اليوم الأول خارج دارسيت .. - جديد معاوية الرواحي

    • اليوم الأول خارج دارسيت .. - جديد معاوية الرواحي


      حالةُ حبّ .. وحالة تفاؤل لا علاقة لها بالسنة الجديدة ..

      امتداد نفسي أخير للخروج الأخير من دارسيت ..





      أخوكم متنهجل، ولا أقصد متنهجل بالمعنى العام للشاب العُماني العازب الذي طفقت مدينة شرسة مثل مسقط تشرِّده من مكانٍ لآخر، ولكن النهجلة لها تجليات نفسية أخرى [حلوة لاه هذي تجليات، كلمة قوية]. أعني التفاصيل الحياتية ليست سوى انعكاسات للرغبات، الوظيفة والمال والمكان كلها تؤثر، تلك بديهيات ننسى أحياناً كم هي مؤثرة في خضم المكافحة الأزلية من أجل البقاء، أو التنافس مع البشر الآخرين من أجل السعادة والاستقرار.



      &&&



      استيقظتُ تمام الخامسة والنصف على صوتِ فيروز وهو يصدحُ بشكلٍ مزعجٍ للغاية. صدقوني حتى لو كانت فيروز شخصياً تغني على باب الغرفة فإنَّ الصوت الذي يوقظكم من النوم هو صوت بغيض، أنصح الأزواج والزوجات أن يوقظ كلا منهما الآخر باللمس، أو بالدفش على الرأس، ولكن الصوت الذي يوقظ المرء هو صوتٌ بغيض. أحسبُ الآن عدد المقاطع الهاتفية التي وضعتُها على هيئة [نغمة إيقاظ] وكم تغيَّرتُ نفسياً تجاهها.

      &&&



      لا يمكنُ إيقاظي بسهولة، وفي الوقت نفسِه يمكنُ ذلك. يستطيعُ أي كائن أن يفسدَ يومي إن قامَ [بتنزيقي] ويكفي أن يصرخَ أحدهم في أذني [قوووووم] لكي أصحو غاضباً معكَّراً مصدعَ الرأس وأُمضي اليوم بصداع هائل وأدِّخن عشرات السجائر دون فائدة، الآن بعدَ أن انقطعتُ كليَّا عن التدخين، أصبحت القهوة هي إدماني الجديد. لم تستطع فيروز إزعاجي صباحاً، وربما لا شيء يستطيع أن يزعجني اليوم إلا سقوط المطر، على عكس ما يتوقع المرء. أستغربُ من هؤلاء الذين يطلبون المطر في الشتاء؟ هل سبب ذلك وقوع عُمان بين مدارين؟ أحدهم كان يوقِّت موسم المطر بموسم [جَداد] المبسلي، ولهؤلاء الذين لا يعرفون كلمة [جداد] فهو موسم [جني الثمار] من النخيل. لستُ أدري إن كان كلامَه دقيقاً، الأجيال العُمانية الحالية لا تتعامل بمواسم الجداد ومواسم ظهور الأنواع المختلفة من الرطب.



      خارج النص:



      يضحكني الأمريكان عندما يسطحون كل شيء، أعني لديهم طريقة في وصفِ [كل ما هو ليس أمريكياً] في سطور بسيطة وكأنما ذلك [شيء عاد وغير مهم وهامشي في الأرض]. أتذكر أحدهم كيف كان يصف النخيل، وأضحك الآن عندما أدرك أنَّه نسيَ تماماً أن النخلةَ في عُمان أكثر من إرث، إنها خيار استراتيجي واختيار وجودي لطريقة عيش. آل مجتمعات زراعية سابقة آل، عجبي !!!



      &&&



      تذكرتُ يومَ الخَميس أنَّها ستكون قدم السنة الميلادية 2009. لماذا أقول قدم؟ لأنَّ السنة تبدأ من الرأس، ألا نستخدم هذه الاستعارات بإفراط، ولدت سنة، إذن 2009م ستموت أيضا. لستُ من هواة الاحتفال في العام الفائت احتفلنا في حفلة تخييم، وهذا العام كثرت الدعوات للاحتفال. آثرت البقاء في دارسيت أقضي يومي الأخير في العام أثرثر معَها.



      كان الانتقال متعباً ومنهكا، أعني أن يحملَ المرء كل ذاكرته وأغراضه والأشياء الماديَّة التي من خلالِها يستطيع أن يشعر أنَّه مستقر، يحملُ كلَّ ذلك ويخرجُ من المكان تاركا كلَّ شيء خلفَه الأمر صعب.



      لا أستطيع أن أقول لكم أنني أحب دارسيت ! ههه سيبدو ذلك مجحفاً. أعني دارسيت خيار ضرورة وأكثر الأمكنة هدوءاً في الجهة الاقتصادية من مسقط. الآن بعد انتقالي للموالح أرى الأشياء بمنظار جديد.





      أولا: عُمان بها الكثير من العُمانيين !! بالأمس عندما كنت مع الأصدقاء في كارفور الأكبر فوجئت أن بعمان عُمانيين كثر. لم أعتد على وجودِهم أو على رؤيتهم، اعتدت أن أشتري الطعام من لولو دارسيت، وهو إن لم تكونوا تعرفون سلفاً المكان الذي يطعمُ الجالية الهندية هائلة الحَجم والضخمة للغاية. أعنى حتى العُمانيين من سكان هذه الأماكن يهربون إلى مناطق أخرى أو يتجمَعون في أقليات عُمانية أمام العدد الهائل من الهنود الذين ينتشرون انتشار الجراد.



      ثانيا: طريقة تصميم الأماكن القديمة في مسقط [روي ــ مسقط ــ مطرح] والمباني تخلق حالة نفسية مختلفة عن الأماكن في الخوض الحيل الموالح مثلاً. هُناك ثمة طابع عزلة مفروض على ساكن المكان، ربما سبب ذلك ذاتي، أعني من له أصدقاء هُناك لا يشعر بذلك ولكنني شعرتُ بالعزلة لعدم وجود أصدقاء لي.



      ثالثا: البشر نفوسهم لم تعد كما كانت، الآن مسألة [شقة] أصبحت شأنا حساساً للغاية وجعلت من البعض مستعدا لطرد أصدقائه من شقَّة هو يمسك عقدَ إيجارِها لأنَّه ببساطة يريد تحوي المكان لسكنٍ عائلي. سيقول قائل، لو أنَّ عمَّتك أرادت أن تسكن معَك في شقَّة هل ستوافق؟ ثانيا هل ستخرج أصدقاءك منها بحجَّة أنَّك [مضطر؟] وهل [ستطلب منهم ذلك] أم ستقول لهم [اخرجوا] تلك أشياء حيوية عندما يكون الأمر عملياً.


      أعني يمكن للبعض أن يرفع شعار [العائلة دائما] ولكنَّ في نهاية المطاف، ليست الإشكالية في الحدث وإنما في التبعات النفسية التي يسببها، وفي الطريقة التي يطرح بها الأمر، أو يطلب. يقول المرء لنفسِه: ماذا سيأتي بعد؟

      سعيد لخروجي من دارسيت .. وهذه المرَّة هو خروجٌ مؤقتٍ كما هو العيش في هذه العاصمة.








      المصدر : مدونة معاوية الرواحي


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions