كتبت : مديحة عثمان

سادت لغة الموسيقى أرجاء فندق قصر البستان، الذي احتضن أولى المهرجانات السنوية لجمعية هواة العود بعنوان "شدو المقام" والذي افتتح تحت رعاية معالي الشيخ ناصر بن محمد الحشار مستشار بديوان البلاط السلطاني، مؤخرا حيث قدمت الجمعية من خلال فقرات الحفل، مجموعة من المعزوفات والمقطوعات الموسيقية من التراث الخليجي، والموشحات الأندلسية تراقصت أنغامها بين العزف المنفرد والجماعي للعازفين العمانيين من أعضاء الجمعية.

حيث بدأت فقرات الحفل، بمجموعة من المقطوعات الموسيقية التي قدمها أعضاء فرقة الجمعية لأشهر العازفين، حيث قدموا مقطوعة تلوين على النهاوند لمارسيل خليفة، ومقطوعة سماعي أحمد قاسم، وأيضا مقطوعة المداعبة لجورج ميشيل، وتلت تلك الموسيقى العذبة أصوات أعذب لمطربين عمانيين قدموا أجمل الأغنيات والتي صاحبت لآلة العود، فقد قدم الفنان ماجد المرزوقي أغنية "تخيل شوف" كلمات ناصر البدري، وألحان ماجد المرزوقي، وأغنية "يا مركب الهند" كلمات يحي عمر ، وألحان سالم الصوري، كما قدم الفنان عبدالمنعم الفارسي أغنيتين هما "جفني لطيف الكرى" لعوض الدوخي، و"إذا الريح هبت" لسالم الصوري وبذلك أعاد شريط ذاكرة الجمهور إلى زمن الفن الجميل، قدمت بعدها الفنانة ليلى بنت نصيب أغنية "زيد الحكي" ألحان مسلم الكثيري وكلمات مسلم الحمر، واختتمت الجولة الغنائية الجميلة الفنانة نوال زايد، بباقة من "الفيروزيات".

تلونت بعدها الأجواء بلون شرقي أصيل، من خلال الموشحات الأندلسية التي عزفتها الفرقة بالمشاركة مع التخت الشرقي وتضمنت مجموعة من المعزوفات هي منيتي عز اصطباري ، وفيك كل ما أرى حسن ، وصحت وجدا ، وأنت سلطان الملاح ، وشجني ، وأهوى الغزال.

عقبتها مجموعة من الأغنيات والمعزوفات الخليجية من التراث، والذي استطاع أن يخلد نفسه في ذاكرة محبي الموسيقى، وأحييتها الجمعية من خلال عازفيها والتخت الشرقي فمن أغنية "يا ليل دانه" إلى أغنية طلال مداح "وترحل" مرورا بأغنية مفتاح خميس "يا طير بلغ سلاماتي"، و"شويخ من أرض" لأحمد الجميري، و"ميحانة" ناظم الغزالي، و"ريانة العود" لفنان العرب محمد عبده، ومن التراث اليمني أغنية "ظبي اليمن".

ومن الأغاني الخليجية التراثية إلى الأغنيات الشرقية التي طابت مسامع الحضور بسماعها أيضا حيث شملت أسماء لعمالقة الغناء والفن الشرقي، فكانت أغنية "سألوني الناس" للفنانة فيروز هي فاتحة الفقرة تلتها أغنية "حب إيه" لأم كلثوم، وأغنية "قولي عملك إيه" لمحمد عبدالوهاب، وأغنية عبدالحليم حافظ "أسمر يا أسمراني"، وأغنية فريد الأطرش "قلبي ومفتاحه"، وختاما أغنية "يا مال الشام" للفنان صباح فخري.

وبمقطوعة أحاسيس للفنان عبادي الجوهر تستهل فقرة حوار وانسجام، الذي دار بين آلة العود والآلات البيانو والجيتار، التي اتحدت لتقديم مجموعة من المقطوعات التي مزجت التراث الأصيل بالحداثة، حيث قدمت الفرقة مقطوعة "سماعي عجم" بمصاحبة البيانو، ثم قدمت "موشح يا غريب الدار" بمصاحبة التخت الشرقي والبيانو والجيتار، وبمصاحبة البيانو عزف عبدالفتاح المعيني مقطوعة "فالس الشرق"، وعزف بعدها بمصاحبة آلات الكمان والجيتار والناي، مقطوعة "لونجا جميل بك"، ومقطوعة "إنت مني" عزفها الجلندى البلوشي بمصاحبة الجيتار والتي قام بتأليفها بنفسه، وقدم فيها ختام الفقرة العازف نبراس الملاهي مقطوعة "سلمى" بمصاحبة البيانو.

استعرض بعدها العازفون من أعضاء جمعية هواة العود مهاراتهم في العزف على هذه الآلة الشرقية، من خلال مجموعة من المعزوفات التي قدموها، فقدم العازف سالم المقرشي "سماعي طرز نوين" تأليف سعيد الشرايبي، و"مشاهد فسفورية" تأليف تشينشين، و"تسميع عود" عزفها مسلم الكثيري التي قام بتأليفها بنفسه، قدم بعدها يعقوب الحراصي مقطوعة "يا مسافر وحدك" لمحمد عبدالوهاب، و"مراسي" عزفها عبدالله العقيل، وأخيرا عزف بدر الزدجالي "سماعي حجاز" تأليف بسام البلوشي بمصاحبة آلة القانون، واختتمت الفقرات بمقطوعة ختامية عزفها أعضاء فرقة جمعية هواة العود وهي مقطوعة "جدارية الحياة" تأليف نصير شمة.

وبالنسبة إلى العازفين الذين شاركوا في المهرجان فهم سالم المقرشي، وعبد الفتاح المعيني، والجلندى البلوشي، وبدر الزدجالي، ويعقوب الحراصي، ونبراس الملاهي، أما عازفو التخت الشرقي عازف الكمان طاهر جمال وصلاح المسافر، وعازف القانون فرح جمال ووهب الضنكي، وعازف آلة الناي مطلوبة الميمنية، وتولى التدريب الموسيقي سالم المقرشي، وعبد الفتاح المعيني، وفي الإشراف الموسيقي فتحي بن محسن البلوشي، وقام بتقديم الفقرات الفنان محمد بن هلال السيابي، والمذيعة سوسن الصقرية، وأعمال الدراما والديكور والصوت والإضاءة قام بها مركز أحلام للإنتاج الفني، وجاسم البطاشي في التأليف الدرامي والإخراج.

تجدر الإشارة إلى أن هذا الحفل السنوي يعد أحد الأنشطة والفعاليات الرئيسية والتي تحرص جمعية هواة العود على إقامتها بشكل سنوي كختام لفعالياتها ومناشطها على مدار العام ، ومن خلال هذه الفعاليات تسعى الجمعية إلى إبراز المواهب والقدرات الفنية والإبداعية لأعضائها ، خاصة وجمعية هواة العود تحرص على تنظيم مثل هذه الفعاليات والأنشطة لتعويد الأعضاء على أجواء مثل هذه الفعاليات وعرض الأعمال الموسيقية أمام الجمهور ، وأيضا لإكساب أعضائها من الهواة المهارات والتعلم والتأسيس السليم في العزف على آلة العود ، وزيادة الإدراك الفني لديهم وإكسابهم المبادئ الأساسية في الموسيقى والعزف ، وأيضا تثقيف أعضائها فنيا وتأهيلهم أكاديميا من اجل تطوير مهاراتهم في العزف الصحيح والمتقن على آلة العود.