الوطن -

يعقوب بن خلفان الندابي:



المواطن العماني سفيرٌ لبلده في أنحاء العالم ويتحتم الأمر عليه أن يكون خير سفير وممثل لأخلاقية الإنسان العماني الذي ينفرد بسمات جميلة ، تجعل دول العالم ترحب به جل ترحيب ، ولعله لا غرابة في الأمر من شيء فقائد البلاد حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ يحظى بتقدير دول العالم قادة وشعوباَ لما عرف عنه من حكمة ومنهجية معتدلة وعلاقاته الطيبة مع كل دول العالم .

ورحلتي للمغرب كشفت لي العلاقة الطيبة بين سلطنة عمان والمملكة المغربية الصديقة من خلال ما يحظى به المواطن العماني من تقدير واحترام وتجلى لي ذلك واضحاً وأنا في مطار محمد الخامس بالدار البيضاء عندما تقدمت لمنفذ الجوازات فقدمت جواز سفري للموظف المختص فبعد إجراء اللازم من قبله والذي لم يتعد الدقائق القليلة ابتسم في وجهي قائلاً " مرحباً بك ابن سلطنة عمان " فانشرح صدري لحسن الاستقبال والمعاملة وقلت في نفسي لعل هذه الابتسامة بادرة خير لما أنا مقدم عليه للحصول على منحة دراسية من إحدى الجامعات المغربية ، وبعد استقراري بالمأوى في مدينة الرباط وددت استطلاع البلد الجميل بأجوائه الجميلة وبمعاملة الناس الطيبة فقمت بجولات سياحية وكنت عندما أستقل سيارة الأجرة بين الحين والآخر أتعرض كثيراً من السائقين للسؤال من أي بلد أنا ؟ فأجيبهم وبكل فخر أنا من سلطنة عمان وبمجرد ما أن أقول اسم موطني أجد الابتسامة من قائدي سيارات الأجرة وأحظى بالترحيب وأسمع عبارات المدح والثناء على الشعب العماني ويقولون لي بلهجتهم:" أنتم شعب مزيان ، ديما نعرف عنكم الأخلاق الطيبة" بهذه العبارات البسيطة في كلماتها الكبيرة في معناها كان يراودني الشعور بالسعادة وتكشف لي عما يتمتع به أبناء وطني من سمعة حسنة بين الشعب المغربي الصديق.

وما زادني بهجة ما لمسته من الأساتذة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط عندما حصل بيننا التعارف وعلموا أني من سلطنة عمان وخاصة أن بعضهم عمل في عدد من المؤسسات الجامعية كجامعة السلطان قابوس وكليات التربية سابقاً ، وبكل أمانة قاموا بالوقوف بجانبي ومساندتي بتسهيل كافة الإجراءات فيما يتعلق بحصولي على منحة دراسية ، وكانوا دائماً يثنون على الشعب العماني قائداً وشعباً على ما لاقوه من حسن ضيافة وترحاب وهم في سلطنة عمان ، وحتى الذين لم يعملوا بسلطنة عمان عاملوني بنفس المعاملة الطيبة من خلال ما سمعوه عن عمان ، وفي حقيقة الأمر هذه المعطيات جميعها أفصحت لي بأننا العمانيين نحظى بتقدير واحترام الجميع ويجب علينا أن نحافظ على السمعة الطيبة .