة التقييم والتي تمثلت في التأكيد على أهمية استمرارية المهرجان وتطويره في كل دورة، وإتاحة الفرصة لمشاركة المناطق التعليمية المختلفة في العروض المسرحية، واقتراح مسابقة لكتابة النص المسرحي للفئات العمرية المختلفة، مع تنظيم دورات لكتابة النصوص المسرحية، واقتراح وضع منهج عملي مبسط لأبجديات التمثيل المسرحي، ووضع توصيف لمهرجان المسرح والفرق المشاركة فيه.

** مسرحية المغناطيس

عقب ذلك تم عرض للمسرحية المنهجية (المغناطيس) وهي المسرحية الفائزة بالمركز الأول في مسابقة التمثيل لمسرحة المناهج الدراسية للعام الدراسي الماضي، تناولت فكرتها تاريخ معرفة الإنسان للمغناطيس الطبيعي والذي بدأ منذ 2000سنة. وهو ليناسب الأغراض الصناعية، ولذلك صنع الإنسان مغناطيسات بأشكال متعددة تسمى بالمغناطيسات الصناعية.

وهي مختلفة الأشكال فمنها: مغناطيس اسطواني ومغناطيس متوازي المستطيلات، ومغناطيس حذاء الفرس ومغناطيس القرص ومغناطيس الكرة. ومهما اختلفت أشكال المغناطيسات، وتقوم المسرحية بتوضيح بعض هذه خواص المغناطيس من حيث أشكال المغناطيس الصناعــــي وكذلك توضيح المواد التي يجذبها المغناطيس كالحديد، والكوبلت، والنيكل، والكروم، والمنجنيز. والمواد التي لا يجذبها المغناطيس كالورق،الخشب، والزجاج، والبلاستيك، والقماش وبعض المعادن كالنحاس والألمنيوم والذهب. كما تناول العرض المواد التي تسمح للقوة المغناطيسية بالنفاذ من خلالها كالخشب والورق والبلاستيك والزجاج.

** تتويج الفائزين

بعدها تم إعلان أسماء الفرق الفائزة في مهرجان المسرح المدرسي الأول حيث فازت مسرحية (نهاية الصعود) لفرقة تعليمية جنوب الباطنة بالمركز الأول لأفضل عرض مسرحي متكامل، فيما فازت مسرحية (رحلة صياد) لفرقة تعليمية محافظة مسقط بالمركز الثاني لأفضل عرض مسرحي متكامل، وحلت مسرحية (إلى متى؟) لفرقة تعليمية شمال الشرقية في المركز الثالث، ونالت مسرحية (صحراء الخوف) لفرقة تعليمية محافظة البريمي جائزة تشجيعية.

أما جائزة أفضل إخراج ففاز بها المخرج أسعد السيابي عن مسرحية (حكاية صياد) لتعليمية محافظة مسقط، وفاز نص مسرحية (إلى متى؟) للكاتبة ثريا اليزيدية من تعليمية شمال الشرقية، وفاز علي المعمري من تعليمية جنوب الباطنة بجائزة أفضل إضاءة ومؤثرات صوتية وموسيقية عن مسرحية (نهاية الصعود)، وحقق ياسر السلماني جائزة أفضل ديكور عن نفس المسرحية.

أفضل ممثل دور أول فكان مناصفة بين عمرو توفيق عن دوره في مسرحية نهاية الصعود، ومحمد البلوشي عن دوره في مسرحية صحراء الخوف، فيما فاز بأفضل ممثلة دور أول مناصفة كل من لمياء الشبيبية عن دورها في مسرحية إلى متى، ومنار بالفورا عن دورها في مسرحية نهاية الصعود.

أما أفضل ممثل دور ثاني فكان مناصفة بين همام أحمد كشوب عن دوره في مسرحية رحلة صياد، ومحمد الهنائي عن دوره في مسرحية صحراء الخوف، فيما تقاسمت كل من منارة الراشدية عن دورها في مسرحية إلى متى وعنود المقبالية عن دورها في مسرحية صحراء الخوف جائزة أفضل ممثلة دور ثاني.

** مواهب تبشر بالخير

المشاركون في مهرجان المسرح المدرسي الأول عبروا عن سعادتهم بالمشاركة، حيث يقول الدكتور محمد الحبسي أستاذ بقسم الفنون المسرحية بجامعة السلطان قابوس ومدرس مادة المسرح المدرسي ورئيس الجمعية العمانية للمسرح وأحد النقاد المشاركين في المهرجان: مهرجان المسرح المدرسي الأول يعتبر خطوة رائدة بالنسبة لمسيرة المسرح المدرسي خاصة والمسرح العماني عامة، ومن خلال هذه الدورة الأولى كنا سعيدين بأن نرى الجهود المبذولة في هذا المهرجان من قبل اللجنة المنظمة بالوزارة والمديريات العامة للتربية والتعليم بمختلف المناطق والمحافظات، والتي قدمت مواهب طلابية تبشر بالخير خاصة إذا ما تم تبنيها خلال المرحلة القادمة، متمنين المزيد من المشاركات خلال المهرجانات مقبلة.

** انطلاقة

فيما تقول وفاء بنت سالم الشامسية مخرجة العمل المسرحي (صحراء الخوف) الذي قدمته المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة البريمي وحاز على الجائزة التشجيعية تقول: إن هذا المهرجان يعتبر انطلاقة رائدة في تاريخ المسرح المدرسي، وسيسهم إسهاما مباشرا في الارتقاء بمستوى الطلاب والمشرفين على المسرح في كل منطقة تعليمية.

وأشارت بأن العروض تفاوتت بين الدرامية والمنولوجية وعرضت فيها الكثير من المواهب الواعدة، وأظهرت مدى حرص الطلاب والمشرفين على تقديم كل جديد وإبراز مواهبهم فكانت العروض جيدة، وتضيف بأن الطلاب استفادوا من هذه التجربة في توسيع مداركهم والتعرف على الثقافات المختلفة وعلى آراء ووجهات نظر متباينة في جميع ما يتعلق بالعمل المسرحي، وتقترح بأن يتم الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة وتبني مواهبهم في مجال المسرح المدرسي.

** عروض جيدة

ويضيف أسعد بن سالم السيابي المخرج الحائز على جائزة أفضل مخرج عن مسرحية (حكاية صياد) المقدمة من المديرية العامة للتربية والتعليم لمحافظة مسقط: بأن المهرجان يعد بادرة طيبة من الوزارة ودفعة قوية للنهوض بالمسرح المدرسي ويرى بأن العروض التي قدمت كانت جيدة ومتقاربة في مستواها من حيث توظيف جميع عناصر المسرح.

أما عن الفائدة للطالب فيقول السيابي: بلا شك التجربة تجعل الطالب يتبادل خبراته مع الآخرين من خلال العروض المقدمة والحلقات العملية المنفذة، وكشف الطاقات الطلابية ظهرت خلال هذا المهرجان. ويقترح بأن يقام هذا المهرجان بشكل دوري ويتنقل بين مختلف مناطق السلطنة، وتوسع دائرة العروض المشاركة.

** تطوير للمسرح

ويرى محمد بن خميس المعمري مؤلف (مسرحية نهاية الصعود) المقدمة من تعليمية الباطنة جنوب التي حازت على المركز الأول من بين العروض المشاركة: أن مهرجان المسرح المدرسي الأول بداية انطلاقة حقيقية في تطوير المسرح المدرسي بصفة خاصة والمسرح العماني عموماً.

ويضيف المعمري: بأن العروض كانت متنوعة وممتازة وتلامس حس الطالب وميوله، وعادت عليه بفوائد عديدة منها التعارف وتبادل الخبرات واكتساب المهارات.

** رافد مهم

خالد بن ناصر الضوياني مخرج (مسرحية نهاية الصعود) المقدمة من تعليمية الباطنة جنوب التي حازت على المركز الأول قال عن مشاركته في المهرجان: هذا المهرجان من الروافد المهمة للحركة المسرحية والدرامية في السلطنة، والتي كانت فوائدها للطالب كبيرة والتي أمدتهم بالخبرات اللازمة من خلال الاحتكاك والتجمع وتبادل الخبرات والعروض في حد ذاتها ودورات تدريبية لهؤلاء الطلاب لكي ينهلوا ويستفيدوا منها.

الممثلون المشاركون في مهرجان المسرح المدرسي الأول كانت لهم وجهة نظرهم في المشاركة، حيث يقول محمد بن أحمد الوهيبي الممثل بدور (الجوقة ) وبائع السمك في مسرحية (حكاية صياد): كان المهرجان بمثابة الفرصة لي في إبراز موهبتتي وقدراتي المسرحية، وبينت لي الجلسات النقدية والمشاغل التي أقيمت على هامش المهرجان بعض الأمور التي تفيدني مستقبلاً، ويقترح بأن يتم استضافة المناطق التعليمية المختلفة في المهرجانات المقبلة.

** مواجهة الجمهور

أما نوف بنت سعيد الغافري التي مثلت في دور (شهد) في مسرحية (صحراء الخوف) فتقول: استفدت من المهرجان الجرأة والقدرة على مواجهة الجمهور لأني أشارك للمرة الأولى في مهرجان مسرحي على مستوى السلطنة وأحسست أني أمتلك الجمهور والمسرح نفسه، وتقترح بأن يقام المهرجان القادم في فترة الإجازة الصيفية لكي يتفرغ الطلبة للعمل المسرحي.

ويرى حمود بن علي الكندي الذي قام بدور (الشرطي) في مسرحية (حكاية صياد) فيقول: المهرجان كون لدي صداقات متعددة كما تعلمت كيفية صناعة العرائس كما تعرفت على أنواع المسارح مثل مسرح المحترفين، في مسرحية (نهاية الصعود)، ويقترح بأن يتم إعطاء الطلاب فرصة لتأليف نصوص مسرحية ترتبط بحياة الطلاب في المدرسة.

** زيادة الفرق المشاركة

أما طه بن محفوظ الوهيبي الذي قام بدور (الحكواتي) في مسرحية (حكاية صياد) فيقول: المهرجان ساهم في إبراز موهبة التمثيل لدي إضافة إلى الثقة بالنفس وكسر حاجز الارتباك على خشبة المسرح، ويقترح بأن يتم زيادة الفرق المشاركة وزيادة المشاغل وتطوير المهارات والعمل الجماعي في المهرجانات المقبلة.